التهاب التامور

من موسوعة العلوم العربية
(بالتحويل من التهاب التأمور)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

التهاب التأمور Pericarditis

التهاب التأمور هو توزم وتخريش في التأمور، والذي هو غشاء أشبه بكيس ذو طبقتين يحيط بالقلب. يسبب التهاب التأمور ألمًا صدريًا، وبعض الأعراض الأخرى، إضافة لمضاعفات تتطلب إجراءات جراحية. ويحدث الألم الحاد الناتج عن التهاب التأمور نتيجة التخريش الحاصل بالاحتكاك بين طبقات التأمور. يبدأ التهاب التأمور عادةً فجأةً، لكن لا يستمر طويلًا (التهاب التأمور حاد). وعندما تتطور الأعراض بالتدريج أكثر، أو تستمر لأكثر من ذلك يسبب التهاب تأمور مزمن.

معظم حالات التهاب التأمور تكون خفيفة، وتتحسن تلقائيًا. ويتضمن العلاج للحالات الأشد بعض الأدوية، ونادرًا ما يحتاج الأمر لجراحة. ويساعد التشخيص المبكرة والعلاج الباكر على إنقاص خطر المضاعفات طويلة الأمد لالتهاب التأمور.

الأعراض

تتضمن الأعراض العامة لالتهاب التأمور ما يلي:

  • ألم صدري حاد خلف القص أو على اليسار قليلًا، يشتد أكثر عند أخذ النفس.
  • قصر التنفس عن الاتكاء.
  • رجفان قلبي.
  • حمى منخفضة.
  • شعور عام بالضعف والإعياء أو المرض.
  • سعال.
  • توزم بطني أو في القدمين.

قد ينتقل الألم الناتج عن التهاب التأمور الحاد إلى الكتف الأيسر والعنق. ويشتد غالبًا عند السعال والاستلقاء والتنفس بعمق. ويؤدي الجلوس والميل للأمام إلى تخفيف الألم. ومن الصعب في بعض الأحيان تمييز الألم الناتج عن التهاب التأمور عن الألم الناتج عن النوبة القلبية.

لالتهاب التأمور أنماط تصنيفية مختلفة، اعتمادًا على نموذج الأعراض، ومدة استمراريتها. يستمر التهاب التأمور الحاد عادةً أقل من 3 أسابيع. أما المطول فيستمر 4 إلى 6 أسابيع تقريبًا، لكن أقل من 3 أشهر. أما التهاب التأمور الذي يستمر أكثر من 3 أشهر فيعد مزمنًا.

يعد التهاب التأمور متكررًا ناكسًا في حال حصول نوبة أخرى بعد زوال الأعراض بـ 4 إلى 6 أسابيع. يترافق التهاب التأمور المزمن مع التهاب مزمن قد يؤدي إلى تجمع السوائل حول القلب (انصباب تأموري).


المسببات

ينتج التهاب التأمور على العموم من احتكاك طبقتي كيس التأمور المحيط بالقلب، وهو كيس يحوي مادة سائلة مزلقة. حيث يصبح الكيس ملتهبًا، ما يؤدي لاحتكاك الطبقتين مسببًا ألمًا صدريًا.

السبب وراء التهاب التأمور غالبًا صعب التحديد. ومن الأسباب العامة الإصابة بنوبة قلبية شديدة نتيجة تخريش العضلة القلبية المتأذية. بالإضافة لذلك يمكن أن يحصل شكل متأخر من التهاب التأمور بعد أسابيع من النوبة القلبية أو بعد عملية جراحية على القلب.

يعرف التهاب التأمور المتأخر هذا باسم متلازمة دريسلر (المتلازمة التالية لاحتشاء عضل القلب).

ومن الأسباب العامة:

  • الإصابة الفيروسية: الإصابة بفيروس كوكساكي ب.
  • اضطرابات التهابية جهازية: وتتضمن الذئبة والتهاب المفاصل الروماتيدي.
  • الرضح: أذية في القلب أو الصدر، والتي قد تنتج عن حادث سير.
  • مشاكل صحية أخرى: بما فيها الفشل الكلوي والإيدز والإصابة بالسل والسرطان.
  • بعض الأدوية.

المضاعفات

  • التهاب التأمور المضيق: بعض المرضى المصابين بالتهاب التأمور (خصوصًا المزمن وطويل الأمد) يمكن أن يصابوا بثخانة دائمة، وتخريش وتقلص التأمور، رغم عدم شيوع ذلك.

