النوبة القلبية

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

النوبة القلبية

التعريف

Hart attak1.jpg

تحدث النوبة القلبية عندما تسدّ خثرة دمويّة تدفق الدم في أحد الشرايين الاكليليّة، وهي الشرايين التي توصل الدم إلى العضلة القلبية. ويمكن أن يتأذى أو يُخَرب جزءٌ من العضلة القلبية بسبب انقطاع التروية الدموية عن القلب. لقد كانت النوبة القلبية مميتة في السابق، أما الآن، فقد أصبح معظم المرضى ينجون من هذا المرض بفضل ازدياد القدرة على ملاحظة أعراض وعلامات النوبة القلبية وتطور أشكال العلاج. يلعب نمط الحياة؛ بما فيه النظام الغذائي والتمارين الرياضيّة وطرق التعامل مع الضغط النفسي، دوراً مهماً في التعافي من النوبة القلبية. وبالإضافة إلى ذلك، فمن شأن نمط الحياة الصحيّ أن يساعد في الوقاية من أول نوبة قلبية أو من نوبة تالية؛ وذلك بالسيطرة على عوامل الخطر التي تسهم في حدوث تضيّق في الشرايين الاكليلية التي تزود القلب بالدم.

الأعراض

تتضمن الأعراض الشائعة للنوبة القلبية ما يلي:

  • ألم شديد في منتصف الصدر يستمر لأكثر من بضعة دقائق
  • ألم ممتد من الصدر إلى الكتف، الذراع، الظهر، أو حتى الأسنان والفك
  • ازدياد نوبات الألم الصدريّ
  • ألم لمدة مطوّلة في الجزء العلويّ من البطن
  • ضيقٌ في النفس
  • تعرّق
  • الإحساس بالموت الوشيك
  • إغماء
  • غثيان واقياء

يمكن أن تكون أعراض النوبة القلبية عند النساء مختلفة أو أقل وضوحاً مما هي عليه عند الرجال. بالإضافة إلى الأعراض السابقة، فإن أعراض النوبة القلبية عند النساء تتضمن ما يلي:

  • ألم بَطنيّ أو "حرقة"
  • جلد رَطِب
  • دوار أو دوخة
  • تعب غير اعتياديّ أو لا تفسير له

لا يعاني جميع الذين يصابون بنوبةٍ قلبية من نفس الأعراض، أو حتى من نفس الدرجة من الأعراض. وقد لا يعاني البعض من أية أعراض على الإطلاق. ومع ذلك، كلما ازدادت الأعراض التي يشكو المرء منها، كلما ازداد احتمال أن يكون مصاباً بنوبةٍ قلبية.

تحدث النوبة القلبية في أي وقت، أثناء العمل أو اللعب أو الراحة أو الحركة، وتحدث بعض حالات النوبات القلبية بشلٍ مفاجئ، بينما يعاني العديد من المصابين من أعراض مُنذرة قبل ساعات أو أيام أو حتى أسابيع. قد يكون أول عَرَضٍ منذر هو الألم الصدريّ المتكرر (الذبحة) الذي يزداد بالجهد ويخفّ بالراحة. تحدث الذبحة بسبب عدم كفاية التروية الدموية القلبية بشكلٍ مؤقت، ويُعرف هذا الأمر أيضاً بـِ "نقص التروية القلبية".


الأسباب

يحتاج القلب إلى تروية دموية ثابتة على غرار أي عضلة، حيث تتأذى الخلايا العضلية في القلب دون وجود كمية كافية من الدم الأمر الذي يسبب الألم أو الإحساس بالضغط. في حين استمرار انقطاع التروية الدموية، قد تموت الخلايا و تتشكلّ ندبة في نسيج القلب. يمكن أن يسبب نقص التروية الدموية للقلب اضطرابات في نظم القلب و التي بدورها قد تكون مميتة.

تحدث النوبة القلبية عندما ينسدّ واحدٌ أو أكثر من الشرايين المغذيّة للقلب بالدم الغني بالأكسجين. تُدعى هذه الشرايين بالشرايين الإكليلية وتحيط بالقلب كالتاج. وبمرور الوقت، يمكن أن يتضيق الشريان الإكليلي بسبب تراكم كوليسترول داخله. يُدعى تراكم الكولسترول، أو ما يُعرف بالصُفَيحات، داخل الشرايين شرايين.

