سل ثؤلولي

من موسوعة العلوم العربية
(بالتحويل من Prosector's wart)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
د. مجدولين البدوي
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

السل المثألل Prosector's wart يعد الداء المثألل داءً التهابياً مُعدِياً، وهو داء مزمن في طبيعته، رغم إمكانية إصابته أي جزء من الجسم، إلا أنه عادةً يصيب الرئتين (السل الرئوي). تعد "المتفطرة السلية" العامل المسبب للمرض (والمعروفة أيضاً باسم العصيات السلية). اعتُقد سابقاً بإصابة الإنسان بالأنواع الممرضة الأخرى فقط كالمتفطرة البقرية والمتفطرة الطَّيرية، فيما تبين حالياً بإمكانية إصابة الإنسان بأنواع أخرى تسبب أمراضاً شبيهة بالسل؛ كالمتفطرة الجوانية والمتفطرة الكنزاسية والمتفطرة النسناسية والمتفطرة الشلغائية.

أكثر طرق الانتقال شيوعاً لهذا المرض في الولايات المتحدة هو العدوى بنوى القطيرات بالطريق التنفسي، فيما تُعَد المتفطرات السلية الموجودة في الحليب غير المبستر ومنتجات الحليب الأخرى من المتفطرة البقرية الأكثر انتشاراً في مناطق العالم الأخرى. تعد طريقة العدوى بالبول نادرة جداً؛ وهي طريقة شائعة خاصةً بين الأطفال عند استخدام دورات المياه نفسها. يمكن الإصابة بالسل أيضاً كعدوى انتهازية لدى الأشخاص المصابين بضعف المناعة المكتسب (الإيدز).

يمكن لعصيات السل احتمال الظروف السيئة لأشهر في البلغم الجاف في حال عدم تعرضها لأشعة الشمس. يمكن لهذه العصيات أن تبقى كامنة في جسم الإنسان لعدة عقود ثم تصبح نشطة مرة أخرى بعد بدئها العدوى. تبدأ العدوى السلية الثانوية (عدوى ثانية داخلية المنشأ) حالما تضعف مقاومة المريض،ولذا يعد الاختبار الدوري في غاية الأهمية لأي شخص شُخَّصَت له عدوى سلية أولية سابقة. تُقتَل العصيات السلية بالغلي لمدة 5 دقائق بالصاد الموصد أو بتطبيق مستحضرات قطران الفحم (مثل الفينول) أو الأشعة فوق البنفسجية.


السل الأولي والثانوي

لا تبدي العدوى الأولية لعصيات السل عادةً أية أعراض، يبقى المرض خاملاً بعد نشوء فرط تحسس تجاه الجراثيم المسببة له عند 99% من المصابين، ولا يُعَد ذلك مهماً سريرياً.

تستهدف العدوى الأولية عادةً الجزء الأوسط والسفلي من الرئة، تتألف الآفة من نضح منطقة صغيرة في متن الرئة (نسيج الرئة الإسفنجي) (بؤرة غون) والتي تصبح جبنية الشكل (شبيهة بالجبنة) بسرعة، وتنتشر إلى العقيدات اللمفية القصبية الرئوية، حيث تتمكن من الوصول إلى مجرى الدم. ويؤدي ذلك إلى تطور الحالة إلى سل رئوي مزمن وسل خارج رئوي في وقت لاحق. لا تحصل إعادة العدوى الثانوية داخلية المنشأ أو خارجية المنشأ بسبب التطور المتتابع لفرط التحسس للسلين والمناعة الخلوية. يؤدي وجود تراكيز المستضد في الموقع البدئي للعدوى إلى تنخر وتليف وتكلس النسيج، ما يوقف العدوى ويخمد نشاط المرض. إذا لم تتم السيطرة على المرض، فستتطور الأعراض لدى المريض تدريجياً إلى سل اولي.

ينشأ السل الثانوي كنتيجة عن إعادة العدوى داخلية أو خارجية المنشأ بالعصيات السلية، ويعد ذلك الشكل الأكثر شيوعاً للسل السريري. تحصل العدوى الثانوية للسل في الولايات المتحدة دوماً (غالباً) كتيجة لإعادة عدوى داخلية المنشأ، والتي تحصل حينما تنشط الآفة الأولية.يتكرر حدوث ذلك لدى الأشخاص المُضعَفين الذين انخفضت مقاومتهم ضد المرض.

تعتمد مقاومة المرض على الصحة العامة وشروط الحياة لدى الأفراد. يضعف العيش في البيوت المزدحمة وغير المخدَّمة، وأيضاً سوء التغذية، والأمراض الأخرى من دفاع الجسم. قد يؤدي عامل آخر إلى تنشيط المرض ألا وهو التعرض المستمر للعصيات السلية، كما أن التعرض للقدر نفسه من العصي يمكن أن يؤدي لإصابة شخص سليم بالمرض.

