ارتفاع ضغط الدم
رتفاع ضغط الدم هي الحالة المرضية التي تتميز بارتفاع مزمن لضغط الدم الشرياني المَجْموعِيّ. وتعتبر موجودة عندما يكون الضغط الانقباضي 140 مليمتر زئبقي أو أكثر والضغط الانبساطي 90 مليمتر زئبقي أو أكثر بشكل ثابت.، وهو مستوى الضغط الذي يترافق مع مضاعفة عوامل الخطر،1 و تكون عنده فوائد التدخل الطبي أكثر من المخاطر والتكلفة المترتبتان على عدم التدخل. 2
انتشاره
الانتشار يختلف اختلافا كبيراً تبعاً للعمر، والجنس، والعرق، والعامل الوراثي ،ونمط الحياة ، ونوعية الغذاء، وغيرها كثير، وعلى سبيل المثال إذا أخذنا الفئة العمرية من 18إلى 24 سنة سنجد أن نسبة مرضى الضغط تكون حوالي 4%، وعند من هم فوق سن الستين عام تصلإلى 60%، وخاصة عند ذوي البشرة السوداء.3،12
هل قيمة الضغط وحدها تحدد وجود المرض؟
لا، فمن التعريف الذي يتفق مع اغلب الدراسات بإن الحالة مرتبطة بالمريض وليس بالمرض، فالمرضى الذين ضغطهم أعلى من 130/80 مليمتر زئبقي ولديهم في نفس الوقت مرض السكّر، أو مرض كلوي يعتبرون مصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم. 4،13
ضغط الدمّ الطبيعي
إن ضغط الدمّ الطبيعي عند البالغين الأصحاء هو 120/80 أو اقل .5
الارتفاع الهامشي للضغط(Prehypertension)
هو عندما يكون الضغط بين 121/81 و 139/89 مليمترزئبقي. وفي هذه الحالة لا يصنف كمرض ولكن كاصطلاح تم اختياره لتمييز الأفراد الذين لديهم عامل خطر عالي لتطوير المرض. 4
تصنيف الضغط
خطورته
ارتفاع ضغط الدم المستديم يشكل أحد عوامل الخطر للإصابة بنوبات قلبية، وعجز في القلب والسَكْتَة وأُمَّهاتُ الدَّم الشريانية، والفشل الكلوي المزمن. وحتى ارتفاع معتدل لهيؤدي إلى تقصير متوسط العمر المتوقع للإنسان. وخطر مرض الأوعية القلبية( cardiovascular disease risk ) يتضاعف مع كلّ زيادة بقدر20 مليمتر زئبقي في الضغط الانقباضي أو 10 ميليمتر زئبقي في الضغط الانبساطي .4
ارتفاع ضغط الدم الوَخيم(severe hypertension)
هو عندما يكون الضغط الشرياني المتوسط عند المريض فوق المعدل ب50 % أو أكثر، وفي هذه الحالة لا يتوقّع أن يعيش لأكثر من بضعة سنوات ما لم يعالج بشكل ملائم.3،35،36 يمكن أن يصنّفإلى: - أَساسِيّ (essential) أو أولي(primary). - ثانوي (secondary).
ارتفاع ضغط الدم الأَساسِيّ
هو ارتفاع ضغط الدم المبهم السّبب بحيث لا يمكن التعرف على سبب طبي معيّن وواضح يمكن أن يفسر وجوده. لكن هناك مجموعة من عوامل الخطر التي حُددت والتي قد يكون لها دور في نشوئه، وأهمها السمنة، وحسّاسية الملح(salt sensitivity)، واستتباب الرنين(renin homeostasis)، ومُقأومَةُ الأَنْسولين، والوراثة، والعمر.7،6
تأثير السمنة
إنّ خطر ارتفاع ضغط الدم عند البدينين بالمقارنة مع أولئك ذوي الوزن الطبيعي أعلى بخمس مرات، وفي ثلثي الحالات يمكن أن ينسبإلى الوزن الزائد. و إن أكثر من 85 % من حالات ارتفاع ضغط الدم تحدث عند أولئك الذين لديهم نسبة كتلة الجسم(Body mass index) أكثر من 25 . 7 إن الكثير من الدراسات التي تم إجرائها تُبين أن هناك عدة آلِيَّات التي من خلالها السمنة تسبب ارتفاع في الضغط ومنها تنشيط الجِهازُ العَصَبِيُّ الوُدِّيّ(sympathetic nervous system)، وتنشيط نظام الرنين-أَنْجِيوتَنْسين-َألْدوستيرون (renin-angiotensin-aldosterone system ). 8 2-
علاقة الملح بارتفاع الضغط
الصوديوم هو العامل البيئي الذي استرعى الانتباه الأكثر لأن ارتفاع الضغط يستجيب لتحديد الملح عند حوالي ثلث المرضى،9 هذا لأن زياد كمية الملح في مجرى الدمّ يسبّب خروج الماء من الخلايا وذلك بتأثير الضَّغْطُ التَّناضُحِيّ (osmotic pressure) ليُوازِن مَدْروجُ التَّرْكيز بين الخلايا ومجرى الدمّ، وبذلك يزيد الضغط ضمن حيطان الوعاء الدموي. إضافة إلى أن زيادة الصوديوم تحفز آلية الهُرْمُونُ المُضادُّ لإِدْرَارِ البَوْل( ADH (antidiuretic hormone)، مما يؤدي إلى بول مركّز بسبب تمسّك الكلى بالماء، وتحفز أيضا آلية العطش التي تدفع المريض إلى تناول كمية أكثر من الماء، كل ذلك يساهم في زيادة كمية الدم في الأوعية وبالتالي الزيادة في الضغط على جدرانها.
