الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وسواس قهري»

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب'يعرف اضطراب ال'''وسواس القهري Obsessive – Compulsive Disorder''' ويرمز له بالأحرف OCD، بأنه نوع من أنواع القلق...')
 
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
يعرف اضطراب ال'''وسواس القهري Obsessive – Compulsive Disorder''' ويرمز له بالأحرف OCD، بأنه نوع من أنواع القلق Anxiety، يتميز بمعاناة المريض من الوسواس Obsessions، وهذه عبارة عن أفكار وشعور ومخاوف استحواذية، تدخلية، غير منطقية، مزعجة، غير مرغوب بها وتتطفل على عقل المريض بصورة متكررة. ويتبع هذا الوسواس انهماك المريض بتصرفات وسلوكيات وطقوس متكررة وواعية، غير أنها قهرية إجبارية compulsion، وهذه التصرفات قد تكون عبارة عن نشاط جسدي أو عقلي بصورة متكررة، هدفها التخلص من الشعور والأفكار المزعجة.
'''الوسواس القهري Obsessive – Compulsive Disorder'''  
 
وقد يعاني المريض من الوسواس فقط، دون معاناته من السلوكيات القهرية والعكس صحيح. غير أن معظم المرضى يعانون من الاثنين معاً.
{{فضل الكاتب الرئيسي|د. مجدولين البدوي}}
==نظرة عامة==
ومن الجدير بالذكر أن المريض يدرك ويعي عدم منطقية وعقلانية وواقعية وسواسه، وأنه يبالغ في تصرفاته وسلوكياته القهرية، وأنه لاإرادية وغير مرغوب بها ومتناقضة وغير منسجمة مع شخصيته Ego-dystonic. ولهذا السبب يرى العلماء أن مرضى الوسواس القهري بعيدين كل البعد عن الذهان، وهذا يساعد في فعالية العلاج.
يتميز الوسواس القهري بنمط من الأفكار غير المفسرة، والمخاوف التي تقود المريض إلى القيام بالأفعال مراراً وتكراراً. تتداخل هذه الوساوس والهواجس مع النشاطات اليومية، وتتسبب بألم كبير. قد يحاول المريض تجاهل أو إيقاف الوساوس لكن ذلك يزيد فقط من الألم والعصبية. ما يدفع المريض إلى مسايرة وساوسه لتخفيف توتره. على الرغم من محاولات تجاهله أو التخلص من إزعاج التفكير المستمر، لكن بدون فائدة. يؤدي ذلك إلى التصرفات الطقسية نفسها؛ حلقة الوسواس القهري الخبيثة.
 
ويقوم المريض بتصرفاته القهرية كي يتغلب على القلق الناتج عن الوسواس، غير أن هذه التصرفات لا تخفف من قلقه دائمااً، بل أحياناً قد تزيد قلقه حدة.
يتركز الوسواس القهري حول مواضيع معينة؛ كالخوف من التلوث بال[[جراثيم]]، ولكي تريح مخاوفك ضد التلوث، فإنك ستغسل يديك مراراً وتكراراً حتى تتورم أو تتشقق.
 
وغالباً ما يقعد هذا الاضطراب المريض عن العمل، ويمنعه من أداء واجباته اليومية، وذلك لكون الوسواس وما يتبعه من تصرفات مضيعة وهدراً للوقت، وقد يدخل المريض في حالة من ال والاكتئاب والرهاب الاجتماعي Social Phobia. وتؤدي سلوكيات المريض المصاب بالوسواس القهري الى نفور الأصدقاء والزملاء وحتى أفراد العائلة منه. وقد سجلت حالات كثيرة أدت الى فقدان المريض لوظيفته، وتردي علاقته مع أصدقائه أو مع شريك/ة حياته.
قد يعاني المريض من الحرج بسبب حالته، لكن يمكن للعلاج أن يكون فعالاً.
 
وحتى الثمانينات من القرن الماضي، كان يعتقد أن الوسواس القهري اضطراب غير شائع، ولا ستجيب للعلاج، غير أنه تبين في بداية القرن الحالي وبشكل واضح، أن هذا الاضطراب شائع جداً ويستجيب للعلاج بشكل جيد.
==الأعراض==
يتضمن الوسواس القهري كلاً من الوسوسة والقهر. لكن من الممكن أن يظهر على المريض أعراض الوسوسة فقط أو أعراض القهر فقط. قد يدرك المريض أو قد لا يدرك أن وساوسه وقهراته مفرطة أو غير مبرَّرَة، إلا أنها تستغرق الكثير من الوقت وتتداخل مع العمل اليومي والنشاط الاجتماعي أو العمل.
وتتراوح النسبة الانتشارية للوسواس القهري من 2 الى 4 في المئة. ويصيب الرجال والنساء بالتساوي. علماً بأن بعض العلماء يعتقدون أنه أكثر انتشاراً بين النساء منه بين الرجال. كذلك فقد أشارت بعض الدراسات الى أن النسبة الانتشارية للوسواس القهري أعلى من 9 في المئة، وهذا يجعله رابع أكثر إضطراب نفسي شيوعاً (على المستوى العالمي) بعد الرهاب Phobia والتعلق (الإدمان) على المخدرات، والاكتئاب الذهاني Psychotic Depression. كذلك فإن نسبته الانتشارية تقترب من نسبة انتشار الربو (ال[[ربو]] الرئوي) Bronchial Asthma و[[داء السكري]].
 
==أعراض الوسوسة==
وأشارت الدراسات أيضاً الى أن نسبة انتشار الوسواس القهري في سن الطفولة والمراهقة عند الذكور أكثر منه عند الإناث. وتبدأ أعراض وعلامات المرضى بالظهور على الأشخاص المعرضون للإصابة به ابتداء من سن 11 سنة حتى سن 25 سنة من العمر.
تتضمن أعراض الوسوسة أفكاراً وتصورات مكررة ومستمرة وغير مرغوبة، وتكون عادةً فضولية وتسبب الألم والعصبية. يحاول المريض أن يتجاهلها أو يتخلص منها عبر التزامه بسلوك أو طقس معين. تكون هذه الوساوس مزعجة حينما يفكر المريض أو يحاول القيام بشيء آخر.
 
