مكورات عقدية مقيحة

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 08:34، 21 سبتمبر 2017 بواسطة كنان الطرح (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'==تعريف== العِقْديّة المقيِّحة أو المكورة العقدية المقيحة (باللاتينية: Streptococcus pyogenes) هي نوع من...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تعريف

العِقْديّة المقيِّحة أو المكورة العقدية المقيحة (باللاتينية: Streptococcus pyogenes) هي نوع من البكتيريا إيجابية الغرام، لها دور مهم في الأمراض التي تصيب الإنسان. الاصابة بها نادراً ماتحدث، وبالرغم من أنها تتواجد كجزء من فلورا الجلد، لكنها عادة ما تكون مُمرضة،

يمكن أن تتم زراعتها على الأغار الدموي. تحت الظروف المثالية، لها فترة حضانة تترواح من يوم إلى ثلاثة أيام.

التصنيف والتسمية

  • العقديات هي بكتريا مكورة. الأسم مشتق من الكلمة اللاتينية "streptos"، والتي تعني السلسلة الملتوية، لإن هذه الخلايا العقدية تميل للإرتباط ببعضها في هيئة سلاسل، والتي تشبه عقد لؤلؤ عندما يتم فحصها تحت المجهر.
  • تصنف ضمن المجموعة أ من لانسفيلد وتسمى عقديات المجموعةأ(GAS)، لإنها تحمل الأنتجين أ على السطح الخلوي.
  • إصابات المجموعة أ من العقديات يمكن أن تؤدي لحدوث أمراض، والتي غالبا ماتنتج مساحات صغيرة من تحلل دموي من النوع بيتا، وتدمير شامل لكل خلايا الدم الحمراء. لذلك فهي تسمى أيضاً المجموعة أ (المحللة للدم- بيتا) من العقديات (GABHS).
  • هي عقديات موجبة الغرام تظهر سلبية في اختبار الكاتالاز.

الأنماط المصلية

وصفت لانسفيلد التصنيف المصلي للعزلات وفقا للإنتجين السطحي ت. أربع من العشرين نوع للانتجين ت تم التعرف عليها على أنها أهداب، والتي تستخدمها البكتريا كطريقة للالتصاق بخلايا العائل. هناك مايقارب 220 نمط مصلي للبروتين م و حوالي 20 نوع مصلي للبروتين ت والتي تم إكتشافها حتى الان.

الطبيعة الإمراضية للعقديات المقيحة

تعتبر المسببة لكثير من الأمراض البشرية، تتدرج من إصابات جلدية سطحية طفيفة إلى أمراض جهازية تهدد الحياة.

تبدأ العدوى عادة في الحنجرة أو الجلد. أكثر العلامات التي تميزها هو طفح جلدي يشبه الفراولة.

أكثر الأمراض التي تسببها التهاب بلعوم، التهاب الحلق، إصابات جلدية متمركزة (القوباء)، حمرة والتهاب النسيج الخلوي يتميز بتكاثر العقديات المقيحة وإنتشارها في الطبقات العميقة من الجلد.

إن اجتياج وتكاثر العقديات المقيحة في اللفافات (مجموعة من النسيج الضام تقع إما اسفل الجلد أو بشكل غائر) قد يؤدي إلى التهاب اللفافات الناخر، وهي حالة خطيرة تهدد الحياة وتتطلب التدخل الجراحي.

بعض الإصابات بسلالات معينة من العقديات المقيحة يمكن أن يرافقها إطلاق سموم بكتيرية. حيث يرافق إصابات الحنجرة إطلاق سموم تؤدي إلى الحمى القرمزية، بعض السلالات الأخرى ذات السمية قد ينتج عنها متلازمة الصدمة السمية العقدية، والتي تعتبر خطيرة جداً.

العقديات المقيحة يمكن أن تسبب إيضاً متلازمات تلي العدوى بشكل غير متقيح (غير مرتبط مع وجود بكتريا متمركزة و متكاثرة و مكونة للصديد). هذه المضاعفات التي تتولد عن طريق المناعة الذاتية تلي نسبة بسيطة من الاصابات وتشمل:

  • الحمى الروماتيزمية: تتميز بإلتهاب المفاصل مع أو بدون التهاب القلب تلي سلسلة من التهاب الحنجرة العقدي
  • التهاب كبيبات الكلى الحادالتالي للإصابات: التهاب كبيبة الكلية، يمكن أن يتبع التهاب الحنجرة العقدي أو عدوى الجلد.

كلتا الحالتين تظهر بعد عدة أسابيع من العدوى المبدئية للعقديات.

الآلية الإمراضية

العقديات المقيحة لها عدة عوامل تمكنها من الإلتصاق بأنسجة العائل، بالإضافة إلى الإنتشار وإختراق طبقات انسجته وتجنب ردود فعله المناعية.

