حصى المثانة

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

حصى المثانة هي تكتّلات صغيرة من المواد المعدنيّة تتشكّل في المثانة، وهي تظهر عندما يصبح البول في المثانة مركّزاً، مما يجعل المواد المعدنيّة في البول تتبلور. وينجم البول المركّز والرّاكد عن تضخّم البروستات، أو تضرّر في الأعصاب، أو التهابات المسالك البوليّة المتكرّرة الحدوث.

لا تُسبّب حصى المثانة أعراضاً دائماً، ويتم اكتشاف هذه المشكلة أثناء الخضوع لفحوصاتٍ من أجل مشاكل أُخرى. وعندما تظهر الأعراض؛ فهي تتراوح بين ألمٍ في البطن و وجود دمٍ في البول.

تخرج حصى المثانة أحياناً من تلقاء ذاتها، إلا أنّ المريض يحتاج أحياناً إلى الطّبيب لإزالة حَصَيَات أُخر. ويمكن أن تتَسبّب حصى المثانة في حدوث إنتاناتٍ ومضاعفاتٍ أُخرى عند إهمال الحالة وإبقائها دون علاج.

الأعراض

قد لا يعاني البعض من المشاكل بسبب حصى المثانة، حتى وإن كانت كبيرة. لكن في ما يلي بعض الأعراض التي قد يعانون منها في حال قامت الحصى بتهييج جدار المثانة أو بإعاقة مجرى البول:

  • ألم في أسفل البطن
  • ألم في القضيب أو عدم الشّعور بالارتياح فيه عند الذّكور
  • التّبوّل المؤلم
  • التّبوّل المتكرّر، وخاصّةً في اللّيل
  • صعوبة في التّبوّل، أو انقطاع جريان البول
  • تسرّب البول (سلس البول)
  • وجود دم في البول
  • تلوّن البول بلونٍ داكنٍ غير طبيعي

وتوجد حصى المثانة بعدّة أشكال:

  • صغيرة أو كبيرة لدرجة ملئ المثانة كاملةً
  • ليّنة أو قاسية
  • ملساء أو خشنة
  • أن تكون حصوة مثانة واحدة أو عدّة حَصَيَات

الأسباب

تقوم الكلى بتنقية الدّم، حيث تمتص المواد التي يحتاجها الجّسم وتُزيل السّوائل الزّائدة والفضلات وتطرحها على شكل بول. ويخرج البول من الكلى عبر أنبوبين ضئيلين (الحالبين) ويدخل إلى المثانة حيث يتم تخزينه حتّى طرحه من الجّسم.

وعندما لا يتم إفراغ المثانة بشكلٍ كامل؛ يبدأ البول المتبقّي بتشكيل بِلَّورات لا تلبث أن تتحوّل إلى حصى المثانة. وتؤثّر مشكلةٌ كامنة على القدرة على إفراغ المثانة بشكلٍ كامل في معظم الحالات، وفي ما يلي بعض المشاكل الكامنة شّائعة الحدوث:

  • تضخّم غدّة البروستات:

يُعدّ تضخّم البروستات أو تضخّم البروستات الحميد (BPH) أحد أكثر أسباب شيوعاً للإصابة بحصى المثانة عند الذّكور. حيث يمكن أن تضغط البروستات على مجرى البول عندما تتضخّم، وتعيق بذلك تدفّق البول، ممّا يجعل البول يبقى في المثانة.

  • المثانة العصبيَّة:

تنقل الأعصاب عادةً الرّسائل من المخ إلى عضلات المثانة، لتأمرها أن تنقبض أو أن تنبسط. وعندما تتضرّر هذه الأعصاب بسبب سكتةٍ في الدّماغ أو إصابةٍ في العمود الفقري أو مشكلةٍ صحيّةٍ أُخرى، فيمكن ألا تَفرغ المثانة من البول كليّاً.

  • رتج المثانة:

وهي المناطق الضعيفة في جدار المثانة والتي تنتفخ إلى الخارج كالأكياس. ويمكن أن يكون رتج المثانة موجوداً منذ الولادة، كما يمكن أن يظهر لاحقاً كنتيجةٍ لتضخّم البروستات الحميد أو مشكلةٍ أُخرى تسبّب عدم تصريف المثانة بما يكفي.