دور الرنين(renin)
الرنين هو إنزيم يُفرز من قبل الجهاز المُجاور للكُبَيْبَة(juxtaglomerular apparatus ) في الكلية ومرتبط مع الأَلْدوستيرون(aldosterone ) في حلقة ارْتِجاعية سلبية(negative feedback loop). لوحظ أن مدى نشاط الرنين عند الأشخاص الذين ليهم ارتفاع في ضغط الدمّ يميل إلى أن يكون أوسع مما هو عند الأفراد العادين، وفي النتيجة بعض مرضى ارتفاع ضغط الدمّ الأساسي يكون لديهم مستوى منخفض من الرنين وهذا ممكن أن نراه أكثر شيوعا عند الأمريكان الأفريقيين منه عند الأمريكان البيض، وقد يوضّح هذا لماذا الأمريكان الأفريقيين يميلون إلى الاستجابة إلى العلاج بالمدرّات أكثر من الاستجابة على الأدوية ألتي تعمل عل نظام الرنين أنجيوتنسين(Renin / angiotension). وعلى العكس من ذلك نرى أن هذه الأخيرة تكون فعالة أكثر عند المرضى البيض، الذين يمتازون بارتفاع مستويات الرنين والأنجيوتنسين والألديستيرون، والتي جميعها تؤدي إلى زيادة في تَضَيُّق الأوعِيَة، وتنشيط الهُرْمُونُ المُضادُّ لإِدْرَارِ البَوْل، والعطش وكل هذا في المحصلة هو الذي يسبب ارتفاع في الضغط.10
علاقة الأنسيولين بارتفاع الضغط
الأنسيولين هو هرمون عَدِيْد البِبْتيد يُفرز من قبل خَلاَيا جزر لانْغَرْهانْس في البنكرياس وغرضه الرئيسي أن ينظّم مستويات الجلوكوز في الجسم، ومُناهِضَته(antagonistically ) مع الغلُوكاغُون(glucagon ) من خلال حلقات إرْتِجاعية سلبية، يبدي الأنسيولين تأثير مُوَسِّعٌ للأوعِيَة، عند الذين ضغطهم طبيعي يحفز النشاط الوُدِّيّ دون أن يرفع متوسط الضغط، مع ذلك في حالات قُصْوَى مثل ما هو في المتلازمة الإسْتِقْلاَبِيَّة الزيادة في النشاط العَصَبِيّ الوُدِّيّ قد تبالغ في تأثير الأنسيولين المُوَسِّعٌ للأوعِيَة. ومقاومة الأنسيولين و/ أو فَرْطُ الأنسولينيَّة(hyperinsulinemia) يعتقد أنها قد تكون مسؤولة عن الضغط الشرياني المتزايد عند بعض المصابين بارتفاع ضغط الدم، هذه المَلامِح تُعرف الآن على نحو واسع كجزء من المتلازمة إكس(syndrome X)، أو المتلازمة الأيضية.
تأثير الوراثة
ارتفاع ضغط الدم هو أحد الاضطرابات المعقّدة والأكثر شيوعا ،وأسبابه تختلف كثيرا بين الأفراد والتجمعات السكانية الكبيرة،11 وهناك أكثر من 50 جين تم فحصها في دراسات مشتركة على علاقة بارتفاع ضغط الدم، والعدد ينمو بشكل ثابت، وإن أحد هذه الجينات هو جين الأنجيوتنسينوجين(angiotensinogen (AGT) gene) حيث درس على نطاق واسع من قبل كيم( Kim et al) والذي لاحظ ان زيادة عدده تزيد ضغط الدمّ.12 ودراسات كثيرة لقياس ضغط الدمّ تضمّنت توائم أظهرت بأنّ العامل الوراثي له تأثير كبير على ارتفاع الضغط الأساسي ،13 وهناك المزيد من الحقائق المساندة أظهرتها الدراسات على الحيوانات بالإضافة إلى دراسات سريرية على الإنسان، وفي أغلبيتها تدعم المفهوم ألقائم على أن الوراثة من المحتمل أن تكون متعددة العوامل أو أن عدد من العيوب الوراثية المختلفة له نَّمَطِ ظَّاهِرِيّ متعلق بضغط الدمّ المرتفع،بالإضافة إلى وجهة نظر أخرى تطرح بأنّ ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يكون سببه طَفْرَة في الجينات الوحيدة، تورث على أساس قاعدة مَنْدِلِيّ(mendelian basis). على أية حال، التأثير الوراثي على ارتفاع ضغط الدم لم يفهم بالكامل في الوقت الحاضر، ويعتقد بأنّ ارتباط الأنماط الظاهرية المتعلقة بارتفاع ضغط الدم بالاختلافات المحددة من المورّث قد تنتج دليل جازم للوراثة. 14
تأثير العمر
ارتفاع ضغط الدم يمكن أيضا أن يتأثر بعدة عوامل وآليات مختلفة مرتبطة بتقدم السن وتتضمّن انخفاض المطاوعة الوعائية(vascular complicance) بسبب تصلّب الشرايين، وهذا يمكن أن يعزّز بارتفاع ضغط الدم الانقباضي منفرداً مع ضغط نبضي(pulse pressure) متسّع، كذلك نقصان سُرْعَةُ التَّرْشيحِ الكُبَيبِيّ المتعلّق بالشيخوخة يؤدّي إلى نقص كفاءة طرح الصوديوم. بالإضافة إلى تطور بعض الأمراض مثل مرض الأوعِيَةِ الكلوية الدَّقيقَة(renal microvascular disease) والتخلخل الشعري(capillary rarefaction) كل هذا يُعتقد بأنه يشكل آلية مهمة لارتفاع ضغط الدم. 16،15
تأثير فيتامين دي(Vitamin D)
عدّة دراسات أشارت بأنّ نقص فيتامين دي يرتبط بعوامل الخطر القلبية الوعائية لأنه لوحظ أن الأفراد الذين لديهم نقص في فيتامين دي كان عندهم ضغط دمّ انقباضي وانبساطي أعلى من المعدل. وفيتامين دي يمنع إفراز الرنين ونشاطه، وبالتالي يفعل كمنظّم صَمَّاويّ سلبي(negative endocrine regulator) لنظام رنين-أنجيوتنسين . لذلك إن نقص فيتامين دي يؤدّي إلى زيادة في إفراز الرنين. وهذه آلية واحدة محتملة لتوضيح العلاقة بين نقص مستويات فيتامين دي في بلازما الدمّ وارتفاع ضغط الدم.17
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
هو الذي يكون نتيجة لسبب طبي واضح مثل أمراض الكلى أو وَرَمُ القَواتِم(pheochromocytoma) أو وَرَمُ المُسْتَقْتِمات( paraganglioma) وغيرها.
