هبوط الرحم

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

هبوط الرحم يعني نزول الرّحم من موقعه في الحوض إلى الأسفل إلى داخل المهبل. عادةً ما يثبت الرّحم في مكانه بواسطة العضلات والأربطة التي تشكّل أرضيّة الحوض، ويحدث هبوط الرّحم عندما تتمطّط عضلات وأربطة الحوض وتضعف؛ وبالتّالي يكون الدّعم الذي تقدّمه للرّحم غير كافٍ، وينزل عندها الرّحم في قناة المهبل.

غالباً ما يصيب هبوط الرّحم النّساء بعد سنّ اليأس اللّواتي أنجبن الأطفال بولادة مهبليّة أو أكثر. إذ يمكن للأذى الذي تقاسيه الأنسجة الدّاعمة أثناء الحمل والولادة، بالإضافة إلى خسارة الإستروجين، وتأثيرات الجاذبيّة الأرضيّة، والجّهد المتكرّر على مرّ السّنوات، أن يضعف عضلات أرضيّة الحوض وأنسجته ويؤدّي إلى هبوط الرّحم.

إذا أصيبت المرأة بحالةٍ خفيفة من هبوط الرّحم، فلا حاجة عادةً للعلاج، لكن إذا جعلت هذه الحالة المرأة تشعر بعدم الارتياح، أو إذا أثّرت سلباً على حياتها الطّبيعية، فمن الممكن أن يكون العلاج مفيداً لها. تتضمّن الخيارات استعمال جهاز داعم (الفرزجة)؛ وهو جهازٌ يوضع داخل المهبل، أو إجراء جراحة لإصلاح الهبوط.


الأعراض

تختلف شدّة هبوط الرّحم، فقد تعاني المرأة من حالةٍ خفيفة من هبوط الرّحم ولا تعاني من أيّة أعراض، أو قد تصاب بحالةٍ متوسّطة أو شديدة من هبوط الرّحم، وفي هذه الحالة فقد تعاني ممّا يلي:

  • احساس بالثّقل أو السّحب في الحوض
  • نتوء نسيجي عبر المهبل
  • صعوبات في التّبوّل مثل تسرّب في البول وسلس الحاجة الملحّة للتّبوّل
  • مشاكل في التبرّز
  • ألم أسفل الظهر
  • شعور المرأة وكأنّها جالسةٌ على كرةٍ صغيرة، أو كما لو أن شيئاً ما يسقط من مهبلها
  • تكون الأعراض أقلّ إزعاجاً في الصّباح وتسوء مع مضي اليوم

الأسباب

إن الحمل والرضّ الذي يحدث أثناء الولادة، وخاصّة في حالة ولادة الأطفال ذوي الحجم الكبير، أو بعد صعوبات في المخاض والولادة، هي الأسباب الرّئيسيّة لضعف العضلات وتمدّد الأنسجة الدّاعمة؛ والتي تؤدّي إلى هبوط الرّحم. إن فقدان المقوّية العضليّة الذي يترافق مع التّقدّم بالسّن، وتناقص كميّات الإستروجين الجائل في الدّم بعد سن اليأس قد تسهم أيضاً في هبوط الرّحم. وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن يحدث هبوط الرّحم بسبب أورام التجويف الحوضي.

تلعب الوراثة دوراً في الإصابة أيضاً؛ فالنّساء ذوات الأصول الأوروبية الشمالية هُنَ أكثر عُرضَةً للإصابة بهبوط الرّحم من النّساء الآسيويّات والأفريقيّات.

يمكن أن تزيد عواملٌ معيّنة من خطر الإصابة بهبوط الرّحم، وهي تتضمّن ما يلي:

  • حمل أو أكثر وولادة مهبليّة
  • ولادة طفل كبير الحجم
  • التقدّم بالسن
  • حمل الأوزان الثقيلة بشكلٍ متكرّر
  • السّعال المزمن
  • الإجهاد المتكرّر أثناء التّبرّز

يمكن لحالات طبيّة معيّنة، كالبدانة، والإمساك المزمن، والالرئوي الانسدادي المزمن، أن تجهِد العضلات والنسيج الضّام في الحوض، وقد تلعب دوراً في هبوط الرّحم.

المضاعفات

تتضمّن المضاعفات المحتملة ما يلي:

  • القرحات:

في الحالات الشّديدة من هبوط الرّحم، يمكن أن يحلّ الرّحم الهابط محلّ قسمٍ من البطانة المهبليّة؛ وبالتالي ينكشف خارج الجّسم، ويمكن أن يؤدّي هذا التّعرّض للوسط الخارجي إلى تقرّحاتٍ مهبليّة (قرحات)، وفي حالات نادرة يمكن أن تصاب التّقرّحات بالإنتان.


  • هبوط عضو حوضيّ آخر:

إذا كانت المرأة تعاني من هبوط الرّحم، فقد تصاب أيضاً بهبوط عضوٍ حوضيّ آخر؛ بما في ذلك المثانة والمستقيم. تبرز المثانة الهابطة إلى داخل الجّزء الأمامي من المهبل، مسببةً قِيلة مثانيّة يمكن أن تؤدّي إلى صعوبة في التّبوّل وتزيد من خطر حدوث إنتانات المسالك البوليّة، ويمكن أن ينجم عن ضعف النّسيج الضّام الذي يغطّي المستقيم، هبوطاً في المستقيم (قيلة مستقيمية)؛ والتي يمكن أن تؤدّي إلى صعوبة في التبرّز.

العلاج

يمكن أن يبطئ تخفيف الوزن، والإقلاع عن التّدخين، والحصول على العلاج الملائم للمشاكل الطبيّة التي تسهم في الحالة؛ كالمرض الرّئوي المصحوب بالسّعال، من ترقّي هبوط الرّحم.