وتبلغ ذروة انتشار الوسواس القهري في سن 21 عاماً من العمر. وقد لوحظ أيضاً أن الوسواس القهري قد يظهر لأول مرة عند المرأة وهي حامل.
تتضمن الوسوسة عدة أنماط، نذكر منها:
#الخوف من التلوث أو الأوساخ.
وأشارت دراسة قام بها العالم Yaryura-Tobias عام 1997 الى أن مرضى الوسواس القهري عموماً يتمتعون بذكاء فوق العادي وذلك لطبيعة هذا المرض الذي يحتاج الى مستوى معقد من التفكير.
#الحاجة إلى فعل الأشياء بطريقة منظمة ومتماثلة.
#وجود أفكار مخيفة أو عداونية حول إيذاء النفس أو الآخرين.
==أسباب المرض==
#وجود أفكار غير مرغوبة، كوجود أفكار عدوانية، أو جنسية أو دينية متطرفة.
 
حتى يومنا هذا لم يتمكن العلماء من الوصول الى سبب مؤكد للوسواس القهري، غير أنه هنالك عدة عوامل لها علاقة بإصابة الشخص بهذا الاضطراب أوجزها بما يلي:
تتضمن أعراض الوسوسة:
*الخوف من التلوث بلمس الأشياء التي لمسها الآخرون.
*الوراثة: أشارت الدراسات المختلفة الى وجود دور هام للعامل الجيني (المورثات) في الإصابة بالوسواس القهري. إذ أن للجينات دوراً هاماً لإصابة الأطفال بهذا الاضطراب بنسبة تتراوح من 45 الى 65 في المئة من الحالات. بينما تنخفض هذه النسبة عند الأشخاص البالغين لتتراوح من 27 الى 43 في المئة. كذلك فقد أشارت الدراسات الى أنه في حال إصابة أحد الوالدين (أو كلاهما) بالوسواس القهري، فإن إمكانية إصابة أطفالهم تبلغ من 3 الى 5 أضعاف أطفال العائلات سليمة الوالدين.
*وجود شكوك إذا ما كان الشخص قد أقفل الباب أو أغلق الفرن.
*وجود تصورات حول إيذاء النفس أو شخص آخر غير مرغوب به أو لا يرتاح المريض له.
*الناقلات العصبية: بينت الدراسات أن مستوى الناقل العصبي Neurotransmitter المسمى "سيروتونين" Serotonin ينخفض عند المرضى المصابون بالوسواس القهري. وأحسن دليل على ذلك هو أن الأدوية المضادة للاكتئاب التي ترفع مستوى السيروتونين، تؤدي الى علاج الوسواس القهري.
*أفكار عن الصراخ بكلمات بذيئة أو التصرف بتصرفات غير مرغوبة وقد تجعل المريض غير مرتاحاً.
*تجنُّب المواقف التي تحث الوسوسة، كارتجاف الأيدي.
*البيئة: كذلك فقد بينت الدراسات أن للشخص (سواء كان قاصراً أو بالغاً) الذي ينشأ أو يعيش في بيئة (مدرسة داخلية مثلاً) أو عائلة، يعاني فيها شخص أو أكثر من الوسواس القهري، القابلية للإصابة بهذا الاضطراب أكثر من غيره من الأشخاص. إذ أن التنشئة والتربية والعيش وحتى العمل في بيئة يعاني فيها شخص معين من الوسواس القهري قد يؤثر بسلوكياته تدريجياً على الأشخاص من حوله، جاعلاً إياهم معرضين للإصابة بالوسواس القهري.
*عدم الارتياح تجاه تصورات جنسية منحرفة تتبادر للذهن.
 
*الحالات العصبية: يعتقد أن إيذاء الدماغ المباشر قد يؤدي الى إصابة صاحبه بالوسواس القهري، مثل: الصدمات أو الضربات الموجهة للرأس، أو الإدمان على المنشطات والمنبهات Stimulants والتسمم بأول أكسيد الكربون Carbon Monoxide .
==أعراض القهر==
يتمثل القهر في الوسواس القهري بسلوكيات متكررة تُشعر المريض وكأنه مجبر على القيام بها. تمنع هذه السلوكيات أو التصرفات العقلية أو تخفف من حدة التوتر المتعلقة بالوساوس أو تمنع من حدوث أمر سيء. إلا أن الاشتباك في القهر لا يعطي أي رضا و يخفف التوتر لفترة مؤقتة.
*العدوى: يعتقد أيضاً أن الإصابة بالتهاب اللوزتين والبلعوم الناتجة عن البكتيريا "العقدية حالة الدم" A-Beta-hemolytic Streptococcus، أو الإصابة بفيروس الحلأ البسيط Herpes Simplex، تؤدي الى تطور الوسواس القهري عند الأطفال والمراهقين. والسبب الذي يقف وراء ذلك هو أن هذه العدوى تؤدي الى رد فعل ذاتي المناعة Autoimmune للجهاز العصبي المركزي، والذي يؤدي بدوره الى حدوث أعراض نفسية عصبية، ودليل على ذلك أن علاج الإلتهاب بالمضادات الحيوية يؤدي الى تلاشي أعراض الوسواس القهري.
 
قد يحاول المريض عمل طقوس معينة تخفف من حدة التوتر حينما تخطر له أفكار قهرية، يكون القهر مفطاً عادة ولا يمت لحل المشكلة الماثلة.
*الدماغ: لوحظ عند مرضى الوسواس القهري زيادة النشاط (تدفق الدم والاستقلاب) في الفص الجبهي Frontal Lobe من الدماغ، وفي العقد القاعدية Basal Ganglia- خاصة المذنبة Caudate-، وفي الحزام Cingulum- وهو عبارة عن حزمة من الألياف تحيط جزئياً بالجسم الجاسئ Corpus Callosum.
 
