نهم الطعام العصبي

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

نهم الطعام العصبي هو أحد اضطرابات تناول الطعام الخطيرة التي قد تكون مهددة للحياة. يتناول المصابون بهذا الاضطراب كميات كبيرة من الطعام، ثم يتبعونها بتناول مسهلات أو مقيئات، أو بممارسة التمارين الرياضية بإفراط، محاولين بهذا التخلص من الحريرات الزائدة بطرق غير صحية.

غالباً ما يكون المصابون بهذا المرض منهمكين بالتفكير بأوزانهم و أشكال أجسامهم، و قد يطلقون أحكاماً قاسية على أنفسهم انطلاقاً من عيوب يرونها في أنفسهم.

تصعب السيطرة على هذا المرض، كونه متعلقاً بنظرة المريض لذاته، و ليس فقط بالطعام، لكن يُساعد العلاج الفعال المرضى على الشعور بشكل أفضل تجاه أنفسهم، و يجعلهم يتبنون عادات غذائية صحية و يتغلبون على المضاعفات الضارة لمرضهم.

الأعراض

قد تتضمن أعراض نهم الطعام العصبي:

  • الشعور بعدم القدرة على السيطرة على عادات الأكل.
  • الاستمرار بتناول الطعام حتى الوصول للألم أو الانزعاج.
  • تناول كميات من الطعام في نوبات الشره تفوق ما يتناوله المريض في الحالات الاعتيادية.
  • الإقياء الإجباري بعد الطعام.
  • ممارسة التمارين الرياضية بإفراط.
  • إساءة استعمال المسهلات و المدرات البولية و الحقن الشرجية.
  • الانشغال المستمر بالوزن و شكل الجسم.
  • يكون لدى المرضى غالباً صورة مشوّهة و سلبية جداً عن أجسادهم.
  • الذهاب للحمام بعد تناول الطعام أو خلال الوجبات.
  • اضطراب الوظائف المعوية.
  • تأذي اللثة و الأسنان.
  • تورم الغدد اللعابية في الخدين.
  • تقرحات فموية و حلقية.
  • التجفاف.
  • اضطراب نظم القلب.
  • تقرحات أو ندب أو الشسن (فرط تقرن البشرة) على مفاصل الأصابع أو اليدين.
  • اضطراب الدورة الطمثية أو انقطاعها.
  • الاكتئاب.
  • القلق.

عند الإصابة بنهم الطعام العصبي، يتقيأ المصابون بانتظام أو يمارسون التمارين بشكل مكثف بعد تناول الطعام بشكل مفرط، لكن قد يشعر المصابون أحياناً بالحاجة للتخلص مما تناولوه بعد تناول وجبة صغيرة أو معتدلة الكمية. تتضمن نوبات تناول الطعام بشكل مفرط لدى هؤلاء المرضى تناول كميات زائدة عما قد يتناوله الناس الطبيعيون في ظروف مماثلة، فمثلاً قد يتناول هؤلاء المرضى قالب حلوى كامل عوضاً عن الاكتفاء بقطعة أو اثنتين، و قد يستمرون بتناول الطعام حتى التخمة المؤلمة. غالباً ما تحدث نوبات الشراهة هذه بمنأى عن الآخرين، و بمجرد انتهاء نوبة الطعام تبدأ نوبة التخلص من الطعام، كالإسراع إلى الحمام للتقيؤ أو إلى جهاز الرياضة لممارسة التمارين بشكل مفرط أو الانقطاع عن تناول الطعام لفترة طويلة(الصيام)، و يكون معظم المصابين بنهم الطعام العصبي ذوي وزن طبيعي أو ممتلئ قليلاً، و بالتالي لن تبدو مشكلتهم ظاهرة للعيان. يمكن تصنيف النهم العصبي بطريقتين:

  • النهم الإفراغي: حيث يقوم المصابون بهذا النوع من النهم بافتعال الإقياء بشكل منتظم أو بإساءة استعمال المسهلات و المدرات و الحقن الشرجية لتعويض نوبات تناول الطعام بشكل مفرط.
  • النهم الإجهادي: حيث يلجأ المصابون بهذا النوع إلى وسائلَ أخرى للتخلص من الحريرات الزائدة و لمنع زيادة الوزن، كالصيام أو ممارسة التمارين بشكل مكثف.

