قرحة الفراش

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الناقبة أو قرحة الفراش Bedsore او pressure ulcer هي عبارة عن تفتح بالجسم نتيجة لعدم تدفق الدم بشكل سليم وبالتالي موت طبقات من الجلد, وذلك لأن الجلد يكون تحت ضغط من الفراش أو الكرسي المتحرك أو أي سطح آخر غير مرن لفترة طويلة. ويكون غالبا بأسفل الظهر والأكتاف من الخلف وأكعاب الأقدام وذلك لوجود نتوء عظمي يضغط بفعل وزن الجسم على الخلايا والأنسجة مما يمنع عن هذه الخلايا التروية والتغذية المناسبة بسبب إعاقة جريان الدم في هذه الأنسجة.

الأسباب

يكون الجلد غني بالدم الذي يقوم بإرسال الأكسجين لباقي الطبقات. فإذا حدث توقف لإمدادات الدم للجلد لأكثر من 2 إلي 3 ساعات سيموت الجلد بداية من الطبقة الخارجية له. السبب الرئيسي لقلة عملية تدفق الدم في الجلد هو الضغط عليه. بالنسبة لتحركات الجسم العادية فهي لا تسبب ضغط علي الجلد وذلك بسبب تغيير وضع الجسم بشكل مستمر وبالتالي فإن تدفق الدم لا يتوقف لفترة طويلة. إن وجود طبقة دهنية تحت الجلد، خاصة علي منطقة العظام، تساعد علي عدم إغلاق الأوعية الدموية.

الأشخاص الذين يعانون من الشلل أو عدم القدرة على الحركة هم أكثر عرضة للإصابة بقرح الفراش. أيضاً الذين لا يشعرون بالتعب أو الألم هم أكثر عرضة للإصابة وذلك لأن الشعور بالألم هو الحافز التلقائي علي الحركة.

بعض الأمراض التي تؤثر علي الأعصاب مثل إصابات الرأس أو السكتة الدماغية أو مرض السكر وبعض الأمراض الأخرى تقلل الشعور الطبيعي بالتعب والألم. الغيبوبة أيضاً من الأعراض التي تساعد على عدم الشعور بالتعب. هناك بعض الأشخاص الآخرين عرضة للإصابة بقرح الفراش وهم الأشخاص شديدى النحافة وذلك لأنهم ليس لديهم طبقة دهنية تحت سطح الجلد وعليه فإن الجلد يحك بشكل مباشر وكبير مع العظام، وأيضاً يصعب شفاء جروح هؤلاء الأشخاص بشكل طبيعي وذلك لقلة مستوى التغذية في الجسم.

عندما يحدث توقف في تدفق الدم في منطقة معينة نتيجة ضغط للجلد، يحتاج الجلد للأكسجين بشكل كبير، ثم يتحول إلي اللون الأحمر ويلتهب ثم تحدث القرحة. حتى إذا حدث خلل في تدفق الدم في الجلد، أو أي خلل في الطبقة الخارجية للجلد يمكن أن يسبب ظهور قرح. أيضاً بعض أنواع الملابس غير المريحة، والأسرة الخشنة أو الأحذية التي تحك بالجلد يمكن أن تسبب إصابات بالجلد. إن تعرض الجلد لفترة طويلة للبلل نتيجة العرق أو البول يمكن أن يتسبب في حدوث التهاب في سطح الجلد.

الأعراض

في أغلب الأحوال، تسبب قرح الفراش ألم شديد وحكة في الجلد. ولكن هناك بعض الأشخاص لا يشعرون بشدة الألم، أو إذا كانت القرحة شديدة قد تكون غير مؤلمة.

تنقسم قرحة الفراش إلي مستويات مختلفة:

  • المستوى الأول: قبل بداية تكوين القرحة بشكل كامل، فقط يكون الجلد أحمر اللون.
  • المستوى الثاني: يبدأ الجلد في الإحمرار الشديد والتضخم وغالباً توجد بثور علي سطح الجلد، ويكون السطح الخارجي للجلد ليس بحالة جيدة.
  • المستوى الثالث: تظهر القرحة علي الجلد وتخترق مستوى أعمق من طبقات الجلد.
  • المستوى الرابع: تخترق القرحة طبقات الجلد بشكل أعمق حتى تصل إلى طبقة الدهون والعضلات.
  • المستوى الخامس: يحدث خلل في العضلات.
  • المستوى السادس: وهو أعمق مستوى للقرحة في الجلد ويحدث خلل وإصابة بالغة في العظام.

