عدوى المتدثرة الحثرية

من موسوعة العلوم العربية
(بالتحويل من Chlamydia trachomatis)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

عدوى المتدثرة الحثرية Chlamydia trachomatis

هي عدوى شائعة تنتقل جنسيًا تسببها جراثيم المتدثرة الحثرية.

تصيب هذه المتدثرة كلًا من الرجال والنساء، ومن أي فئة عمرية، رغم شيوعها أكثر عند الشابات. ولكن لا تظهر أعراض على كثير من الناس المصابين.

ليس من الصعب علاج هذه الإصابة، إلا أنَّها في حال لم تعالج فقد تؤدي لمشالك صحية خطيرة.

العامل الممرض

تضم عائلة المتدثرات Chlamydiaceae جنسين. جنس يحوي نوعًا واحدًا وهو المتدثرة Chlamydia. وجنس أليفات المتدثرة Chlamydophila الذي يحوي نوعان.

وتشمل الأمراض التي تسببها جرثومة الجنس الأول المتدثرة الحثرية Chlamydia trachomatis عداوى بولية والتهاب الملتحمة والتهاب رئة وتراخوما وورم حبيبي لمفي منقول جنسيًا (LGV).

للمتدثرة الحثرية 18 نمطًا مصليًا، مصنفة على أساس الأضداد وحيدة النسيلة. تترافق هذه الأنماط المخلتفة مع إصابات مختلفة، كالتالي:

  • الأنماط المصلية A وB و Ba وC: تسبب هذه الأنماط المصلية أمراضًا عينية متوطنة شديدة في أفريقيا وآسيا، تتسم بالتهاب ملتحمة مزمن، ويمكن أن تؤدي إلى العمى.
  • الأنماط المصلية D-K: تسبب عداوى السبيل الجنسي.
  • الأنماط المصلية L1-L3: تسبب ورمًا حبيبيًا منقولًا جنسيًا. يرتبط بمرض قرحي جنسي في البلدان المدارية.

الأعراض

غالبًا لا تسبب الحالة المبكرة أية أعراض. وتبدأ الأعراض بالظهور عمومًا بعد أسبوع- أسبوعين من التعرض للجرثومة. وتشمل الأعراض:

  • تبول مؤلم.
  • ألم في أسفل البطن.
  • نجيج مهبلي عند النساء.
  • نجيج من القضيب عند الرجال.
  • ألم عند الجماع عند النساء.
  • نزيف بين الدورات الشهرية، وبعد ممارسة الجنس عند النساء.
  • ألم في الخصيتين عند الرجال.

كما يمكن أن تصيب هذه المتدثرة الشرج. لكن غالبًا لا تسبب أية أعراض، ويمكن في بعض الحالات أن تسبب ألمًا شرجيًا ونجيجًا ونزيفًا. يمكن أيضًا أن تسبب عدوى في العين من خلال الاتصال مع السوائل الملوثة بالجرثومة.

العدوى

تنتقل الجرثومة من خلال الجنس المهبلي والفموي والشرجي.

كما يمكن أن تنقله الأم لمولودها أثناء الولادة، مسببةً له التهاب رئة أو عدوى عينية خطيرة.

المضاعفات

  • عداوى أخرى منقولة جنسيًا.
  • داء الالتهاب الحوضي (PID).
  • عدى قرب الخصيتين (التهاب البربخ).
  • عدوى في البروستات.
  • عقم.
  • التهاب مفاصل تفاعلي.

قد تتضمن أعراض حديثي الولادة:

  • حمى وسعال ووزييز وكراكر (في حال التهاب الرئة).
  • حمامى ملتحمية أو نجيج مخاطي أو توزم محيط بالحجاج، تكون الأعراض في كلتا العينين في الغالب.

أعراض الورم الحبيبي اللمفي المنقول جنسيًا:

  • تخضم عقد لمفية إربية موضعية.
  • تقرح جنسي.
  • علامة غروف: فصل العقد اللمفية الإربية عن الفخذية بأربطة إربية.

التشخيص

  • تحليل بول: يمكن أن يشير لوجود عدوى.
  • مسحة:

- للنساء: يأخذ الطبيب مسحة من النجيج من عنق الرحم لزراعتها أو لاختبار أضداد المتدثرة.

- للرجال: تدخل ماسحة رفيعة في نهاية القضيب للحصول على العينة. وفي بعض الحالات قد يقوم الطبيب بأخذ مسحة من الشرج.