تأثير انْقِطاعُ النَفَسِ النَّومِيّ( Sleep apnea)
إن انْقِطاعُ النَفَسِ النَّومِي سبب شائع لارتفاع ضغط الدم،18 ولكنه غير معروف لدى الكثيرين، و في أغلب الأحيان علاجه يكون شافياً لارتفاع الضغط. ويعالج بالضغط الليلي الإيجابي المستمر لمَجْرَى الهَواء الأنفي(nocturnal nasal continuous positive airway pressure) ولكن بعض الحالات قد تحتاج إلى طرق علاجية أخرى تتضمّن شظية التقدّم الفكّية(Mandibular advancement splint) ، أو استئصال اللوزتين، أو اسْتِئْصالُ الغُدَّانِيَّات (adenoidectomy)، أو رَأْبُ الحاجِزِ الأَنْفِيّ( septoplasty)، أو تخفيف وزن.
تأثير السوس
استهلاك عرق السوس (الذي يمكن أن يكون من القوّة الفعّالة في حلوى عرق السوس،وفي العديد من الأدوية مثل شراب السعال،وعلاجات القرحة المعوية) يمكن أن يؤدّي إلى ارتفاع في ضغط الدمّ.19
أمراض الكلى
أمراض الكلية التي تسبب ارتفاع ضغط الدم تتضمّن مرض الكُلْيَةٌ المُتَعَدِّدَةُ الكيسات( polycystic kidney ) أو إلتهاب الكبيبات الكلوية المزمن(chronic glomerulonephritis) كذلك ارتفاع ضغط الدم يمكن أيضا أن ينتج عن أمراض الشرايين الكلوية التي تُزود الكلية بالدم، وهذا المعروف بفَرْطُ ضَغْطِ الدَّمِ النَّاجِمُ عن الأوعيةِ الكُلْوِيَّة(renovascular hypertension) ويعتقد بأنّه ناتج عن نقص في إرواء النسيج الكلوي بسبب تضيّق شرياناً كلويا رئيسياً أو فرعياً الذي بدوره ينشّط نظام الرنين-أنجيوتنسين.
فَرْطُ ضَغْطِ الدَّمِ الكُظْرِيُّ المَنْشَأ( Adrenal hypertension)
هو ارتفاع ضغط الدم الناتج عن حالات الشذوذ القِشْرِيٌّ الكُظْرِيّ، ففي أَلْدوستيرُونِيَّة الأساسية(primary aldosteronism) هناك علاقة واضحة بين احْتِباس الصوديوم بفعل الألدوستيرون وارتفاع ضغط الدم.
مُتَلاَزِمَةُ كوشنغ (فرط نشاط قشر الكظر) Cushing's syndrome))
هي متلازمة حيث كلتا الغدتان الكظريتان يمكن أن تزيد إنتاج الهورمون ُالكورْتِيزول الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بسبب تداخل عدّة آليات تنظّم حجم بلازما، والمقاومة الوعائية المحيطية والنِّتاجُ القَلْبِيّ، جميعها قد تزداد. ولذلك نجد أن أكثر من 80 % من المرضى بمتلازمة كوشنغ عندهم ارتفاع ضغط الدم.
وَرَمُ القَواتِم (pheochromocytoma)
هو ورم يكون في أغلب الأحيان واقع في النخاع الكظري ويعمل على إفراز مفرط للكاتيكول اَمينز (catecholamines ) مثل أبِينيفرِين والنورأَبِينِفْرين اللذان يسبّبان تحفيز مفرط لمُسْتَقْبِلاَتٌ أَدْرينِيَّة(adrenergic receptors) التي تؤدّي إلى تَضَيُّق الأوعِيَة المحيطية وتحفيز القلب، وهذا التشخيص يؤكّد من خلال الطرح البولي المتزايد للأبِينيفرِين والنورأَبِينِفْرين و/ أو مُسْتَقْلَباتهما(metabolites) وهو حَمْضُ الفانيليل مندليك (vanillylmandelic acid).
تَضَيُّقُ الأَبْهَر(Coarctation of the aorta)
هو الشذوذ الخلقي الذي يسبب ضيق الشريان الأبهر ويمكن أن يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم.
الأدوية
بعض الأدوية، خصوصا مضادات الإلتهاب مثل البروفين والموترين والإستيرويد يمكن أن تسبّب ارتفاع ضغط الدم، كذلك التي يدخل في تركيبها عرق السوس مثل الغلايريزا غلابرا(Glycyrrhiza glabra) كونها تمنع إنزيم هيدروكسيستيريد هيدروجينيز11 (11-hydroxysteroid hydrogenase enzyme ) والمسؤول عن تحفّيز التفاعل الذي يحول الكورتيزول إلى كورتيزون وبالتالي يسمح للكورتيزول بتحفيز مستقبل القِشْرانِيَّاتُ المَعْدِنِيَّة(Mineralocorticoid receptor) والذي سيؤدّي إلى تأثيرات مشابهة لفَرْطُ الأَلدوستيرونِيَّة (hyperaldosteronism) ويسبب الارتفاع في ضغط الدم. 20
فَرْطُ الضَّغْطِ الارْتِدادي(Rebound hypertension)
هو ضغط الدمّ العالي الذي يرتبط بالانسحاب المفاجئ للأدوية المختلفة التي تمنع صعوده، والزيادات في الضغط قد تؤدّي إلى ارتفاعه إلى مستويات أعلى مما كان عليه عند بداية العلاج، واعتماداً على شدّة الزيادة في الضغط، فإنه قد يؤدّي لحالة فَرْطُ الضَّغْطِ الطارئ(hypertensive emergency). ويمكن تجنب فَرْطُ الضَّغْطِ الارْتِدادي من خلال تخفيض الجرعة بشكل تدريجي (dose tapering)، بذلك يعطي الجسم الوقّت الكافي للتعديل إلى التخفيض في الجرعة. والأدوية التي ارتبطت بفَرْطُ الضَّغْطِ الارْتِدادي تتضمّن التي تعمل مركزيا، مثل الكلونيدين(clonidine) ومُحْصِرُ المُسْتَقْبِلاتِ البيتا(beta-blockers).
