عدوى السراتية

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

عدوى السراتية

الجرثومة

السراتية هي جراثيم انتهازية سلبية الغرام تصنف ضمن مجموعة الكلبسيلة وعائلة الإمعائيات. تنتشر السراتية انتشارًا واسعًا في البيئة، رغم أنها ليست مكونًا شائعًا في فلورا أمعاء البشر. وهي قادرة على النمو والتكاثر في بيئات مختلفة، تتضمن: الماء والتربة والسبل الهضمية لحيوانات مختلفة. ولديها ميل للنمو على المواد الغذائية النشوية. وترى مستعمراتها كأنها بقع دم. ويبدو أنَّها تتداخل مع عمل البالعات.

تعد السراتية الدابلة النوع الممرض الأساسي من أنواع السراتية، وقد وصفت تقارير نادرة الإصابة بأنواع أخرى من السراتية، مثل السراتية المميعة والسراتية العطرة.

بعض سلالات السراتية الدابلة قادرة على إنتاج صبغة تدعى بروديجيوزين. والتي يتراوح لونها من الأحمر الغامق إلى الوردي الشاحب، اعتمادًا على عمر المستعمرات. وقد كُشفت البنية الكيميائية للبروديجيوزين مؤخرًا. لمحة تاريخية

في عام 1819 قام الصيدلاني بارتولوميو بيزيو من إيطاليا باكتشاف وتسمية السراتية الدابلة، عندما حدد الجراثيم المسببة للتصبغ الدموي العجيب في عصيدة دقيق الذرة. أطلق بيزيو اسم السراتية تكريمًا لفيزيائي إيطالي بهذا الاسم، والذي اخترع المركب البخاري. واختار اسم الدابلة marcescens (من الكلمة اللاتينية الفساد) ذلك أنَّ الصبغة الدموية التي تنتجها تتخرب بسرعة. ومنذ عام 1906 استخدم الأطباء السراتية الدابلة كواسم حيوي لدراسة انتقال الكائنات الحية المجهرية؛ ذلك أنَّ هذه الجراثيم كانت تعد عمومًا رمامات غير مؤذية، واستمر ذلك حتى خمسينيات القرن العشرين. وفقط منذ ستينات القرن العشرين عُرفت السراتية الدابلة كجراثيم انتهازية عند البشر.

وجِد مؤخرًا أنَّ مشتقات البروديجوزين لها خواص كابتة للمناعة، وفعالية مضادة للأورام في الأحياء. وحاليًا تعدُّ علاجًا مرشحًا لداء شاغاس.

السراتية في المستشفى

  • في المستشفى تميل السراتية أن تستعمر عند البالغين السبيل البولي والتنفسي بدلًا من السبيل الهضمي.
  • تُعدُّ عدوى السراتية مسؤولة عن 2% تقريبًا من العداوى المستشفوية للمجرى الدموي والسبيل التنفسي السفلي والسبيل البولي، والجروح الجراحية، وعداوى الجلد والأنسجة الرخوة عند البالغين.
  • كُشف انتشار لعداوى الدموية بالسراتية الدابلة عند مرضى سُرِّب لهم أكياس ملوثة بهذه الجرثومة. أما انتشار التهاب السحايا بالسراتية الدابلة وعداوى الجروح والتهاب المفاصل فقد حصل في عنابر الأطفال.
  • تسبب عدوى السراتية التهاب شغاف القلب والتهاب العظم والنقي عند المدمنين.
  • سجلت حالات لالتهاب المفاصل الإنتاني بالسراتية عند مرضى يتلقون حقنًا مفصلية، وعند أشخاص مصابين برضوحٍ مفصلية. ومرضى يستخدمون أجهزة داخل وعائية. أو مرضى خاضعين لإجراءات وعائية.
  • انتشار التهاب السحايا المسبب بالسراتية الدابلة عند المرضى الذين خضعوا لتخدير شوكي في قسم القيصرية نُسب لتلوث الأدوية المستخدمة لهذا الغرض.
  • تسبب أنواع السراتية أقل من 6% من حالات التهاب الرئة الجرثومي المستشفوي.
  • تسبب السراتية الدابلة 11% من عداوى الجروح الجراحية المتعلقة بالحروق.