  • فحص مضاعفة الحمض النووي (NAAT) على عينة أول تفريغ بولي. وهو الاختابر الأكثر حساسية للعينات، ولذلك ينصح باستخدامه، وبسببه قلَّما تستخدم الاختبارات التي لا تتضمن الزرع.
  • يظهر تعداد الدم الكامل ارتفاعًا في الحمضات.

بالنسبة للأطفال المصابين بالتهاب ملتحمة بالمتدثرات يجرى اختبار كشف ضد الدنا أو زراعة الجرثومة أو كليهما.

تتضمن الفحصوات المصلية

  • اختبار تثبيت المتممة: جميع المرضى المصابين بالورم الحبيبي اللمفي المنقول جنسيًا يكون عيار أضداد تثبيت المتممة عندهم أعلى من 1:16. ونصفه الرجال المصابين بالتهاب الإحليل و45% من النساء المصابات بعدوى داخل عنق الرحم لديهم عيار أضداد 1:16 أو أعلى. لكنَّ اختبار التألق المناعي الميكروي أكثر حساسية من اختبار تثبيت المتممة؛ حيث تظهر نتائجه إيجابية عند 99% من الناسء المصابات بالتهاب عنق الرحم و80-90% من الرجال المصابين بالتهاب الإحليل.
  • قياس الغلوبولين المناعي م للمتدثرة: غير شائع الاستخدام عند البالغين. في حين تكون مستويات الغلوبولين المناعي ج للمتدثرة عالية عند البالغين نتيجة إصابة سابقة.

إنَّ حساسية ونوعية والقيم التنبؤية للفحوصات المصلية للمتدثرة ليست عالية كفايةً لجعها مفيدةً سريريًا في تشخيص المرض النشط. لذلك لا ينصح باستخدامها.

العلاج

المتدثرة الحثرية حساسة للصدات الحيوية التي تتداخل مع اصطناع الدنا والبروتين، بما فيها التتراسيكلينات والماكرويليدات والكوينولونات.

ينصح مركز مكافحة الأمراض باستخدام الأزيثروميسين والدوكسيسيكلين كخط أول للعلاج من العدوى. وفعالية هذا العلاج تصل حتى 95%. بدائل:

  • الإرثروميسين والليفوفلوكساسين والأوفلوكساسين.
  • الريفالازيل، وهو فعال جدًا ضد المتدثرة الحثرية وله نصف عمر طويل.
  • كثيرًا ما كان يعد العلاج المعياري لعدوى السبيل التناسلي غير المعقدة هو الدوكسيسيكلين 100 ملغ فمويًا مرتين يوميًا لمدة 7 أيام. لكن جرعة وحيدة 1 غ من الأزيثروميسين لها نفس فعالة مساق الدوكسيسيكلين العلاجي. إلا أنَّ الـ FDA أنذرت من أن الأزيثروميسين قد يسبب لانظمية مهددة للحياة. لذا فالمرضى المصابين بشذوذات القطعة QT أو الذين يأخذون أدوية لعلاج اللانظيمة يجب عليهم تلقي الدوكسيسيكلين بدلًا عنه. ويفضل عمل اختبار بعد 3 أشهر من العلاج. بسبب الاحتمال العالي لعودة الإصابة.

كما يعد الأزيثروميسين فعالًا في علاج التهاب الإحليل.

  • يعد الأوفلوكساسين 300 ملغ مرتين يوميًا لمدة 7 أيام والليفوفلوكساسين 500 ملغ مرة واحدة يوميًا لمدة 7 أيام علاجات بديلة تبعًا للدلائل الإرشادية من مركز مكافحة الأمراض.
  • في حالة المرضى المصابين ب داء الالتهاب الحوضي ينصح باستخدام العلاج الحقني والفموي، إلا أن حقن الدوكسيسيكلين مؤلم حقنًا، لذا يستخدم فمويًا. وتتضمن العلاجات الحقنية المنصوح بها السيفوكسيتين والسيفوتيتان مع الدوكسيسيكلين لمدة 14 يومًا، أو كبديل عنه الكلينداميسين مع الجينتاميسين أو الأمبيسيللين – سلباكتام مع الدوكسيسيكلين.
  • تُعالج ذات الرئة الناتجة عن المتدثرة وكذلك التهاب الملتحمة الناتج عنها المتدثرة لمدة 14 يومًا.

يوصف العلاج أيضًا للشريك الجنسي أيضًا.

المصادر

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/chlamydia/diagnosis-treatment/drc-20355355

https://emedicine.medscape.com/article/214823-overview#a2