متلازمة القِشْرانِيَّاتُ المَعْدِنِيَّة الظاهرة الفائضة( Apparent mineralocorticoid excess syndrome)
هو اضْطِراب صِّبْغِيِّ جَسَدِيّ مُتَنَحًّ(autosomal recessive) ناتج عن طفرة في تشفير الجين 11 هيدروكسي ستيرويد ديهيدروجينيس (hydroxysteroid dehydrogenase) التي في الوضع الطبيعي تعطّل الكورتيزول بتحويله إلى كورتيزون. أما الكورتيزول في التراكيز العالية يمكن أن ينشّط مستقبل القِشْرانِيَّاتُ المَعْدِنِيَّة، ويؤدّي إلى تأثيرات شبيهة بالألدوستيرون في الكلية، ويسبّب ارتفاع ضغط الدم.
أَلْدوستيرُونِيَّة القِشْرانِيٌّة السُكَّرِيّة(Glucocorticoid remediable aldosteronism)
هو اضطراب صِّبْغِيِّ جَسَدِيّ مهيمن يسبب زيادة في إفراز ألدوستيرون المننتج بسبب الهُرْمُونُ المُوَجِّهُ لقِشْرِ الكُظْر( ACTH (adrenocorticotropic hormone) وهو شكل من فرْطُ الأَلدوستيرونِيَّة الأساسي، سببه يكمن في الجين الذي تغيّر والذي يؤدّي إلى زيادة إنزيم ألدوستيرون سينثاز.( aldosterone synthase)
مرض مُتَعَدِّدُ الكيسات الكلوية(Polycystic kidney disease)
هو إضطراب وراثي كييسي للكلى، مميّز بوجود كيسات المتعدّدة في كلتا الكلوتين، يمكن أن يتلف الكبد أيضا، والبنكرياس(المعثكلة)، ونادرا، القلب والدماغ، وهو يمكن أن يكون صبغي جسدي مهيمن أو صبغي جسدي متنحي، لكن شكل الصبغي الجسدي المهيمن أكثر شيوعا ومميّز بالتطور الكيسي المستمر وكبر حجم الكليتين والكيسات المتعدّدة، وبالتطور المتلاقي مع ارتفاع ضغط الدم، والقصور الكلوي والألم الكلوي.
الحمل
مع أن عدد قليل من النساء في عمر الحمل قد يصاب بارتفاع ضغط الدمّ ،إلا أن حوالي 10 % منهن يمكن أن يطوّر هذا المرض خلال الحمل. ورغم أنه عموما يكون حميدي ، إلا أنه قد يؤد إلى ثلاثة تعقيدات أهمها: قبل الإرتعاج (pre-eclampsia). متلازمة حَلُّ الدَّمّ، وارتفاع إنزيمات الكبد، وصُّفَيحات دمّ منخفضة(hemolysis, elevated liver enzymes, and low platelet count)(HELLP syndrome) ارْتِعاج( eclampsia).
الفِيزْيُولُوجْيا المَرَضِيَّة( Pathophysiology)لفرط ضغط الدم
أغلب الآليات التي على علاقة بارتفاع ضغط الدم الثانوي تُفهم عموما بشكل جيد كونها تكون مرتبطة بسبب واضح يمكن تحديده كما أشرنا إلى ذلك عند إجابتنا على الأسئلة المتعلقة بأسبابه فراداًً. أما ارتفاع الضغط الأساسي، فالآليات المرتبطة به لا يزال يكنفها الغموض لعدم معرفة الأسباب بشكل واضح، ولكنه من المعروف أن النِّتاجُ القَلْبِيّ يكون مرتفع في بداية المرض والمُقاومَةُ المُحيطِيَّةُ الكُلِّيَّة(total peripheral resistance)(TPR) تكون طبيعية، ومع الوقت النِّتاجُ القَلْبِيّ ينخفض إلى المستوى الطبيعي ولكن المقاومة المُحيطِيَّةُ الكُلِّيَّة تبقى مرتفعة، ولتفسير ذلك هناك ثلاثة نظريات وهي: الأولى، هي عدم قابلية الكلى لإُفْرِاغ الصوديوم، وعدم استجابتها لعوامل مُدِرُّه للصُّودْيُوم(natriuretic factors) مثل عامل مُدِرُّ الصُّودْيُوم الأذيني(Atrial Natriuretic Factor)، التي تُفرز لتعزّيِز طرح الملح، وبالتالي انخفاض نسبة طرح الصوديوم تؤدي إلى رفع المقاومة المحيطية الكلية. أما النظرية الثانية، تتلخص في الإفْرِاطُ في نشاط نظام الرنين/أنجيوتنسين الذي يؤدّي إلى تضَيُّق الأوعِيَة، والاحتفاظ بالصوديوم والماء، وبالتالي إلى الزيادة في حجم الدمّ، كل هذا يؤدّي إلى زيادة الضغط على جدران الأوعية. والنظرية الثالثة، تقوم على الإفراط في نشاط الجِهازُ العَصَبِيُّ الوُدِّيّ( sympathetic nervous system) ، يؤدّي إلى زيادة في الاسْتِجابَة للإجهاد(stress responses)، وهذا أيضا كما هو معروف بأنّه إلى حد كبير ممكن أن يكون محدد بالوِرَاثَةِ والجَيْنَائيّه(polygenic)، وإفترضت بضعة جينات مرشّحه في السَّبَبِيَّات(etiology) لهذا المرض.21-23
التشخيص
يتم التشخيص عموما على أساس وجود ضغط دمّ عالي باستمرار، وعادة هذا يتطلّب ثلاثة قياسات منفصلة بفترة أسبوع واحد على الأقل، وباستثناء الارتفاع البالغ جداً، أو وجود أضرار لعُضْوٌ انْتِهائِيّ(end-organ) فالتشخيص يتم والمعالجة تُستأنف على الفور.