الوقاية

تكون قرح الفراش مؤلمة جداً، وتتسبب في طول مدة إقامة المريض بالمستشفي أو في الرعاية الصحية بالمنزل. الوقاية من الإصابة هي أهم الأولويات، حيث أن الرعاية الصحية السليمة تمنع حدوث إصابات كبيرة. تحتاج دائما الوقاية من حدوث القرحة إلى المشاركة أهل المريض ورعايتهم بجانب الممرضة أو الطبيب. حيث أن فحص جلد وجسم المريض بشكل دوري يساعد على إدراك حدوث المرض مبكراً، ومحاولة العلاج. علامات احمرار الجلد، أي أول العلامات، هي التي تنبه بضرورة عمل الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث القرحة. بالنسبة للمناطق العظمية في جسم الإنسان، يمكن استخدام الأشياء الناعمة علي الجسم مثل القطن وذلك لمنع حدوث احتكاك مع الجلد. يمكن أيضاً حشو الأسرة والكراسي المتحركة بالقطن. أو الوسائد الناعمة وذلك للتقليل من الضغط. بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون الحركة فيجب أن يغيروا اتجاه النوم كل فترة وبشكل منتظم، وأفضل الاقتراحات هو تغيير الاتجاه كل ساعتين علي الأقل وبقاء سطح الجلد نظيفا وجافاً دائماً. يمكن أيضاً استخدام المراتب الهوائية الخاصة لتجنب الإصابة. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من قرح الفراش في أماكن مختلفة من الجسم فيمكن استخدام المراتب الهوائية والمصنوعة من المطاط الإسفنجي وذلك لتخفيف حدة الضغط وتساعد أيضاً علي تخفيف الآلام. [عدل] العلاج

علاج قرحة الفراش أصعب بكثير من منع حدوثها. في بداية مرحلة حدوث القرحة يمكن الشفاء منها بسهولة بمجرد تغيير الضغط علي الجسم. وأيضاً عن طريق تحسين المستوى العام للصحة والتغذية وتناول البروتينات والسعرات الحرارية الزائدة. ويمكن استخدام العسل (في حال عدم وجود إنتانات أو التهابات) باعتباره أفضل مرهم، مع المحافظة التامة على النظافة بالتعقيم المناسب.

أما إذا حدث جرح في الجلد، فيمكن تغطيته بالشاش وحمايته فذلك يساعد علي شفاءه سريعاً. هناك أنواع شاش خاصة تمنع الالتصاق بالجرح. إذا حدثت إصابة بالقرحة فيمكن شطفها برفق شديد بالصابون أو بمضادات الالتهاب حيث يمكن التخلص من المواد الميتة والمصابة بالجرح. تنظيف الجرح بشكل شديد يزيد من فترة التئام الجرح.

أما بالنسبة لأنواع قرح الفراش الشديدة (العميقة) فيكون من الصعب علاجها. يتطلب في بعض الأحيان زرع قطعة جلدية سليمة مكان المنطقة المصابة (في حالة الإصابة البالغة) ولكن هذا النوع من العلاج الجراحي لا يمكن استخدامه في أحوال كثيرة، خاصة إذا كان المريض شخص كبير في السن وضعيف من ناحية التغذية الصحية. ويمكن أيضاً العلاج بالمضادات الحيوية. إذا حدثت إصابة للعظام تحت القرحة (في الحالات المتأخرة للإصابة) فيكون من الصعب جداً العلاج وقد تحتاج الحالة إلي أسابيع طويلة وعلاج بالمضادات الحيوية.

الغذاء

عند دخول المستشفى يجب على المريض التشاور مع اختصاصي التغذية لتحديد أفضل نظام غذائي لدعم الشفاء بما أن الأشخاص الذين يعانون من سوء تغذية لا يملكون القدرة على إنتاج ما يكفي من البروتين لإصلاح الأنسجة. إذا كان المريض يعاني من خطر سوء التغذية من المهم تزويده بالمكملات الغذائية بما في ذلك الأرجنين، جلوتامين، فيتامينA، فيتامين B المركب، فيتامين E، فيتامين C، مغنيسيوم، سيلينيوم وزنك. من المهم أن يشرف الطبيب على تناول هذه الفيتامينات والمعادن بما أن العديد من هؤلاء يمكن أن يكون ضاراً إذا تم تناول جرعات غير صحيحة.

توجيهات

إن قَرحات الضّغط هي مناطق من الجلد المتضرّر تنتج عن البقاء في وضعٍ واحد فترةً طويلةً، ومن المألوف حدوثها في الأماكن الّتي تكون العظام فيها قريبةً من الجلد، كما في الكاحلَين والظهر والمرفقَين والعقبَين والوركَين. إنّ المرضى الراقدين في الفراش والّذين يستعملون الكرسيّ المتحرّك والّذين لا يستطيعون تغيير وضعيّاتهم معرّضون لخطر الإصابة بقرحات الضّغط.

يمكن الوقاية من هذه القرحات بما يلي:

  • المحافظة على الجلد نظيفاً وجافّاً
  • تغيير الوضعيّة كلّ ساعتَين
  • استخدام الوسائد والمعدّات الّتي تخفّف الضّغط.

هناك طرقٌ متعدّدة لمعالجة قرحات الضّغط، ولكنّ شفاء القرحات يكون بطيئاً إذا تفاقمت، لذلك فإنّ المعالجة المبكّرة أفضل وأكثر جدوى.

مصادر

صفحات عربية