جرثيم الوتدية الخناقية

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

جراثيم الوتدية الخناقية Corynebacterium diphtheriae

تنتمي هذه الجرثومة لمجموعة الجراثيم الوتدية وهي جراثيم إيجابية الغرام غير متحركة هوائية أو هوائية مخيرة منتجة لأنزيم الكاتالاز ذات شكل عصوي. تحوي في جدارها الخلوي بقع رقيقة تسمح لها بإزالة التلوين أثناء استخدام ملون غرام عليها ما ينتج عنه اختلاف في نتيجة التلوين.

لمحة عامة

عرفت حتى الآن 3 سلالات من الوتدية الخناقية، وهي بالترتيب بتناقص فوعتها المرضية: الوخيمة والمتوسطة والهينة. جميع هذه السلالات تنتج ذيفانًا متماثلًا، لكن فقط السلالة الوخيمة تكون أكثر فوعة بكثير من السلالتين الأخريين، وذلك لأنها تنمو بسرعة أكبر وتستنزف إمداد الحديد الموضعي ما يسمح بإنتاج أسبق وبكميات أكبر من الذيفان.

تتضمن السكاكر الموجودة في غشائها: الأرابينوز والغالاكتوز والمانوز، وكذلك 6,6 ثلاثي الهالوز ثنائي الإستر.

بعض السلالات لا تسبب إمراضية، ويعتمد تسبيبها بالإمراضية على قدرتها على الاستعمار في الجوف البلعومي الأنفي و/أو الجلد وكذلك على قدرتها على إنتاج ذيفان الخناقية.

لكن حتى السلاسلات غير السامة، والتي تسبب في حالات نادرة مرضًا جهازيًا؛ يمكن أن تصبح مفوعة بشدة بعد تحولها المستذيب لسامة.

عوامل الفوعة

  • نيوروأمينيداز: يشطر حمض السياليك من سطح الخلية لـ بيروفات وحمض ن-أسيتيل نيورامينيك.
  • عامل تشكل الحبال.


اللقاح

تتضمن المناعة المتشكلة عند البشر ضد هذه الجراثيم إنتاج أضداد لذيفان الوتدية بعد الإصابة السريرية، أو عند التمنيع باستخدام ذوفان الخناق. ولذلك يعتمد التحكم بعدوى الوتدية الخناقية على التمنيع باستخدام ذوفان هذه الجرثومة.

يستخدم الفورم ألدهيد لتعطيل ذيفان الجرثومة، حيث يحضر الذوفان باحتضان ذيفان الخناقية في الفورم ألدهيد بحرارة 37 مئوية ضمن شروط قلوية.

يبدأ إعطاء اللقاح ضد هذه الجرثومة في الشهر الثامن من الحياة، مع سلسلة من ثلاث جرعات أولية يفضل بينها 4-8 أشهر، يتبعها 4 جرعات بعد سنة من آخر جرعة.

يعطى اللقاح عادةً كمزيج لقاحات يعرف باسم DPT، ويقصد به الخناقية (diphtheria) والسعال الديكي (pertussis) والكزاز (tetanus). وأظهرت المسوحات أن هذا اللقاح ضد الخناقية فعال بنسبة 97%.

يمكن أن يترافق استخدام اللقاح مع فرط حساسية، لكن في السنوات الأخيرة استخدمت مستحضرات عالية النقاء للتمنيع مما قلل حدوث هذه التفاعلات التحسسية بدرجة كبيرة.

زراعتها

  • تحتاج معظم سلالاته لتنمو لحمض النيكوتينيك وفيتامين ب5؛ كما يحتاج بعضها لفيتامين ب1 والبيوتين وحمض البيميليك. وبهدف إنتاج أكبر قدر من ذيفان الوتدية الخناقية يضاف للوسط الحموض الأمينية.
  • تزرع الجراثيم عادةً على وسط تيلورات الآغار البوتاسي، وكذلك على وسط لوفلر المصل الدموي المتخثر. إلا أن تشكل المستعمرات يحتاج عدة أيام.


الإمراضية

تسبب هذه الجراثيم إمراضيتها من خلال تضاعفها والذيفان الذي تطلقه. وتسبب الأمراض التالية:

العلامات التنفسية

  • تظهر العدوى الأنفية كتصريف مصلي قيحي أو مصلي دموي.
  • أما بإصابة اللوزتين والبلعوم يلتئم النضح الناتج مشكلًا غشاءً كاذبًا مميزًا لعدوى الخناقية.
  • عادة ما يكون الغشاء أبيضًا رماديًا، رغم أنه يمكن أن يصبح أسودًا أو أخضر مع النخر.
  • يمكن أن يسبب تشكيل الغشاء والوذمة ضيقًا تنفسيًا آخر وإعياءً عضليًا تنفسيًا ما يستدعي التنبيب.
  • في الإصابة القاتلة تتوذم الطرق الهوائية وتتنخر الظهارة المغطاة بالغشاء الكاذب وتنزف الرئتان.

العلامات القلبية

يمكن أن تحصل بعض علامات التهاب القلب غير الملحوظة عند كثير من المرضى، لكن فقط 10-25% من منهم يطور فشلًا قلبيًا سريريًا.

ومن غير الشائع ظهور علامات قصور القلب الاحتقاني (مثل تضخم القلب).

العلامات العصبية

يمكن أن تظهر علامات على فشل العصب القحفي خلال بضعة أيام من بداية المرض، مع شلل الصفيحة اللينة والجدار البلعومي الخلفي مما يسبب عسر بلع وتقيء.

تبدأ الأعراض في مجموعة العضلات الأدنى من الأطراف، ثم تنتشر بعيدًا.

العلامات الجلدية

يمكن أن تسبب الخناقية عداوى جلدية مع تقرحات.


العلاج

  • مصل ضد ذيفان الخناق. يعمل المصل المضاد فقط على تعديل الذيفان قبل دخوله الخلية.

يعتقد بأنَّ المصل المضاد أكثر كفاءة في المرضى ذوي الإصابة غير الشديدة، وكذلك في المرضى المعالجين باكرًا من المرض. لذلك فالمرضى ذوي الإصابة الشديدة وكذلك الذين عانوا من الأعراض مطولًا يجب إعطاؤهم جرعات أعلى من تلك التي لغيرهم.

يظهر بعض الناس أعراض فرط تحسس بعد أخذ المصل المضاد. لذلك يجب أن تكون حقنة الإبنفرين جاهزة لمثل هذه الحالة.

  • العناية الداعمة مهمة أيضًا، وتشمل الراحة وتدبير الطرق الهوائية ومراقبة تطور عداوى رئوية ثانوية، وتدبير المضاعفات العصبية والقلبية.


المصدر

http://emedicine.medscape.com/article/215100-treatment#showall

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK7971/

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1625857/pdf/amjphnation00635-0040.pdf