طاعون

من موسوعة العلوم العربية
(بالتحويل من داء الطاعون)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

الطاعون The Plague

يعد الطاعون عدوى جرثومية يمكن أن تكون مميتة. يشار إليه أحيانًا بـ "الموت الأسود".

يدعى العامل المسبب لهذا المرض جراثيم اليرسنية الطاعونية Yersinia pestis.

توجد هذه الجراثيم في الحيوانات في أنحاء العالم، وتنتقل عادةً للإنسان عبر البراغيث.

يكون خطر الطاعون في أعلاه في المناطق ذات التصريف الصحي السيء، والازدحامات الشديدة ووجود أعداد كبيرة من القوارض.

كان الطاعون في القرون الوسطى مسؤولًا عن موت ملايين الناس في أوروبا.

أما اليوم فتسجل تقريبًا 1000-2000 حالة حول العالم، أكثرها تكون في إفريقيا.

يمكن أن تؤدي الإصابة بالطاعون للوفاة في حال لم تعالج.

أنواع الطاعون

الطاعون الدبلي Bubonic plague

وهو الشكل الأكثر شيوعًا من الطاعون.

ينتقل للإنسان عن طريق عضة البرغوث أو عضة القارض. وفي حالات نادرة تنتقل الجراثيم من مواد كانت على اتصال مع شخصٍ مصاب.

يصيب الطاعون الدبلي الجهاز اللمفي، مسببًا التهابًا في العقد اللمفية. وفي حال عدم المعالجة يمكن أن:

طاعون إنتان الدم

يحصل عندما تدخل الجراثيم المجرى الدموي مباشرةً وتتضاعف فيه. ويحدث في حالة عدم المعالجة الطاعون الدبلي أو الرئوي غالبًا.

الطاعون الرئوي

يحصل عندما تنتشر الجراثيم للرئة، أو عندما تصيب الرئة مباشرةً. وهو الشكل الأخطر للمرض.

عندما يسعل الشخص المصاب بالطاعون الرئوي ينقل الجراثيم من الرئتين ويطرحها في الهواء. مما يؤدي لإمكانية إصابة الأشخاص الذين يستنشقون تلك الجراثيم. مما يؤدي لوبائية.

ويعد الطاعون الرئوي الشكل الوحيد من الطاعون الذي يمكن أن ينتقل من شخصٍ لآخر.

طرق الانتقال

عادةً ما تحصل الإصابة بالطاعون عبر عضة البراغيث التي كانت تتغذى مسبقًا على حيوانات مصابة من القوارض، مثل الفئران والجرذان والأرانب والسناجب والكلاب. ويمكن أيضًا أن ينتشر عبر الاتصال المباشر مع شخص مصاب أو حيوانٍ مصاب، أو عبر تناول حيوانٍ مصاب بالمرض.

يمكن أن ينتشر الطاعون من خلال الخدوش أو عضات القطط المحلية المصابة.

من النادر أن ينتشر الطاعون الدبلي أو طاعون إنتان الدم من شخصٍ لآخر.

الفيزيولوجيا المرضية

تعد جراثيم اليرسنية الطاعونية جراثيمًا مكورة عصوية (عصورة) سلبية الغرام غير متحركة متعددة الأشكال غير منتجة للأبواغ. تنتج هذه الجراثيم ذيفانًا داخليًا شحميًا عديد السكريد، وأنزيم المخثراز coagulase وأنزيمًا حالًا للفيبرين، وهي العوامل الأساسية في إمراضية الطاعون.

تتضمن الفيزيولوجيا المرضية للطاعون أساسًا مرحلتين: حلقة ضمن البرغون وحلقة ضمن البشر

في البرغوث

بعد هضم الدم المصاب تنجو الجراثيم في أمعاء البرغوث بسبب امتلاكها للفوسفوليباز د المرمز في البلاسميد، والذي يحميها من العصارات الهاضمة. تتضاعف الجراثيم في معي البرغوث لتشكل كتلة تمتد من المعدة إلى المري عبر بنية شبيهة بالمصرة ذات أسنان حادة تدعى مُقَدَّمُ المَعِدَة.

وظهر أنَّ هذه الخاصية تتطلب وجود جينات منتجة للهيمين، الضرورية لتشكيل غلاف حيوي يسمح باستعمار مقدم المعدة. يسبب هذا الانسداد موت البرغوث نتيجة الجوع والتجفاف. في الحقيقة فهنالك طفرة تحدث تسمح للجرثومة بالاستعمار في المعي دون أن تمتد وصولًا لمقدم المعدة، وفي هذه الحالة لا تحصل "ظاهرة الانسداد" مما يؤدي لفشل الانتقال.