الأعراض

الإنتان

قد يظهر على المرضى المصابين بالسراتية:

عدوى السبيل البولي

تقريبًا 30-50% من المرضى المصابين بعدوى السراتية في السبيل البولي يكونون لا عرضيين، وقد تتضمن الأعراض:

  • حمى.
  • دوار متكرر.
  • عسر تبول.
  • بيلة قيحية.
  • ألم عند التبول.

في 90% من الحالات يكون لدى المرضى تاريخ بالخضوع لجراحة قريبة استخدم فيها أدوات في السبيل البولي.

من عوامل الخطورة الهامة في هذه العدوى:

  • الإصابة بالسكري.
  • انسداد السبيل البولي.
  • الفشل الكلوي.

عداوى السبيل التنفسي

قد يصاب المرضى المصابين بعدوى السراتية بالتهاب رئة، لكن ذلك نادر الحدوث. وعند ذلك قد تظهر عليهم أعراض من حمى وارتعاشات وسعال منتج (أحيانًا مع نفث دموي كاذب) وانخفاض في الضغط وعسر تنفس وألم صدري.

الخراجات المخية أو التهاب السحايا

  • قد تسبب الإصابة بالسراتية خراجاتٍ مخية والتهاب سحايا عند الأطفال غير الناضجين وحديثي الولادة المصابين بإنتان سابق.
  • وأعراضها هي أعراض الإصابة بالتهاب السحايا بالجراثيم سلبية الغرام (الصداع والحمى والإقياء والذهول والغيبوبة).

عداوى البطن

قد يصاب المرضى المصابين بعداوى بطنية بالسراتية بتصريف صفراوي، وخراجات كبدية، وخراجات بنكرياسية، ونضح صفاقي.

التهاب المفاصل والتهاب العظم والنقي

والتهاب المفاصل بالسراتية الدابلة نمط ظاهر شائع للورم الحبيبي المزمن عند الرضع.

التهاب شغاف القلب

قد يصاب المرضى المصابين بالتهاب شغاف القلب بحمى وحبرات، وفي بعض الأحيان بمضاعفات ناتجة عن صمات (سكتة أو صمة شريانية).

العداوى العينية

تسبب الإصابة بعدوى عينية بالسراتية التهاب القرنية أو التهابات في المقلة.

عداوى الأنسجة الرخوة

قد تسبب الإصابة بعدوى السراتية في الأنسجة الرخوة ندباتٍ جراحية والتهاب هلل وعداوى جلدية والتهاب أوردة.

التهاب الأذن الوسطى

قد يصاب المرضى المصابين بالتهاب الأذن الوسطى بالسراتية بآلام أذنية وفقدان في السمع وتصريف أذني.

التهاب النكفية

نادرًا ما يحدث.

أعراض أخرى

قد يتحول لون الحليب للوردي في حال التهاب الثدي بالسراتية بعد الوضع.

الأسباب

تجرثم الدم والإنتان

  • عامل الخطر الأساسي للإصابة بتجرثم الدم بالسراتية هو دخول المستشفى، حيث أنَّ وضع أو تركيب الثقاطر البولية أو الوريدية أو الصفاقية وأجهزة السبيل التنفسي تعدُّ عوامل خطورة للإصابة بهذه العدوى.
  • تضم عوامل الخطورة الأخرى: تركيب الصمام ونقل الدم واستخدام التسريبات الوريدية الملوثة.
  • حصل انتشار تجرثم الدم بالسراتية نتيجة تعبئة المحتويات المتبقية من فيالات الإيبوتين الخالية من المواد الحافظة لاستخدامٍ لاحق. كما حصل انتشار آخر تبين أنَّ سببه عبث موظفي المستشفى بأدوية التسريب التخديرية. بالإضافة لذلك حصلت حالات متعددة لانتشار عداوى السراتية الدابلة مرتبطة بتوزيع سلفات المغنزيوم الوريدي.

عدوى السبيل البولي

90% من المرضى المصابين بعدوى السبيل البولي بالسراتية لديهم تاريخ لجراحة بولية سابقة أو تركيب إحدى الأدوات فيه.

  • تتضمن عوامل الخطورة الهامة:

- انسداد السبيل البولي.