وفي هذه الحالة يفقد التأمور كثيرًا من مرونته، ويصبح أشبه بكيسٍ صلب ضيق يحيط بالقلب يمنعه من العمل بكفاءة. وتدعى هذه الحالة التهاب التأمور المضيق، وتؤدي غالبًا إلى توزم شديد في الأرجل والبطن، بالإضافة لقصر التنفس.

  • دكاك قلبي (اندحاس قلبي): يحدث عندما تتجمع كثير من السوائل في التأمور. حيث تضغط هذه السوائل الزائدة على القلب، فلا تسمح له بالعمل جيدًا. يسبب هذا ضعف النتاج القلبي، ما يسبب هبوطًا في الضغط. ويمكن أن يكون مميتًا في حال لم يعالج.

التشخيص

يأخذ الطبيب التاريخ المريضي للحالة، ويجري فحصًا جسديًا ويسمع ضربات القلب. حيث يساعد ما سبق في التشخيص كثيرًا بعد تقييمها. ومن الفحوصات المخبرية المستخدمة:

  • مخطط كهربائية القلب ECG: تسجل النبضات القلبية على شكل موجات، وتشير بعض التغيرات عن الحالة الطبيعية إلى التهاب التأمور بينما تشير بعض التغيرات الأخرى إلى الإصابة بنوبة قلبية.
  • التصوير بالأشعة السينية: يستخدمها الطبيب لمعرفة حجم وشكل القلب. قد تظهر الصور تضخمًا للقلب في حال تجمع السوائل في التأمور.
  • المخطط الصدوي للقلب: يظهر شكل القلب وبنيته، بما فيها السوائل المتراكمة في التأمور.
  • المسح المقطعي المحوسب: تعطي صورة أكثر تفصيلية للتأمور. ويستخدم لاستبعاد الأسباب الأخرى للأم الصدري، مثل الجلطة الدموية في الشريان الرئوي (الصمة الرئوية) أو وجود تمزق في الأبهر. كما يمكن استخدامه لرؤية وجود ثخانة في التأمور، ما قد يشير لالتهاب تأمور مضيق.

العلاج

يعتمد العلاج على السبب وراء التهاب التأمور ، بالإضافة إلى شدة الحالة. ولا تحتاج الحالات الخفيفة إلى معالجة، وتشفى لوحدها.

الأدوية المستخدمة

توصف عادةً الأدوية المضادة للالتهاب والوذمة.

  • مسكنات الألم: يستجيب الألم الناتج عن التهاب التأمور عادةً إلى مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة، مثل الأسبرين والإيبوبروفين (مضادات اللالتهاب اللاستيرويدية). تساعد هذه الأدوية على تخفيف الالتهاب أيضًا. ويمكن أن توصف أيضًا مسكنات الألم الأقوى.
  • الكولشيسين: يقلل هذا الدواء الالتهاب في الجسم، ويمكن استخدامه لعلاج التهاب التأمور الحاد، أو لعلاج الأعراض.

يقل الكولشيسين من مدة أعراض التهاب التأمور وينقص من خطر الإصابة مرة أخرى. لكنه غير آمن للمرضى المصابين ببعض المشاكل الصحية، أو مشاكل الكبد أو مشاكل الكلى.

  • القشرانيات السكرية: مثل البريدنيزولون، وتوصف في حال عدم الاستفادة على مسكنات الألم أو الكولشيسين، أو في حال عودة الأعراض.

الجراحة

في حال الشك بالإصابة باندحاس قلبي (اندكاك قلبي) أو انصباب تأموري قد يتطلب الأمر إجراءً لسحب السوائل من التأمور. ومن الإجراءات المستخدمة:

  • بزل التأمور: في هذا الإجراء يستخدم الأطباء إبرة عقيمة، أو أنبوبًا صغيرًا (قثطرة) لإزالة وتصريف السوائل الإضافية من الجوف التأموري. يجرى هذا الإجراء بالتخدير الموضعي وبمراقبة باستخدام الأمواج فوق الصوتية. قد يستمر هذا الإجراء عدة أيام.
  • استئصال التأمور: يحتاج المريض في بعض الأحيان في حال الإصابة بالتهاب التأمور مضيق إزالة كامل التأمور. حيث يكون قد أصبح صلبًا ويعيق عمل القلب.

في بعض الحالات الخفيفة لالتهاب التأمور يكفي المريض الخضوع للراحة واستخدام مسكنات الألم التي توصف دون وصفة (مضادات اللالتهاب اللاستيرويدية) مع تجنب النشاطات الجسدية الشديدة.

المصدر

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/pericarditis/diagnosis-treatment/drc-20352514