قياس ضغط الدمّ
الحصول على قياسات ضغط دمّ موثوقة يعتمد على إتباع عدّة قواعد وعلى الفهم للعديد من العوامل التي تؤثّر على قراءة ضغط الدمّ. 24 على سبيل المثال، القياس لغرض ضبط ارتفاع ضغط الدم يجب أن يكون بدون أيّ إجهاد، وبعد ساعة على الأقل من تناول الكافايين، وبعد 30 دقيقة من التدخين، أو التمرين المجهد. حجم الكفة مهم أيضا يجب أن تطوّق وتغطّي ثلثي طول أعلى الذراع، والمريض يجب أن يكون جالس على كرسي وكلتا قدميه ممدودتين على الأرض لمدة خمس دقائق كحدّ أدنى قبل أخذ القراءة. والمريض يجب أن لا يكون تحت تأثير محفّزات أَدْرِيْنِيَّةُ، مثل تلك التي تكون في العديد من الأدوية. عندما يُأخذ القياس يدوياً، الشخص الذي يأخذ القياس يجب أن يكون حريصاً على نفخ الكفة بشكل مناسبإلى ما فوق الضغط الانقباضي المتوقّع، ويجب أن ينفخ الكفة إلى 200 ميليمتر من الزئبق، وبعدها يخفض الهواء ببطئ بينما يتلمّس الَنبْضٌ ألكُعْبُرِيّ( radial pulse)، وبعد دقيقة واحدة يبدأ بنفخ الكفة ثانيةً إلى 30 ميليمتر من الزئبق أعلى من قيمة الضغط الذي كان عنده الَنبْضٌ ألكُعْبُرِي لم يعد واضح. يجب أن توضع السماعة بخفة على الشِّرْيانُ العَضُدِيّ(brachial artery) ويجب أن تكون الكفة في مستوى القلب وأن تُفرّغ من الهواء بسرعة من 2إلى 3 ميليمتر زئبقي في الثانية. الضغط الانقباضي هو الضغط الذي يُقرأ في بداية الأصوات الموصوفة من قبل كوروتكوف ( Korotkoff ) المرحلة الأولى. والضغط الانبساطي يسجّل عندما تختفي الأصوات وهي المرحلة الخامسة لكوروتكوف، أو أحيانا تخفت فجأة وهي المرحلة الرابعة لكوروتكوف. يجب أن يقاس الضغط مرتين بفاصل 5 دقائق على الأقل ،وإذا كان هناك فارق يزيد عن 5 ميليمتر ئبقي يتوجب القيام بقراءة ثالثة، والقراءة الصحيحة ستكون متوسّطة الثلاثة قياسات. يجب أن يتضمّن القياس الأول كلا الذراعين، والذراع الذي يكون ضغطه أعلى يُفضل أن يستخدم في القياسات اللاحقة. وفي المرضى المسنين وخصوصاً الذين يصابون بنقْص ضَغْطِ الدَّمِ الاِنْتِصابِي(orthostatic hypotension) بعد العلاج، يُنصح بأن يتم القياس والمريض مُستلقي أولاً، ومن ثم وهو جالس. مستوى الضغط يتفاوت مع الوقت خلال اليوم ومع فعالية العلاج، ولذلك النماذج الأصلية التي تستعمل لتسجيل البيانات يجب أن تتضمّن الوقت. أجهزة القياس التِلْقائِيّة التي تستعمل بشكل شائع تُخفّض التغيّر في القراءات المجمّعة يدويا. 25 عملية القياس الروتينية في العيادة الطبية لمرضى ضغط الدم المعروف مسبقاً، قد يُشخّص بشكل خاطئ بنسبة 20 % من المرضى بارتفاع ضغط الدم الغير مسيطر عليه. 26 بينما مراقبة ضغط دمّ من قبل المريض يمكن أن ترصد قياسات الضغط في الأوقات المختلفة على مدار اليوم وفي البيئات المتباينة، مثل البيت والعمل، ومراقبة البيت قد تساعد في تشخيص ضغط الدمّ العالي أو المنخفض. ولربّما أيضا تستخدم لمراقبة تأثير التغييرات في أسلوب الحياة أو في تأثير الدواء مما يساعد في تنظّيم مستوياته بشكل أفضل. والمراقبة البيتية لضغط الدمّ يمكن أن تساعد أيضا في تشخيص ارتفاع ضغط الدم المعطفي (white coat hypertension) . جمعية القلب الأمريكية،27 تذكر أنه لربّما يكون عند المريض ارتفاع في ضغط الدم فقط عندما يكون في عيادة الطبيب، فالمراقبة في البيت ستساعدك على قياس ضغط دمّه الحقيقي ويمكن أن يزوّد طبيبه بسجلّ قياس ضغط الدمّ مع مرور الوقت، وهذا يساعد أكثر في التشخيص ومنع تطوره إلى مضاعفات صحية محتمة. وتجدر الإشارة هنا أن بعض أجهزة فحص الضغط البيتية تحتوي على برامج تخطّيط بيانية تمكن المريض من تزويّد طبيبه بالقياسات دون عناء الذهاب إليه وتستطيع أن تُذكر المريض بمواعيد القياس اليومية إذا ما غفل عنها.