وفي ما يلي بعض الأسباب الأُخرى التي تؤدّي إلى تشكّل حصى المثانة:

  • الالتهاب:

يمكن أن تظهر حصى المثانة عند التهاب المثانة، والذي يمكن أن يحدث بسبب إنتانات مجرى البول والعلاج بالأشعّة لمنطقة الحوض.

  • الأجهزة الطبيّة:

القسطرة عبارةٌ عن أنابيب ضعيفة يتم إدخالها عبر الإحليل للمساعدة على تصريف البول من المثانة، وهي قد تتسبّب في تشكّل حصى المثانة، كما يمكن للأجسام الأُخرى التي قد تدخل إلى المثانة من غير قصد، كأجهزة وسائل منع الحمل أو الدّعامات، أن تشكّل تلك الحصى أيضاً، حيث يمكن أن تتشكّل البلّورات المعدنيّة التي تتحوّل لاحقاً إلى حصى على سطح تلك الأجهزة.

  • حصى الكلى:

إنّ الحصى التي تتشكّل في الكلى ليست كحصى المثانة، فهي تظهر بطرقٍ عدّة ولأسبابٍ عدّةٍ أيضاً. لكن في بعض الأحيان، تَمُرُّ الحصى الصّغيرة التي تتشكّل في الكلى من الحالب إلى المثانة، ويمكن أن تتحوّل إلى حصى المثانة عند عدم طرحها.

المضاعفات

يمكن أن يؤدّي عدم إزالة حصى المثانة إلى المضاعفات التّالية، حتّى ولو لم تكن الحصى نفسها تسبّب المضاعفات:

  • خلل وظيفي مزمن في المثانة:

حيث يمكن أن تسبّب حصى المثانة مشاكل بوليّة طويلة الأمد، كالألم والتّبوّل المتكرّر. كما يمكن أن تستقر حصى المثانة على الفتحة التي يخرج منها البول من المثانة إلى الإحليل؛ فتمنع تصريف البول من الجّسم.

  • التهابات المسالك البوليّة:

يمكن أن تحدث الإنتانات الجّرثوميّة التي تصيب المسالك البوليّة والتي يتكرّر حدوثها بسبب وجود حصى في المثانة.

  • سرطان المثانة:

يزداد خطر الإصابة بسرطان المثانة بسبب المواد الكيميائيّة والأجسام التي تسبّب التّهيّج المزمن في جدار المثانة، بما فيها حصى المثانة.


العلاج

يجب إزالة معظم حصى المثانة، وقد ينصح الطّبيب بشرب كميّاتٍ زائدة من الماء يوميّاً للمساعدة على إخراج الحصى إذا كانت صغيرة، أمّا إذا كانت كبيرة, فقد ينصح الطّبيب بإزالة الحصى.

تفتيت الحصى:

يتم إزالة حصى المثانة عادةً خلال إجراءٍ يُدعى استخراج حصاة المثانة، حيث يتم إدخال أنبوبٍ صغير مزوّدٍ بكاميرا في نهايته من خلال الإحليل إلى المثانة لرؤية الحصوة (تنظير المثانة). ثمّ يقوم الطّبيب باستخدام اللّيزر، أو الموجات فوق الصّوتيّة، أو جهاز آلي لتفتيت الحصوة ومن ثمّ يتم شفط الأجزاء إلى خارج المثانة.

يمكن أن يخضع المريض لتخديرٍ موضعي أو عام في هذا الإجراء. وإنّ حدوث مضاعفاتٍ لاستخراج حصى المثانة ليس شائعاً، لكن يمكن أن تحدث التهابات المسالك البوليّة، والتّرفّع الحروري، وتمزّق المثانة، والنّزف، وقد يعطي الطّبيب مريضه المضادّات الحيويّة قبل القيام بالإجراء للحد من خطر الإصابة بالالتهابات. كما يقوم الطّبيب بإجراء فحصٍ للمريض بعد شهرٍ من استخراج حصاة المثانة للتّأكّد من عدم وجود بقايا الحصى في المثانة.

وفي بعض الحالات، يتم إزالة الحصاة بجراحة مفتوحة عندما تكون الحصى كبيرةً أو صعبة التّفتّت، حيث يقوم الطّبيب بإجراء شقٍّ في المثانة ويزيل الحصوة، ويمكن تصحيح أي مشكلة كامنة تتسبّب في تشكًّل الحصى، كتضخّم البروستات، في هذا الإجراء.

الإنذار

غير متوفّر


المصدر

http://www.epharmapedia.com