داء الشعيات

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

داء الشعيات actinomycosis

تعريفها والعامل المسبب

هي عدوى جرثومية تحت حادة حتى مزمنة تسببها جراثيم خيطية إيجابية الغرام لا هوائية ألفتها قليلة للهواء غير صامدة للحمض.

تتميز بانتشارها المتاخم والتهابها القيحي الورمي الحبيبي، وتشكل خراجات متعددة وطرق جيبية يمكن أن تفرغ حبيبات الكبريت.

الأشكال السريرية الأكثر شيوعًا منها هي الوجهية الرقبية والصدرية والبطنية. ويمكن أن تصاب النساء بداء الشعيات الحوضي.

أماكن تواجد الجراثيم

تبرز جراثيم الشعيات بين الفلورا الطبيعية للجوف الفموي لكن تكون أقل بروزًا في الجزء السفلي من السبيل الهضمي، والسبيل التناسلي عند النساء. ولكون هذه العضيات غير مفوعة فتتطلب العدوى بها اختراق الأغشية المخاطية ووجود أنسجة ضعيفة لتخترق عميقًا في تراكيب الجسم لتسبب مرضًا.

آلية الإصابة بالعدوى

إنَّ داء الشعيات عمومًا هي عدوى متعددة الميكروبات، حيث يعزل عند الإصابة بها من 5-10 أنواع من الجراثيم. قد يتطلب حصول عدوى بها عند البشر وجود مثل هذه الجراثيم المصاحبة للعدوى، والتي تساهم بالإصابة بالعدوى من خلال إحصاف ذيفان أو أنزيم أو من خلال تثبيط دفاعات المضيف.

يبدو أن هذه الجراثيم المرافقة تعمل كعوامل مساعدة مرضية تزيد الاختراقية الضعيفة نسبيًا لجراثيم الشعيات. وقد تكون مسؤولة خصوصًا عن التظاهرات الباكرة لداء الشعيات وعن فشل المعالجة.

عند حصول العدوى يقوم الجسم برد فعل التهابي شديد (أي: قيحي، حبيبي) ويمكن أن يتلو ذلك تليف للأنسجة. تنتقل العدوى نموذجيًا بطريقة متاخمة متجاهلة المستويات النسيجية ومخترقة النسج والأعضاء المحيطة.

أنواعها

داء الشعيات الرقبي الوجهي

هو النمط الأكثر شيوعًا من عداوى الشعيات، ويشمل 50-70% من الحالات المسجلة. تحدث هذه العدوى نموذجيًا بعد جراحة فموية، وكذلك عند المرضى قليلي النظافة السنية.

يتميز داء الشعيات الرقبي الوجهي في المراحل الأولية منه بتورم الأنسجة الرخوة بالمنطقة المحيطة بالفك. يحدث انتشار مباشر للأنسجة المجاورة بمرور الوقت، بالترافق مع حصول نواسير (طرق جيبية) تصرف المادة المادة القيحية الحاوية على حبيبات ذات مظهر أصفر كبريتي (تدعى حبيبات الكبريت).

داء الشعيات الصدري

يشمل 15-20% من الحالات. الآلية المعتادةً لهذه العدوى هي رشف الإفرازات الفموية البلعومية الحاوية على جراثيم الشعيات. من حين لآخر تنتج هذه العدوى بإيصال الجراثيم من خلال ثقب المري، بانتشار مباشر من نتوء شعي في الرقبة أو البطن أو من خلال انتشار دموي من أذية بعيدة.

يتظاهر هذا الداء عمومًا ككتلة أو ارتشاح رئوي، والتي إن تركت دون معالجة يمكن أن تنتشر لتشمل جدار الصدر والتأمور الليفي والجنب. وتؤدي في النهاية لتشكل جيوب تصرف حبيبات الكبريت.


داء الشعيات في البطن والحوض

يشمل داء داء الشعيات في البطن والحوض 10-20% من الحالات المسجلة. يكون عادةً لدى هؤلاء المرضى تاريخ مرضي بإجراء جراحة بطنية أو جراحة أمعاء (مثل: التهاب الزائدة الدودية المثقوبة) أو هضم أجسام غريبة (عظام دجاج أو سمك) مما يؤدي لوصول جراثيم الشعيات إلى النسج العميقة، وكثيرًا ما تصاب المنطقة اللفائفية الأعورية.

ويتظاهر المرض نموذجيًا بورم ينمو ببطء.

الأعراض

داء الشعيات الرقبي الوجهي

  • يتظاهر عند المرضى بآفات عقيدية، عادةً ما تقع عند زاوية الفك، ويزداد حجمها وعددها تدريجيًا (خراجات متعددة) وتشكل في النهاية جيوب تنفتح في الخد أو المنطقة المحيطة بالفك.
  • قد تكون هذه العقيدات طرية في المراحل الأولية، ثم تصبح قاسية جدًا في المراحل المتأخرة. ولا يوجد تضخم للعقد اللمفاوية في الحالة العامة.
  • وقد يصاب المريض بضرر إذا ما أصابت العدوى عضلات المضغ.
  • وقد يصاب المريض بالحمى أيضاً.

داء الشعيات الصدري

يمكن أن تشمل أعراضه:

  • حمى ودنف.
  • أصوات تنفس غير طبيعية، وسعال (جاف أو منتج لقشع قيحي) ونفث الدم.
  • طرق جيبية مع تصريف فيها من الجدار الصدري (أي نواسير جنبية جلدية).

داء الشعيات البطني

  • ندبات من الجراحة البطنية السابقة.
  • حمى منخفضة ودنف (ممكن حصوله)
  • غالباً ما تتوضع الكتلة في الربع الأيمن السفلي وبتكرار أقل في الربع الأيسر السفلي، وعادةً ما تكون الكتلة قاسية وملتصقة بالأنسجة المستبطنة.
  • طرق جيبية مع تصريف من الجدار البطني (نواسير صفاقية جلدية) أو المنطقة المحيطة بالشرج.


داء الشعيات الحوضي

  • كتلة حوضية.
  • غزارة النزف الرحمي.
  • ومن الأعراض الأخرى: أعراض داء الشعيات البطني.


المعالجة

في معظم حالات الإصابة بداء الشعيات يُكتفى بالمعالجة بالصادات الحيوية، إلا أنه يمكن الاستعانة بالمعالجة الجراحية في بعض الحالات.

يعد البنسيلين ج الدواء المفضل لمعالجة هذه العداوى.

المعالجة الجراحية

يمكن أن تتضمن المعالجة الجراحية إجراء شق وتصريف للخراجات، وشق الطرق الجيبية والآفات التليفية العديدة.

وكذلك تخفيف الضغط في العداوى المغلقة إضافةً لتدخلات تهدف لتخفيف الانسداد الحاصل.

المعالجة الدوائية

يعد إعطاء جرعة عالية من البنسلين لمدى مطولة (6 أشهر حتى سنة) حجر الزاوية في معالجة داء الشعيات. ملاحظة: تشمل بعض الصادات الحيوية غير ذات فائدة في معالجة هذه العدوى:

السيفاليكسين.

المصدر

http://emedicine.medscape.com/article/211587-medication#2

https://en.wikipedia.org/wiki/Actinomycosis