التهاب العظم والنقي

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

التهاب العظام والنقي Osteomyelitis

هو التهاب يصيب العظم ينتج عادةً عن عدوى بعامل ممرض. ورغم أنَّ العظام مقاومة طبيعيًا للاستعمار البكتيري، إلى أنَّ بعض المسببات (رضح أو جراحة أو وجود أجسام غريبة إضافة للانتشار الدموي للجراثيم) يمكن أن تؤهب للعدوى فيها.

يمكن أن تصل العدوى العظامَ من خلال انتقال العامل الممرض عبر المجرى الدموي، أو بالانتشار من النسج القريبة. كما يمكن أن تنشأ العدوى في العظم نفسه في حال تعرض العظم للجراثيم مباشرةً.

عند الأطفال يؤثر التهاب العظم والنقي على العظام الطويلة للأرجل والأذرع على نحوٍ أكثر شيوعًا. أما في البالغين فأكثر ما يصاب هي فقرات العمود الفقري. كما يمكن لمرضى السكري الإصابة بالتهاب العظم والنقي في قدمهم في حال إصابتهم بقرحات في القدم (القدم السكرية).

الأعراض

  • حمى وقشعريرة.
  • هيجان أو نوام عند الأطفال.
  • ألم في منطقة العدوى.
  • تورم واحمرار وحرارة في منطقة العدوى.

في بعض الأحيان لا يسبب التهاب العظم والنقي أي علامات أو أعراض، أو قد يسبب علامات وأعراض صعبة التمييز.

الأسباب

معظم الحالات ناتجة عن الإصابة بعدوى المكورات العنقودية.

ويمكن للجراثيم الوصول إلى العظام بعدة طرق، وتتضمن:

  • المجرى الدموي: انتشار الجراثيم من باقي أجزاء الجسم، فمثلًا تنتقل من الرئتين بوجود التهاب الرئة، أو من المثانة في حالة عدوى السبيل البولي، فتنتقل عبر المجرى الدموي إلى منطقة ضعيفة من العظم.
  • الأنسجة المصابة أو المفصل المصاب: جروح مثقوبة شديدة يمكن أن تحمل جراثيم إلى داخل الجسم في حال تلوث هذه الجروح بالجراثيم.
  • الجروح المفتوحة: يمكن أن تدخل الجراثيم الجسم في حال الكسر العظمي. يمكن أيضًا أن يحدث التلوث المباشر أثناء العمليات الجراحية لاستبدال المفاصل أو الكسور المصلحة.

عوامل الخطورة

  • الجراحة.
  • اضطرابات دوران: عندما تتضرر الأوعية الدموية أو تُسد، يواجه الجسم مشكلة في توزيع الخلايا المناعية لمحاربة العداوى. فيتسبب ذلك بعدوى قد تصل للعظام.
  • الخطوط الوريدية والقثاطر.
  • ضعف في الجهاز المناعي: كما في حالة استخدام العلاج الكيميائي، وفي داء السكري غير المضبوط والاستخدام المطول للستيرويدات والإصابة بمرض عوز المناعة المكتسب.
  • تعاطي الأدوية غير المشروعة.
  • إدمان الكحول.
  • ضعف التروية الدموية.
  • التهاب المفاصل الروماتيدي.

المضاعفات

  • تنخر العظام: ما يستلزم جراحة لإزالة الأقسام الصغيرة من العظم الميت.
  • التهاب المفاصل الإنتاني: يمكن أن تنتشر العدوى من العظام إلى المفاصل.
  • سوء النمو: وذلك في حالة إصابة العظام عند الأطفال. وتكون المناطق الأكثر إصابة بالتهاب العظم والنقي هي مشيمة العظم، وهي المسؤولة عن نمو العظام طولًا.
  • سرطان الجلد: في حال الإصابة بقرحة مفتوحة ونزح القيح لها.

المآل (الإنذار)

يؤدي عدم تلقي العلاج المناسب إلى نكس العدوى وتطورها لتصبح عدوى مزمنة. ما قد يتطلب في النهاية إزالة النسيج العظمي المصاب. وفي بعض العداوى قد يتطلب الأمر بتر العضو. لكن في معظم الحالات تُشفى العدوى باستعمال الأدوية المناسبة.

التشخيص

فحوصات الدم

التصوير

  • بالأشعة السينية:

يظهر الضرر في العظم. لكن قد لا يكون الضرر مرئيًا بهذه الأشعة قبل مرور بضعة أسابيع عليها. - التصوير المقطعي المحوسب.

- التصوير بالرنين المغناطيسي: يظهر حتى الأنسجة الرخوة المحيطة بالعظام.

  • خزعة العظم:

وهي المعيار الأساسي لتشخيص التهاب العظم والنقي، ذلك أنَّها تظهر أيضًا أي نوعٍ من الكائنات الدقيقة الذي أصاب العظم. ما يسمح للطبيب باختيار الصاد الحيوي المناسب.

بالنسبة للخزعة المفتوحة فتتطلب تخديرًا وجراحة للوصول إلى العظم. لكن في بعض الخزعات يقوم الطبيب بإدخال إبرة طويلة عبر الجلد وصولًا للعظم لأخذ الخزعة.

العلاج

يعتمد العلاج على شدة العدوى. ففي حال التنخر يزال التنخر جراحيًا، ثم تستخدم بعده المضادات الحيوية.

الجراحة

وتعتمد نوعيتها على شدة الآفة، وتتضمن:

  • تصريف المنطقة المصابة بالعدوى: يفتح الجراح المنطقة المحيطة بالعظم المصاب ما يسمح بتصريف القيح والسوائل المتراكمة نتيجة للعدوى.
  • إزالة الأنسجة العظمية المصابة: وذلك بالتنضير، حيث يزيل الجراح الأنسجة الميتة نتيجة العدوى مع إزالة حافة بسيطة من العظم السليم لضمان إزالة كل المنطقة المصابة.
  • إعادة تدفق الدم للعظام: يملأ الجراح أي فراغ ناتج عن التنضير بقطعة من عظم أو نسيج آخر، مثل الجلد أو العضلات.
  • إزالة أي أجزاء غريبة.
  • بتر العضو: وهو الحل الأخير، ويستخدم لوقف العدوى من الانتشار أكثر.

الأدوية

تظهر خزعة العظم نمط الكائن الممرض المسبب للعدوى، فيمكن حينها للطبيب اختيار الصاد الحيوي المناسب. وتعطى غالبًا حينها الصادات الحيوية عبر الوريد لـ4 إلى 6 أسابيع.

المصدر