تتضمن أنماط القهر:
==الصورة السريرية==
#الغسل والتنظيف
#التحقق
الأعراض والعلامات المميزة والأساسية لإضطراب الوسواس القهري، هي: الوسواس والسلوكيات القهرية (الإلزامية) التي تتبعها، ومن الممكن تسمية الأخيرة بالطقوس Rituals. وقد أشارت الدراسات الى أن 75 في المئة من المرضى يعانون من الوسواس والطقوس الإلزامية معاً. غير أن بعض العلماء يشيرون الى الطقوس الإلزامية قد تكون أحياناً سلوكيات عقلية وليس جسدية، فمثلاً الوسواس حول إمكانية أو خوف الأم من أن يصيب طفلها مكروه قد يتبعه طقوس دينية مثل تكرار صلاة أو آية معينة عدة مرات. وفي هذه الحالة قد تصل نسبة معاناة المريض من الوسواس والطقوس الإلزامية معاً الى نحو مئة في المئة. من جهة أخرى يعتقد بعض العلماء أن بعض المرضى قد يعانون فقط من الأفكار الوسواسية دون الطقوس الإلزامية، فمثلاً يعاني الشخص من أفكار جنسية أو عدوانية متكررة والتي بسببها يقوم بتوبيخ نفسه، وأحسن مثال على ذلك هو أفكار دخيلة على عقل الأب بأنه قد يقوم بالتعدي جنسياً في يوم من الأيام على ابنته، لذلك نراه يوبخ نفسه ويلومها. لذلك يفضل العلماء (وللوضوح) أن يعرف الوسواس بأنه عبارة عن أفكار والطقوس الإلزامية على أنها سلوك (تصرف).
#العد
#الترتيب
ومن الوسواس النموذجي المصاحب أو المرافق لاضطراب الوسواس القهري هي الأفكار الوسواسية بخصوص التلوث بالجراثيم والأوساخ (فمثلاً: تفكير المريض بأن يديه ملوثتان وقذرة)، أو الشك والارتياب (فمثلاً: تفكير المريض بأنه نسي إغلاق باب البيت)
#اتباع نظام قاسي
#طلب تاكيد
ومن المهم ذكره أن الطقوس الإلزامية والقهرية التي تتبع الأفكار الوسواسية تخفف وتقلل من القلق الذي يصاحب الوسواس. وكما ذكرت سابقاً فإن الوسواس والسلوك القهري هما صفات غير منسجمة ومغايرة لشخصية المريض Ego-alien، أي أنها تجربة غريبة عن ذاته النفسية. ومهما كان الأمر فإن الملفت للنظر أن المريض يدرك سخافة وعدم عقلانية أفكاره وسلوكياته (وهذا ما يميزه عن المريض الذهاني Psychotic الذي يتسم بالانفصال عن الواقع وفقدان البصيرة الذاتية)، لذلك نرى أن المريض المصاب بالوسواس القهري يرغب بمقاومة أفكاره الوسواسية وتصرفاته الإلزامية. ومع كل ذلك فإننا نرى أن نصف المرضى لا ينجحون في مقاومة التصرفات القهرية (علماً بأن نحو 81 بالمئة من المرضى يعلمون بأن تصرفاتهم القهرية غير عقلانية). وفي بعض الحالات يعطي المرضى أهمية أكثر من الطبيعي لوسواسهم، فمثلاً: يصرون على أن النظافة القهرية التي يعانون منها هي تصرف أخلاقي (علماً بأنهم قد يكونون قد فقدوا وظائفهم بسبب هدرهم للوقت في تكرار غسل الأيدي وتنظيف أماكن جلوسهم).
 
أمثلة على أعراض القهر:
وتختلف أنواع الوسواس والسلوكيات القهرية من شخص الى آخر، غير أن أكثرها انتشاراً وشيوعاً، هي: التلوث، والشك المرضي، وأفكار دخيلة-تطفلية، والتناسق (الترتيب والدقة):
*غسل اليدين مراراً حتى تتشقق البشرة
*التأكد من قفل الأبواب عدة مرات
*التلوث: يعتبر الخوف من التلوث الوسواس الأكثر شيوعاً لدى المرضى المصابون بالوسواس القهري، وعادة يتبعه طقوس قهرية تتلخص في تكرار غسل الأيدي أو تنظيف المكان الذي يعتقد أنه تلوث بالأوساخ أو الجراثيم أو الاغتسال (الاستحمام) عدة مرات يومياً. وقد يلتزم المريض البيت ويتجنب الخروج منه إلا عند الضرورة القصوى. كذلك يتجنب المريض مصدر التلوث المفترض مثل: التصافح بالأيدي أو استخدام المراحيض العامة، إذ أن المريض يعتقد أن التلوث ينتقل من إنسان الى آخر أو من شيء الى آخر عن طريق أبسط التلامس والاتصال.
*التأكد من إغلاق الفرن عدة مرات
*إعادة العد بطرق مختلفة
*الشك المرضي: يعتبر الشك والارتياب ثاني أكثر وسواس شيوعاً، وعادة يتبعه سلوكيات وتصرفات قهرية تتمثل بالتفحص والتأكد والتحقق (فمثلاً التأكد من إغلاق صنبور الغاز عدة مرات، أو التأكد من إطفاء الموقد عدة مرات، أو التأكد من إغلاق باب السيارة أو البيت أكثر من مرة. وقد يصل الأمر الى أن يعود الشخص الى البيت عدة مرات للتأكد من إغلاق باب البيت أو إطفاء الموقد.. وهكذا). وقد ترى الشخص يغلق البا بالمفتاح وبعد ذلك يقوم بالتأكد من أنه قد أغلق بالقيام بمحاولة فتحه عدة مرات وبقوة مفرطة، مما قد يؤدي أحياناً الى كسر يد الباب أو صنبور الغاز.
*إعادة الصلاة أو كلمة أو جملة عدة مرات
*ترتيب البضائع المعلبة لتكون جميعها مرتبة بنفس الشكل
*أفكار اقتحامية: وهذه عبارة عن أفكار وسواسية تطفلية ودخيلة، لا يتبعها سلوكيات قهرية. ومثال على ذلك أن يفكر الشخص أفكار جنسية أو عدوانية متواصلة ومتكررة مصحوبة بتوبيخ ذاتي. وقد سجلت بعض الحالات التي لجأ فيها المريض الى مركز الشرطة أو الى رجال الدين طالباً منهم المساعدة كي لا يقترف جنحاً معيناً.
 
