ورم دموي داخل القحف

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يحدث الورم الدموي داخل القحف عند تمزق وعاء دموي داخل الدماغ أو بين الجمجمة و الدماغ فيضغط تجمّع الدم (الورم الدموي) على النسيج الدماغي.

قد يحدث الورم الدموي داخل القحف بسبب عدم قدرة السائل المحيط بالدماغ على امتصاص قوّة الضربة المفاجئة أو الوقوف السريع. في هذه الحالة قد ينحدر الدماغ بقوّه مقابل الجدار الداخلي للجمجمة و يتكدّم.

على الرغم من أن إصابات الرأس قد تكون ثانوية، لكن يعتبر الورم الدموي داخل القحف هو حالة خطيرة و مهددة للحياة و تتطلب علاج فوري في أغلب الأحيان.

يتطلّب عادة علاج الورم الدموي داخل القحف الخضوع للجراحة لإزالة الدم، إلا أن الأورام الدموية الصغيرة داخل القحف قد لا تحتاج للجراحة.

الأعراض

قد تحدث أعراض الورم الدموي داخل القحف بشكل فوري أو بعد عدة أسابيع أو أكثر من التعرض لضربة على الرأس. من الممكن حتى أن يبدو الشخص جيد تماماً بعد إصابة الرأس، حيث يُدعى ذلك بفترة الصحو. يزداد الضغط على الدماغ مع مرور الوقت فتظهر بعض الأعراض و العلامات التالية أو جميعها:

  • صداع متزايد
  • إقياء
  • نعاس و فقدان الوعي التدريجي
  • دوار
  • تشوّش
  • عدم تساوي حجم حدقتي العينين
  • ضعف في الأطراف على أحد جانبي الجسم
  • ارتفاع التوتر الشرياني

يمتلئ الدماغ بمزيد من الدم ما يؤدي إلى تضيق المساحة بين الدماغ و الجمجمة و يمكن أن تظهر هنا أعراض أخرى و بشكل واضح مثل:

  • الميل للنوم
  • اختلاجات
  • فقدان الوعي

قد يكون الورم الدموي داخل القحف حالة مهددة للحياة، وبالتالي لا بد من الخضوع لعلاج طبي فوري.

يجب طلب العناية الطبية الفورية بعد التعرّض لأي ضربة ثقيلة على الرأس و التي يحدث فيها ما يلي:

  • فقدان الوعي
  • ظهور أي أعراض أو علامات قد تشير إلى ورم دموي داخل القحف.

على الرغم من أن أعراض الورم الدموي داخل القحف لا تظهر فوراً فلا بد من الخضوع لمراقبة دقيقة للتغيرات الجسدية و العقلية و العاطفيّة التالية للإصابة، يجب اللجوء إلى العناية الفورية إذا كان الشخص الذي تعرض إلى إصابة على الرأس بحالة جيدة و قادر على التحدث و دخل فجأة في حالة من فقدان الوعي.

كما يجب على المصاب – إضافة إلى ما سبق – إخبار أفراد العائلة أو صديق مقرّب حول أي تعرض لأي رض على الرأس. قد ينسى الشخص أنه تعرّض لرض على الرأس و ذلك لأن فقدان الذاكرة يترافق عادة مع هذا النوع من الرضوض. يمكن أحياناً – في حال معرفة القصة المرضية – أن يدرك صديق متيّقظ أو أحد أفراد العائلة أو زميل في العمل المؤشرات التحذيرية ما يسهم في تنسيق إجراءات خضوع المصاب للعناية الطبية الفورية.

الأسباب

إن سبب النزف داخل القحف هو وجود إصابة في الرأس و تكون غالباً نتيجة لحادث سيارة أو دراجة نارية أو حادث قد يبدو تافه كضرب الرأس. يزداد احتمال أن يتسبب رض الرأس الخفيف بحدوث ورم دموي لدى كبار السن و خصوصاً في حال تناول أدوية مضادة للتخثّر أو مضادة للصفيحات كالأسبرين. قد تحدث إصابة خطرة حتى يعدم وجود جرح مفتوح أو كدمة أو أي عَرض خارجي آخر للإصابة. إذا نتج الورم الدموي عن إصابة في الرأس فقد يظهر بشكل ورم دموي تحت الجافية أو ورم دموي فوق الجافية أو ورم دموي داخل المتن.

الورم الدموي تحت الجافية

تحدث هذه الحالة عندما تتمزق الأوعية الدموية – الأوردة عادةً– بين الدماغ و الطبقة الأبعد من طبقات الأغشية الثلاثة التي تغطي الدماغ (الأم الجافية). يشكّل الدم المتسرّب ورم دموي يضغط على نسيج الدماغ، مما يؤدي إلى تدهور الوعي و ذلك في حال استمرار نمو الورم الدموي، كما يمكن أن يؤدي إلى الموت.

