متلازمة العمارة المريضة

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 09:10، 21 أغسطس 2012 بواسطة إدارة الموسوعة 1 (نقاش | مساهمات) (مراجعة واحدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

متلازمة العمارة المريضة


تعريف متلازمة العمارة المريضة و أسباب حدوثها


إن نوعية الهواء المتواجد في المباني المستخدمة أمر في غاية الأهمية حيث تكون وظيفته الاساسية هي إعطاء جو لطيف , مناسب و صحي للمستخدمين حيث أن حدوث أي خلل في هذا الهواء يؤدي إلى إضطراب في المبنى و وظيفته و إضرار في صحة المستخدمين له ويطلق على المباني التي يحدث بها إضطراب يمثل مزيجاً من الأمراض التي ترتبط بمكان عمل الانسان أو مكان اقامته بالمباني المريضة و تتمركز المُسببات الرئيسية لهذا الاضطراب حول

1. عيوب الأجهزة التكنولوجيّة المسؤولة عن التهوية , التبريد أو التسخين (نوعية الهواء في الأماكن المغلقة)
2. التهوية غير الكافية في المبنى
3. إنخفاض معدل الرطوبة
4. زيادة درجات الحرارة أو التغير في درجات الحرارة ما بين الليل و النهار
5. قلة الإنارة و هذا ما قد يسبب وهج لعيون المستخدمين
6. إنخفاض معايير النظافة في بيئة العمل,
7. وجود الأوزون التي تنتجها الطابعات وآلات النسخ
8. العمل مع معدات الشاشة لفترات طويلة من الزمن

و قد نسبت اسباب اخرى مثل للملوثات الناتجة عن إطلاق الغازات من بعض أنواع مواد البناء،و الملوثات البيولوجية , والمركبات العضوية المتطايرة (VOC)،و القوالب, الغازات التي تصدر عن بعض الآلات المكتبية والمواد الكيميائية الصناعية الخفيفة المستخدمة في الداخل و أيضا قد تكون الاسباب من الغازات التي تُطلقها المواد البنائيّة بحيث تكون مُخزنة فيها ,أو المُركبات العضوية المُتطايرة,أو حبوب اللقاح أو العفن او عوادم السيارات اي بإختصار ان جودة و نوعية الهواء المتواجد في هذا المبنى هو المسؤول عن هذه المشكلة قفد تم انقلاب واضح في مُعدل تبادل الهواء النقي مع الهواء الخارجي .

و ان هذه المشاكل نتجت بسبب تشغيل المبنى بطرية غير صحيحة لا يتفق مع تصميمها الأصلي أو إجراءات التشغيل المقررة او القيام بنشاطات من قبل المستخدمين غير المسموح بها في هذا المكان الفراغي

علما بان هذه المشكلة منذ عام 1970و قد حاول الباحثين تحديد أسبابها بشكل أساسي إلا أنه لم يتم التعرف إلى على ما ذكر في الاعلى وإن هذه المشكلة قد تكون مرتبطة في غرفة واحدة من المبنى أو متواجدة في كامل المبنى أو قد تكون حالة مؤقتة او مشكلة طويلة الامد

و أصدرت منظمة الصحة العالمية أن 30% من المباني المتواجدة حالياً تعاني من هذه المتلازمة .
و قامت أيضا الجمعية الأميركية لمهندسي التدفئة والتبريد وتكييف الهواء ASHRE)) مؤخرا نظام التهوية الخاص بهذه المباني لتوفير مستوى لا يقل عن 15 CFM من الهواء الخارجي) للشخص الواحد (20 CFM / الشخص في المساحات المكتبية

الأعراض او المؤشرات على موجود إضطراب في المبنى


إن المتواجدين و المستخدمين للمبنى يشكون من :
1.الصداع
2.إلتهاب العين والأنف والحنجرة أو تهيج
3. السعال الجاف و جفاف الجلد أو الحكة
4.الدوخة والغثيان
5.صعوبة في التركيز، والتعب
6.وحساسية للروائح,و ضيق الصدر والحمى والرعشة
7.أوجاع العضلات, والحرق في القصبة الهوائية
8.و في بعض الحالات قد يحدث سرطان,أو التعب المزمن في الجهاز العصبي المركزي.
9.الاكتئاب, تساقط الشعر, و خفقان القلب
10.نزيف في الأنف ,زيادة الوزن