في الإنسان

قبل أن يموت البرغوث يحاول بتكرار الحصول على وجبة من خلال عض المضيف، ما يسبب قذف الكتلة الجرثومية إلى مجرى دم المضيف. وفي هذه الحالة يستمر البرغوث بنشر العدوى دون أن يموت.

بعد أن يقوم البرغوث بعض المضيف تهاجر العصيات إلى العقد اللمفية القريبة، وتخضع لبلعمة الخلايا مفصصة النوى ووحيدة النوى، وتتضاعف داخل الخلايا. تعد النجاة والتضاعف ضمن البالعات الأهم في المراحل الباكرة من المرض.

تظهر العقد اللمفية المصابة تركيزًا شديدًا للجراثيم، وتدميرًا للبنى الطبيعية وتنخرًا لبيًا. ونتيجة انحلال البالعات، تقوم الجراثيم بغزو أعضاء بعيدة في غياب المعالجة.

المآل (الإنذار)

يمكن أن يؤدي الطاعون إلى الغرغرينا. وفي حالات نادرة قد يؤدي إلى التهاب سحايا.

يؤدي الطاعون للموت في حال عدم المعالجة. لذلك تعد المعالجة السريعة حاسمة في منع تحول المرض لدرجة مميتة.

نسبة الوفيات

  • طاعون إنتان الدم: 20-25%
  • الطاعون الدبلي:

- الحالات غير المعالجة: 50-90%.

- الحالات المعالجة: 10-20%.

  • الطاعون الرئوي:

- الحالات غير المعالجة: 100%.

- الحالات المعالجة: 50%.

الأعراض

عادةً ما يصاب الأشخاص المصابون بالطاعون بأعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا بعد انتقال العدوى بـ 2-6 أيام. هنالك أيضًا أعراض أخرى يمكن أن تساعد في تمييز الأشكال الثلاثة من الطاعون.

أعراض الطاعون الدبلي

تظهر أعراض الطاعون الدبلي عمومًا ضمن 2-6 أيام من العدوى، وتتضمن:

  • الحمى والقشعريرة.
  • صداع.
  • ألم عضلي.
  • ضعف عام.
  • نوبات.
  • كما يمكن أن يعاني المريض من غدد لمفية منتفخة مؤلمة تدعى دبل. والتي تظهر نموذجيًا في الإرب أو الإبطين أو العنق أو موقع العضة أو الخدش. وهذه الدبلات هي ما تعطي المرض اسمه.

أعراض طاعون إنتان الدم

تبدأ أعراض طاعون إنتان دم عادةً خلال 2-7 أيام بعد التعرض، لكن يمكن أن يؤدي طاعون إنتان دم للموت قبل حتى أن تظهر الأعراض. وتتضمن الأعراض:

أعراض الطاعون الرئوي

قد تظهر أعراض الطاعون الرئوي بسرعة خلال اليوم الأول بعد التعرض للجرثومة. تتضمن هذه الأعراض:

  • مشاكل في التنفس.
  • ألم صدري.
  • سعال.
  • حمى.
  • صداع.
  • ضعف عام.
  • بلغم دموي (لعاب ومخاط أو قيح من الرئتين).

التشخيص

يتطلب تأكيد التشخيص فحوصات مختبرية. وذلك بعد أخذ عينة من قيح الدبلة أو الدم أو القشع. ويمكن تحديد مستضد الجرثومة بتقنيات مختلفة. حيث طور اختبار تشخيصي سريع قادر على كشف كميات ضيلة من المستضد F1 خلال 15 دقيقة، وذلك لاستخدامه في مدغشقر. لهذا الاختبار حساسية 100%، ونوعية لجراثيم اليرسنية الطاعونية وباقي أنواع اليرسنية.

اختبار التراص الدموي (المجرى على مصل من مريض في المراحل الحادة أو الكامنة) مع زيادة بمقدار 16 ضعفًا تشير لوجود عدوى الطاعون.

كما يمكن استخدام تفاعل البوليمراز المتسلسل باستخدام بوادئ مشتقة من الجين المفعل للبلاسمينوجين في جراثيم اليرسنية الطاعونية، لكن تطبيقه ما زال موضع شك.

العلاج

الصادات الحيوية

مثل الجنتامايسين والسيبروفلوكساسين والدوكسيسيكلين والليفوفلوكساسين.

معالجة داعمة

سوائل وريدية وأوكسجين، وفي بعض الأحيان معالجة داعمة للتنفس.

العزل

يجب عزل المرضى المصابين بالطاعون الرئوي. ويجب مراقبة الأشخاص الذين كانوا على اتصال مع المريض وإعطائهم الصادات الحيوية كإجراء وقائي.

المصادر