اختبار السلين

يُعَد اختبار مانتو أكثر الاختبارات المستَخدمة شيوعاً، ويتألف من حقن الأدمة لمشتق بروتيني نقي للسلين. يجعل تشكل جساوة على الجلد بقطر 8-10 ملم خلال 48-72 بعد الحقن الاختبارَ إيجابياً. ينبغي تشكُّل الجساوة لاعتبار الاختبار إبجابياً، ولا يُعَد وجود الاحمرار لوحده دلالة على إيجابية الاختبار. ينبغي عمل اختبارات لاحقة، في حال إيجابية الاختبار لحساسية السلين، تتضمن الأشعة السينية قبل تأكيد التشخيص بالسل. قد تنتج بعض النتائج السلبية الكاذبة عند الإصابة بالعدوى الفيروسية الحادة وبعض الأمراض الورمية مثل متلازمة هودجكن؛ وفي هذه الحال فإن السبيل الوحيد لإثبات إيجابية الاختبار هو زرع المتفطرة السلية في البلغم أو بعض سوائل الجسم الأخرى.

الأعراض

يعاني الأطفال أو اليافعون ممن ظهر لديهم اختبار السلين إيجابياً من واحد أو أكثر من الأعراض التالية:

  • إنخفاض في الطاقة
  • فقدان الشهية
  • فقدان في الوزن
  • حمى

قد يسبب هذه الأعراض أمراضاً أخرى عدا عن السل، لكنها تُعتَبر ايضاً إشارات تحذيرية.

تتمثل الأعراض عند البالغين بشكل فتور وألم مبهم في الصدر، يمكن أن يكون غير ملاحظ، حيث لا يكون شديد كفاية للفت الانتباه. للأسف لا تظهر الأعراض المرتبطة بالسل (سعال، تقشع مع بلغم قيحي، حمى، تعرق ليلي، نزف من الرئتين) في المرحلة المبكرة والتي يَسهُل العلاج فيها؛ ويتأخر ظهور هذه الأعراض إلى سنة أو أكثر من التعرض للعصيات السلية.

يرتبط السل الرئوي المزمن غالباً بالتهاب الجنب. يعد التهاب الجنب مع الانصباب العرض الأول للسل. من المحتمل حدوث مضاعفات في بعض حالات معينة ولكل منها أعراضها الخاصة. قد تسبب العصيات السلية في المراحل الاخيرة قرحات والتهابات حول الحنجرة (التهاب الحنجرة السلي)، وفي حالات أقل، تتشكل القرحات على اللسان أو اللوزات، تظهر احياناً بعض الالتهابات في الجهاز المعدي المعوي ناتجة عن بلع البلغم الملوث بالجراثيم.

يعد انخماص الرئة المفاجئ المضاعفة الأكثر خطورة، ما يدل على انثقاب تجويف عميق في الرئة، أو أنه قد انفتح على تجويف جنبي، ما يسمح للهواء والمواد المعدية بالدخول للرئة.

حينما تطلق آفة كبيرة الحجم وموجودة على جدار الرئة، أو منطقة مصابة، محتوياتها إلى الشجرة القصبية، وتكون النتيجة هي عدوى جزء كبير من الرئة، وهي مضاعفة خطيرة وحادة تسبب الالتهاب الرئوي السلي.

يمكن للعصيات السلية أن تنتشر لباقي أجزاء الجسم عبر الدم مسببة السل الدخني. حينما يدخل مقدار كبير من العصيات السلية إلى جهاز الدوران تنتقل لجميع أجزاء الجسم وقد تدخل لأي عضو، تتشكل الدرنات الدقيقة في أنسجة الأعضاء المتأثرة، تكون هذه الآفات بحجم رأس الدبوس أو بذور الدخن (ومن هنا جاء اسم السل الدخني). إذا لم يعالج المرض فوراً، أو بعد فترة قليلة فستنتشر الآفات الصغيرة و تسبب التهابات واسعة النطاق.

يمكن للالتهاب الرئوي السلي أن يبدأ بهذه الطريقة، كما يمكن للسل أن يبدأ بأي عضو آخر، يشكل السل الدخني المتضمن التهاب السحايا داءً خطيراً جداً، ويكون هذا المرض قاتلاً دائماً تقريباً بسبب المقاومة المحدثة بالصادات الحيوية.

يمكن للعصيات السلية إصابة جميع أجزاء أعضاء الجسم بالسل الثانوي، يبدأ النمط الشائع بإصابة الكلية والذي ينتشر غالباً إلى المثانة والأعضاء التناسلية. كان سل العمود الفقري، والنخاع الشوكي تحديداً (داء بوت) شائعاً فيما مضى، وخاصةً بين الأطفال.