كذلك يوجد كبسولة بكتيرية تحيط بكل البكتريا قوامها عبارة عن كربوهيدرات وتتألف من حمض الهيالورونيك، حيث تحميها من البلعمة (phagocytosis) بواسطة الخلايا المتعادلة (neutrophils). بالإضافة لذلك، فإن الكبسولة وعدة عوامل تتواجد في الجدار الخلوي مثل بروتين م، حمض الليبتوتشويك، و بروتين ف (SfbI) كلها تسهل إلتصاق البكتريا بأنواع مختلفة من خلايا العائل.

البروتين م يقوم إيضاً بتثبيط عمليات الهضم (opsonization) والتي تتم عن طريق النظام المتمم البديل، يتم التثبيط عن طريق الإرتباط بالخلايا المسؤولة عن تنظيم عمل المتمم في العائل نفسه.

بعض السلالات يتواجد بها البروتين م ولديه قدرة إضافية لمنع الهضم عن طريق الإرتباط مع الفيبرينوجين. ومع ذلك، فإن البروتين م هو أيضا أضعف آليات دفاع الكائن الممرض، حيث أنه يتم إنتاج أجسام مضادة بواسطة الجهاز المناعي ضد البروتين م تجعل البكتريا مستهدفة لحدوث الإبتلاع. البروتين م مميز لكل سلالة، ويمكن أن يتم إستخدامة كوسيلة لتحديد السلالة المسببة للمرض.

المقاومة الدوائية

لاتزال هذه البكتريا شديدة الحساسية ضد البنسيلين. وفي حالة فشل العلاج بالبنسيلين قد يكون ذلك غالبا بسبب إنتاج الكائنات المتعايشة المحلية لإنزيم بيتا لاكتاماز، أو الفشل في الوصول للإنسجة الملائمة من الحنجرة.

بعض السلالات أصبحت تمتلك مقاومة ضد المضادات الحيوية مثل الماكروليدات، التتراسكلينات والكلينداميسين.

التشخيص

1- تؤخذ مسحة من الحنجرة للمختبر لكي يتم فحصها.

2- يتم عمل صبغة جرام لتظهر لنا المكورات موجبة الجرام والتي تتواجد في سلاسل.

3- تتم زراعة الكائن الحي على آغار الدم مع إضافة قرص من المضاد الحيوي باسيتراسين لإظهار مستعمرات تحلل الدم-بيتا ومدى حساسيتها للمضادات الحيوية (منطقة يُثبط فيها النمو حول القرص).

4- تتم زراعتها على آجار لا يحتوي على دم، لإجراء أختبار الكاتالاز والذي يعطي نتيجة سلبية لكل العقديات.

(العقديات المقيحة تكون نتيجتها سالبة لإختباري CAMP و حمض الهيبوريك).

5- للتعرف على الكائن مصلياً (سيرولوجياً) يتم بالكشف عن وجود عديد السكريات الخاص بالمجموعة أ في جدار البكتريا الخلوي بإجراء Phadebact test.

يعتبر إختبار Pyrrolidonyl Arylamidase (PYR) طريقة سريعة تستخدم للتعرف المبدئي على العقديات المحللة للدم من نوع بيتا. GBS تعطي نتيجة سلبية لهذا الإختبار.

العلاج

  • أفضل علاج هو البينسيلين، المدة المثلى اللازمة تكون عشرة أيام على الأقل.
  • أما فيما يخص متلازمة الصدمة السمية ونخر اللفافات، يتم إستخدام جرعات أعلى من البينيسلين.
  • لابد من التدخل الجراحي في حالة نخر اللفافات، لكي يتم إزالة الإنسجة المتضررة وإيقاف إنتشار الإصابة.

لم يتم الإبلاغ عن إي حالات مقاومة للبنيسيلين إلى يومنا هذا، على الرغم من أنه منذ عام 1985، ظهرت عدة تقارير تفيد بحدوث تحمل للبنيسيلين. السبب لفشل معالجة العقديات المقيحة بالبنيسيلين يكون غالباً عدم إلتزام المريض بأخذ الدواء، وأما في حال عجز المضاد عن إحداث التأثير المطلوب رغم التزام المريض به، من الشائع أن يتم بدء دورة علاجية أخرى بإستخدام السيفالوسبورين.

عند المرضى الذين يعانون من حساسية تجاه البنيسيلين، وجد أن كلا من الإريثروميسين، الماكروليدات، والسيفالوسبورين تكون ذات فعالية لديهم لمتابعة العلاج.

الوقاية

أفضل طريقة للوقاية من "البكتريا العقدية المقيحة" تكون عبر نظافة الإيدي الفعالة.

لايوجد حالياَ إي لقاحات متوفرة للحماية ضد عدوى "البكتريا العقدية المقيحة"، رغم أن الأبحاث تجري لتطوير لقاح ضدها.

من الصعوبات التي يتم مواجهتها عند تطوير لقاح ضد هذه البكتريا هي التنوع الكبير في سلالاتها التي تتواجد في البيئة بالإضافة للوقت وعدد الأشخاص الكبير الذي يجب توفرة للقيام بالدراسات الضرورية لفعالية اللقاح وسلامته.