تتداخل هذه السلوكيات كثيراً، و غالباً ما يتم وصف محاولة التخلص من الحريرات الزائدة بالإفراغ، مهما كانت طريقة هذا الإفراغ.

يجب على من يعاني من نهم الطعام العصبي السعي للحصول على المساعدة الطبية بالسرعة القصوى، إذ لا يتحسن هذا المرض من تلقاء نفسه بل قد يزداد سوءاً إن لم يُعالج متحكماً بحياة المصابين به. يمكن للمرضى استشارة الطبيب العام، أو اللجوء مباشرة لأخصائي نفسي. يكون بعض مرضى نهم الطعام العصبي غير مستعدين للخضوع للعلاج، لذا بإمكانهم اللجوء لشخص ودود أو صديق مقرب لمساعدتهم على اتخاذ خطواتهم الأولى على طريق العلاج الناجح للنهم العصبي.

مساعدة من يعاني من أعراض نهم الطعام العصبي عند الشك بإصابة أحد المقربين بأعراض نهم الطعام العصبي، تجب محاورته بصدق و أريحية، و قد لا نتمكن من إجبار المريض للقيام باستشارة أخصائي الرعاية الصحية، لكن يمكن تشجيعه و دعمه و مساعدته على إيجاد طبيب مؤهل أو أخصائي نفسي و تحديد موعد له، بل و مرافقته إليه أيضاً. تتضمن علامات الخطر التي يجب على العائلة و الأصدقاء ملاحظتها:

  • قلق مستمر أو شكوى من البدانة.
  • تناول كميات مفرطة من الطعام في الوجبة الواحدة بشكل غير اعتيادي، و خصوصاً الأطعمة الغنية بالدهون أو الحلويات.
  • الرغبة في عدم تناول الطعام أمام الآخرين أو علناً.
  • اللجوء إلى المكملات الغذائية أو المنتجات العشبية لإنقاص الوزن.
  • الممارسة المفرطة للتمارين.
  • استخدام الأدوية المسهلة أو المدرات البولية.

الأسباب

ما يزال سبب نهم الطعام العصبي غير معروف، فكما بقية الأمراض النفسية، تلعب الكثير من العوامل المحتملة دوراً في تطوّر اضطرابات تناول الطعام، كالوراثة و سلوكيات معينة و اضطرابات نفسية و تأثير العائلة و المجتمع.

  • العوامل البيولوجية: إذ قد تجعل بعض الجينات بعض الناس أكثر عرضة للإصابة باضطرابات تناول الطعام. يكون الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى كالأخوة و الأهل المصابين باضطرابات عادات الطعام أكثر عرضة للإصابة بهذه الاضطرابات أيضاً، الأمر الذي يشير لرابط وراثي، كما من المُحتمل أن يلعب نقص مركب السيروتونين الكيماوي في الدماغ دوراً في تطوّر النهم.
  • العوامل السلوكية: قد تساهم في تطوّر نهم الطعام العصبي كإتباع الحميات أو الإفراط في التمرين، حيث يعتبر إتباع الحميات على سبيل المثال عاملاً أساسياً في تحريض تناول الطعام بشكل مفرط، وكذلك، يعزز إتباع هذه الحميات قواعد صارمة للطعام، و التي تؤدي عند مخالفتها إلى فقدان السيطرة و الإفراط في تناول الطعام.
  • الصحة العاطفية: قد يعاني مرضى نهم الطعام العصبي من اضطرابات نفسية و عاطفية تساهم بهذا الاضطراب، كانخفاض تقديرهم لذاتهم أو السعي للكمال أو السلوكيات الاندفاعية أو مشاكل في السيطرة على الغضب أو خلافات عائلية أو مشاكل مع الشريك.
  • العوامل الاجتماعية: إذ تشجع البيئة الثقافية الغربية الحديثة و تعزز الرغبة بالنحافة، كما تُربط النحافة بالنجاح و الثروة في الأوساط المشهورة، كما تتغذى هذه الرغبة لدى النساء الشابات من خلال الضغط الذي يتعرضن له من أقرانهن و ما يراه الناس في وسائل الإعلام.