تتميز الذئبة الشائعة، أو السل الجلدي بوجود عقيدات بنية على الأدمة. يوجد نوع آخر من سل الجلد يدعى السل الجاسي، وهو داء مزمن تتشكل فيه عقيدات قاسية على الجلد. يمكن أن يسبب إصابة الغدد الكظرية بالسل، -وهي حادثة نادرة الحدوث- ما يسمى بـ "داء أديسون".

العلاج والرعاية

يتم الاهتمام بمعظم الأشخاص المصابين بالسل في المنزل تحت إشراف ممرضي رعاية صحية عامة يزورون المريض وعائلته من فترة لأخرى. وقد يتطلب النزول في المشفى للمرضى الذين يعانون من مضاعفات أخرى والمرضى غير الممتثلين بالعلاج الكيميائي. ينبغي التشديد على أهمية الامتثال بالبرنامج العلاجي الكيميائي كاملاً. حيث يعد الفشل في متابعة العلاج الكيميائي سبباً رئيسياً في مقاومة الصادات الحيوية للسل.

من الضروري ارتداء القناع للأشخاص المتصلين حميمياً مع المرضى الذين بدؤوا للتو العلاج الكيميائي، والاشخاص الذين يقومون على رعاية المرضى الذين لا يستطيعون أو لا ينوون أخذ احتياطات انتشار العدوى. وتوقف هذه القيود بعد اسبوعين إلى أربعة أسابيع عادة من بدء العلاج الدوائي فيما يتعلق بالأنشطة والاتصال. يعد غسل اليدين جيداً ضرورياً لتجنب العدوى المتصالبة. لا تعد أدوات العدوى مهمة في انتقال السل، ولذا ليس من الضروري أخذ الاحتياطات فيما يخص أواني الطعام وباقي الجمادات الأخرى في غرفة المريض. وينبغي غجراء فحص لأفراد الأسرة ومن يتصل بهم المريض.

تُجرى الاحتياطات الأساسية للمرضى المصابين بالسل خارج رئوي وظهر لديهم اختبار الجلد السلي إيجابي ولو لم يوجد دليل على المرض. ينبغي إبقاء المرضى المقيمين المصابين بالسل أو بأمراض حنجرية ضمن احتياطات مجوقلة.


الأدوية والعلاج

تنــبـيه

يزداد معدل الإصابة بالسل، كما تزداد مقاومة الجراثيم للصادات، ولذا يجب التشديد على أهمية الالتزام العلاج كما يجب. تعد الاحتياطات المثلى:

  • البقاء بصحة جيدة.
  • تجنب التعرُّض غير الضروري للجراثيم السلية.
  • كشف المرض في مراحله المبكرة.

السل الطيري

يصيب السل الطيري مختلف الطيور بالمتفطرة الطيرية، والذي قد يصيب البشر بعدها أو حيوانات أخرى. للاشخاص المضعفين مناعياً قابلية أكبر لالتقاط العدوى.

السل البقري

تصيب العدوى الماشية بالمتفطرة البقرية، وتنتقل للإنسان والحيوانات الأخرى.

السل الدموي

يُحمَل السل الدموي عبر مجرى الدم من الموقع الأولي للعدوى إلى الأعضاء الأخرى.

السل الدخني

يُعَد السل الدخني حالة حادة من حالات السل، وتتشكل فيه الدرنات الدقيقة في عدد من أجهزة الجسم، بسبب انتشار العصيات السلية عبر مجرى الدم.

السل المفتوح

  • تتشكل بعض الآفات بسبب خروج بعض العصيات السلية خارج الجسم.
  • السل الرئوي المسبب للتجاويف.

السل الرئوي

يحدث السل الرئوي بالمتفطرة السلية، تبدأ العدوى غالباً دون أعراض، ثم تتطور إلى الالتهاب السلي الرئوي وحالات أخرى لاحقاً.

السل الكلوي

يحدث السل الكلوي بالمتفطرة السلية، عادة بسبب العصيمية (وجود العصيات في الدم) في حالة السل الرئوي. وتشمل التغيرات المرضية الالتهابات الحبيبية، والتنخر المتجبن للنسيج الكلوي.

السل الثؤلولي

تحدث السل الثؤلولي بسبب دخول عصيات السل الخارجية إلى الجلد، مسببة ثآليل شبيهة بالحطاطات تتجمع بشكل بقعة بحدود حمراء ملتهبة.

المصادر

https://medical-dictionary.thefreedictionary.com/Prosector%27s+wart

https://www.sciencedirect.com/topics/medicine-and-dentistry/prosectors-wart

https://en.wikipedia.org/wiki/Prosector%27s_wart