يمكن أن تتمزق واحدة من هذه الصُفيحات خلال النوبة القلبية، و أن تتشكل خثرة دموية مكان التمزّق. وفي حال كانت الخثرة كبيرة بما يكفي، يمكن أن تسدّ الشريان وتقطع التروية الدمويّة. تدعى حالة تضيق الشرايين الإكليلية بسبب تصلب الشرايين، بداء الشريان الإكليلي؛ وهو أحد الأسباب الرئيسية التي تكمن وراء الإصابة بالنوبات القلبية.

يُعدّ تشنج الشرايين الإكليلية سبباً من الأسباب الغير شائعة التي تقطع التروية الدموية عن أجزاء من عضلة القلب. يمكن أن تسبب العقاقير، كالكوكائين، مثل هذه التشنجات التي تهدد الحياة بالخطر.

النوبة القلبية هي النتيجة النهائية لعملية عادة ما تتطور على مدى عدة ساعات، فمع مرور كل دقيقة، يُحرَم المزيد من النسيج القلبي من التروية الدمويّة فيتلف أو يموت.

العلاج

يمكن الحد أو الوقاية من الأذى الذي يصيب النسيج القلبي في حال تمّت استعادة التروية الدمويّة في الوقت المناسب.

العلاج بالأدوية تتضمن الأدوية التي تُعطى لعلاج النوبة القلبية ما يلي:

حمض الأسيتيل ساليسيلك (الأسبرين): قد يُعطى المريض الأسبرين عندما يصل طاقم الإسعاف أو عندما يصل هو إلى المشفى. يثبط الأسبرين تخثر الدم، مما يساعد في الحفاظ على جريان الدم عبر الشريان المتضيق. يجب على المرء أن يتناول الأسبرين بينما ينتظر وصول المساعدة, وذلك في حال كان الطبيب قد أوصاه بذلك للحالات التي يشعر فيها بأعراض النوبة القلبية.

الأدوية الحالة للخثرة: تساعد هذه الأدوية في حل خثرات الدم التي تسد جريان الدم إلى القلب. كلما تلقى المريض دواءً حالاً للخثرة بعد النوبة القلبية بشكلٍ أبكر، كلما كانت فرصة نجاته والحد من أذى القلب أكبر.

أدوية أقوى من الأسبرين (سوبر أسبرين): يمكن أن يعطي أطباء الطوارئ المريض أدويةً أخرى شبيهة بالأسبرين نوعاً ما للمساعدة على الوقاية من تشكّل خثرات جديدة، و تتضمن تلك الأدوية كلوبيدوغريل، و غيره من تلك التي تدعى حاصرات مستقبلات الصفيحات IIb\ IIIa.

أدوية أخرى مميعة للدم: من المرجح أن يُعطى المريض أدوية أخرى، كالهيبارين، لجعل الدم أقل لزوجة و أقل عرضةً لتشكل خثراتٍ أخطر فيه. يُعطى الهيبارين عبر الوريد أو من خلال حقنةٍ تُعطى تحت الجلد وعادةً ما تستَخدَم في الأيام القليلة الأولى التي تلي النوبة القلبية.

مسكنات الألم: إذا كان ألم الصدر أو الألم المترافق شديداً، فقد يتلقى المريض دواءً مسكناً للألم، كالمورفين، وذلك لتخفيف شعوره بالانزعاج.

النتروغليسيرين: يقوم هذا الدواء الذي يُستَخدَم لعلاج ألم الصدر (الذبحة)، بفتح الأوعية الدموية بشكلٍ مؤقت، مما يحسن تدفق الدم إلى القلب ومنه.

حاصرات بيتا: تساعد هذه الأدوية على استرخاء العضلة القلبية، وإبطاء سرعة ضربات القلب، وخفض ضغط الدم، مما يجعل عمل القلب أسهل. يمكن أن تحد حاصرات بيتا من مدى الضرر الذي يلحق بالقلب وأن تقي من النوبات القلبية المستقبلية.

الأدوية الخافضة للكولسترول: تتضمن هذه الأدوية الستاتينات، والنياسين، وعازلات حمض الصفراء و fibrates. تساعد هذه الأدوية على خفض مستويات الكولسترول الغير مرغوب فيه في الدم، و يمكن أن تُحسّن من فرص النجاة إذا أعُطيت بعد النوبة القلبية.

المصدر

http://www.epharmapedia.com/diseases/profile/924/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9.html?lang=ar

Dima.T (نقاش)