التهاب رئوي بالمفطورات

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 13:26، 7 أكتوبر 2017 بواسطة كنان الطرح (نقاش | مساهمات) (←‏المعالجة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

الاِلْتِهابُ الرِّئَوِيُّ بالمَفْطُورَات Mycoplasma Pneumonia

يعد الاِلْتِهابُ الرِّئَوِيُّ بالمَفْطُورَات سببًا شائعًا لالتهاب الرئة المكتسب من المجتمع، وقد عزل أول مرة من قطيع مواشي مصاب بالتهاب رئة جنبي عام 1898.

لمحة عامة

تعد جراثيم المفطورة أصغر أنواع الجراثيم الحية، وهي فريدة بين بدائيات النوى في كونها تفتقر للجدار الخلوي الذي تمتلكه الجراثيم عادةً. وهذه السمة مسؤولة بدرجة كبيرة عن صفاتها الحيوية، بما فيها فقدانها لتفاعل تلوين غرام، وعدم حساسيتها لكثير من الصادات الحيوية المعروفة، وأهمها صادات البيتالاكتام.

وقد عرفت هذه الجراثيم (المفطورة المسببة لالتهاب الرئة) أنها أحد أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالتهاب الرئة المكتسب من المجتمع عند الأصحاء تحت سن 40 عامًا. ورغم إمكانية الإصابة بها في أي سن، إلا أنها أكثر شيوعًا عند من هم تحت سن 20 لكن نادرة تحت سن 5 سنوات.

الإمراضية الفيزيولوجية

  • تمتلك هذه الجراثيم المفطورة حركة تزلق متميزة، وعضيات طرفية تسمح لها بالاختباء بين الشعيرات في البطانة التنفسية، ثم تسبب في النهاية نزع الخلايا البطانية التنفسية.
  • تستطيع هذه الجراثيم إنتاج الماء الأوكسيجيني والذي يعتقد أنه مسؤول عن جزء كبير من تخريب الخلايا المبدأي في السبيل التنفسي وعن الضرر الحاصل بأغشية الكريات الحمر.
  • كما يمكن لهذه الجراثيم تفعيل الوسائط الالتهابية، بما فيها السيتوكينات.
  • وقد ظهرت بعض الأنواع المقاومة للصادات الحيوية كالمقاومة للماكروليدات.
  • تمتد فترة الاحتضارن 2-3 أسابيع، بخلاف تلك للأنفلونزا وباقي التهابات الرئة الفيروسية والتي تكون بالمتوسط بضعة أيام.
  • يمكن أن تسبب التهاب رئة شديد في حال أصابت الأطفال، وتسبب متلازمة صدرية حادة عند مرضى فقر الدم المنجلي. ولا تستمر المناعة الناتجة عن الإصابة بها طويلًا. لكن عمومًا يمكن علاجها مع شفاء كامل دون أن تترك أي مضاعفات خطيرة.

الأعراض

  • حمى خفيفة عمومًا.
  • معص.
  • سعال متواصل يسوء ببطء. يتدرج السعال من كونه غير منتج ليصبح منتجًا خفيفًا مع قشع عديم اللون ثم يسوء أكثر مع تقدم المرض.
  • صداع.
  • التهاب حلق واخز.
  • قرحة في الصدر ومضض القصبات.
  • ألم صدري جنبي (نادرًا).
  • وزيز.
  • ضيق تنفس (غير شائع).

التشخيص

تعد الاختبارات المخبرية ذات فائدة محدودة في كشف التهاب الرئة بالمفطورات، فهي تميل لأن تكون غير محددة أو ضمن المجال الطبيعي. فمثلًا قد توجد زيادة في معدل التثفل، لكنها غير محددة. أما عن عدد الكريات البيض فقد يكون طبيعيًا.

الصور الشعاعية

تختلف الموجودات الشعاعية، لكن تظهر بعض الشذوذات. فمثلًا يظهر التهاب الرئة القصبي غالبًا كلطاخات، ويتضمن فصًا سفليًا واحدًا. أما توزع الارتشاح فقد يكون على جانب واحد أو على الجانبين. وقد يوجد انخماص مستوٍ تقريبًا، ويظهر كمناطق مستوية رقيقة من الرئة المنهارة، ويشاهد غالبًا في الصور الجانبية للصدر. كما يتطور انصباب جنبي عند أقل من 20% من المرضى.