ارتفاع ضغط الدم الانقباضي
عندما يكون ضغط الدمّ الانقباضي مرتفع، والضغط الانبساطي طبيعي، وهو ما يسمى أيضاً بارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول، وهو ناتج في أغلب الأحيان عن نقصان في المطاوعة الوعائية لشريان الأبهر مع التقدم بالعمر. 28
التمييّز بين ارتفاع ضغط الدم الأساسي والثانوي
عندما يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم من المهم العمل على محاولة استثناء أو تمييز ارتفاع ضغط الدم الثانوي وسببه لأنه قابل للعلاج الشافي في اغلب الأحيان. أكثر من 91 % من حالات ارتفاع ضغط الدم عند البالغين ليس له سبب واضح ولذالك يسمى بارتفاع ضغط الدم الأساسي أو الأولي. وفي أغلب الأحيان، هو جزء من متلازمة إكس الأيضية(syndrome X)، وعند المرضى الذين لديهم مقاومة للأنسيولين ويحدث أيضاً بالتمازج مع داء السكّري (نوع 2)، أو مع فَرْطُ شَحْمِيَّاتِ الدَّم المشتركة( combined hyperlipidemia)، أو مع السمنة مركزية. "ارتفاع ضغط الدم الثانوي أكثر شيوعا في الأطفال قبل سن المراهقة، وأكثر الحالات سببها المرض الكلوي. وارتفاع الضغط الأساسي أكثر شيوعا عند المراهقين الذين لديهم عوامل خطر متعدّدة، بضمن ذلك السمنة والسوابق العائلية لارتفاع ضغط الدم. 29
الفحوصات المخبرية
تجرى الفحوصات المخبرية عموما في ارتفاع ضغط الدم المشخّص حديثا بغرض تحديد الأسباب المحتملة لارتفاع ضغط الدم الثانوي، وتحديد مستوى الضرر الذي أصاب الأعُضْاء الإنْتِهائِية سواء القلب أو العيون (شبكيّة عين) أو الكلى. والفحوصات الخاصة بمرض السكّر ومستويات الكولسترول اللذان قد يكونا عوامل خطر إضافية لتطور مرض الأوعية القلبية ، ويجب أيضا أن تُجرى لأنه قد يتطلّب تَدْبيرٌ عِلاجِيٌّ جديد في حالة وجود ارتفاع في الضغط عند هؤلاء المرضى.
فحوص الدمّ
عموما فحوصات الدمّ تتضمّن: فحص الكرياتينين (الذي يشير إلى وظيفة الكلى) - لتحديد سبب ارتفاع ضغط الدم ولتحديد درجة الضرر الذي لحق بالكلى جراء ارتفاع ضغط الدم، ويشكل أيضاً خطّ أساس المراقبة التالية للآثار الجانبية المحتملة لبعض الأدوية التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدمّ. فحص الكَهارِل(Electrolytes) لتحديد مستوى الصوديوم،والبوتاسيوم فحص الجلوكوز - لتمييز داء السكّري فحص الكولوستيرول
فحص البول
فحص عينات البول لقياس ِالبيلَةٌ البروتينية(proteinuria) يفيد في التقاط مرض الكلية التحتي وتحديد ضرر ارتفاع ضغط الدمّ على الكلى.
تَخْطيطُ كَهْرَبِيَّةِ القَلْب(Electrocardiogram (EKG/ECG)
يفيد في تحديد إذا ما كان القلب قد تعرض لإجهاد بسبب ضغط الدمّ العالي، ويظهر ذلك من خلال ثخّانة العضلة القلبية كما هو الحال في تضخّم البُطين الأيسر(left ventricular hypertrophy)، أو في حدوث مرض قلبي صامت يظهر من خلال عرقلة التوصيل الكهربائي، أو حتى احْتِشاءُ في عَضَلة القَلْب(myocardial infarction)
أشعة الصدر السينية
تفيد في التقاط إشارات التوسع في أجواف القلب، أو التضخم في عضلاته. ودلائل عن توسع الشريان الأبهر إن وجدت.
الوِقايَة من فرط ضغط الدم
المدى الذي يمكن الاعتماد عليه في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم هي تقريباً نفس العناصر التي يجب إتباعها في حالة تشخيصه وهي تتضمن: مستوى ضغط الدمّ الحالي. التغيّرات في الأعضاء النهائية المستهدفة(end/target organs)، مثل شبكيّة العين، والكلى، والقلب، وغيرها. عوامل الخطر لأمراض الأوعية القلبية. العمر الذي يتجلى عنده الارتفاع في الضغط. ما لم يكون تجلي الارتفاع في الضغط حادّ جدا عند المريض، فغالباً ما يكون هناك فترة تقييم طويلة نسبياً وضمنها يجب أن يكرّر قياس الضغط عدة مرات. وخلالها يجب أن يُعرض على المريض مجموعة من النصائح لتغير أسلوب الحياة، والخيارات غير الدوائية قبل البدء في أي علاج دوائي.
التدابير التي يجب اتباعها
إن التدابير الوقائية والعِلاجِيّة لارتفاع ضغط الدم وفقاً لإِرْشادات جمعية ضغط الدم المرتفع البريطانية تقترح بأنّ الخيارات غير الدوائية يجب أن تستنفذ في كلّ المرضى الذين لديهم ارتفاع ضغط دمّ أو حالة ما قبل ارتفاع ضغط الدمّ(pre-hypertensive)، وهذه الإجراءات تتضمّن؛ تخفيض الوزن والتمرين الهوائي المنتظم( aerobic exercise) مثل المشي، وهذه أيضاًً تُعتبر الخطوات الأولى في علاج ارتفاع ضغط الدم البسيط والمعتدل. فالتمرين المنتظم يُحسّن تدفق الدمّ ويساعد في تخفيض معدّل نبضات القلب وضغط الدمّ في حالة الراحة.30 عدّة دراسات تشير بأنّ التمرين المنخفض الشدة قد يكون أكثر فعّالية في تخفيض ضغط الدمّ من التمرين الشديد.31 هذه الخطوات فعّالة جدا في تخفيض ضغط الدمّ، بالرغم من أن العلاج الدوائي ما زال ضروري للعديد من المرضى بارتفاع ضغط الدم المعتدل أو الوَخيمّ من أجل الوصول لمستوى آمن. إن تخفّيض كمية السكّر والملح الغذائية قد يكون فعّال وخاصة هذا الأخير لأنه يخفض ضغط الدمّ عند 33 % من المرضى، والعديد منهم يستعمل بديل الملح لتخفيض كمية الصوديوم.
