فيروس نطاقي حماقي

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 14:52، 7 أكتوبر 2018 بواسطة كنان الطرح (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' {{فضل الكاتب الرئيسي|د. جاد الله السيد محمود}} '''الفيروس النطاقي الحماقي Varicella-Zoster Virus (VZV)''' يسب...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

الفيروس النطاقي الحماقي Varicella-Zoster Virus (VZV) يسبب الفيروس النطاقي الحماقي الإصابة بجدري الماء والهربس النطاقي (shingle).

يصاب المرء بجدري الماء بعد التعرض الأول للفيروس، ويكون نموذجيًا خفيفًا، ويشفى تلقائيًا. ويتسم بطفح ظاهر.

تؤدي إعادة تفعيل الفيروس الكامن إلى طفح جلدي مؤلم.

عُزل الفيروس لأول مرة عام 1953، وقد تبين أنَّه يمتلك خواص مميزة.

يمتلك هذا الفيروس دنا DNA كحمض نووي. ويقدر وزن جينومه بـ 72 حتى 80 مليون دالتون.

بنية الفيروس

البروتينات السكرية الغلافية المعروفة للفيروس هي gB وgC وgE وgH وgI وو gK وgL.

تأخذ الجزيئة الفيروسية شكلًا كرويًا بقطر 180-200 نانومتر. غلافها الشحمي يغلف كابسيدًا نوويًا بقطر 100 نانو متر، مكون من 162 موحودات كابسيدية خماسية وسداسية، مرتبة على شكل متعدد الوجوه.

الحمض النووي عبارة عن دنا مفرد خطي ثنائي الطاق بطول 125,000 نكليوتيد.

يحاط الكابسيد ببروتينات تُعرف باللحافة tegument، وتقوم كثير من هذه البروتينات بأدوار أساسية في بدء عملية تضاعف الفيروس في الخلية المصابة. تحاط اللحافة بدورها بغطاء شحمي مرصع ببروتينات سكرية تظهر على الفيروس من الخارج، كلٌ منها بطول 8 نانومتر.

الجينوم

اكتشف الجينوم عام 1986. تحتوي السلالات المخبرية على 124,884 أساس. للجينوم متصاوغان سائدان، اعتمادًا على توجه القطعة S، وهما P وIs (القطعة S معكوسة inverted S)، ويتكرر هاذان المتصاوغان بتواتر 90-95%. وقد تنعكس أيضًا القطعة L فتنتج أربع مصاوغات خطية (يضاف للسابق IL وILS). يوجد 70 قالب قراءة مفتوح على الأقل في جينومه.

هنالك على الأقل 5 فروع حيوية للفيروس. يتضمن الفرع الحيوي 1 والفرع الحيوي 3 سلالات أمريكا الشمالية وأوروبا، أما الفرع الحيوي 2 فيشمل سلالات آسيا، خصوصًا اليابان، ويكثر الفرع الحيوي 5 في الهند. أما الفرع الحيوي 4 فيشمل سلالات من أوربا، لكن تحتاج أصوله الجغرافية توضيحًا أكثر.

الفيزيولوجيا المرضية

تكبح الآليات المناعية للمضيف تضاعف الفيروس. وقد تحصل إعادة تفعيل للفيروس في حال حصول ضعف في الآليات المناعية. والذي قد يحصل نتيجة تناول بعض الأدوية أو الإصابة بمرض أو سوء التغذية أو ضعف المناعة بتقدم العمر. بعد إعادة التفعيل يهاجر الفيروس على طول الأعصاب الحسية، ويؤدي إلى خسارة حسية وألم ومضاعفات عصبية أخرى. في حال إصابة جذور الأعصاب المحركة يصاب المريض بضعف بالإضافة للتغيرات الحسية.

نادرًا ما تصاب السحايا، لكن قد يحدث هذا عند إصابة الفرع العيني من العصب مثلث التوائم.

الأعراض والعلامات

يعد الألم والمذل هي الأعراض الأولية النموذجية لعدوى الفيروس النطاقي الحماقي. ثم يظهر بعدها الطفح الحويصلي.

  • في المرحلة السابقة للطفح الجلدي يحصل ألم عند 41% من المرضى، وحكة عند 27% منهم، ومذل عند 12%.
  • خلال المرض الحاد قد يعاني المرضى من:

- ألم (90%).

- عجز واكتئاب.

- أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا.

الحلأ النطاقي

  • العرض الأشيع هو الطفح الحويصلي، والذي يصيب المنطقة الجلدية الصدرية على نحوٍ خاص.
  • بعد المرحلة ما قبل الجلدية المتمثلة بألم ومذل، تشاهد عند المريض بقع وحطاطات حمراء، ثم تتطور لحويصلات خلال 24 ساعة.
  • تتقشر الحويصلات بعد ذلك وتشفى.
  • يعد الألم وفقد الإحساس هو العرض المعتاد.
  • يحصل ضعف حركي، لكن يغيب عند الفحص كثيرًا.
  • سجلت حالات لشلل أحادي نتيجة الالتهاب العصبي للضفيرة العضدية بالفيروس النطاقي الحماقي.

