داء رينود

من موسوعة العلوم العربية
(بالتحويل من داء رينو)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

داء رينود سمي باسم مكتشفه الطبيب الفرنسي موريس رينود في العام 1800م، وهو حالة تصيب أجزاء معينة من الجسم، مثل أصابع اليد وأصابع القدم والأنف والأذن، حيث يشعر الشخص المصاب به بتنميل وبرودة عند التعرض للبرد أو للتوتر والضيق النفسي. وسبب ذلك يعود الى ضيق الشرايين، التي تغذي جلد تلك المناطق من الجسم وتمده بالدم، فيقل الدم الذي يصل إليها. والنساء أكثر عرضة للاصابة بهذا المرض من الرجال، وهو أكثر انتشاراً لدى الأشخاص، الذين يعيشون في المناطق الباردة. ويعتمد علاج هذا المرض على مدى حدته، وما إذا كان مصحوباً بأمراض أخرى.

أسباب المرض

لم يتوصل الأطباء، حتى الآن، الى سبب نوبات مرض "رينود"، لكن تبين أن الأوعية الدموية الموجودة في الأيدي والأقدام تتفاعل في صورة أكثر من الطبيعي عند التعرض للبرودة أو الانفعال. وهذا يعتمد على الآتي:

  • درجات الحرارة الباردة:

عندما يتعرض جسم الانسان للمناخ البارد تبدأ الأطراف في فقدان الحرارة، وتبدأ كمية الدم التي تصل الى أصابع اليد والقدم بالانحسار نتيجة ضيق الشعيرات الدموية التي تغذيها، والموجودة تحت الجلد. ويحدث ذلك بصورة طبيعية للحفاظ على حرارة الجسم الرئيسية. أما في حالة مرض "رينود" فيكون الأمر في صورة مضاعفة أكثر من الطبيعي. ويظهر هذا عند وضع اليد تحت صنبور الماء البارد، أو تناول شيء من "فريزر" الثلاجة، أو التعرض للبرد.

وفي حالة مرض "رينود" يحدث انقباض فجائي ومؤقت للشرايين الدموية الصغيرة للأصابع، وبالتالي يقل الدم الذي يصل إليها. ويؤدي ذلك إلى أن يصبح هذا الجزء من الجلد شاحباً بسبب قلة الدم الذي يصل إليه. وبعد أن ينتهي هذا الانقباض، تبدأ الشعيرات الدموية بالاتساع ويعود تدفق الدم مرة أخرى لهذه المنطقة، ويعود لون الجلد إلى طبيعته.

  • التوتر والانفعال:

عادة ما يسبب أي انفعال يتعرض له الشخص الى انحسار الدم الواصل الى الأطراف، مثلما يحدث للجسم عندما يتعرض للبرد. وفي حالة مرض "رينود" يكون رد الفعل مضاعفاً ومتزايداً. وهي الحالات نفسها التي تنتج عن المسبب الأول، وهو التعرض للمناخ البارد.

أنواع مرض رينود

هناك نوعان رئيسيان لمرض "رينود":

  • مرض "رينود" الأولي، وهو الأكثر انتشارا، ويحدث دون أن تصاحبه أمراض أخرى في الجسم.
  • مرض "رينود" الثانوي، ويطلق عليه ظاهرة "رينود"، ويكون مصاحباً لأمراض أخرى، مثل تصلب الجلد، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة النفق الرسغي.


وهناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الاصابة بهذا المرض مثل:

  1. النوع: يصيب المرض النساء أكثر من الرجال.
  2. السن: عادة ما يبدأ المرض في سن 15-25 عاماً.
  3. مكان السكن: يكون أكثر انتشاراً لدى المقيمين في الأماكن الباردة.
  4. التاريخ العائلي: يتبين أن نحو ثلث المصابين بالمرض لديهم فرد من العائلة مصاب به.

اعراض وتشخيص المرض

تعتمد اعراض مرض "رينود" على حدة ومدة انقباض الأوعية الدموية، وتكرار حدوث هذا الانقباض. وتتضمن الاعراض المظاهر الآتية:

تغير لون الجلد عند التعرض للبرد، أو للتوتر النفسي، حيث يتحول لون الجلد، في البداية، الى اللون الأبيض، ثم يصبح أزرق اللون، مع الشعور بالبرودة والتنميل وفقدان الاحساس في هذا الجزء من الجلد. ومع انتظام الدورة الدموية والتعرض للهواء الدافىء يستعيد الجلد لونه الطبيعي مرة ثانية. عادة تحدث هذه الحالة في أصابع الأيدي والأقدام. لكنها قد تحدث في أماكن أخرى في الجسم، مثل الأنف والشفتين، والأذن. وقد تستمر النوبة دقيقة واحدة، وفي بعض الحالات عدة ساعات.

التشخيص

غالباً ما يتم تشخيص مرض "رينود" عن طريق الاعراض التي يشكو منها المريض. وقد يلجأ الطبيب الى اجراء اختبار يسمى Cold-Simulation Test، حيث يطلب من المريض وضع يديه في ماء بارد، ويتابع التغييرات التي تحدث في يديه. كما قد يطلب منه الطبيب اجراء بعض التحاليل الطبية للتأكد من عدم وجود مرض مصاحب له.

العلاج

يكون علاج مرض "رينود" في الحالات البسيطة، عن طريق تجنب مسببات المرض، وذلك عن طريق:

  • الحماية من البرد بواسطة ارتداء غطاء للرأس، وجوارب وقفازات.
  • ارتداء قفازات خاصة عند تناول مأكولات من "فريزر الثلاجة".
  • يمكن ارتداء جوارب وقفازات، أثناء النوم في الشتاء.

وفي الحالات الشديدة من المرض، يمكن اللجوء الى العلاج الدوائي الذي يهدف الى تقليل عدد نوبات المرض وتقليص حدتها، وعلاج أي مرض مصاحب له. من هذه الأدوية:

وعلى المريض تجنب بعض الأدوية، التي يمكن أن تجعله عُرضة لتكرار نوبات "رينود"، مثل: الأدوية التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب مثل البروبرانولول ( الإندرال )، وأقراص منع الحمل.