==المسببات==
*التناسق: رابع أكثر وسواس شيوعاً هو الحاجة للدقة والتناسق في القيام بالمهام أو في ترتيب الأشياء، فمثلاً ترتيب المعلبات في المطبخ بشكل تناسقي مبالغ به، أو استغراق وقت طويل في حلاقة الذقن.
لم يعرف السبب الرئيس المسبب للوسواس القهري، إلا أن النظريات الحالية تقترح الأسباب التالية:
*بيولوجية الجسم: قد ينتج الوسواس القهري عن تغيرات الجسم الطبيعية التي تسبب تغيراً في كيميائية أو وظائف الدماغ.
*أنماط أخرى: في الوسواس والسلوكيات القهرية الشائعة أيضاً والوسواس الديني والاحتفاظ بأشياء أو أدوات لا حاجة لها مطلقاً بحيث لا يصبح هنالك متسعاً في البيت. وهنالك بعض السلوكيات التي يعتبرها بعض العلماء بأنها قد تكون سلوكيات قهرية، مثل: هوس نتف الشعر Trichotillomania، وقضم الأظافر والاستمناء (العادة السرية).
*الجينات: قد يكون مسبب الوسواس القهري جيناً معيناً بحد ذاته، إلا أنه لم يتم تحديد هذا الجين حتى الآن.
*البيئة: تقترح بعض الدراسات كون بعض العوامل البيئية كالعدوى مسؤولة عن التسبب بالوسواس القهري، إلا أن الدراسات حول هذا الأمر ليست كاملة.
وأستطيع تلخيص وتصنيف الوسواس والطقوس القهرية حسب الفئات التالية (وسواس يتبعه طقوس الزامية):
 
 
*الخوف من التلوث = غسل وتنظيف متكرر.
*الشك (مثلاً: صنبور الغاز أو غلق الباب) = فحص متكرر.
*الحاجة الى التناسق = ترتيب، تنظيم مبالغ به.
*افكار وتخيلات جنسية وعدوانية غير مرغوب بها = تكرار الصلاة والتفحص وتفادي بعض الفعاليات وطلب اعادة الطمأنة والتأكد.
*القلق والخوف من رمي أو إضاعة أشياء نافعة أو ذات قيمة = يختزن ويحتفظ بأشياء غير ضرورية وتشغل حيزاً في البيت.
ومن المهم ذكره أنه يجب ان يختلط الأمر مع اضطراب الشخصية الوسواسية، الذي يشير الى شخص نظامي يتقن عمله ويقوم به على أكمل وجه، إضافة الى الإخلاص المفرط للعمل، والعناد والتردد في اتخاذ القرارات.
==التشخيص==
==التشخيص==
ينبغي القيام بالخطوات التالية لضمان التشخيص الصحيح للمرض:
لكي يتم تشخيص اضطراب الوسواس القهري عند شخص معين يجب أن تتوفر المعايير التالية:
*الفحص الجسماني: يتم القيام بهذا الفحص لاستبعاد أي أمراض أخرى قد تسبب الأعراض الموجودة، وللتنبؤ عن المضاعفات المحتملة.
*فحص مخبري: ويتضمن تعداد دم كامل، فحص وظائف الغدة الدرقية، ومسح الكحول والعقاقير غير الشرعية.
يعاني الشخص من الوسواس أو من السلوكيات القهرية أو الاثنين معاً:
*التقييم النفسي: ويتضمن مناقشة الأفكار، المشاعر، الأعراض، وسلوكيات المريض. كما يفضل الحديث مع العائلة والأصدقاء إن سمح المريض بذلك.
*معايير تشخيص الوسواس القهري: قد يعتمد الطبيب على الدليل التشخيصي والأحصائي للأمراض العقلية، المنشور من قبل الجمعية الأمريكية للصحة النفسية.
ويعرف الوسواس بالمعايير الأربعة التالية:
 
==مصاعب التشخيص==
أفكار أو تخيلات متكررة ومستديمة، يعاني منها المريض في وقت من الأوقات خلال هذا الاضطراب، وبصورة تطفلية ودخيلة وغير مناسبة. وتسبب قلق وازعاج بشكل ملحوظ. ويدرك المريض سخافة هذه الأفكار غير المرغوب بها (مثل الخوف من ايذاء أطفاله) ولا يتصرف بناء عليها غير أنها تشكل ازعاجاً له، ويصعب عليه اطلاع الآخرين عليها.
قد يصعب تشخيص الوسواس القهري بسبب تشابه أعراضه مع أمراض أخرى، كال[[قلق]]، وال[[اكتئاب]]، وال[[فصام]]، وقد يكون المريض مصاباً بالوسواس القهري المرافق لاحد الأمراض العقلية الأخرى. يساعد تعاون المريض مع الطبيب على التشخيص الصحيح.
 
هذه الأفكار والتخيلات لا تدور حول مشاكل ومعضلات حياتية حقيقية.
 
يحاول المريض اخماد أو تجاهل مثل هذه الأفكار والتخيلات، وقد يبطلها أو يتخلص منها بواسطة أفكار أو سلوكيات أخرى.
يدرك المريض أن هذه الأفكار والتخيلات والوسواسية من نتاج عقله، وليست مفروضة عليه من الخارج أو من أشخاص آخرين، أو قد زرعت في عقله عنوة عنه من قبل أشخاص أو قوة خارجية (وهذه الملاحظة مهمة جداً إذ أنها تختلف عن الضلالات التي يعاني منها المريض المصاب بالذهان.
أما السلوكيات القهرية فتعرف بالمعيارين التاليين:
يقوم المريض بسلوكيات متكررة (مثل: غسل الأيدي، ترتيب الأشياء، التفحص) أو نشاط عقلي (مثل: الصلاة، العد والإحصاء وتكرار كلمات وجمل بصمت)، وذلك كرد فعل على وسواس معين، أو بناء على قواعد وقوانين التي يجب القيام بها بصرامة.
الهدف من السلوكيات أو النشاط العقلي هو الوقاية أو تخفيف حدة القلق والإزعاج، أو الوقاية من شيء أو وضع مروع. غير أن هذه السلوكيات والنشاطات العقلية غير مترابطة وغير مناسبة للقضاء على السبب الأساسي التي أحدثت لأجله، أو أنها مفرطة الأداء.
يدرك المريض في لحظة من اللحظات ان الوسواس والسلوكيات القهرية مبالغ بها ومفرطة وغير عقلانية (غير ان ذلك لا ينطبق على الأطفال).
يسبب الوسواس والسلوكيات القهرية ازعاج وقلق ملحوظان، ومضيعة للوقت (قد تستغرق أكثر من ساعة واحدة). أو قد تعيق وتفسد روتين الحياة، والمهنة والأداء الأكاديمي، أو تؤثر سلباً على الحياة الاجتماعية والعلاقات الشخصية وحتى العائلية.
إن الوسواس القهري ليس ناتجاً عن أمراض اخرى أو تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية.
في حال عدم إدراك أو اقتناع المريض خلال كل فترة النوبة أن هذه الأفكار الوسواسية والسلوكيات القهرية مبالغ بها وغير عقلانية، فإن الحالة تعتبر ذات بصيرة ذاتية Insight ضعيفة.
==العلاج==
==العلاج==
   
لا يؤدي علاج الوسواس القهري للشفاء التام بالضرورة، ولكنه يخفف من الأعراض ويجعلها تحت السيطرة، بحيث تتحسن جودة حياة المريض. وقد يحتاج بعض المرضى إلى الالتزام بالعلاج طيلة حياتهم.
في بعض الحالات يكون العلاج أو الشفاء من المرض صعباً نوعاً ما، وقد يلزم أخذ الدواء مدى الحياة، ويساعد العلاج في التحكم والسيطرة على أعراض المرض، وبذلك لا يعاني المريض من مضاعفات الوسواس القهري.
 