قد تزيد بعض العوامل خطر تطوّر اضطراب تناول الطعام، و تتضمن ما يلي:

  • الإناث: إذ يرتفع خطر تطوّر المرض لدى السيدات و الفتيات مقارنة بالصبية و الرجال.
  • العمر: إذ غالباً ما يبدأ نهم الطعام العصبي في نهاية المراهقة و بداية البلوغ، و يكون نهم الطعام العصبي أكثر شيوعاً لدى طلاب الجامعة أكثر من المراهقين الأصغر سناً.
  • القصة العائلية: إذ تميل اضطرابات الطعام لإصابة أبناء و أخوة من كان لديه اضطراب في تناول الطعام سابقاً.
  • النظام الغذائي: غالباً ما يسمع من يخسر وزنه تعليقات إيجابية من الآخرين حول التغيير في مظهره، مما يجعل الناس تغالي كثيراً في تطبيق الحمية و تصاب بالتالي بالنهم العصبي.
  • التأثيرات العائلية: يرتفع خطر إصابة الأشخاص الذين يشعرون بنقص الأمان في محيطهم العائلي، أو من يتعرضون للنقد الزائد من أخوتهم و أهلهم أو لمضايقات عائلية تتعلق بمظهرهم بنهم الطعام العصبي.
  • الاضطرابات العاطفية: إذ أن المصابين بالاكتئاب أو القلق أو اضطراب الوسواس القسري أكثر عرضة للإصابة باضطرابات تناول الطعام مقارنة بغيرهم.
  • النشاطات الرياضية و الفنية: إذ تحتمل إصابة الرياضيين و الشخصيات الفنية و التلفزيونية و الراقصون و عارضات الأزياء باضطرابات الأكل كالنهم، و يشيع هذا الاضطراب بشكل خاص لدى راقصي الباليه و ممارسي رياضة الجري و المصارعين، و قد يساهم الأهل و المدربون عن غير قصد بهذا عبر تشجيع الرياضيين الشبان على خسارة الوزن.

المضاعفات

قد يسبب النهم العديد من الاختلاطات الخطيرة و المهددة لحياة، و قد تتضمن بعض الاختلاطات المحتملة للنهم العصبي:

- المضاعفات الجسدية:

  • مشاكل قلبية: كاضطرابات النظم القلبي و القصور القلبي.
  • نخر الأسنان الشديد.
  • انقطاع الدورة الطمثية لدى الفتيات.
  • اضطرابات هضمية و يمكن الاعتماد على المسهلات لتنظيم الحركة المعوية.
  • الإدمان على الأدوية أو الكحول.
  • الوفاة.


- المضاعفات النفسية:

  • اضطرابات القلق
  • شرب الكحول
  • تعاطي المخدرات
  • إيذاء النفس
  • يأس
  • إجهاد نفسي مفرط
  • الانتحار

العلاج

قد يحتاج المصابون بالنهم لعدة أنواع من العلاجات، و لكن قد يكون العلاج الأكثر فعالية للتغلب على المرض هو عبارة عن دمج العلاج النفسي و مضادات الاكتئاب. غالباً ما يتم العلاج بالاستعانة بفريق يتضمن الأهل و الأطباء و غيرهم، بالإضافة للأخصائيين النفسيين و أخصائيي التغذية الخبراء في علاج اضطرابات التغذية، كما قد يشرف شخص مختص على تنسيق العلاجات السابقة للحصول على أفضل النتائج. تتضمن الخيارات العلاجية المحتملة لنهم الطعام العصبي ما يلي:

  • العلاج النفسي

هو مصطلح عام لشرح طريقة علاج النهم التي تعتمد على الحديث عن الحالة و ما يتعلق بها من أمور مع أخصائي الصحة النفسية، و يسمى العلاج النفسي أيضاً العلاج الكلامي أو العلاج النفسي الاجتماعي. قد يساعد أحد أنماط العلاج الكلامي ــ و الذي يُعرف أيضاً بالعلاج السلوكي الإدراكي ــ المصابين بنهم الطعام العصبي، و يعتمد هذا النوع من العلاج على مبدأ أن أفكار المريض الخاصة – و ليس أفكار الآخرين و مواقفهم- هي ما تحدد سلوكه، و يساعد هذا العلاج المرضى على تحديد المعتقدات و السلوكيات السلبية غير الصحية و استبدالها بأخرى إيجابية و صحية. من أحد المعتقدات السلبية الهامة التي يسعى هذا العلاج لتغييرها هي الاعتقاد بأن الانقطاع عن تناول الطعام يبقي الشخص نحيلاً، ففي الواقع، غالباً ما يحرض الصيام تناول الطعام بشراهة. قد يكون العلاج العائلي فعالاً بالنسبة للأطفال و المراهقين المصابين باضطراب تناول الطعام، و يبدأ هذا النمط من المعالجة بافتراض أن الشخص لم يعد قادراً على اتخاذ قرارات صائبة فيما يخص صحته و يحتاج مساعدة العائلة في هذا الأمر، و من الأجزاء المهمة في هذا العلاج أن تحرص العائلة على أن يتبع المريض عادات غذائية صحية و تساعده على استعادة الوزن. قد تساعد هذه الطريقة على التغلب على الخلافات العائلية و تشجع الحصول على الدعم العائلي المناسب.

  • الأدوية

قد تساعد مضادات الاكتئاب على إنقاص أعراض النهم. إنَّ مضاد الاكتئاب الوحيد الذي وافقت عليه منظمة الغذاء و الدواء الأميركية لعلاج نهم الطعام العصبي هو الفلوكسيتين (fluoxetine)، و هو نمط من مضادات الاكتئاب المثبطة لعودة قبط السيروتونين الانتقائية، لكن قد يصف الأطباء أحياناً مضادات اكتئاب أخرى أو أدوية نفسية أخرى لعلاج المشاكل النفسية المرافقة كالاكتئاب أو القلق.

  • استعادة الوزن و التثقيف الغذائي

إن كان مريض نهم الطعام العصبي منخفض الوزن، يضع العلاج أولوية إعادة وزنه إلى الحد الطبيعي، و مهما كان وزن المريض، يمنحه أخصائيو التغذية و الأطباء معلومات عن الحمية الصحية و يساعدونه على تحقيق وزن مناسب و يرسخون عاداته الغذائية الصحية. إذا كان المريض يعاني من نهم عصبي مترافق بزيادة في الوزن قد يستفيد من برامج تخفيض الوزن الخاضعة للإشراف الطبي.

  • الإقامة في المستشفى

عادة ما يعالج نهم الطعام العصبي خارج المشفى، لكن إذا كان المرض شديداً و تطوّرت المضاعفات الصحية الخطيرة، قد يعالج المريض في المشفى، و بناءاً على الحالة، قد يتم استقبال المريض في الجناح النفسي أو الجناح الطبي، و قد توفر عيادات متخصصة بعلاج اضطرابات الطعام علاجاً مكثفاً ضمن المشفى، أو قد توفر برامح علاج اضطرابات الطعام علاجاً نهارياً بدلاً من الإقامة الكاملة في المشفى.

  • تحديات العلاج في نهم الطعام العصبي

يعتبر نهم الطعام العصبي من الأمراض صعبة العلاج أو التدبير، كما بقية اضطرابات الطعام، و رغم أن معظم المصابين بنهم الطعام العصبي يشفون، إلا أن بعضهم يجد بأن أعراض مرضه لم تختفي تماماً، إذ قد تتكرر نوبات الإفراط بتناول الطعام و الإفراغ خلال السنين، تبعاً لاختلاف ظروف الحياة، ففي فترات الشدة النفسية، قد يعود المريض لعاداته الغذائية غير الصحية، و إن وجد نفسه في نوبة نهم و إفراغ مجدداً، قد تفيد جلسات تعزيزية مع طبيبه في احتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة مجدداً، و يمكن منع النكس من خلال تعلم طرق تأقلم إيجابية و تكوين علاقات صحية و التحكم بالشدة.

الإنذار

غير متوفر

المصدر

http://www.epharmapedia.com/