- الفشل الكلوي.

- داء السكري.

التهاب المفاصل والتهاب العظم والنقي

قد يحدث التهاب المفاصل والتهاب العظم والنقي نتيجة عدوى السراتية بعد حصول انتشار دموي للجرثومة عند الأشخاص المدمنين على المخدرات الوريدية، أو قد يكون ذا منشأ خارجي نتيجة الخضوع لجراحة، أو رضح مفتوح، أو حقن داخل المفصل.

الخراجات المخية أو التهاب السحايا

المرضى الذين أصيبوا برضحٍ في الرأس، أو خضعوا لجراحة عصبية أو بزل قطني أو حتى حقن فوق الجافية هم بخطر الإصابة بالتهاب سحايا وخراجات مخية.

عدوى السبيل التنفسي

عادةً ما يصاب المرضى بعدوى السبيل التنفسي بالسراتية بعد استخدم أجهزة فيه (مثل المنفسة والتنظير القصبي)؛ وخصوصًا أولئك المصابين بداء المسد الرئوي المزمن.

التشخيص

التحاليل

  • تعداد كامل للدم، ويظهر فيه:

- كثرة الكريات البيض، مع كثرة العدلات.

- قلة الكريات البيض (نادرًا).

- وجود أكثر من 10% من العدلات غير ناضجة.

- من الممكن حصول فقر دم.

  • زراعة الجراثيم، من عينات:

- الدم.

- البول.

- عينات من الخراجات أو الانصبابات.

- القثاطر المعتقد بأنها ملوثة بالجرثومة.

- الصوابين السائلة والمطهرات التي يشك بتلوثها بالجرثومة.

- السوائل الوريدية التي يشك بتلوثها بالجرثومة.

- ارتفاع مستوى البروتين.

- انخفاض مستوى السكر.

- كثرة خلايا السائل النخاعي مفصصة النوى.

يجب إجراء بزل قطني لجميع المرضى الذين يشك بإصابتهم بالتهاب سحايا.

الصور

  • يجرى التصوير الشعاعي للصدر عند المرضى الذين يشك إصابتهم بالتهاب رئة، أو بضائقة تنفسية.
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية للبطن، أو باستخدام التصوير المقطعي المحوسب، ويستخدم لاستبعاد موه الكلية الانسدادي أو الخراجات البطنية (مثل الكبدية والبنكرياسية).
  • تخطيط صدى القلب عن طريق الصدر أو بالطريق المريئي قد يظهر نابتات صمامية وقلسًا صماميًا أو مجاورًا للصمام.
  • إجراء مسح مقطعي محوسب أو تصوير بالرنين المغناطيسي للنخاع الشوكي في حال الشك بالتهاب الفقار.

التدبير والمعالجة

الأدوية

تعد الصادات الحيوية المعالجة الأساسية عند المرضى المصابين بعدوى السراتية.

السراتية الدابلة مقاومة طبيعيًا للأمبيسيللين والماكروليدات والجيل الأول من السيفالوسبورينات. ومثلًا في تايوان 98% من السلالات مقاومة للسيفوتاكسيم، لكن 99% ما تزال حساسة للسيفتازيديم.

  • لذا يجب معالجة عداوى السراتية باستخدام الأمينوغليكوزيدات بالإضافة لأدوية البيتالاكتام المضادة للزوائف.
  • معظم السلالات حساسة للأميكاسين، وسُجلت تقارير تشير لمقاومة للجنتاميسين والتوبراميسين.
  • كما تعد الكينولونات فعالة جدًا ضد معظم السلالات.
  • يعد السيفيبيم أو البيتالاكتامات واسعة الطيف بمشاركتها مع مثبطات البيتالاكتاماز خيارًا مقبولًا لمعالجة عداوى السراتية المنتجة للبيتالاكتاماز.

المعالجة الجراحية

تتطلب التجمعات القيحية (الخراجات) تصريفها.

الاستشارة

يجب استشارة جراح قلبي عند الشك بالإصابة بالسراتية مسببةً التهاب شغاف القلب، والشك بالحاجة لاستبدال الصمام.

المصدر

https://emedicine.medscape.com/article/228495-overview#a4