يتضمن العلاج كلاً من العلاج النفسي والأدوية، ولوحظ أن النتائج تكون أفضل باستخدام الاثنين معاً.
وينقسم علاج الوسواس القهري الى قسمين رئيسيين هما:
 
===العلاج النفسي ===
العلاج النفسي أو العلاج بالأدوية او الاثنين معاً، وغالباً يفضل البدء بالعلاج النفسي الى حين بدء مفعول الأدوية المضادة للاكتئاب والذي يستغرق أكثر من أسبوعين حتى يبدأ المريض الشعور بالتحسن.
يعد العلاج السلوكي الإدراكي (CBT) -وهو أحد أنماط العلاج النفسي- فعالاً في علاج الوسواس القهري. يعد التعرض ومنع الاستجابة (ERP) أحد أنماط العلاج السلوكي الإدراكي، ويتضمن التعرض لوسواس المريض أو للأشياء التي تخيفه تدريجياً، كالأوساخ، وتعلُّم كيفية التخلص من التوتر. يتطلب هذا العلاج جهداً ومثابرة، لكن الحياة ستكون أفضل للمريض حالما يتمكن من السيطرة على وساوسه وقهره.
 
ويتمثل العلاج النفسي بتعريض المريض تدريجياً للشيء أو النشاط أو الفعالية التي تسبب له الوسواس القهري، مثل أن يقوم بمصافحة أشخاص غرباء عنه أو تناول الطعام في مطعم، وهكذا.. ومن ثم تشجيعه على مقاومة قلقه.
===الأدوية===
تساعد بعض الأدوية النفسية على السيطرة على الوساوس والقهر. وتعد [[مضادات الاكتئاب]] الأدوية الأكثر شيوعاً في علاج الوسواس القهري.
أما أكثر الأدوية استخداماً في علاج الوسواس القهري، هي الأدوية المضادة للاكتئاب، خاصة دواء Clomipramine واسمه التجاري Anafranil أو Maronil و Fluoxetine واسمه التجاري Prozac أو Flutine ويمنع منعاً باتاً التوقف عن تناول الدواء فجأة دون استشارة الطبيب.
 
تتضمن مضادات الاكتئاب الموافق عليها من منظمة الغذاء والدواء العالمية لعلاج الوسواس القهري:
*[[كلومبيرين]] (أنافرانيل) للبالغين والمرضى الأطفال بعمر 10 سنوات وما فوق.
*[[فلوكسيتين]] (بروزاك) للبالغين والمرضى الأطفال بعمر7 سنوات وما فوق.
==عواقب ومضاعفات المرض==
*[[فلوفوكزامين]]: للبالغين والمرضى الأطفال بعمر 8 سنوات وما فوق.
*[[باروكسيتين]]: للبالغين فقط.
*تشقق والتهاب جلد اليدين من كثرة غسلهم واستعمال المواد المطهرة.
*[[سيرترالين]] (زولوفت): للبالغين والمرضى الأطفال بعمر 6 سنوات وما فوق.
قد يصف الطبيب مضادات اكتئاب أو أدوية نفسية أخرى.
*تردي العلاقة مع الزملاء في العمل، وقد يصل الأمر الى فصل عن العمل بسبب هدر ومضيعة الوقت في التنظيف.
 
