متلازمة ما بعد شلل الأطفال

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

متلازمة ما بعد شلل الأطفال

يشير مصطلح متلازمة ما بعد شلل الأطفال إلى مجموعة من أعراض وعلامات عجزٍ، التي من الممكن أن تحدث بعد عقود من الإصابة الأولى بمرض شلل الأطفال. (بمتوسط 30 إلى 40 سنة).

الأعراض

تتضمن العلامات والأعراض العامة:

  • ألم وضعف عضلي ومفصلي مترقٍ.
  • إرهاق وتعب معمم عند أدنى جهد.
  • حثل عضلي.
  • مشاكل في التنفس أو البلع.
  • اضطرابات تنفس أثناء النوم، مثل انقطاع النفس عند النوم.
  • نقص احتمال الحرارة الباردة.

عند معظم المرضى تميل الأعراض لتتقدم ببطء، وتظهر علامات وأعراض جديدة كل فترة من الزمن.

السببيات

هنالك عدد من النظريات عن سبب متلازمة ما بعد شلل الأطفال، لكن ليس هنالك من سبب أكيد. عندما يصيب فيروس شلل الأطفال الجسم يؤثر على العصبونات المحركة، خصوصًا تلك في الحبل الشوكي التي تحمل إشارة الحركة. ويتكون كل عصبون من 3 مكونات أساسية:

  • جسم خلية.
  • محوار.
  • تغصنات.

عادةً ما تدمر (أو تؤذي) عدوى شلل الأطفال كثيرًا من العصبونات المحركة. ولتعويض ذلك تتضخم العصبونات المحركة الناجية، وتنشأ باقي العصبونات أليافًا جديدة.

يساعد ذلك على الشفاء، لكنه يدفع أجسام الخلايا العصبية أيضًا على تغذية الألياف الجديدة. وبمرور السنوات يؤدي هذا الضغط على جسم الخلية في بعض الأحيان إلى تدهور تدريجي لتلك الألياف، وفي النهاية تدهور العصبون نفسه.

عوامل الخطورة

شدة العدوى الأولى

كلما زادت شدة العدوى الأولى زاد احتمال إصابة المريض ب متلازمة ما بعد شلل الأطفال .

عمر المريض عند العدوى الأولى

يزيد احتمال إصابة المريض بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال في حال إصابته بالعدوى الأولى بعد بلوغه، بدلًا من إصابته وهو طفل.

الشفاء

كلما كان الشفاء أفضل في المرض الحاد، زاد احتمال الإصابة بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال .

النشاط البدني الشديد

يزيد النشاط البدني الذي يصل حد الإرهاق الشديد من خطر الإصابة بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال، نتيجة لزيادة الشدة على الأعصاب.

المضاعفات

نادرًا ما تكون هذه الحالة مهددة للحياة، لكن يمكن أن يؤدي الضعف العضلي الشديد إلى مضاعفات، وهي:

السقوط المتكرر

يجعل الضعف في عضلات الأرجل المريضَ يفقد توازنه ويسقط كثيرًا. ويمكن أن يسبب هذا كسرًا في العظم، مثل كسر الورك، ما يؤدي لمضاعفات أخرى أيضًا.

سوء التغذية والتجفاف والتهاب الرئة

قد تتأثر الأعصاب المتحكمة بعضلات المضغ والبلع، ما يجعل من الصعوبة بمكان على المريض القيام بهذه النشاطات، بالإضافة إلى علامات أخرى.

يمكن أن تؤدي الصعوبة في المضغ والبلع بالمريض لسوء التغذية، وللتجفاف، بالإضافة إلى التهاب رئة ارتشافي، والذي يمكن أن ينتج عن دخول جزيئات الطعام في الرئتين.

فشل تنفسي مزمن

يسبب الضعف في الحجاب الحاجز وعضلات الصدر صعوبة في أخذ نفسٍ عميق، وكذلك في السعال، ما قد يسبب تراكم السوائل والمخاط في الرئتين.

كما قد تسبب السمنة والتدخين وانحناء العمود الفقري والأدوية المخدرة وبعض الأدوية نقصًا في قدرة المريض على التنفس، ما يمكن أن يؤدي إلى انهيار في مستويات الأوكسجين في الدم (فشل تنفسي حاد). ويحتاج المريض حينها لعلاج بالتهوية.

تخلخل العظام

عدم الحركة والكسل المطول يترافق غالبًا مع خسارة في الكثافة العظمية وتخلخل عظام عند كل من الرجال والنساء.

التشخيص

يقوم التشخيص على أخذ التاريخ الطبي والفحص الجسدي، وباستثناء باقي الحالات التي تسبب العلامات والأعراض. وأهم ما يشير لهذه الحالة هو:

  • تشخيص سابق بشلل الأطفال:

قد يتطلب هذا البحث في سجلات طبية قديمة للمريض، أو الحصول على معلومات من أفراد أكبر سنًا في العائلة.

  • فاصل كبير بين الشفاء والمرض:

المرضى الذين شفوا من الهجوم المبدأي لشلل الأطفال غالبًا ما تمتد بهم السنوات قبل ظهور علامات أو أعراض متلازمة ما بعد شلل الأطفال. تختلف بداية التأثيرات المتأخرة على نحوٍ واسع، لكن نموذجيًا تبدأ بعد 15 سنة من التشخيص بشلل الأطفال.

  • البداية المتدرجة:

يبدأ ضعف العضلات متأخرًا، ويصيب العضلات التي كانت قد تأثرت بشلل الأطفال الأول. وغالبًا لا يلاحظ هذا الشلل إلى أن يتداخل مع النشاطات اليومية للمريض.

العلاج

ليس هنالك من علاج لمتلازمة ما بعد شلل الأطفال . وهدف العلاج هو تدبير الأعراض والمساعدة في تحسين جودة حياة المريض قدر الإمكان:

الحفاظ على الطاقة

  • القيام باستراحات أثناء القيام بالنشاطات الجسدية، وذلك لتجنب الإعياء.
  • استخدام عصا أو كرسي للمساعدة في الحركة.
  • تركيب قطع معدنية في المنزل والاحمام لتساعده على النهوض.

العلاج الفيزيائي

قد يصف الطبيب الفيزيائي بعض التمارين لتقوية العضلات دون إعياء المريض. وتشمل عادةً نشاطات غير متعبة، مثل السباحة.

العلاج الكلامي

يمكن أن يقدم طرقًا تساعد في عملية البلع. كما أنَّ تمارين تقوية الصوت قد تكون مفيدة.

علاج عسر التنفس أثناء النوم

قد يحتاج المريض لتغيير نموذج النوم لديه، فيتجنب مثلًا النوم على ظهره، أو يستخدم أداة لفتح الطرق الهوائية أثناء النوم.

الأدوية

مسكنات الألم.

المصادر

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/post-polio-syndrome/symptoms-causes/syc-20355669