الحقن داخل القراب

من موسوعة العلوم العربية
(بالتحويل من حقن داخل القراب)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الحقن داخل القراب Intrathecal يعاني كثيرٌ من الناس من آلام في الظهر والساقين بسبب مشاكل في العمود الفقري. ويُمكن أن يكونَ الحَقنُ داخل القِراب فعَّالاً في تخفيف هذا النوع من الألم. إذا أوصى الطبيبُ بإجراء حقنة داخل القِراب، فإنَّ الأمر يتطلَّب موافقة المريض أيضاً. تصل الأعصابُ بين الدماغ وباقي الجسم عبر العمود الفقري. إنَّ الضغط على الأعصاب بفعل عظم أو رباط أو فتق يُمكن أن يسبِّب الألم. تُعطى حقنةٌ من المورفين داخل القِراب للحدِّ من الألم الذي تنقله الأعصاب إلى الدماغ؛ وهذا ما يُؤدِّي إلى نقص عام في الإحساس بالألم. وفي هذا الإجراء، تُستخدم إبرةٌ طويلة لإيصال الدواء إلى المنطقة التي حول العصب مباشرة. يعطي الطبيبُ مريضَه معلوماتٍ عمَّا يُمكنه وما لا يمكنه فعله بعد هذا الإجراء.

التشريح

يتألَّف العمودُ الفقري من فقرات. والفقراتُ هي عظامٌ صغيرة. يفصل ما بين الفقرات أقراصٌ أقل صلابة، تعمل كوسائد فيما بينها لامتصاص الصدمات وتقليل الاحتكاك. وهذا ما يسمح للعمود الفقري بأن ينحني للأمام والخلف وينثني للجانبين. تمرُّ الأعصاب من الجسم إلى الدماغ عبر العمود الفقري. تنقل الأعصابُ الأحاسيسَ إلى الدماغ، بما فيها أحاسيسُ الألم. إن الضغط على الأعصاب بفعل عظم أو رباط أو فتق يُمكن أن يسبِّب الألم. توجد أعصابُ الظهر في كيس مملوء بالسائل يُسمَّى الكيس القِرابي الذي يمكن مشاهدته في هذا المقطع العرضي من العمود الفقري.

الحَقنُ داخل القِراب

تُستخدم حقنة المورفين داخل القِراب لتخفيف الألم الذي تنقله الأعصاب إلى الدماغ. هذا ما يُسبب نقصاً عاماً في الشعور بالألم. يُحقَن الدواء في السائل الذي تسبح فيه الأعصابُ داخل الكيس القِرابي، وهذا الحيِّز يُسمَّى "الحَيِّز داخل القِراب". يُحقَن الدواءُ بواسطة إبرة. ويكون ذلك بمساعدة التصوير بالأشعَّة السينية أحياناً. في البداية، يُوضَع للمريض قثطارٌ وَريدي لإعطائه أدوية عبر الوريد تساعده على الاسترخاء، ولمعالجة تغيُّرات الضغط الدموي لديه عند الحاجة.

الإجراء

قبل الحَقن، يجري تطهيرُ الجلد، ويُخدَّر موضعياً بحيث لا يشعر المريضُ بالألم نتيجة الحَقن داخل القِراب. بعد دقيقة تقريباً، يجري حَقنُ الدواء داخل القِراب عبر إبرة طويلة حول الأعصاب مباشرة. هذا الإجراء غير مؤلم عادةً، ولكنَّه قد يكون مزعجاً. خلال هذا الجزء من الإجراء، يكون على المريض أن يخبرَ الطبيبُ إذا ما شعر بأيِّ ألم، ولاسَّيما في الساقين. وهذا لأن الألم يعني أنَّ الإبرة لامست أحد الأعصاب. يجري سحبُ الإبرة بعد حقن الأدوية، وبذلك يكون الإجراءُ قد انتهى.

المخاطر والمضاعفات

هذا الإجراء آمن جداً. ولكن هناك بعضُ المخاطر والمضاعفات الممكنة رغم أنَّها نادرة. ويجب أن يعرفها المريض تحسُّباً لحدوثها، لأنَّ معرفتها تسمح له بمساعدة الطبيب على كشفها باكراً.