* الأدوية: ما ينبغي الانتباه له:
*تردي العلاقة العائلية وقد يصل الأمر الى الطلاق.
فيما يلي بعض الأمور التي ينبغي للمريض مناقشتها مع الطبيب حول الدواء الموصوف:
#اختيار الدواء: إن الهدف من استخدام الدواء هو تخفيض الأعراض الموجودة بأقل جرعة ممكنة. لا يتم عادةً تجربة عدة أدوية لمعرفة أيها الأفضل. قد يصف الطبيب أكثر من دواء لتتحسن الأعراض بطريقة فعالة. قد يتطلب ملاحظة التحسن من أسابيع إلى أشهر بعد بدء أخذ الدواء.
*تدني التحصيل الأكاديمي.
#الآثار الجانبية: لجميع الأدوية النفسية آثار جانبية تظهر عند أخذها. يمكن للمريض مناقشة الطبيب حول الآثار الجانبية المحتملة وحول الحاجة إلى المراقبة الصحية حين أخذ أي دواء نفسي. من المهم إبلاغ الطبيب حول وجود أي من الآثار الجانبية للدواء.
#خطر الانتحار: تعد معظم الأدوية النفسية آمنة، لكن حذرت منظمة الغذاء والدواء العالمية (FDA) من أن جميع الأدوية النفسية تحمل تحذير الصندوق الأسود، وينبغي أخذ الاحتياطات الصارمة عند وصفها. تتزايد في بعض الحالات احتمالا وجود أفكار أو سلوكيات انتحارية لدى الأطفال أو الشباب الصغار الذين تقل أعمارهم عن 25 عام لدى تناول المضادات الاكتئابية. خاصة في الأسابيع القليلة الأولى من بدء أخذ الدواء أو حين وجود تغير في الجرعة. وينبغي على المريض التواصل مع الطبيب فور وجود أفكار انتحارية أو طلب المساعدة الإسعافية. كما ينبغي تذكر أن المصادات الاكتئابية تقلل من الأفكار الانتحارية بعد أخذها على المدى الطويل بتحسينها للمزاج.
*نحو ثلث المرضى المصابون بالوسواس القهري، يعانون أيضاً من الاكتئاب والقابلية للانتحار.
#التداخل مع المواد الأخرى: ينبغي على المريض الذي يتناول مضادات الاكتئاب إخبار طبيبه عن تناوله لأي أدوية أخرى أو أدوية التي يتم صرفها دون وصفة طبية، أو أي أعشاب أو مكملات غذائية. قد تسبب بعض مضادات الاكتئاب تداخلاً خطيراً عند أخذها مع بعض الأدوية أو المكملات العشبية.
#إيقاف مضادات الاكتئاب: لا تعد المضادات الاكتئابية أدوية مسببة للإدمان، لكن قد تسبب أحياناً التعود عند أخذها (والذي يختلف عن الإدمان). لذا فقد يسبب إيقاف الدواء فجأة أو نسيان عدة جرعات أعراضاً شبه انسحابية، ويسمى ذلك أحياناً بمتلازمة عدم الإكمال. ينبغي عدم إيقاف تناول الدواء دون مناقشة ذلك مع الطبيب، حتى وإن شعر المريض بالتحسن، فقد يسبب ذلك أعراض انتكاسية للوسواس القهري. يتم إيقاف الدواء بالتدريج وبطريقة آمنة.
إن مسار ومسلك المرض عادة يكون طويل الأمد، غير أنه يختلف من مريض الى آخر، فبعض من المرضى يعانون من مسار متقلب، والبعض الآخر يعانون من مسلك مستديم.
#العادات المنزلية: يعد الوسواس القهري مرضاً مزمناً، ما يعني أنه قد يلازم الشخص المصاب مدى الحياة. يمكن اتخاذ عدة خطوات قد تكون مفيدة إضافة لتناول الدواء الموصوف من قبل الطبيب:
*تناول الدواء كما هو موصوف: حتى وإن شعر المريض بالتحسن، فإن التوقف عن تناول الدواء فجأة سيؤدي لمعاودة الأعراض الظهور مرة أخرى.
ومع العلاج يتحسن نحو 21 – 31 في المئة من المرضى تحسناً ملحوظاً. كذلك فإن نحو 41 – 51 في المئة من المرضى يتحسنون باعتدال، غير أن النسبة المتبقية من المرضى (نحو 21 – 41 في المئة) إما يبقون مرضى ودون تحسن يذكر، أو تتدهور حالتهم بشكل خطير
*إعارة الانتباه للإشارات التحذيرية: قد ينتبه المريض مع طبيبه لوجود أمور معينة تحفز أعراض الوسواس القهري. ينبغي وضع خطة يمكن للمريض من خلالها أن يعرف كيف يتصرف في حال عاودت الأعراض الظهور. كما ينبغي التواصل مع الطبيب أو المختص المعالج في حال وجود أي تغير في الأعراض أو كيفية شعور المريض.
*التحقق قبل تناول أي أدوية أخرى: ينبغي على المريض مناقشة أي أدوية يصفها طبيب آخر أو قبل تناول الأدوية التي يمكن أخذها دون وصفة طبية، أو اية فيتامينات أو أعشاب أو أي مكملات أخرى لتجنب أي تداخل دوائي محتمل.
 
 
==عوامل الخطورة==
تتضمن عوامل الخطورة التي يمكن أن تسبب أو تزيد من خطر الوسواس القهري:
*تاريخ العائلة: يزيد إصابة أحد الوالدين أو أحد أفراد العائلة من خطر الإصابة بالوسواس القهري.
*أحداث الحياة المتوترة: في حال تعرض الشخص لصدمة نفسية أو لأحداث حياتية صعبة فإن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهري. قد يسبب ذلك لسبب ما التفكير بالأفكار الوسواسية أو القهرية، أو القيام بالعادات والطقوس التي يقوم بها المصاب بالوسواس القهري.
*وجود اضطراب عقلي آخر: قد تتعلق الإصابة بالوسواس القهري بوجود أمراض أخرى كالتوتر أو الاكتئاب أو إدمان العقاقير.
 
==المضاعفات==
تتضمن المشاكل الصحية المتسببة بالوسواس القهري ما يلي -بالإضافة لوجود مضاعفات أخرى لم تُذكَر- :
*وجود مشاكل صحية؛ كالإصابة بالتهاب الجلد التماسي بسبب غسل اليدين المستمر.
*عدم القدرة على مزاولة العمل أو الذهاب للمدرسة أو النشاطات المجتمعية المختلفة.
*وجود مشاكل في العلاقات.
*تدني جودة الحياة بصورة عامة.
*تشكل أفكار وسلوكيات انتحارية.
 
[[تصنيف:أمراض]]
[[تصنيف:أمراض نفسية]]

مراجعة 19:54، 21 أغسطس 2018

الوسواس القهري Obsessive – Compulsive Disorder

د. مجدولين البدوي
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

نظرة عامة

يتميز الوسواس القهري بنمط من الأفكار غير المفسرة، والمخاوف التي تقود المريض إلى القيام بالأفعال مراراً وتكراراً. تتداخل هذه الوساوس والهواجس مع النشاطات اليومية، وتتسبب بألم كبير. قد يحاول المريض تجاهل أو إيقاف الوساوس لكن ذلك يزيد فقط من الألم والعصبية. ما يدفع المريض إلى مسايرة وساوسه لتخفيف توتره. على الرغم من محاولات تجاهله أو التخلص من إزعاج التفكير المستمر، لكن بدون فائدة. يؤدي ذلك إلى التصرفات الطقسية نفسها؛ حلقة الوسواس القهري الخبيثة.

يتركز الوسواس القهري حول مواضيع معينة؛ كالخوف من التلوث بالجراثيم، ولكي تريح مخاوفك ضد التلوث، فإنك ستغسل يديك مراراً وتكراراً حتى تتورم أو تتشقق.

قد يعاني المريض من الحرج بسبب حالته، لكن يمكن للعلاج أن يكون فعالاً.

الأعراض

يتضمن الوسواس القهري كلاً من الوسوسة والقهر. لكن من الممكن أن يظهر على المريض أعراض الوسوسة فقط أو أعراض القهر فقط. قد يدرك المريض أو قد لا يدرك أن وساوسه وقهراته مفرطة أو غير مبرَّرَة، إلا أنها تستغرق الكثير من الوقت وتتداخل مع العمل اليومي والنشاط الاجتماعي أو العمل.