الغذاء المناسب لتجنب هذا المرض
إن التغييرات الغذائية الإضافية مفيدة للوقاية كما هي أساسية لتخفّيض ضغط الدمّ وتتضمّن النِّظامِ الغِذائِيّ لإيقاف ارتفاع ضغط الدم( DASH)(dietary approaches to stop hypertension)، والذي يكون غني بالفواكه والخضار وأطعمة من الألبان القليلة الدسم أو خالية من الدهن( low-fat or fat-free dairy foods). 32 بالإضافة إلى أن الزيادة في كمية الكالسيوم الغذائية اليومية لها منفعة البوتاسيوم المرتفع، والذي نظريا يمكن أن يوازن تأثير الصوديوم ويعمل على مستوى الكلى لتخفيض ضغط الدمّ
علاقة التدخين والكحول في ارتفاع الضغط
التوقف عن التدخين وتناول الكحول أظهرا انخفاض في ضغط الدمّ، ولكن الآليات المضبوطة لم تفهم بالكامل بعد، لكن ضغط الدمّ الانقباضي خصوصاً يرتفع دائما بشكل عابر بعد استهلاك النيكوتين أو الكحول، إضافة إلى أن الامتناع عن التدخين مهم لمرضى ضغط الدم لأنه يُخفّض عوامل الخطر للعديد من النتائج الخطرة لارتفاع ضغط الدم، مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية. أما تناول القهوة والكافيين يزيد ضغط الدمّ بشكل عابر لكن لا يسبب ارتفاع ضغط الدم المزمن.
الإجهاد
تقليل الإجهاد على سبيل المثال بالمُعالَجَةٌ الإسْتِرخائِيَّة، مثل التأمل وتقنيات استرخاء الجسم العقلي( mindbody relaxation) من خلال تخفيض الإجهاد البيئي مثل مستويات الصوت العالي والإضاءة الأكثر من اللازم يمكن أن تكون طرق إضافية لتحسين ضغط الدم.33،34 إرخاء العَضَلِ المُتَرَقي لجيكبسن( Jacobson's Progressive Muscle Relaxation) والارتجاع البَيولوجِيّ(biofeedback) يستعملان أيضا، 34 خصوصا، الأداة الموجّه لخطوات التنفّس، بالرغم من أن تحليلات سابقة( meta-analysis) تقترح بأنّها ليست فعّالة ما لم تندمج مع طرق الاسترخاء الأخرى. 37
المعالجة
إذا لم يكن ارتفاع ضغط الدم وَخيماً، فإن التغيّر في نمط الحياة مع تبني الحمية الغذائية مثلما ناقشناه في قسم الوقاية أظهرت عمليا مرارا وتكرارا انخفاض لضغط الدمّ المرتفع بشكلٍ بسيط قبل اللجوء للأدوية. أما إذا كان ارتفاع ضغط الدم عالي بما فيه الكفاية لتبرير الاستعمال الفوري للأدوية، فإن التغييرات في أسلوب الحياة يمكن أن يُشرع بها بشكل مصاحب. هناك العديد من أصناف الأدوية لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، تسمّى خافِضُ ضَغْطِ الدَّم(antihypertensive)، والتي بطرق مختلفة تعمل على تخفيض ضغط الدمّ. الدلائل تشير إلى أن تخفيض ضغط الدمّ بحوالي 5إلى 6 ميليمتر زئبقي يمكن أن يقلل خطر السَكْتَة بحوالي 40 %، ومرض القلب التاجي بحوالي15%إلى 20%، ويخفّض احتمالية الخرف، وعجز قلب، والفناء من جراء مرض وعائي. هدف المعالجة يجب أن يكون السيطرة على ضغط دمّ <140/90 ميليمتر زئبقي عند أكثرية المرضى، وفي بعض الحالات مثل مرض الكلى أو مرض السكّر فإن بعض الاختصاصيين يوصون بمستويات تحت 120/80 ميليمتر زئبقي.38 كلّ دواء إضافي قد يخفّض ضغط الدمّ الانقباضي بحوالي 5إلى 10 ميليمتر زئبقي، وفي كثير من الأحيان يكون من الضروري استخدام أدوية متعدّدة لتحقيق سيطرة مقبولة على ضغط الدمّ.
الأدوية المستعملة عموما تتضمّن:
- مثبطات الإنْزيمُ المُحَوِّلُ للأَنْجيُوتَنْسينِ(angiotensin I converting enzyme)، مثل:
الكبتوبريل(captopril)، الفوسينوبريل(fosinopril =Monopril)، والإنالبريل(enalapril)، وليزينوبريل(lisinopril)، والكوينوبريل(quinapril)، والراميبريل(ramipril)، والكرياتين(creatine)
- ضَوَادّ مستقبل أنجيوتنسين الثّاني، مثل:
تلميسارتان(telmisartan)، والأيربيسرتان(irbesartan)، والوسارتان(losartan)، والفالسارتان(valsartan)، والكانديسارتان(candesartan)
- محْصِراتُ أَلْفا(Alpha blockers)، مثل
البرازوسين(prazosin)، أو التيرازيسين(terazosin) أوالدوكساسين(Doxazosin) أظهرت زيادة خطر عجز القلب، وهي أقل فعّالية من المدرّات البسيطة ولذلك لا ينصح باستخدامها
- محْصِراتُ بيتا(Beta blockers) مثل:
أتينولول(atenolol)، واليبتولول(labetalol)، وميتابرولول(metoprolol)، والبروبرنولول(propranolol).
- محْصِراتُ قَنَواتِ الكالْسْيُوم(calcium channel blockers)، مثل:
النيفيديبين(nifedipine)، والأملوديبين(amlodipine)، والديلتيازم(diltiazem)، والفيراباميل(verapamil).
- مدرّات البول، مثل:
البيندروفلوميثزايد(bendroflumethiazide)، والكلورتاليدون(chlortalidone)، والهيدروكلوروثيازيد(hydrochlorothiazide).