هناك ثلاثة أنواع من الورم الدموي تحت الجافية و هي:

  • حاد: و هو النوع الأكثر خطورة و من المحتمل أن يكون مهدداً للحياة، و سببه إصابة حادة على الرأس و تظهر الأعراض و العلامات عادة بشكل فوري.
  • شبه الحاد: في هذه الحالة يتأخر ظهور الأعراض أحياناً لأيام أو لأسابيع بعد الإصابة.
  • المزمن: قد تسبب إصابات الرأس الأقل خطورة ورم دموي مزمن تحت الجافية، فقد يكون النزيف من الورم الدموي المزمن تحت الجافية أبطأ و قد تأخذ الأعراض أسابيع لتظهر، و قد لا يتذكر الشخص حتى أنه أصيب في رأسه.

تتطلب الحالات الثلاثة عناية طبية و ذلك فور ظهور الأعراض و إلا سيصاب المريض بأذية دماغية دائمة.

خطورة الورم الدموي تحت الجافية أكبر عند المرضى الذين يتناولون الأسبرين أو مضادات التخثّر بشكل يومي أو الذين يفرطون في شرب الكحول أو المسنين.

الورم الدموي فوق الجافية

يسمّى أيضاً ورم دموي خارج الجافية و يحدث هذا النوع عندما يتمزق وعاء دموي– شريان عادةً– بين السطح الخارجي للأم الجافية و الجمجمة ليشكّل كتلة تضغط على النسيج الدماغي. يبقى بعض المصابون بهذا النوع من الإصابة واعيين مع شعور معظمهم بالنعاس أو الدخول في سبات من لحظة الإصابة بالرض. يرتفع خطرالموت نتيجة الإصابة بورم دموي فوق الجافية و الناجم عن إصابة شريان في الدماغ، و ذلك في حال عدم حصول المريض على رعاية طبية عاجلة.

الورم الدموي داخل المتن

يُعرف هذا النوع أيضاً بالورم الدموي داخل المخ و يحدث عندما يتجمّع الدم في الدماغ. قد يكون هناك العديد من الأورام الدموية الخطيرة داخل المتن بعد رض الرأس. يكون الرض الذي يسبب أورام دموية داخل المتن هو المسؤول غالباً عمّا يسمى بإصابات قطع المادة البيضاء. تحدث هذه الإصابات بعد رض يؤدي إلى تمزق المحاور في المادة البيضاء الدماغية. المحاور هي الوصلات التي تحمل النبضات الكهربائية أو الرسائل من العصبونات في الدماغ إلى بقية الجسم. إن انقطاع هذه الوصلات قد يؤدي إلى ضرر دماغي خطير بسبب عدم قدرة العصبونات على الاتصال.

الرض ليس السبب الوحيد للورم الدموي داخل المتن. تتضمن الأسباب الأخرى ما يلي:

  • اضطرابات الأوعية الدموية التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي (أم الدم).
  • فرط ضغط الدم طويل المدى
  • الحالات العصبية كاعتلال وعائي مخّي نشواني.
  • أورام دماغية
  • استعمال مميعات الدم
  • بعض أمراض المناعة الذاتية
  • اضطرابات نزفيّة كالناعور و اللوكيميا و فقر الدم المنجلي.
  • إنتان الجهاز العصبي المركزي مثل الْتِهابُ الدِّماغِ
  • الأدوية مثل الكوكائين أو أمفيتامين

المضاعفات

لا يوجد

العلاج

لا تحتاج بعض الأورام الدموية تحت الجافية للإزالة لأنها صغيرة و غير عرضية. قد تساعد المدرّات البولية في السيطرة على توّرم الدماغ (الوذمة الدماغية) بعد حدوث إصابة في الرأس.

  • الجراحة:

يتطلب علاج الورم الدموي اللجوء إلى الجراحة، حيث يعتمد نوع الجراحة على خصائص الورم الدموي. تتضمن الخيارات ما يلي:

- التفجير الجراحي: قد يلجأ الطبيب لإحداث فتحة في الجمجمة و سحب السوائل الموجودة و ذلك في حال توضّع الدم و عدم تخثره بشكل كبير.

- فتح الجمجمة: قد تتطلب الأورام الدموية الكبيرة فتح قسم من الجمجمة (فتح الجمجمة) لإزالة الدم.

  • الشفاء:

قد يلجأ الطبيب بعد الجراحة لوصف أدوية مضادة للاختلاج مثل فنيتوين للسيطرة على النوبات أو منعها بعد الرض، حيث يُستمر تناول هذه الأدوية حتى بعد عام من الرض. قد يحدث فقدان ذاكرة و صعوبة في التركيز و قلق و مشاكل في النوم و صداع و يستمر لبعض الوقت.

يمكن أن يكون الشفاء بعد الورم الدموي داخل القحف طويلاً و قد لا يكون كاملاً، معظم مراحل الشفاء تحدث لدى البالغين خلال الأشهر الستة الأولى بعد الإصابة، كما يشفى الأطفال بشكل تم و سريع أكثر من البالغين.


الإنذار

غير متوفر

المصدر

http://www.epharmapedia.com/