متلازمة الضائقة التنفسية الحادة

من موسوعة العلوم العربية
(بالتحويل من ARDS)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صورة أشعة تظهر متلازمة الضائقة التنفسية الحادة

متلازمة الضائقة التنفسية الحادة Acute Respiratory Distress Syndrome (ARDS)أو Adult Respiratory Distress Syndrom)

وهو بذلك يختلف عن مرض متلازمة الضائقة التنفسية للمواليد (Infant respiratory distress syndrome)

لمحة تاريخية

منذ الحرب العالمية الأولى تم ملاحظة تطور حالات بعض المرضى (الذين كانوا يعانون من إصابات غير صدرية وأمراض كالتهاب البنكرياس الحاد ونقل الدم الجسيم وتعفن الدم وحالات أخرى) إلى ضائقة تنفسية وارتشاح رئوي منتشر وفشل تنفسي وكان ذلك في بعض الأحيان بعد عدة ساعات أو أيام، وقام الباحث Ashbaugh وزملائه بوصف 12 حالة مرضية من هذا النوع عام 1967 باستخدام مصطلح "متلازمة الضائقة التنفسية عند البالغين adult respiratory distress syndrome" لوصف هذه الحالة.

وقبل البحث في إمراضية وعلاج هذه المتلازمة من الضروري وضع تعريف واضح لهذه المتلازمة حيث تم تطوير التعريف عام 1994 من قبل مؤتمر التوافق الأمريكي الأوربي American-European Consensus Conference (AECC) وتم استخدام المصطلح acute respiratory distress syndrome عوضاً عن adult respiratory distress syndrome لأنّ هذه المتلازمة تحدث عند كلاً من البالغين والأطفال.

وقد لوحظ أن متلازمة ARDS هي الشكل الأكثر حدة من الإصابة الرئوية الحادة acute lung injury (ALI) والتي هي إصابة سنخية منتشرة, وقامت AECC بتعريف هذه المتلازمة أنها حالة حادة تتميز بارتشاحات رئوية ثنائية الجانب و نقص حاد في أكسجة الدم مع غياب أي دليل على وجود وذمة رئوية قلبية.

وإن شدة نقص الأكسجة الدموية الضرورية لتشخيص هذه المتلازمة يتم تحديدها وفقاً لنسبة ضغط الأوكسجين الجزئي في الدم الشرياني للمريض (PaO2) إلى جزء الأوكسجين في الهواء المستنشق (FiO2), وتُحدد متلازمة ARDS عبر انخفاض نسبة PaO2/FiO أقل من 200 وفي ALI أقل من 300.

وقد تم تنقيح هذا التعريف عام 2011 من قبل فريق من الخبراء وأطلق عليه تعريف برلين Berlin لمتلازمة ARDS.حيث تم تعريفها اعتماداً على التوقيت (خلال أسبوع واحد الأذية السريرية أو بداية الأعراض التنفسية) بتغيرات شعاعية (عتامة ثنائية الجانب لا يمكن تفسيرها بشكل كامل عبر الانصبابات أو التجمع أو الانخماص) وأصل الوذمة (لا يمكن تفسيرها بشكل كامل عبر فشل قلبي أو زيادة السوائل) والشدة اعتماداً على نسبة PaO2/FiO لـ 5 سم من ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر continuous positive airway pressure (CPAP) ويتم تصنيفها إلى ثلاث درجات: طفيفة (نسبة PaO2/FiO بين 200-300) و معتدلة (نسبة PaO2/FiO بين 100-200) وشديدة (نسبة PaO2/FiO ≤ 100).


تعريف

متلازمة الضائقة التنفسية الحادة ARDS هي حالة خطرة تهدد الحياة، حيث يحدث التهاب بنسيج الرئة وتجمع لسائل في الأسناخ الرئوية (الحويصلات الهوائية) مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين بالدم. وهذه الحاله تشبه متلازمة الضائقة التنفسية الحادة عند الأطفال ولكن علاجها يختلف.