  • يُمكن أن تتأذَّى الأعصابُ في أثناء هذا الإجراء، لكن هذا أمر نادر للغاية.
  • يُمكن أن يعاني بعضُ المرضى من صُداع شديد بسبب الدخول إلى الكيس القِرابي، وسحب بعض السائل منه. وفي هذه الحالة، يجب إبلاغ الطبيب.
  • يُمكن أن تحدثَ العدوى في حالات نادرة جداً، لذلك، فمن المهم جداً إخبار الطبيب إذا اشتدَّ الألم أو ارتفعت الحرارة.
  • يُمكن أن يتحسَّس المريض بفعل الأدوية التي يجري حقنها. إن الميل إلى النوم، ونقص التنفُّس، والعجز عن تفريغ المثانة، والحكَّة المعمَّمة، والغثيان، والتقيُّؤ، كلها آثارٌ جانبية للدواء المستخدَم.
  • وفي حالاتٍ نادرة جداً، يُمكن أن تحدث تفاعلاتٌ تَحسُّسية تُسبِّب موت المريض. لذلك من المهم جداً إبلاغ الطبيب عن حالات التحسُّس التي سبق أن عانى منها، ولاسيَّما التحسُّس للأدوية. في حالة حدوث آثار جانبية خطيرة، يجب التوقُّف عن إعطاء المزيد من الحقن.
  • يُمكن أن تسبِّب الحُقن نزفاً داخلياً قد يُشكِّل ضغطاً على الأعصاب. وهذا نادر للغاية أيضاً، لكن إذا ظهر لدى المريض وَهَن أو صعوبة في إفراغ المثانة فعليه إبلاغ الطبيب. من المهمِّ جداً أن يجري إبلاغُ الطبيب إذا كان المريض يتناول أيَّ نوع من مُمَيِّعات الدم، مثل الأسبيرين أو الكومادين (الوارفارين)؛ فقد يتوجَّب وقف المُمَيِّع بضعةَ أيَّام لتجنُّب حدوث مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الشلل.
  • على المريض أن يخبر الطبيب إذا شعر بوَهَن لم يكن يشعر به من قبل أو بمشاكل في التبوُّل، أو بأيِّ ألم متزايد أو حُمَّى. وقد يحتاج الأمرُ إلى إدخال المريض إلى المستشفى من أجل مراقبة تنفُّسه وضغطه الدموي بعد الحَقن.
  • يجب أن يحرصَ المريضُ على وجود مرافق معه لكي يعود به إلى المنزل، وذلك بسبب النُّعاس الذي ينتاب المريض بعد الحقن. يمكن استخدامُ الأشعَّة السينية خلال هذا الإجراء. وتعدُّ كمِّية الأشعَّة المستخدمة آمنة، لكنَّها تُعدُّ خطيرة على الأجِنَّة. قد لا تكون الأدويةُ المستخدمة في هذا الإجراء آمنة بالنسبة للحامل، لذلك فإنَّ من المهم أن تتأكَّد المرأةُ من أنَّها غير حامل قبل الخضوع لهذا الإجراء. وعلى المريضة أن تخبر الطبيب مسبقاً إذا كان هناك أيُّ احتمال لوجود ال[[حملي]. على المريض الامتناع عن تناول الكحول، لأنَّ الكحول يزيد في ميل المريض إلى النوم، ويُمكن أن يُثَبِّط التنفُّس لديه.
  • لمَّا كان حقنُ المورفين داخل القِراب يغيِّر في الحالة الذهنية للمريض، فإنَّ على المريض ألاَّ يقود سيَّارة أو درَّاجة هوائية أو أن يتَّخذ قرارات مهمَّة لمدة ثلاثة إلى سبعة أيَّام بعد الإجراء. يجب استشارةُ الطبيب لمعرفة المدة التي يجب فيها الامتناع عن قيادة السيارة.

الخلاصة

الحَقنُ داخل القِراب إجراءٌ آمن جداً، ويُمكن أن يساعد كثيراً على الحدِّ من الألم أو القضاء عليه. ولكن، كما مرَّ معنا، يُمكن أن تحدث بعضُ المضاعفات. ومعرفةُ هذه المضاعفات تساعد المريض والطبيب على كشفها ومعالجتها باكراً إذا حدثت.

المصدر

http://www.kaahe.org/