فتق النواة اللبية

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يعتبر فتق النواة اللبية أحد أسباب الألم الظهري و أحياناً يسمى انزلاق القرص أو تمزق القرص. حيث يشعر الشخص المصاب بألم ظهري ينزل إلى الساق، وتصبح النشاطات اليومية صعبة و حتى غير محتملة.

يتألف العمود الفقري من عظام (فقرات) تتوسد على حشوات بيضوية صغيرة من الغضاريف أو أقراص تتألف من طبقة خارجية قاسية (الحلقة) و طبقة داخلية لينة (النواة).

عندما ينفتق القرص، يندفع جزء صغير من النواة خارجاً عبر تمزق في الحلقة باتجاه القناة الشوكية. هذا قد يضغط على الأعصاب و يسبب ألم، خدر و ضعف في الظهر إضافة إلى الساق أو الذراع.

غالباً ما يتحسن فتق النواة اللبية بالعلاج المحافظ. و ليست الجراحة ضرورية عادةً.

الأعراض

قد يكون لدى الشخص انفتاق نواة لبية دون أن يعلم بذلك، إذ قد تظهر الأقراص المنفتقة أو المتبارزة على صور العمود الفقري لمرضى ليس لديهم أعراض ناتجة عن مشاكل في القرص الفقري. و لكن قد تكون بعض الحالات مؤلمة.

الأعراض و العلامات الأكثر شيوعاً هي:

  • عرق النسا- ألم موجع منتشر. أحياناً مع حس لسع أو خدر يبدأ في الردف ثم يمتد نزولاً باتجاه مؤخر و جانب الساق.
  • ألم، خدر أو ضعف في أسفل الظهر و إحدى القدمين، أو في الرقبة، الكتف، الصدر أو الذراع.
  • ألم أسفل الظهر أو ألم الساق يسوء عندما يجلس المريض، يسعل أو يعطس.

عند وجود ألم ظهري مسبب للعجز لأكثر من أسبوع، يجب الاتصال بالطبيب من اجل التقييم. يعيق الألم الظهري عادة النشاطات اليومية لمدة 1-3 أسابيع. و يتحسن الألم و العجز كثيراُ عادةً بعد 4-6 أسابيع. إذا كان المريض قادراً على القيام بنشاط محدود دون حدوث تحسن بعد 3 أسابيع، فيجب على المريض الاتصال بالطبيب من اجل تحديد موعد. إذا كان الألم يزداد أثناء الجلوس، السعال أو العطاس، فقد يكون انفتاق القرص هو السبب.

يجب طلب الرعاية الطبية الفورية إذا كان:

  • المريض يفقد القدرة على التحكم بالتبول و التبرز
  • الألم يزداد بدلا من بقائه على ما هو عليه أو تحسنه
  • حدث خدر أو ضعف في إحدى أو كلا القدمين

قد يضغط القرص المنفتق أو الورم الشوكي على عدة جذور عصبية في العمود الفقري. هذا الانضغاط المعروف بمتلازمة ذيل الفرس هو اختلاط نادر إلا أنه يسبب العجز. و قد يتطلب جراحة إسعافية.

الأسباب

يتألف العمود الفقري من عظام (فقرات) تتوسد على حشوات بيضوية صغيرة من الغضاريف أو أقراص تتألف من طبقة خارجية قاسية (الحلقة) و طبقة هلاميّة داخلية (النواة). تعمل هذه الأقراص كنوابض، فتمتص الصدمات و تسمح بحركات الانثناء في العمود الفقري. كما أنها تساعد عضلات العمود الفقري في حماية العمود الفقري من الضغط الناجم عن المهام اليومية و حمل الأوزان الثقيلة.

عندما ينفتق القرص الفقري فإن جزءاً من النواة يندفع خارجاً عبر تمزق في الحلقة باتجاه القناة الشوكية. هذه الحالة قد تسبب تخريشاً لأحد الأعصاب الشوكية. انفتاق القرص الفقري هو غالباً نتيجة لتنكس تدريجي مرتبط بالعمر في الأقراص. حيث تفقد الأقراص الفقرية بعضاً من المحتوى المائي مع التقدم بالعمر. و هذا ما يجعلها أقل مرونة و أكثر عرضة للتمزق حتى مع حمل أو انثناء خفيف.