إذا كانت المرأة مصابةُ بحالةٍ خفيفةٍ جدّاً هبوط الرّحم، إمّا مترافق مع أعراضٍ ليست مزعجة جدّاً أو غير مترافق مع أعراض، فلا حاجة للعلاج. ولكن قد تستمرّ أرضيّة الحوض بفقد مقوّيتها؛ جاعلةً هبوط الرّحم أكثر شدّة.

تتضمّن علاجات هبوط الرّحم ما يلي:

  • تغييرات في أسلوب الحياة:

إذا كانت المريضة تعاني من زيادة الوزن أو البدانة، فقد يقترح الطّبيب طرقاً للوصول إلى الوزن الصّحي والحفاظ عليه. يمكن أن تساعد تمرينات تقوية عضلات الحوض؛ أي تمرينات(Kegel)، على تخفيف بعض الأعراض، وقد ينصح الطّبيب بتجنب رفع الأحمال الثّقيلة أو الإجهاد.

  • الكعكة المهبليّة:

توضع الكعكة المهبليّة داخل المهبل، وهي مُصَمَّمةٌ لتثبّت الرّحم في مكانه. ويمكن أن تكون الكعكة المهبليّة شكلاً مؤقتاً أو دائماً للعلاج. هناك عدة أشكالٍ وأحجام للفرزجة المهبليّة، لذا يمكن للطّبيب أن يقيس ويصف ما هو مناسب للمريضة. عندما توضع الكعكة المهبليّة في مكانها يطلب الطّبيب من المريضة أن تمشي، وتجلس، وتجلس القرفصاء، وتنفخ للتأكد من أنّ الكعكة تلائمها كما يجب، ولا يمكن أن تنزاح، وأنّها مريحة بشكلٍ معقول. وقد يُطلَب من المريضة أن تعود بعد بضعة أيام للتّأكد أنّ الكعكة المهبليّة لا تزال في مكانها الصّحيح، وقد تُنصَح المريضة أن تزيل الجّهاز وتنظفه بالماء والصابون بشكلٍ متكرّر. يشرح الطّبيب كيفيّة إزالة الكعكة المهبليّة وإعادةً إدخالها، ويمكن أن تكون المريضة قادرةً على إزالتها ليلاً لتعيدها كلّ يوم وتستخدمها في ساعات الاستيقاظ فقط.

هنالك بعض العقبات المتعلقة بهذه الأجهزة، فقد تكون الكعكة المهبليّة ذات فائدة قليلة بالنّسبة للنّساء اللّواتي يعانين من حالةٍ شديدة من هبوط الرّحم، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للفرزجة المهبليّة أن تخرّش الأنسجة المهبليّة إلى حدٍّ تسبّب فيه تقرّحات صغيرة. وقد تعاني النّساء اللّواتي لا ينظفن الفرزجات المهبليّة من إفرازاتٍ ذات رائحة كريهة، كما أنّ الكعكة المهبليّة يمكن أن تتعارض مع الجّماع.

  • إصلاح هبوط الرّحم بالجّراحة:

إذا عجزت تغييرات أسلوب الحياة عن تخفيف أعراض هبوط الرّحم، أو إذا كانت المريضة تفضّل عدم استخدام الكعكة، عندها تصبح الجّراحة خياراً مطروحاً. عادةً ما يتطلّب الإصلاح الجّراحي لهبوط الرّحم استئصالاً مهبلياً للرّحم لاستئصال الرّحم و النّسيج المهبلي الزّائد. وفي بعض الحالات، قد يكون الإصلاح الجّراحي ممكناً عن طريق تطعيم بنى أرضية الحوض الضعيفة من أنسجة المريضة نفسها، أو أنسجةٍ مُتَبَرَّعٍ بها، أو بعض المواد الاصطناعيّة لدعم أعضاء الحوض.

يفضّل الأطباء بشكلٍ عام أن يجروا الإصلاح الجراحي لهبوط الرّحم عن طريق المهبل؛ وذلك لأنّ الإجراءات المهبليّة تكون أقلّ إيلاماً بعد العمل الجّراحي، وهي أسرع في الشّفاء، وذات نتائج أفضل من النّاحية الجّماليّة. إلا أنّ الجّراحة المهبليّة قد لا تؤمّن تثبيتاً دائماً كالجّراحة البطنيّة. وإذا لم يتمّ استئصال الرّحم أثناء العمليّة فإنّ هبوط الرّحم قد ينكس. إنّ تقنيّات الجّراحة التّنظيريّة البطنيّة؛ أي استخدام شقوقٍ جراحيّة بطنيّة أصغر واستخدام كاميرا صغيرة (المنظار البطني) لتُرشِد الجرّاح والأدوات الجّراحية المتخصّصة، تقدم مقاربة باضعةٍ بشكلٍ أقل للجّراحة البطنيّة؛ أي تلك التي يتمّ إجرائها عن طريق البطن).

قد لا تكون المريضة مرشّحة جيّدة للجّراحة لإصلاح هبوط الرّحم إذا كانت تخطّط لإنجاب المزيد من الأطفال. فالحمل والولادة تجهِد الأنسجة الدّاعمة للرّحم، ويمكن أن تعكس الفوائد التي حققتها الجّراحة. كما يمكن أن يشكّل التخدير خطراً كبيراً بالنّسبة للنّساء اللّواتي يعانين من مشاكل طبيّة كبرى؛ وفي تلك الحالات، فقد يكون استخدام الكعكة المهبليّة العلاج الأفضل للأعراض المزعجة.


الإنذار

غير متوفّر

المصدر

http://www.epharmapedia.com/