لنطاق المتعدد Zoster multiplex

قد يظهر الحلأ النطاقي في أماكن جلدية متعددة على أحد جانبي الجسم، ويكون معديًا وغير معدٍ. يكون الأفراد منقوصي المناعة أكثر حساسية للإصابة به. تعتمد تسمية المرض هنا على عدد المناطق الجلدية المصابة، وعلى إذا ما كانت الإصابة أحادية الجانب أم ثنائية الجانب.

الحلأ الجيبي النطاقي Zoster sine herpete

  • قد يعاد تفعيل عدوى الفيروس النطاقي الحماقي دون التسبب بحويصلات جلدية. يصاب هؤلاء المرضى بألم جلدي شديد، وضعف عضلي محتمل ومن الممكن أن يصابوا بنقص في الحس، لكن دون أن يصابوا بطفح مرئي أو حويصلات.
  • قد تتظاهر العدوى كشلل وجهي محيطي حادي عند 8-25% من المرضى غير المصابين بحويصلات جلدية. وهو أكثر شيوعًا عند المرضى مكبوتي المناعة المستخدمين للأسيكلوفير (أو باقي الأدوية المشابهة) كوقاية من الحلأ النطاقي.

عيوب الجهاز العصبي المركزي:

  • أكثر شيوعًا عند الأفراد منقوصي المناعة، لكن لا تحصل عند عموم الناس.
  • قد تصبح إصابة الجهاز العصبي المركزي واضحة خلال 3 أسابيع من بداية الطفح الأولي.
  • تكون التظاهرات عادةً ثنائية الجانب.
  • تستمر المرضية المبطنة بالتطور نموذجيًا لمدة 3 أسابيع أو أكثر.
  • سجل استمرار ترقي المرض لمدة 6 أشهر عند بعض المرضى منقوصي المناعة.
  • النكس نادر، لكن سجلت حالات له.
  • التهاب الدماغ بفيروس الحلأ النطاقي نادر أيضًا، لكن سجلت حالات له.

متلازمة رمزي هنت (شلل الوجه الحويصلي)

تحصل هذه المتلازمة عند إصابة العقدة الركبية. وتتضمن التظاهرات السريرية التالي:

  • شلل وجهي محيطي.
  • ألم في الأذن والوجه.
  • حويصلات في قناة الأذن الخارجية (لا توجد دائمًا).
  • أعراض سمعية ودهليزية أخرى في بعض الحالات.

التهاب القرنية (الهربس العيني)

ينتج عن عدوى معاد تفعيلها للفيروس النطاقي الحماقي في التفرع العيني للعصب مثلث التوائم. تتضمن المضاعفات الإصابة بالعمى.

ليس بالضرورة إصابة المريض بحويصلات.

في حالات نادرة يهاجر الفيروس على طول التفرعات داخل القحفية للعصب مثلث التوائم، مسببًا مرضًا وعائيًا دماغيًا خثريًا مع صداع شديد وشلل نصفي.

التشخيص

يعد الطفح الجلدي النموذجي كافيًا للتشخيص في حال حصوله، وتتضمن الدراسات التشخيصية في الحالات الخاصة:

  • في حال الشك بالتشخيص يمكن القيام بمسحة تسانك Tzanck smear، أو زراعة السائل الحويصلي.
  • في حالة الإصابة بالهربس الجيبي النطاقي يمكن إجراء تحليل دنا باستخدام تفاعل البوليراز المتسلسل.
  • في حالات الإصابة بالفيروس النطاقي الحماقي المقاوم للأسيكلوفير يمكن كشف الطفرات في الثيميدين كيناز بتفاعل البوليمراز المتسلسل والتحليل المتسلسل.
  • قد يكون التصوير بالرنين المغناطيسي مفيدًا في حالة الشك بالتهاب النخاع أو التهاب الدماغ.
  • يعد البزل القطني مفيدًا في حال كانت العلامات تشير للإصابة بالتهاب نخاع أو التهاب دماغ.

التدبير والعلاج

تقوم الخيارات العلاجية على عدة أسس، وهي:

  • عمر المريض.
  • الحالة المناعية للمريض.
  • مدة الأعراض.
  • التظاهرات.

تنقص الأدوية المضادة للفيروسات من مدة الأعراض، ومن احتمالية الإصابة بألم عصبي بعد الإصابة، خصوصًا عند البدء بها ضمن أول يومين من بداية الطفح.

يمكن وصف الأسيكلوفير عند المرضى العاديين المصابين بحالات نموذجية، لكن تنقص باقي الأدوية (الفالاسيكلوفير valacyclovir والبينسيكلوفير penciclovir والفامسيكلوفير famciclovir) من مدة الألم أكثر مما يفعله الأسيكلوفير.

يوصف الغلوبولين المناعي للحلأ النطاقي (VariZIG) عند المرضى ذوي الخطر العالي بالإصابة خلال 10 أيام (نموذجيًا خلال 4 أيام) من التعرض للحماق.

وتتضمن المجموعات ذات الخطر العالي:

  • البالغون والأطفال منقوصي المناعي.
  • حديثو الولادة لأمهات مصابات بالفيروس قبيل الولادة أو بعدها.
  • الأطفال الخدج.
  • الرضع الأصغر من سنة.
  • الحوامل.
  • البالغون الذين ليس لديهم مناعة.

المصدر