صداع التوتر

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

صداع التّوتر هو أكثر أنواع الصّداع شيوعاً ومع ذلك فإنّ أسباب حدوثه غير مفهومة بشكلٍ جيّد، وهو عادةً ما يكون ألماً منتشراً خفيف إلى معتدل الشّدّة ويصفه معظم الأشخاص وكأنّه رباطٌ محكمٌ حول رؤوسهم. قد يشعر المرء بأنّ تقلصات عضلية هل المسؤولة عن ألم الرّأس، إلا أنّ الخبراء لا يعتقدون أنّ ذلك هو السّبب، إلا أنّه السّبب بتسمية هذا الصّداع بصداع التوتر. ولحسن الحظ، فعلاجات الصّداع الفعّالة متوفّرة. وتكمن السّيطرة على صداع التّوتّر غالباً في خلق توازن بين تشجيع العادات الصحيّة وإيجاد علاجاتٍ غير دوائيّة فعّالة واستخدام الأدوية بشكلٍ مناسب.

الأعراض

تتضمّن أعراض صداع التّوتّر ما يلي:

  • ألمٌ كليلٌ ومبهم في الرّأس
  • الشّعور بالتّضيّق أو الضّغط على الجّبين أو على جانبي الرّأس ومؤخّرته
  • مضض في عضلات الكتف والعنق وفروة الرّأس
  • فقدان الشّهيّة، في بعض الأحيان

قد يستمر صداع التّوتّر من 30 دقيقة إلى أسبوع كامل، وقد يشعر المريض بالصّداع إمّا أحياناً فقط أو في معظم الوقت. ويُعتبر الصّداع مزمناً إذا عانى منه المريض لمدّة 15 يومٍ أو أكثر في الشّهر لثلاث أشهر على الأقل. وإذا كان الصّداع يحدث أقلّ من 15 مرّة في الشّهر فإنّه يعتبر نوبيّاً. إلا أنّ الذين يعانون من الصّداع النوبي بشكلٍ متكرّر هم أكثر عُرضةً للإصابة بالصّداع المزمن. يوصف الصّداع عادةً بأنّه خفيف إلى معتدل الشّدّة، وتختلف شدّة الألم من شخصٍ لآخر وحتّى من صداعٍ لآخر بالنّسبة للشّخص نفسه.

يمكن أن يكون التّمييز بين صداع التّوتّر والشّقيقة صعباً، لكن على العكس من بعض أنواع الشّقيقة، فصداع التّوتّر لا يترافق عادةً مع الاضطّرابات البصريّة؛ مثل رؤية البقع السّوداء أو الأضواء اللامعة، أو الغثيان، أو الإقياء، أو ألم البطن، أو الضّعف، أو الإحساس بالخدر في طرفٍ واحدٍ من الجّسم، أو الكلام المتداخل. وبينما يحرّض النّشاط البدني ألم الشّقيقة، فإنّه لا يزيد من ألم صداع التّوتّر سوءاً. يمكن أن تزداد حساسيّة المرء للضّوء أو الصّوت بسبب صداع التّوتّر، إلا أنّ ذلك ليس عَرَضاً شائعاً.

لا يجب على المرء التّردّد في استشارة الطّبيب إذا كان صداع التّوتّر يؤثّر على حياته، وإذا دعت الحاجة إلى تناول دواءٍ من أجل الصّداع لأكثر من مرّتين في الأسبوع، فيجب عليه مراجعة الطّبيب. قد يشير وجود الصّداع أحياناً إلى وجود مشكلةٍ صحيّة خطيرة، كورمٍ في الدّماغ أو تمزّقٍ في وعاءٍ دموي ضعيف (أم دم). حتّى وإن كان للمرء تاريخاً في الإصابة بالصّداع، فعليه مراجعة الطّبيب إذا تغيّر نمط الصّداع أو إذا أصبح الصّداع مختلفاً فجأةً. ويجب رؤية الطّبيب أو الذّهاب إلى غرفة الإسعاف بشكلٍ فوري إذا ظهرت أيٌّ من الأعراض التّالية:

  • صداعٌ حادٌ ومفاجئ والذي يكون كقصف الرّعد
  • صداعً مترافق مع حمّى، أو تصلّب العنق، أو تشوّش ذّهني، أو نوبات اختلاج، أو رؤية مزدوجة ،أو ضعف، أو خدر، أو صعوبات في الكلام
  • صداع بعد إصابة الرّأس؛ وخاصّةً إذا كان الصّداع يتفاقم
  • صداع مزمن ومتزايد مسبوق بسعال أو جهد أو إرهاق أو حركة مفاجئة


الأسباب

إنّ السّبب أو الأسباب المحدّدة لصّداع التّوتّر غير معروفة على وجه التّحديد، وقد كان العلماء يعتقدون أنّ ألم صداع التّوتّر ينشأ عن تقلّص عضلات الوجه والعنق وفروة الرّأس، وربّما كان ذلك نتيجة للتّوتّر أو الضّغط أو المشاعر القويّة. إلا أنّ الأبحاث تقترح أنّه لا يبدو أنّ هنالك زيادةٌ في توتّر العضلات في الأشخاص الذين تمّ تشخيص إصابتهم بصداع التّوتّر.


