الفيروسة العجلية

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

الفيروسة العجلية Rotavirus

هي إحدى فيروسات متعددة تسبب التهاب معدة وأمعاء يشفى تلقائيًا. ولكن قد تسبب خسارة كبيرة في السوائل بسبب ذلك الإسهال، وقد ينتج عن ذلك الموت بسبب فقد السوائل.

يتكون الحمض النووي لهذه الفيروسة من 11 قطعة من رنا ثنائي الطاق، مغلف بكابسيد مضاعف. وتصنف ضمن عائلة فيروسات Reoviridae.

غالبًا ما تسبب هذه الفيروسة العدوى في أشهر الشتاء.

أنماط الفيروس

هنالك 9 أنواع لهذا الفيروس، يشار لها على شكل مجموعات A وB وC وD وE وF وG وH و I. ويصاب البشر أساسًا بفيروسات المجموعات A وB وC. وضمن المجموعات هنالك سلالات متعددة تدعى النميطات المصلية.

ويقوم التصنيف على بروتينين على سطح الفيروس؛ وهما البروتين السكري VP7 والذي يتواجد في النميطات المصلية G والبروتين الحساس للبروتياز VP4 والذي يتواجد في النميطات المصلية P. ولأن الجينات المحددة لهذين البروتينين يمكن أن تنتقل لفيروسات جديدة بشكل منفصل فتنشأ تشاركات مختلفة.

يحوي الفيروس على 6 بروتينات تشكل جزيئة الفيروس (VP1 وVP2 وVP3 وVP4 وVP6 و VP7). وبالإضافة لها يوجد بروتينات لا هيكلية، تنتج في الخلية المضيفة (NSP1 وNSP2 وNSP3 وNSP4 وNSP5 و NSP6).

انتقال العدوى

يعد هذا الفيروس معديًا جدًا، وطريق الانتقال الأساسي هو مرور الفيروس في البراز إلى فم طفل سليم، أي الطريق البرازي الفموي.

لذا يعد غسيل اليدين عند تناول الطعام وبعد الخروج من المرحاض أمرًا هامًا. فملامسة سطح ملوث بالفيروس، ثم تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى انتقال العدوى. ويمكن لهذا الفيروس أن ينجو لأيام خارج الجسم على السطوح الجافة. ويمكن أن يعيش لساعات على يد الإنسان.

الفيزيولوجيا المرضية

تسبب هذه الفيروسة التهاب الأمعاء، فتصيب أساسًا خلايا زغيبات الأمعاء الدقيقة، خصوصًا الخلايا القريبة من قمة الزغيبات. ولهذه الخلايا دور هام في هضم السكريات وفي الامتصاص المعوي للسوائل والكهرليات، لذا فالإصابة بعدوى الفيروسة العجلية يؤدي إلى سوء امتصاص ناتج أساسًا عن ضعف تحلل السكريات، والخسارة المفرطة للسوائل من الأمعاء. كما تزداد الحركة المعوية في هذه العدوى ما يزيد من سوء الحالة.

يشاهد الفيروس بكميات كبيرة في البراز حتى قبل بدء الأعراض، ويستمر ذلك حتى 10 أيام بعد ظهور الأعراض.

الوبائيات

تقدر الوبائيات بأنها أكثر من 125 مليون حالة إسهال عند الأطفال سنويًا. حيث يعد الإصابة بها السبب الأهم للإسهال حول العالم عند الأطفال.

هنالك أكثر من 2 مليون طفل بعمر أقل من 5 سنوات يدخلون المستشفى سنويًا نتيجة الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء بعدوى الفيروسة العجلية، ومات تقريبًا نصف مليون طفل بسببها.

الوفيات

قبل اختراع لقاحات جديدة لهذه الفيروسة، كانت تسبب 20-60 حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة لوحدها لأطفال أصغر من 5 سنوات. ومات نصف مليون طفل حول العالم بسببها أيضًا. وكل ذلك ينتج عن نقص حجم الدم الناتج عن الإسهال. وقد يتسبب التجفاف الشديد عند الأطفال بالإصابة بخثار وريدي عميق، أو بخثار وريدي دماغي.

لكن بعد إدخال اللقاح عام 2006 حيز التفعيل انخفضت حالات التهاب المعدة والأمعاء بهذا الفيروس انخفاضًا جذريًا، ليس فقط بين الأطفال الأصغر من 5 سنوات، بل حتى بين البالغين.

الأعراض

تبدأ الأعراض عمومًا خلال يومين من التعرض للفيروس، وتتضمن:

  • قهم.
  • حمى منخفضة.
  • إسهال مائي.
  • إقياء.
  • معص بطني.

وتتضمن الأعراض الناتجة عن الجفاف:

  • النعاس.
  • جلد جاف بارد.
  • غياب الدمع عند البكاء.
  • جفاف الفم.
  • غور العينين.
  • عطش شديد.

التشخيص

يعتمد التشخيص عمومًا على الفحص السريري، وملاحظة علامات التجفاف ونقص حجم الدم، من تسرع القلب ونقص الوزن وغيرها.

ومن الفحوصات المختبرية:

  • المقايسة المناعية للأنزيم.
  • التراص باللاتيكس.
  • المجهر الإلكتروني.
  • الزراعة.

وتتضمن الفحوصات الأخرى قياس مستويات الشوارد عند المرضى المصابين بإسهال متعدد، أو تبدل في الحالة العقلية، مترافقًا مع نوبات، وكذلك قياس مستويات السكر.

العلاج

في معظم الحالات ليس هنالك داعٍ للعلاج. إنما مراقبة الحالة وإعطاء السوائل. المعالجة الداعمة: وتتضمن:

  • تأمين طرق هوائية مفتوحة. ودوران دموي طبيعي.
  • إعطاء بلوعات 20 مل/كغ من محلول كلور الصوديم المعادل للتوتر، أو محلول اللاكتات.
  • المحافظة على إماهة الجسم.
  • تقديم مكملات غذائية.
  • استخدام مضادات الإقياء.

اللقاح

وافقت إدارة الغذاء والدواء حتى الآن على لقاحين ضد هذا الفيروس. وهما RotaTeq و Rotarix. ويوصفان للأطفال بعمر 6 حتى 32 أسبوع (RotaTeq) وبعمر 6 حتى 24 أسبوع (Rotarix).

المصادر