صمة رئوية

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الصمة الرئوية هي حالة مرضية تحدث عندما ينسد شريان أو أكثر في الرئتين. تحدث في معظم الحالات كنتيجة لوصول خثرات دموية إلى الرئتين من أجزاء الجسم الأخرى، و غالباً ما تنشأ هذه الخثرات في الساقين.

يمكن أن تحدث هذه الحالة عند أشخاص أصحاء لا يعانون من مرض سابق. تختلف أعراض و علامات هذه الحالة من شخص إلى آخر، و لكن غالباً يحدث عند المريض ضيق نفس مفاجئ غير مُفَسر و ألم صدري و سعال قد يترافق مع خروج قشع مدمى.

قد يكون الانصمام الرئوي مهدداً للحياة و لكن المعالجة الفورية بمضادات التخثر تنقص خطر الوفاة بشكل كبير. كما يفيد اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تخثر الدم في الساقين في الوقاية من الانصمام الرئوي.

الأعراض

تتفاوت الأعراض و العلامات بشكلٍ كبيرٍ حسب حجم النسيج الرئوي المتأثر و حجم الخثرة الدموية و الحالة الصحية العامة، خاصةً وجود أو غياب مرض قلبي أو رئوي سابق.

تتضمن الأعراض والعلامات الشائعة ما يلي:

  • ضيق النفس: يظهر هذا العَرَض نموذجياً بشكلٍ مفاجئ و يحدث عند الراحة أو الجهد.
  • الألم الصدري: قد يشعر المريض بألم مشابه لألم النوبة القلبية، و لكن يزداد الألم في هذه الحالة بالتنفس العميق و السعال و تناول الطعام والانحناء. يسوء هذا الألم عند القيام بجهد ما و لا يزول بالراحة.
  • السعال: قد يُنتِج السعال قَشعاً مدمى أو يحوي على خيوط دموية.

تتضمن الأعراض و العلامات الأخرى التي قد تحدث في الصمة الرئوية:

  • الوزيز.
  • تورم الساق.
  • جلد رطب مزرق اللون.
  • تعرق غزير.
  • ضربات قلب غير منتظمة أو سريعة.
  • نبض ضعيف.
  • الشعور بخفة الرأس أو الإغماء.


قد تؤدي الصمة الرئوية إلى الوفاة و ينبغي طلب المساعدة الطبية فوراً عند الشعور بضيق نفس مفاجئ غير مُفَسر أو ألم صدري أو سعال منتج لقشع مدمى.

الأسباب

تحدث الصمة الرئوية عندما تسد كتلة من مادة ما و غالباً خثرة دموية أحد الشرايين في الرئتين. تنشأ هذه الخثرات الدموية غالباً في أوردة الساق العميقة و قد تنشأ أيضاً من أجزاء الجسم الأخرى. تُعرَف هذه الحالة بالخثار الوريدي العميق (DVT).

  • يمكن لمواد أخرى أحياناً أن تسد الشرايين في الرئتين مثل:
  • الشحوم المتسربة من نقي العظام المكسورة.
  • أجزاء منفصلة من ورم ما في الجسم.
  • فقاعات هوائية.

من النادر أن يعاني المريض من صمة رئوية مفردة، و في معظم الحالات يعاني المريض صمات رئوية عديدة. يعاني النسيج الرئوي المغذى بالشريان المسدود من نقص الغذاء و قد يموت مما يجعل عملية تزويد الجسم بالأوكسجين من الرئتين أكثر صعوبة. غالباً ما يترافق الانصمام الرئوي مع الخثار الوريدي العميق حيث تسمى هاتان الحالتان معاً باسم الانصمام الخثاري الوريدي.

رغم إمكانية تشكل الخثرات الدموية و حدوث الانصمام الرئوي عند أي شخص، إلا أنه يوجد بعض العوامل التي تزيد خطر تطور هذه الحالة وهي:

-قلة الحركة لمدة طويلة يرتفع خطر تشكل الخثرات الدموية في الساقين خلال فترات قلة الحركة الطويلة مثل :

  • الراحة في السرير: يُعَد المرضى الذين يلازمون الفراش لفترة طويلة بعد إجراء عملية جراحية أو بعد تعرضهم لنوبة قلبية أو كسر ساق أو أي مرض خطير أكثر عرضة لتشكل الخثرات الدموية.
  • الرحلات الطويلة : يؤدي الجلوس في مكان ضيق خلال الرحلات الطويلة بالسيارة أو الطائرة إلى بطء جريان الدم مما يساهم في تشكيل الخثرات الدموية في الساقين.


-العمر يتزايد خطر تشكل الخثرات الدموية عند المتقدمين بالسن و ذلك لعدة عوامل هي:

  • سوء وظيفة الصمامات: تحوي الأوردة على صمامات صغيرة تحافظ على جريان الدم بالاتجاه الصحيح. تتنكس هذه الصمامات تدريجياً مع التقدم في العمر. عندما لا تعمل هذه الصمامات بشكل مناسب يتجمع الدم و يُشكِّل خثرات أحياناً.
  • التجفاف: يُعتبر المتقدمون في السن أكثر عرضةً للإصابة بالتجفاف الذي يؤدي إلى زيادة لزوجة الدم و تشكل الخثرات.
  • المشاكل الطبية: يتعرض المتقدمون في السن إلى العديد من المشاكل الطبية التي تعرضهم لعوامل خطر مستقلة تزيد احتمال تشكل الخثرات مثل جراحة استبدال المفاصل و السرطانات و أمراض القلب.