الفيزيولوجيا المرضية

تترافق متلازمة ARDS مع انتشار تلف في الأسناخ الرئوية DAD وأذية في البطانة الشعيرية للرئة, ويتميز الطور المبكر منها بكونه نضحي بينما يتميز الطور الأخير بانقسامات ليفية fibroproliferative

تتميز متلازمة ARDS في الطور المبكر بازدياد النفوذية للحاجز السنخي الشعيري مؤدياً إلى تدفق السوائل ضمن السنخ, ويتكون الحاجز السنخي الشعري من خلايا بطانة ظهارية معززة بأوعية دموية دقيقة وجوف ظهاري للسنخ, وبالتالي فإنّ كل ما يسبب أذية وضرر سواء في الظهارة الوعائية أو الظهارة السنخية قد يؤدي إلى متلازمة ARDS, وبالتالي فإنّ موقع الأذية الرئيسي يتمركز إما في الظهارة الوعائية (مثل: إنتان) أو في الظهارة السنخية ( مثل: ارتشاف المحتويات المعدية), و تؤدي الأذية في البطانة إلى ازدياد النفوذية الشعرية و تدفق سائل غني بالبروتين إلى الجوف السنخي و تعزز الأذية في خلايا جوف السنخ أيضاً من تشكيل وذمة رئوية.

يوجد نوعان من الخلايا الظهارية السنخية:

  • النمط الأول والذي يشكل حوالي 90% من الظهارة السنخية وتتم أذيتها بشكل سهل, كما أن الأذية في هذه الخلايا تؤدي إلى ازدياد دخول السوائل ضمن السنخ وانخفاض تصفية اللسوائل من الفراغ السنخي.
  • بينما النمط الثاني من خلايا الظهارة السنخية هو أكثر مقاومة للأذية نسبياً, وهذه الخلايا تملك العديد من الوظائف المهمة منها إنتاج العوامل الفعالة على السطح والنقل الشاردي وتكاثر وتمايز خلايا النمط الأول بعد الأذية الخلوية, وإن الأذية في النمط الثاني من الخلايا تؤدي إلى انخفاض إنتاج العوامل الفعالة على السطح مع انخفاض المطاوعة و انخماص سنخي, وإنّ التدخل في عمليات الإصلاح الطبيعية قد يؤدي إلى تطور حالة تليف.

يؤدي الالتهاب في أنسجة الرئة إلى تجمع سائل في الأسناخ الرئوية، مما يعيق دخول الأكسجين إلى الدورة الدموية، ويقلل قابلية الرئة على التمدد وبالتالي يعيق قدرة الجهاز التنفسي على أداء وظيفته في إدخال الأكسجين الي الدم مما يخفض بشكل خطير نسبة الأكسجبن بالدم.

والمرضى في هذة الحالة بحاجة إلى علاج مركز في وحدة العناية المركزة. والجدير بالذكر أيضا أن هذا المرض يحث عادةً بالترافق مع إخفاق (فشل) في أجهزة أخرى بالجسم مثل الكبد والكليتين.

أسباب المرض

هذه الحالة الطبية الطارئة تحدث كمضاعفة خطيرة لأي التهاب رئوي كبير أو إصابة رئوية حادة، كما تحدث كمضاعفة للصدمة الإنتانية، الرضح الشديدة (الأصابات الجسدية الشديدة) ،استنشاق أبخرة سامة أو سوئل غريبة مثل سوائل المعدة أو مواد كيماوية.

أعراض المرض

أهم الأعراض هي ضيق النفس وسرعته وهبوط ضغط الدم أو الصدمة، ويلاحظ عند التسمع(بواسطة السماعة الطبية)أصوات غير عادية توحي بوجود سائل في الرئة، بالإضافة إلى الزراق(ازرقاق الجلد والشفتين والأظافر). كما يظهر السائل في صورة الأشعة.

نسبة الوفيات تتراوح بين 20-30% ورغم أن كثير من المرضى قد يشفون إلا أن الكثيرين يعانون من ضرر دائم للرئة، كما يعاني الكثيرين من خلل في الدماغ نتيجة نقص الأكسجين، كما قد يحصل تليف رئوي مزمن.

مواقع خارجية