التّغيّرات في المواد الكيميائيّة في الدّماغ

يشتبه الباحثون الآن في أنّ صداع التّوتّرقد ينجم عن تغيّراتٍ في مواد كيميائيّة معيّنة في الدّماغ، مثل السّيروتونين والأندورفين وعددٍ آخر من المواد الكيميائيّة، والتي تساعد الأعصاب على التّواصل. وبالرّغم من أنّ سبب تأرجح مستويات المواد الكيميائيّة ليس واضحاً، إلا أنّه يُعتقد أنّ هذه العمليّة تفعّل مسارات الألم إلى الدّماغ وتتعارض مع قدرة الدّماغ على تثبيط الألم.

المحرضات

قد تسهم عوامل أُخرى في الإصابة بصداع التّوتّر، وتتضمّن محرّضات الألم ما يلي:

  • التّوتّر والشدّة
  • الاكتئاب والقلق
  • الوضعيات الخاطئة
  • العمل بوضعيات غريبة، أو المحافظة على وضعيّة واحدة لفترة طويلة
  • انقباض الفك

تتضمّن عوامل الخطر لصداع التّوتّر ما يلي:

  • النّساء:

أظهرت إحدى الدّراسات أنّ ما يقارب 90% من النّساء و70% من الرّجال يعانون من صداع التّوتّر خلال حياتهم

  • منتصف العمر:

يظهر أنّ لصداع التّوتّر ذروة عند بلوغ المرء الأربعينيّات من العمر، على أنّ النّاس من مختلف الأعمار قد يصابون بهذا النّوع من الصّداع


المضاعفات

لأنّ الإصابة بصداع التوتر شائعةٌ جدّاً، فيجب أن يؤخَذ تأثيرها على إنتاجيّة العمل ونوعيّة الحياة بشكلٍ عام بعين الاعتبار، فقد يشعر المصاب بصداع التّوتّر بعدم قدرته على حضور الأنشطة العائليّة والاجتماعيّة، وذلك عندما يكون رأسه (مسيطراً عليه بملزمة)، كما يوصف الألم غالباً. وقد يحتاج إلى أخذ إجازةٍ من العمل، أو قد يذهب إلى العمل إلا أنّه يعمل بجزءٍ فقط من قدرته الطّبيعيّة.

العلاج

لا يسعى بعض المصابين بصداع التّوتّر إلى الحصول على العناية الطبيّة ويحاولون معالجة الألم بنفسهم، وتكمن المشكلة في ذلك في أنّ الاستخدام المتكرّر لمسكّنات الألم التي تصرف دون وصفةٍ طبيّة (OTC) قد تسبّب الصّداع بسبب فرط الاستعمال. تتوفّر عدّة أنواعٍ من الأدوية التي تُصرف من دون وصفةٍ طبيّة ومن تلك التي تصرف بوصفةٍ طبيّة، وذلك لوقف أو تخفيف ألم نوبة صداع موجودة، وتتضمّن هذه الأدوية ما يلي:

  • المسكّنات:

وهي تخفّف من الألم، وتعدّ مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs) وهي نوعٌ من المسكّنات، خطّ العلاج الأوّل لتخفيف آلام الصّداع، وهي تتضمّن الأدوية التي تُصرف دون وصفةٍ طبيّة: حمض الأسيتيل ساليسيليك (الأسبرينوإيبوبروفين، ونابروكسين الصّوديوم. أمّا مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) التي تُصرف بوصفةٍ طبيّة فهي تتضمّن نابروكسين، وindomethacin، وketorolac. وبالرّغم من أنّ الأسبرين وacetaminophen مسكّناتٌ أيضاً، إلا أنّها أقلّ فاعليّةً من بعض مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية في معالجة صداع التّوتّر وهي أكثر عٌرضةً لأن تسبّب الصّداع بسبب فرط الاستعمال.

المشاركة الدّوائيّة

غالباً ما تتم مشاركة الأسبرين أو acetaminophen أو كليهما مع الكافيين أو دواءٍ مسكّنٍ آخر في دواءٍ واحد، ويمكن أن تكون مشاركة الأدوية بهذه الطّريقة أكثر فاعليّةً من قدرة نوعٍ واحدٍ من المسكّنات على تخفيف الألم. وبالرّغم من توفّر عدّة تركيبات من الأدوية كأدويةٍ تُصرف دون وصفةٍ طبيّة، إلا أنّ مركّبات المسكّنات والمهدّئات قد لا تُصرف دون وصفةٍ طبيّة وذلك لأنّها قد تسبّب الإدمان عليها كما قد تؤدّي إلى صداعٍ يومي مزمن، ولذلك يجب استعمالهم تحت مراقبة الطّبيب.