-القصة العائلية يزداد خطر تشكل الخثرات الدموية عند الأشخاص الذين تعرض أحد أفراد عائلتهم إلى تشكل خثرات دموية أو إلى انصمام رئوي في الماضي، و قد يكون السبب في ذلك هو أمراض التخثر الوراثية التي يحتاج تقصيها إلى مختبرات اختصاصية.

-الجراحة تعتبر الجراحة من الأسباب الرئيسية لاضطرابات تخثر الدم خاصةً استبدال مفاصل الورك و الركبة. قد تدخل بقايا الأنسجة خلال تحضير العظام لتركيب المفاصل الصناعية إلى مجرى الدم و تساعد في تشكيل خثرات دموية، و من ناحية أخرى فإن البقاء دون حركة خلال أي عمل جراحي يمكن أن يؤدي إلى تشكل الخثرات الدموية و يزداد خطر التخثر بزيادة المدة التي يمضيها المريض تحت تأثير التخدير العام.

-الحالات الطبية

  • أمراض القلب: يزيد فرط التوتر الشرياني و الأمراض القلبية الوعائية الأخرى من احتمال تشكل خثرات.
  • الحمل: يضغط ثقل الجنين على الأوردة الحوضية مما يبطئ جريان الدم العائد من الساقين، و كما هو معروف أن احتمال تشكل الخثرة أكبر عندما يتباطأ جريان الدم أو يتراكم في مكان ما.
  • السرطان: يمكن لأنواع محددة من السرطان (خاصةً سرطانات البنكرياس و المبيض و الرئة) أن تزيد تراكيز بعض المواد المساعدة على تخثر الدم، كما تزيد المعالجة الكيميائية لهذه الأورام من خطر التخثر. تعتبر النساء المصابات بسرطان الثدي و المعالجات بالتاموكسيفِن tamoxifen أو رالوكسيفِن raloxifene أكثر عرضة لخطر حدوث الخثرات.


-نمط الحياة

  • التدخين: يزيد التدخين لأسباب غير مفهومة قابلية بعض الأشخاص لتشكل الخثرات الدموية خاصةً عندما يتشارك مع عوامل تخثر أخرى.
  • البدانة: يرفع الوزن الزائد خطر الخثرات الدموية خاصةً عند النساء المدخنات أو المصابات بفرط التوتر الشرياني.
  • الإستروجين: يمكن أن يؤدي الاستروجين المستعمل في حبوب منع الحمل و في العلاج الهرموني البديل إلى زيادة عوامل التخثر في الدم خاصةً عند النساء المدخنات و البدينات.

المضاعفات

قد تؤدي الصمة الرئوية إلى الوفاة حيث يموت حوالي واحد من كل ثلاثة مرضى غير مشخصين و معالجين، بينما تنخفض هذه النسبة كثيراً عند المرضى الذين يتم تشخيصهم و علاجهم فورياً.

يمكن أن تؤدي الصمة الرئوية أيضاً إلى تطور فرط التوتر الرئوي، و هو حالة مرضية يكون فيها ضغط الدم في الرئتين مرتفعاً جداً. عندما تنسد بعض الشرايين في الرئتين يتوجب على القلب العمل بشكل أكبر لضخ الدم عبر هذه الأوعية وهذا كله يؤدي إلى ارتفاع الضغط في أوعية الرئتين و قد يؤدي إلى تلف جزء من القلب.

العلاج

إنه لمن المهم البدء بعلاج الانصمام الرئوي فورياً و ذلك للوقاية من تطور المضاعفات الخطيرة أو حدوث الوفاة.

العلاج الدوائي

  • مضادات التخثر: يعد الهيبارين Heparin كدواء سريع المفعول و غالباً يعطى للمريض عن طريق الحقن. أما وارفارين Warfarin فهو متوفر على شكل حبوب فموية. يمنع كلا الدوائين تشكل خثرات جديدة لكن يحتاج الوارفارين لعدة أيام حتى يبدأ تأثيره. تشمل التأثيرات الجانبية حدوث النزوف اللثوية و الكدمات بسهولة.
  • حالّات الخثرة: تنحل الخثرات عادةً من تلقاء نفسها، لكن يوجد بعض الأدوية التي تسرع عملية انحلال الخثرة. يقتصر استخدام هذه الأدوية في الحالات الشديدة المهددة للحياة و ذلك لأنها يمكن أن تسبب نزفاً غزيراً مفاجئاً.

الإجراءات الجراحية

  • نزع الخثرة: يمكن إزالة الخثرات الكبيرة جداً بواسطة أنبوب دقيق مرن (قثطرة) يتم إدخالها عبر الأوعية الدموية.
  • الفيلتر الوريدي: يمكن استعمال القثطرة أيضاً في وضع مصفاة في الوريد الرئيسي (الوريد الأجوف السفلي) الذي يتجه من الساقين إلى الطرف الأيمن من القلب. تستطيع هذه المصفاة منع الخثرات الدموية من الوصول إلى الرئتين. يقتصر استخدام هذا الإجراء على المرضى الذين ليس بإمكانهم تناول الأدوية المضادة للتخثر أو عند فشل هذه الأدوية لديهم.

الإنذار

غير متوفر

المصدر

http://www.epharmapedia.com