اختيار الدواء
نظراً لأن جميع الأدوية لها أثار جانبية، وفي نفس الوقت دلائل المنفعة من استخدامها عند ذوي الارتفاعات العالية كانت ساحقة، إلا أن ما أثبتته التجربة العلاجية الدوائية عند ذويي الارتفاعات المعتدلة فإنها أخفقت في تخفيض معدلات الوفيات العامّة. إذا كانت التغييرات في أسلوب الحياة غير كافية أو أن درجة ارتفاع الضغط كانت حرجة، فإن الحالة في أغلب الأحيان تتطلّب أكثر من دواء واحد للحصول على نتيجة مرضية. أي نوع من الأدوية العديدة يجب أن تستعمل أولاً لعلاج ارتفاع ضغط الدم كانت موضوع عدّة دراسات كبيرة ومنها دراسة خافِضُ ضَغْطِ الدَّم وعلاج تخفيض الشحوم في الوقاية من النوبة القلبية(The Antihypertensive and Lipid-Lowering Treatment to Prevent Heart Attack Trial (ALLHAT)) أظهرت الدراسة بأنه من حيث الكلّفة والنتائج كان مدر البول الكلورتاالييدون أفضل قليلا إذا تم مقارنته مع مُحْصِراتُ قَنَواتِ الكالْسْيُوم وموانع الإنْزيمُ المُحَوِّلُ للأَنْجيُوتَنْسينِ، في مجموعة مختلطة عرقيا عدد أعضاؤها 33,357. 41 وفي دراسة لاحقة أصغر من السابقة لم تظهر الفوائد الطفيفة في نتائج المدرّات بل كانت النتائج أفضل قليلا في الحقيقة لموانع الإنزيم المحول للأنجيوتنسين في المرضى الذكور البيض الأكبر سنّا.42 مدرّات البول مثل الثياسايد تعتبر فعّالة، وتوصف كأفضل دواء أولي لارتفاع ضغط الدم من قبل العديد من الأخصائيين وهو أرخص بكثير من العلاجات الأخرى، ولكن البعض لا يصفه في أحيان كثيرة ويذهب إلى الأدوية الأحدث التي يروّج لها أكثر من قبل شركات صناعة الأدوية بحكم الفوائد الربحية الأعلى.43 الإجماع في التوصيات على إستخدام مدرّات البول مثل الثياسيد كخط أول في علاج ارتفاع ضغط الدم لا تقلل من شأن آثاره الجانبية مثل باقي الأدوية، والتي تتضمّن:
- فَرْطُ كوليستيرولِ الدَّم (hypercholesterolemia)
- اخْتِلال تحمل الجلوكوز ( impaired glucose tolerance)
- استنفاذ البوتاسيوم
ولهذا السّبب ورغم التوصيات ما تزال موضع نقاش وتساؤل.
ارتفاع ضغط الدم المُقاوم(Resistant hypertension)
هو ارتفاع ضغط الدم الذي لا ينخفّض إلى المستوى الملائم رغم استخدام ثلاثة أدوية في علاجه. 4
تعقيداته
حادِثَةٌ وِعائِيَّةٌ دِماغِيَّة، أو سكتة قلبية(Cerebrovascular accident)(CVAs)(strokes) "إحتشاء في عضلة القلب، أونوبة قلبية(heart attack)(Myocardial infarction) اعْتِلاَلُ عَضَلَةِ القَلْبِ النَّاجِمُ عن ارتفاع الضَّغْط( Hypertensive cardiomyopathy) إعْتِلاَلُ الشَّبَكِيَّةِ بفَرْطِ ضَغْطِ الدَّم(Hypertensive retinopathy) . اعْتِلاَلُ الكُلْيَة بفَرْطِ ضَغْطِ الدَّم( Hypertensive nephropathy). اعْتِلاَلٌ دِماغِيٌّ بفرط ضَغْطِ الدَّمHypertensive encephalopathy).
أهمية الوَبائِيَّات
لقد روجعت مستويات ضغط الدمّ التي اعتبرت مؤذية من خلال دراسات الوَبائِيَّات التي تمت في السنوات السابقة، وهناك سلسلة مقتبسة ومهمة جدا من هذه الدراسات مثل دراسة فرامنغهام للقلب( Framingham Heart Study)، نُفّذت في بلدة أمريكية: في فرامنغهام، ماسوشوستس(Framingham, Massachusetts). والنتائج التي تم الحصول عليها من دراسة فرامنغهام ومن العمل المماثل في بوسلطان(Busselton)، في غرب أستراليا طبّقت على نحو واسع. وحيث أنّ الناس يبدون متشابهون إلى حدّ معقول، لكن هناك كما هو معروف اختلافات وراثية تحدد مدى الاستجابة على أكثر الأدوية فاعلية عند فئة معيّنة من السكان أكثر من غيرها، وحديثا في عام 2004 عدد من باحثي فرامنغهام ( Framingham figures) وجد زيادة مُبالغ فيها عند تقدير الأخطار للسكان البريطانين إلى حدّ كبير،وكانت الأسباب غير واضحة. مع ذلك كان عمل فرامنغهام عنصرا مهما في صياغة السياسة الصحية البريطانية.
الفرق في فرط الضغط بين البالغين والأطفال والمراهقين
كما هو الحال عند البالغين، فضغط الدمّ مُتَثابِتَة(parameter) متغيّرة عند الأطفال. ويتفاوت بين الأفراد وعند الفرد الواحد من يوم لآخر وفي الأوقات المختلفة من اليوم، ووبائية السمنة في الطفولة، تترك خطر تطور تضخّم البطين، ودلائل التطور المبكّر للتَصَلُّبٌ العَصيدِيّ(atherosclerosis) عندهم ، مما يجعل الكشف عنه والتدخّل الطبي أمراً مهماً لتخفيض الأخطار الصحية على المدى الطويل؛ وعلى أية حال، رغم الافتقار إلى بيانات مساندة، فإن ارتفاع ضغط الدم عند الطفولة وخصوصا في مقتبل المُراهَقَة(preadolescents)، غالبا ما يكون من النوع الثانوي ويعود إلى أمراض تحتية. كالمرض الكلوي المَتْنِيّ( Renal parenchymal disease)، الأكثر شيوعا (60إلى 70 %) في تسبب ارتفاع ضغط الدم عند هذه الفئة. وعلى النقيض من ذلك إن المراهقون يعانون من ارتفاع الضغط الأساسي حيث هو النوع الأكثر شيوعا عندهم، ويشكل 85إلى 95 % من الحالات.
تشخيصه لأول مرة
في القرن السادس قبل الميلاد وضع الطبيب الجراح سوشروتا سامهيتا( Sushruta Samhita) من مدينة كاشي(Kashi) في الهند، وصفاً لارتفاع ضغط الدم بأسلوب يجاري الأعراض الحديثة والمعروفة اليوم للمرض.