ورم عصبي سمعي

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الورم العصبي السمعي بالرّغم من أنّه شيءٌ مفزعٌ أن يدرك المرء أنّه مصابٌ بورمٍ ينمو في رأسه، إلا أنّه قد يرتاح نوعاٌ ما عند معرفة أنّ الورم العصبي السّمعي ليس ورماٌ سرطانيّاً (أي أنّه حميد) وينمو عادةً ببطء. وتنمو هذه الأورام بجوار الدّماغ في جزءٍ من العصب القحفي الثامن ، الذي يمتد من الدماغ إلى الأذن الداخلية. ويُعرَف الورم العصبي السّمعي أيضاً باسم (الورم الشّواني الدّهليزي)، وهو أحد أكثر أنواع أورام الدّماغ شيوعاً.

تظهر أعراض الورم العصبي السّمعي، والتي تتضمّن نقص السّمع، بسبب ضغط الورم على العصب، إلا أنّ هذا الورم لا يجتاح خلايا الدّماغ كما يفعل السّرطان.

وفي بعض الحالات يبقى الورم العصبي السّمعي صغيراً جدّاً لدرجة أنّه لا يسبّب أيّة مشاكل، وتتضمّن خيارات العلاج المراقبة المنتظمة والإشعاع والإستئصال الجّراحي.

الأعراض

تظهر أعراض الورم العصبي السّمعي بسبب وجود ورمٍ يضغط على الأعصاب القحفيّة.

بالرّغم من أنّ حجم الورم لا يحدّد التّأثيرات دائماً، إلا أنّه كل ما نما الورم، فقد تصبح إمكانيّة أن يسبّب الأعراض أكبر. ومن المحتمل أن يسبّب ورمٌ صغير أعراضاً بليغة. إلا أنّه وفي العديد من الحالات لا يسبّب الورم الصّغير الذي يبلغ طوله أقل من 1.5 سم (ستّة أعشار البوصة) أيّ أعراض. وتنمو بعض الأورام إلى جحمٍ يناهز 6 سم (2.5 بوصات.

تتضمّن أعراض الورم العصبي السّمعي ما يلي:

  • فقدان السّمع، ويكون ذلك عادةً بشكلٍ تدريجي، أو بشكلٍ مفاجئ في بعض الأحيان، ويحصل في طرفٍ واحد أو يكون في طرفٍ واحد أكثر حدّة
  • رنين (طنين) في الأذن المصابة
  • الدوار
  • فقدان التّوازن
  • شعور بالخدر والضّعف في منطفة الوجه

قد يضغط الورم على جذع الدّماغ أيضاً، وفي بعض الحالات النّادرة، قد ينمو الورم العصبي السّمعي بما يكفي ليضغط على جذع الدّماغ ويهدّد حياة المصاب به.

يجب على المرء رؤية الطّبيب إذا لاحظ فقدان السّمع، وخاصّةً إن أصاب ذلك أذناً واحدة، أو الشّعور بالرّنين في الاذن أو الدّوار أو كان يعاني من مشاكل في التّوازن. وقد يساعد التّشخيص المبكّر للورم العصبي السّمعي في منع الورم من النّمو لدرجةٍ يسبّب فيها مضاعفاتٍ خطيرة، كفقد السّمع الكلّي أو تراكم السّوائل في الجّمجمة بشكلٍ يهدّد الحياة.

الأسباب

للعصب القحفي الثّامن (الدّهليزي القوقعي) ثلاثة فروع، وهي تقوم بنقل المعلومات من الاذن الدّاخليّة إلى الدّماغ، حيث ينقل الفرع القوقعي الصّوت، بينما يقوم الفرع الدّهليزي العلوي والفرع الدّهليزي السّفلي بنقل المعلومات التي تتعلّق بالتّوازن. وتنمو معظم الأورام العصبيّة السّمعيّة على الفرع الدّهليزي.