لا يستطيع معظم المرضى تحديد السبب الدقيق لانفتاق القرص. أحياناً قد يكون السبب استخدام العضلات الظهرية بدلاً من عضلات الفخذ و الساق لرفع الاجسام الثقيلة و الكبيرة، و كذلك يمكن أن يسببه الانحناء والانثناء أثناء الرفع. قد يكون في حالات نادرة حدث رضي كسقوط أو ضربة على الظهر هو السبب في انفتاق القرص.


المضاعفات

القرص المنفتق ليس حالة طبية إسعافية على الرغم من أنه قد يكون مؤلماً. في حالات نادرة، قد يسبب انفتاق القرص الفقري متلازمة ذيل الفرس، و التي هي انضغاط لجذور عصبية شوكية. و هي تتطلب غالباً جراحة إسعافية لتخفيف الضغط الذي يسبب هذه المتلازمة، لأنها قد تسبب ضعفاً دائماً أو شلل إذا لم يتم علاجها.

تتطلب الأعراض و العلامات التالية زيارة قسم الإسعاف، إذ أنها تقترح وجود متلازمة ذيل الفرس:

  • ألم مزداد أو شديد، خدر و ضعف ينتشر إلى إحدى أو كلا القدمين
  • عسر وظيفة معوية أو مثانية، و تتضمن سلس أو صعوبة تبول حتى مع مثانة ممتلئة
  • فقدان مترقٍ للإحساس في المناطق التي تلامس السرج(داخل الفخذين، مؤخر الساقين و المنطقة حول المستقيم)

العلاج

تخفف المعالجة المحافظة- و هي التي تتجنب الوضعيات المؤلمة بشكل رئيسي و تتبع نظام من مسكنات الألم و التمارين المخطط لها- من الأعراض عند 9 من بين كل 10 مرضى فتق النواة اللبية.

يتحسن العديد من المرضى خلال شهر أو اثنين من العلاج المحافظ. تظهر الدراسات الشعاعية أن الجزء البارز أو المتحرك من القرص ينكمش بمرور الزمن، بشكل متوازي مع تحسن الأعراض. قد ينصح الطبيب بمايلي و ذلك تبعاً للأعراض:

- تعديل نشاطات المريض. إذ يجب أن يتمهل المريض عندما يعاني من ألم ظهري. فيحاول الابتعاد عن النشاطات التي تفاقم من الأعراض، كالانحناء و رفع الأوزان والامتداد غير المناسب، و الجلوس لفترات مطولة. يعتبر النشاط المتقطع للحفاظ على اللياقة و لمنع التيبس مهماً جداً، لذلك قد ينصح بالعلاج الفيزيائي و تمارين زيادة المرونة و القوة. لا يعتبر فتق النواة اللبية مشكلة ناجمة عن هشاشية العمود الفقري، لذلك لا يجب تجنب النشاط الفيزيائي كله. في الحقيقة إن الاستمرار في العمل هو الأفضل، حتى عند الحاجة إلى التخفيف من مقدار العمل و القيام بواجبات أقل. يجب العمل مع الطبيب أو المعالج الفيزيائي لإيجاد التركيبة المناسبة من العمل و الراحة. و يمكن في النهاية زيادة كمية العمل تدريجياً بحيث يكون المريض مرتاحاً بالقيام بالواجبات اليومية.

- المعالجة الفيزيائية. يمكن للمعالج الفيزيائي أن يطبق الحرارة،ثلج، شد، التحفيز الكهربائي و بالأمواج فوق الصوتية لتخفيف الألم. كما يمكن للمعالج الفيزيائي أن يوضح للمريض الوضعيات و التمارين المصممة للتقليل من ألم القرص المنفتق. و مع تحسن الألم، يمكن أن تجهز المعالجة الفيزيائية المريض لبرنامج إعادة تأهيل لقوة وسط المريض و ثباته لزيادة صحة الظهر و للمساعدة في الوقاية من الأذيات المستقبلية.