أعراض الوسوسة

تتضمن أعراض الوسوسة أفكاراً وتصورات مكررة ومستمرة وغير مرغوبة، وتكون عادةً فضولية وتسبب الألم والعصبية. يحاول المريض أن يتجاهلها أو يتخلص منها عبر التزامه بسلوك أو طقس معين. تكون هذه الوساوس مزعجة حينما يفكر المريض أو يحاول القيام بشيء آخر.

تتضمن الوسوسة عدة أنماط، نذكر منها:

  1. الخوف من التلوث أو الأوساخ.
  2. الحاجة إلى فعل الأشياء بطريقة منظمة ومتماثلة.
  3. وجود أفكار مخيفة أو عداونية حول إيذاء النفس أو الآخرين.
  4. وجود أفكار غير مرغوبة، كوجود أفكار عدوانية، أو جنسية أو دينية متطرفة.

تتضمن أعراض الوسوسة:

  • الخوف من التلوث بلمس الأشياء التي لمسها الآخرون.
  • وجود شكوك إذا ما كان الشخص قد أقفل الباب أو أغلق الفرن.
  • وجود تصورات حول إيذاء النفس أو شخص آخر غير مرغوب به أو لا يرتاح المريض له.
  • أفكار عن الصراخ بكلمات بذيئة أو التصرف بتصرفات غير مرغوبة وقد تجعل المريض غير مرتاحاً.
  • تجنُّب المواقف التي تحث الوسوسة، كارتجاف الأيدي.
  • عدم الارتياح تجاه تصورات جنسية منحرفة تتبادر للذهن.

أعراض القهر

يتمثل القهر في الوسواس القهري بسلوكيات متكررة تُشعر المريض وكأنه مجبر على القيام بها. تمنع هذه السلوكيات أو التصرفات العقلية أو تخفف من حدة التوتر المتعلقة بالوساوس أو تمنع من حدوث أمر سيء. إلا أن الاشتباك في القهر لا يعطي أي رضا و يخفف التوتر لفترة مؤقتة.

قد يحاول المريض عمل طقوس معينة تخفف من حدة التوتر حينما تخطر له أفكار قهرية، يكون القهر مفطاً عادة ولا يمت لحل المشكلة الماثلة.

تتضمن أنماط القهر:

  1. الغسل والتنظيف
  2. التحقق
  3. العد
  4. الترتيب
  5. اتباع نظام قاسي
  6. طلب تاكيد

أمثلة على أعراض القهر:

  • غسل اليدين مراراً حتى تتشقق البشرة
  • التأكد من قفل الأبواب عدة مرات
  • التأكد من إغلاق الفرن عدة مرات
  • إعادة العد بطرق مختلفة
  • إعادة الصلاة أو كلمة أو جملة عدة مرات
  • ترتيب البضائع المعلبة لتكون جميعها مرتبة بنفس الشكل

المسببات

لم يعرف السبب الرئيس المسبب للوسواس القهري، إلا أن النظريات الحالية تقترح الأسباب التالية:

  • بيولوجية الجسم: قد ينتج الوسواس القهري عن تغيرات الجسم الطبيعية التي تسبب تغيراً في كيميائية أو وظائف الدماغ.
  • الجينات: قد يكون مسبب الوسواس القهري جيناً معيناً بحد ذاته، إلا أنه لم يتم تحديد هذا الجين حتى الآن.
  • البيئة: تقترح بعض الدراسات كون بعض العوامل البيئية كالعدوى مسؤولة عن التسبب بالوسواس القهري، إلا أن الدراسات حول هذا الأمر ليست كاملة.


التشخيص

ينبغي القيام بالخطوات التالية لضمان التشخيص الصحيح للمرض:

  • الفحص الجسماني: يتم القيام بهذا الفحص لاستبعاد أي أمراض أخرى قد تسبب الأعراض الموجودة، وللتنبؤ عن المضاعفات المحتملة.
  • فحص مخبري: ويتضمن تعداد دم كامل، فحص وظائف الغدة الدرقية، ومسح الكحول والعقاقير غير الشرعية.
  • التقييم النفسي: ويتضمن مناقشة الأفكار، المشاعر، الأعراض، وسلوكيات المريض. كما يفضل الحديث مع العائلة والأصدقاء إن سمح المريض بذلك.
  • معايير تشخيص الوسواس القهري: قد يعتمد الطبيب على الدليل التشخيصي والأحصائي للأمراض العقلية، المنشور من قبل الجمعية الأمريكية للصحة النفسية.

مصاعب التشخيص

قد يصعب تشخيص الوسواس القهري بسبب تشابه أعراضه مع أمراض أخرى، كالقلق، والاكتئاب، والفصام، وقد يكون المريض مصاباً بالوسواس القهري المرافق لاحد الأمراض العقلية الأخرى. يساعد تعاون المريض مع الطبيب على التشخيص الصحيح.


العلاج

لا يؤدي علاج الوسواس القهري للشفاء التام بالضرورة، ولكنه يخفف من الأعراض ويجعلها تحت السيطرة، بحيث تتحسن جودة حياة المريض. وقد يحتاج بعض المرضى إلى الالتزام بالعلاج طيلة حياتهم.

يتضمن العلاج كلاً من العلاج النفسي والأدوية، ولوحظ أن النتائج تكون أفضل باستخدام الاثنين معاً.

العلاج النفسي

يعد العلاج السلوكي الإدراكي (CBT) -وهو أحد أنماط العلاج النفسي- فعالاً في علاج الوسواس القهري. يعد التعرض ومنع الاستجابة (ERP) أحد أنماط العلاج السلوكي الإدراكي، ويتضمن التعرض لوسواس المريض أو للأشياء التي تخيفه تدريجياً، كالأوساخ، وتعلُّم كيفية التخلص من التوتر. يتطلب هذا العلاج جهداً ومثابرة، لكن الحياة ستكون أفضل للمريض حالما يتمكن من السيطرة على وساوسه وقهره.

الأدوية

تساعد بعض الأدوية النفسية على السيطرة على الوساوس والقهر. وتعد مضادات الاكتئاب الأدوية الأكثر شيوعاً في علاج الوسواس القهري.