أدويةٌ أُخرى

بالنّسبة للأشخاص الذين يعانون من كلٍّ من الشّقيقة ونوبات صداع التّوتّر، فقد يخفّف triptan من نوعي الصّداع هذين بشكلٍ فعّال. ونادراً ما تُستعمل أدوية الأفيون أو الأدوية المخدّرة في العلاج وذلك بسبب تأثيراتها الجّانبيّة وإمكانيّة الاعتماد عليها.

إنّ الأدوية المضادّة للألم لا تشفي من الصّداع فهي تخفّف الأعراض بشكلٍ مؤقّتٍ فقط. وبمرور الوقت، تفقد المسكّنات والأدوية الأُخرى تأثيرها أو قد تسبّب الألم. ولتجنّب الإصابة بالصّداع الذي يحدث بسبب فرط الاستعمال لا يجب استخدام مخفّفات الألم التي تُصرف دون وصفةٍ طبيّة لأكثر من تسعة أيّامٍ في الشّهر. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ لجميع الأدوية تأثيراتٌ جانبيّة. فإذا كان المرء يتناول الأدوية بانتظام، بما فيها الأدوية التي تُصرف دون وصفةٍ طبيّة، فيجب مناقشة أخطارها وفوائدها مع الطّبيب. ويجب أن يتذكّر المرء أنّ أدوية الألم ليست بديل عن التّعرّف على الضّغوطات التي قد تحرّض الصّداع والتّعامل معها.

الأدوية الوقائيّة

يمكن أن يخفّف تناول أدويةٍ معيّنة بفواصل زمنيّة معيّنة من تردّد وشدّة النّوبات. وقد يصفها الطّبيب إذا تكرّر حدوث نوبات الصّداع أو إذا كان المرء يعاني من صداع التّوتّر والذي لا يخفّفه تناول الدّواء القوي والعلاج غير الدّوائي كالسّيطرة على التّوتّر. كما قد ينصح الطّبيب بتناول الأدوية الوقائيّة إذا أصبح ألم الصّداع يعيق المرء عن أداء واجباته أو جعله يفرط في تناول الأدوية القويّة، أو إذا كان لا يستطيع تناول الأدوية القويّة بسبب مشكلةٍ طبيةٍ أُخرى يعاني منها. وقد يصف الطّبيب للمريض أدويةً مضادّةً للاكتئاب وذلك لمنع الإصابة بصداع التّوتّر، وخاصّةً النّوع المزمن منه. إنّ هذه العقاقير ليست مسكّنات ألم، فهي تعمل على استقرار مستويات المواد الكيميائيّة في الدّماغ كالسّيروتونين، والذي قد تكون الإصابة بالصّداع ناجمةً عنه، وليس من الضّروري أن يكون المرء مصاباً بالاكتئاب ليتناول هذه الأدوية. وقد تتضمّن الأدوية الوقائيّة ما يلي:

تعدّ مضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقة، والتي تتضمّن amitriptyline وnortriptyline، أكثر أنواع الأدوية التي تُستخدم لمنع صداع التّوتّر شيوعاً. وهي فعّالةٌ ضدّ كلٍّ من الشّكل النوبي والمزمن من هذا الصّداع، أمّا التّأثيرات الجّانبيّة لتلك الأدوية فهي تتضمّن زيادة الوزن والنّعاس وجفاف الفم.

إنّ لمضادّات الاكتئاب مثل paroxetine، وvenlafaxine، وfluoxetine تأثيرات جانبيّة أقل من التّأثيرات الجّانبيّة التي تحدثها مضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقة، إلا أنّها وبشكلٍ عام لا تُعتبر فعّالةً لصداع التّوتّر.

أدويةٌ أُخرى

تتضمّن الأدوية الأُخرى التي قد تمنع صداع التّوتّر مضادّات الاختلاج مثل topiramate، وgabapentin والمرخيات العضليّة مثل tizanidine.قد يتطّلّب الأمر عدّة أسابيع أو أكثر لكي تتراكم الأدوية الوقائيّة في الجّهاز العصبي قبل أن تأخذ مفعولها، ولذلك، فيجب على المريض أن لا يصاب بالإحباط إذا لم يرى تحسّناً بعد تناول الدّواء بمدّة قصيرة، وقد يتطلّب الأمر شهرين أو أكثر. كما يجب عليه أن يدرك أنّ الإفراط في تناول الكافيين أو مسكّنات الألم لتخفيف الألم الحاد قد تنقص من فاعليّة الأدوية الوقائيّة.

وللحصول على الفائدة القصوى من الأدوية الوقائيّة، يجب استخدام أقلّ ما يمكن من مسكّنات الألم الحاد، وينبغي أن يراقب الطّبيب العلاج لرؤية مدى فاعليّة الأدوية الوقائيّة، وإذا كان الصّداع تحت السّيطرة، يتم إنقاص الجّرعة مع الوقت.

الإنذار

غير متوفر

المصدر

http://www.epharmapedia.com//