- الحرارة أو البرودة. في البداية، يمكن تطبيق ضمادات باردة لتخفيف الألم و الالتهاب. و بعد عدة أيام، يمكن استبدال البرودة بالحرارة اللطيفة لزيادة الراحة. مسكنات الألم. يمكن أن ينصح الطبيب مريضه بتناول مسكنات الألم دون وصفه إذا كان ألمه خفيفاً أو متوسطاً، كالأسبرين، ايبوبروفين، الباراسيتامول أو نابروكسين. يحمل استخدام مضادات الالتهاب اللاستيروئيديةNSAIDs خطر النزف المعدي المعوي، كما يمكن للباراسيتامول أن يؤذي الكبد بالجرعات العالية. يمكن أن توصف المرخيات العضلية أيضاً مثل diazepam أو cyclobenzaprine إذا كان المريض يعاني من تشنجات في الطرف أو الظهر. التركين و الدوخة هي من الآثار الجانبية الشائعة لهذه الأدوية. إذا لم يتحسن الألم بهذه الأدوية، قد يصف الطبيب المخدرات، مثل الكوديين أو مشاركة hydrocodone-acetaminophen و ذلك لفترة قصيرة. و من الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية التركين، الغثيان، التشوش و الإمساك. تم إعطاء مسكنات ألم اعتلال الأعصاب أيضاً أو حبوب "ألم الأعصاب"، مثل الغابابنتين. و بدلاً من ذلك، يمكن إعطاء الستيروئيدات المثبطة للالتهاب بالحقن مباشرة في المنطقة حول الأعصاب الشوكية.

- الراحة في السرير. يتطلب ألم الظهر المستمر الشديد الناتج عن القرص المنفتق أحياناً يوم أو يومين من الراحة في السرير. في حين أن الراحة الصارمة في السرير يمكن أن تثبط الشفاء بالتسبب بفقدان التوتر العضلي.

- الوقت. تستغرق أعراض القرص المنفتق عادةً 4-6 أسابيع لتتحسن بشكل واضح.

الجراحة

حوالي 10% من المرضى يكونون بحاجة إلى الجراحة في النهاية. يمكن أن يكون المريض مرشحاً للجراحة إذا فشل العلاج المحافظ في تخفيف الأعراض بعد 6 أسابيع. كما يمكن اللجوء للجراحة أيضا إذا انحشرت أجزاء من القرص في القناة الشوكية مسببة الضغط على أحد الأعصاب، أو إذا كان المريض يعاني من صعوبة في الوقوف أو المشي.


قطع القرص المجهري هي الجراحة الشائعة لفتق النواة اللبية. و هذه الجراحة مرتبطة بجراحة قطع القرص التقليدية و المفتوحة، و هي جراحة تتضمن غزالة بعض عظام العمود الفقري (فقرات) للوصول إلى الأقراص المنفتقة و الجذور العصبية المنضغطة. أما في قطع القرص المجهري، فيستخدم الجراح مجهراً جراحياً أو عدسات مكبرة مما يسمح بالقيام بجروح أصغر في الجلد،العضلات، و العظام المغطية للقرص المنفتق. تقلل هذه الجروح الصغيرة و الأذيات الأقل الناتجة عنها في الأنسجة المحيطة من الألم و تقلل من فترة التعافي. و يتم في جراحة قطع القرص المجهري:

  • يتم تخدير المريض تخديراً عاماً، ما يعني أن المريض لن يكون واعياً أثناء العملية. و على الرغم من ذلك، يمكن في بعض الحالات إجراء العملية دون تخدير عام، و ذلك باستخدام تخدير موضعي ضمن ظهر المريض.
  • يقوم الجراح بإجراء شق صغير فوق مكان الفتق و يبعد عضلات الظهر عن العمود الفقري قدر الإمكان. و من ثم قد تتم إزالة كميات صغيرة من العظام و الأربطة لتأمين الوصول إلى القرص المنفتق و الجذر العصبي.
  • يتم استخدام أدوات صغيرة الحجم لإزالة الجزء المنفتق من القرص و شدف القرص الأخرى و أنسجته، ما يخفف من الضغط على العصب.
  • يتم إغلاق الجرح بالقطب أو الخرزات.

يعود بعض المرضى إلى بيوتهم في نفس اليوم، بينما يبقى مرضى آخرون في المشفى ليلة العملية. يشفى معظم المرضى و يعودون إلى عملهم خلال 2-6 أسابيع.

الإنذار

غير متوفر

المصدر

http://www.epharmapedia.com/