تتضمن مضادات الاكتئاب الموافق عليها من منظمة الغذاء والدواء العالمية لعلاج الوسواس القهري:

  • كلومبيرين (أنافرانيل) للبالغين والمرضى الأطفال بعمر 10 سنوات وما فوق.
  • فلوكسيتين (بروزاك) للبالغين والمرضى الأطفال بعمر7 سنوات وما فوق.
  • فلوفوكزامين: للبالغين والمرضى الأطفال بعمر 8 سنوات وما فوق.
  • باروكسيتين: للبالغين فقط.
  • سيرترالين (زولوفت): للبالغين والمرضى الأطفال بعمر 6 سنوات وما فوق.

قد يصف الطبيب مضادات اكتئاب أو أدوية نفسية أخرى.

  • الأدوية: ما ينبغي الانتباه له:

فيما يلي بعض الأمور التي ينبغي للمريض مناقشتها مع الطبيب حول الدواء الموصوف:

  1. اختيار الدواء: إن الهدف من استخدام الدواء هو تخفيض الأعراض الموجودة بأقل جرعة ممكنة. لا يتم عادةً تجربة عدة أدوية لمعرفة أيها الأفضل. قد يصف الطبيب أكثر من دواء لتتحسن الأعراض بطريقة فعالة. قد يتطلب ملاحظة التحسن من أسابيع إلى أشهر بعد بدء أخذ الدواء.
  2. الآثار الجانبية: لجميع الأدوية النفسية آثار جانبية تظهر عند أخذها. يمكن للمريض مناقشة الطبيب حول الآثار الجانبية المحتملة وحول الحاجة إلى المراقبة الصحية حين أخذ أي دواء نفسي. من المهم إبلاغ الطبيب حول وجود أي من الآثار الجانبية للدواء.
  3. خطر الانتحار: تعد معظم الأدوية النفسية آمنة، لكن حذرت منظمة الغذاء والدواء العالمية (FDA) من أن جميع الأدوية النفسية تحمل تحذير الصندوق الأسود، وينبغي أخذ الاحتياطات الصارمة عند وصفها. تتزايد في بعض الحالات احتمالا وجود أفكار أو سلوكيات انتحارية لدى الأطفال أو الشباب الصغار الذين تقل أعمارهم عن 25 عام لدى تناول المضادات الاكتئابية. خاصة في الأسابيع القليلة الأولى من بدء أخذ الدواء أو حين وجود تغير في الجرعة. وينبغي على المريض التواصل مع الطبيب فور وجود أفكار انتحارية أو طلب المساعدة الإسعافية. كما ينبغي تذكر أن المصادات الاكتئابية تقلل من الأفكار الانتحارية بعد أخذها على المدى الطويل بتحسينها للمزاج.
  4. التداخل مع المواد الأخرى: ينبغي على المريض الذي يتناول مضادات الاكتئاب إخبار طبيبه عن تناوله لأي أدوية أخرى أو أدوية التي يتم صرفها دون وصفة طبية، أو أي أعشاب أو مكملات غذائية. قد تسبب بعض مضادات الاكتئاب تداخلاً خطيراً عند أخذها مع بعض الأدوية أو المكملات العشبية.
  5. إيقاف مضادات الاكتئاب: لا تعد المضادات الاكتئابية أدوية مسببة للإدمان، لكن قد تسبب أحياناً التعود عند أخذها (والذي يختلف عن الإدمان). لذا فقد يسبب إيقاف الدواء فجأة أو نسيان عدة جرعات أعراضاً شبه انسحابية، ويسمى ذلك أحياناً بمتلازمة عدم الإكمال. ينبغي عدم إيقاف تناول الدواء دون مناقشة ذلك مع الطبيب، حتى وإن شعر المريض بالتحسن، فقد يسبب ذلك أعراض انتكاسية للوسواس القهري. يتم إيقاف الدواء بالتدريج وبطريقة آمنة.
  6. العادات المنزلية: يعد الوسواس القهري مرضاً مزمناً، ما يعني أنه قد يلازم الشخص المصاب مدى الحياة. يمكن اتخاذ عدة خطوات قد تكون مفيدة إضافة لتناول الدواء الموصوف من قبل الطبيب:
  • تناول الدواء كما هو موصوف: حتى وإن شعر المريض بالتحسن، فإن التوقف عن تناول الدواء فجأة سيؤدي لمعاودة الأعراض الظهور مرة أخرى.
  • إعارة الانتباه للإشارات التحذيرية: قد ينتبه المريض مع طبيبه لوجود أمور معينة تحفز أعراض الوسواس القهري. ينبغي وضع خطة يمكن للمريض من خلالها أن يعرف كيف يتصرف في حال عاودت الأعراض الظهور. كما ينبغي التواصل مع الطبيب أو المختص المعالج في حال وجود أي تغير في الأعراض أو كيفية شعور المريض.
  • التحقق قبل تناول أي أدوية أخرى: ينبغي على المريض مناقشة أي أدوية يصفها طبيب آخر أو قبل تناول الأدوية التي يمكن أخذها دون وصفة طبية، أو اية فيتامينات أو أعشاب أو أي مكملات أخرى لتجنب أي تداخل دوائي محتمل.


عوامل الخطورة

تتضمن عوامل الخطورة التي يمكن أن تسبب أو تزيد من خطر الوسواس القهري:

  • تاريخ العائلة: يزيد إصابة أحد الوالدين أو أحد أفراد العائلة من خطر الإصابة بالوسواس القهري.
  • أحداث الحياة المتوترة: في حال تعرض الشخص لصدمة نفسية أو لأحداث حياتية صعبة فإن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهري. قد يسبب ذلك لسبب ما التفكير بالأفكار الوسواسية أو القهرية، أو القيام بالعادات والطقوس التي يقوم بها المصاب بالوسواس القهري.
  • وجود اضطراب عقلي آخر: قد تتعلق الإصابة بالوسواس القهري بوجود أمراض أخرى كالتوتر أو الاكتئاب أو إدمان العقاقير.

المضاعفات

تتضمن المشاكل الصحية المتسببة بالوسواس القهري ما يلي -بالإضافة لوجود مضاعفات أخرى لم تُذكَر- :

  • وجود مشاكل صحية؛ كالإصابة بالتهاب الجلد التماسي بسبب غسل اليدين المستمر.
  • عدم القدرة على مزاولة العمل أو الذهاب للمدرسة أو النشاطات المجتمعية المختلفة.
  • وجود مشاكل في العلاقات.
  • تدني جودة الحياة بصورة عامة.
  • تشكل أفكار وسلوكيات انتحارية.