بالرّغم من أنّ سبب الإصابة بالورم العصبي السّمعي مجهول، إلا أنّ تلك الأورام، تدلّ في حالاتٍ نادرة على الإصابة بورامٍ ليفي عصبي 2، وهو اضطّرابٌ وراثي ينطوي على نمو الورم على العصب الدّهليزي القوقعي. غالباٌ ماتصيب الأورام التي تترافق مع الورام اللّيفي العصبي العصب في كلٍّ من الجّهتين (ثنائي الجّانب).

المضاعفات

قد يسبّب الورم العصبي السّمعي اختلاطات مختلفة وهي تتضمّن ما يلي:

  • فقد السّمع بشكلٍ دائم
  • شعور بالخدر والضّعف في منطقة الوجه
  • مشاكل في التّوازن والمشي بشكلٍ أخرق

قد تضغط الأورام الكبيرة على جذع الدّماغ، ممّا يمنع من التّدفّق الطّبيعي للسّوائل بين الدّماغ والحبل الشّوكي (السّائل الدماغي الشوكي)، وفي هذه الحالة، يتراكم السّائل في الرّأس (الاستسقاء) ممّا يزيد من الضّغط في الجّمجمة.

العلاج

هنالك ثلاث خياراتٍ للسّيطرة على الورم العصبي السّمعي وهي المراقبة، لتحديد في ما إذا كان الورم ينمو وسرعة نموّه، والإشعاع والإستئصال الجّراحي.

  • المراقبة:

عند الإصابة بالورم العصبي السّمعي الذي لا ينمو أو ينمو ببطء ويسبّب القليل من الأعراض أو لا يسبّب الأعراض نهائيّاً، فقد يقرّر المريض والطّبيب مراقبة الورم، وخاصّةً إذا كان المريض كبيراً في السّن أو ليس مرشّحاً جيّداً للعلاج.

وقد ينصح الطّبيبُ المريضَ بالخضوع لفحوصات التّصوير والسّمع بشكلٍ منتظم وذلك لتحديد في ما إذا كان الورم ينمو وسرعة نموّه. وقد يحتاج المريض إلى الخضوع للعلاج إذا أظهرت الفحوصات أنّ الورم ينمو أو إذا كان الورم يسبّب فقدان السّمع بشكلٍ تدريجي أو مشاكل أُخرى.

  • جراحة الدّماغ بالأشعّة:

تتيح جراحة الدّماغ بالأشعّة، كالجّراحة بأشعّة غاما، للطّبيب إرسال الأشعّة إلى الورم بدقّة دون الحاجة إلى عمل شق جراحي. حيث يقوم الطّبيب بتوصيل إطارٍ للرّأس ذو وزنٍ خفيف بفروة رأس المريض والتي تمّ تخديرها، وباستعمال صور الأشعّة، يحدّد مكان الورم ويقرّر مكان تطبيق حزم الأشعّة، ويتم هذا الإجراء عادةً تحت التّخدير الموضعي.

إنّ الهدف من الجّراحة بالأشعّة هو وقف نمو الورم، كما تُستخدم أحياناً من أجل الأورام المتبقّية، وهي أجزاء الورم الذي لم تتمكّن الجّراحة التّقليديّة للدّماغ من إزالته دون إلحاق الضّرر بأنسجة الدّماغ.

وقد يتطلّب الأمر أسابيع أو أشهر أو حتّى سنوات لتصبح تأثيرات الجّراحة بالأشعّة واضحة، ويقوم الطّبيب بمراقبة حالة المريض عن طريق دراسات التّصوير المتابعة للحالة وإجراء فحوصات السمع.

  • الاستئصال الجّراحي:

إنّ الهدف من الجّراحة هو إزالة الورم والحفاظ على العصب الوجهي وذلك لمنع حدوث شللٍ في الوجه وللحفاظ على السّمع. ويتم إجراء تلك الجّراحة تحت التّخدير العام، وهي تنطوي على إزالة الورم عن طريق شقٍّ في الجّمجمة. وقد يتوجّب على المريض المكوث في المشفى لمدّة أربعة إلى ستّة أيّام بعد الجّراحة، ويمكن أن تطول فترة التّعافي إلى ستّة أسابيع أو أكثر.

الإنذار

غير متوفّر

المصدر

http://www.epharmapedia.com/