المسح المقطعي المحوسب

وهي أكثر حساسية من الصور الشعاعية. فقد يوجد نموذج الشجرة البرعمي، وعتامات عقيدية مركزية الفصيص وتوزع لطخي وعتامات زجاجية وانصباب جنبي عند 15-20% من المرضى.

زراعة القشع

عادةً ما تكون زراعة القشع غير مفيدة، فهي تحتاج لأوساط خاصة، ولا تستجيب هذه الجراثيم لتلوين غرام لعدم وجود جدار خلوي، وتتطلب زراعتها 7-21 يومًا. لكن يمكن للزراعة البلعومية السريعة أن تكون مفيدة نوعًا ما.

الفحوص المصلية

فحص التراص البارد المصلي غير محدد لهذا الداء، لكن نتيجته إيجابية عند 50-70-% من المصابين؛ ولا تنفي النتيجة السلبية الإصابة، أما الإيجابية فقد تداخل مع بعض الإصابات كالإصابة بالفيروس الغدي أو فيروس إبشتن بار أو الحصبة.

أما عن الاختبارات المقبولة من حيث الحساسية والنوية فتتضمن: اختبار تثبيت المتممة واختبار المقايسة المناعية المرتبطة بالأنزيم واختبار التراص غير المباشر.

تفاعل البوليمراز المتسلسل

يستخدم عادةً في الدراسات الوبائية.

مسبار الحمض النووي

يكشف الرنا الريبوزومي في الإفرازات التنفسية، وتصل حساسيته إلى 90%.

البروتين الكاتيوني اليوزيني (المحب للحمض)

ترتفع نسبته عند الإصابة بهذا الداء، وكذلك عند الإصابة بالربو. وربما يقوم بدور في الضرر الحاصل بالبطانة التنفسية وفرط الحساسية المتسارع.

المضاعفات

رغم أن المرض عادةً ما يشفى تلقائيًا، ويكون خفيفًا إلا أنه قد تحصل بعض المضاعفات، ومنها:

الرئوية

  • تصلد فصي.
  • خراجات.
  • انصباب جنبي (15-20%) ودبيلة (نادرًا).
  • التهاب القصيبات الطامس.
  • التهاب الرئة التنخري.

وقد يصل الأمر في حالات نادرة إلى:

القلبية

وقد يصل الأمر ليشمل تظاهرات قلبية كاضطراب نظم القلب والتهاب شغاف القلب والتهاب التأمور.

العصبية

نادرًا ما يصل الأمر للجهاز العصبي المركزي، ويحدث عند الأطفال في المستشفى فيكونون تحت خطر تطوير التهاب مخ والتهاب سحايا خمجي والتهاب النخاع المستعرض واعتلال عصبي محيطي ورنح مخيخي المنشأ.

دموية

قد يصاب المريض بانحلال دم في بعض الحالات في حال تقاطعت الأضداد ضد الجرثومة مع الأضداد ضد الكريات الحمر البشرية مما قد يسبب تدميرها.

جلدية

يمكن أن تصيب أحد المضاعفات الجلدية السابقة 25-33% من مرضى التهاب الرئة بالمفطورات.

هيكلية=

التهاب مفاصل (رغم ندرته) وألم عضلي.

هضمية

غير محددة، تتضمن التهاب الكبد والتهاب البنكرياس. د

عينية

  • التهاب الملتحمة (هو الأشيع بين مضاعفات العين).
  • التهاب الحليمة البصرية.
  • التهاب العنبة الأمامي.

كلوية

  • التهاب كبيبات الكلى: لكنه نادر جدًا.

المعالجة

تعد البنسلينات والسيفالوسبورينات غير فعالة لعدم امتلاك الجرثومة لجدار خلوي.

الصادات الحيوية الفعالة ضد هذه الجراثيم هي من النوع المثبط للجراثيم وليس القاتلة. وأكثرها فعالية هي التتراسيكلينات (الدوكسيسيكلين) والماكروليدات. رغم أنه سجلت حالات مقاومة للماكروليدات، لكنها ما زالت الخيار المفضل عند علاج الأطفال المصابين، حيث يتجنب استخدام الدوكسيسيكلين عند الأطفال تحت سن 8.

في حال لم يستجب المريض للمعالجة بالمكروليدات استجابة مناسبة، فيمكن إضافة الفلوروكينولونات للعلاج.

وتتضمن الأدوية الأكثر استخدامًا:

المصدر: http://emedicine.medscape.com/article/1941994-medication#2