و قد يحدث أضرار أكبر من المذكورة اعلاه مثل السموم الفطرية التي ثؤثر كل جهاز في جسم الإنسان في ذلك الدماغ والغدة الدرقية والقلب والبنكرياس والكلى والكبد.و قد تؤدي في النهاية إلى أمراض تهدد الحياة أو حدوث شلل.

و احيانا قد تنتج هذه الأعراض من ضغوط العمل أو عدم الرضا عن طبيعة العمل و قد تؤثر على العاملين في المبنى و لكن يبقى جودة و كمية الهواء المتواجد في الفراغ السبب الرئيسي لهذه المشاكل ،حيث يجب ان تكون جودته صالحة للمتواجدين في المبنى و كميته و ايضاً طريقة توزيعه في المبنى

ويُعد مُفتاح التعرف على هذه المُتلازمة زيادة تكرار التعرض للمرض وفي فترة زمنية قصيرة ومُتقاربة ومعظم المشتكين من هذه الاعراض يشفون بعد فترة وجيزة من مغادرة المبنى.

وفي بعض الحالات، لا سيما في الأفراد شديدة الحساسة، ويمكن أن يكون هناك آثار صحية على المدى الطويل اي تبقى العديد من الاثار وخاصةً تلك المُتعلقة بالتسمم العصبي او التحسس حتى بعد مُغادرة المكان المُسبب للمرض.

ولكن بسبب الزيارة اليومية المتكررة للمبنى المريض قد يحدث بعد فترة طويلة إنتقال التلوث إلى بيت المستخدم او سيارته لهذا ينصح بتغير الملابس و الاستحمام فورا بعد العودة من المبنى


طرق التقليل من هذه المشكلة و الأعراض التي تسببها


كشفت الدراسات والابحاث عن العديد من الطرق التي من شأنها ان تُقلل من احتمالية الاصابة بمثل هذا الاضطراب مثل

1. ازالة مصدر التلوث ,أو الحد منه
2. فرض القيود على( سلوك التدخين و استخدام طلاء الجدران)
3. استخدام المواد الللاصقة والمُذيبة والمُبيدات في مساحة جيدة التهوية ويُفضل أن لا تكون مأهولة بالسُكان
4. إزالة العفن والطحالب التي قد تتراكم بسبب وجود رطوبة في أماكن معينة من المبنى مثل الأسقف و البلاط و السجاد والمواد المنصهرة و المتبخر و التي قد تنتج من الطاقة التي يستهلكها المبنى , حيث يجب العمل على استبدال بلاط السقف بالماء الملون والسجاد.
5. كما يجب زيادة عملية التهوية لتصل الى 8.4 تبادل هوائي/24 ساعة, فهذه الوسيلة فعالة جدا و غير مكلفة و الالتزام بصيانة أنظمة التكيف بشكل دوري منتظم و ان يكون تصميم وحدات التبريد و التسخين hvac system بالمعايير المطلوبة و التأكد دائما من نظافة المكان و العمل على التأكد من أن يتم استخدام مواد التنظيف بشكل صحيح وتخزينها بشكل صحيح.

6. العمل على تنظيف الهواء هي وسيلة لديها قيود معينة و لكنها مفيدة حيث انها تتم عن طريق استحدام مرشحات هواء حيث تعمل هذه المرشحات على التقاط الملوثات ليس بالكامل و لكن بكمية تبرز الفرق بإستخدامها عن عدم وجودها في المكان .

7. أيضا العمل على وجود لجنة تعنى بدراسات و جداول للمبنى و فراغاته و وضع تواريخ الشكاوي و تحديد الأفراد المشتكين و تثبيت المعلومات المأخوذة منهم و تقوم هذه اللجنة أيضأ بجولات و عمليات فحص في المبنى و عملهم يتم عن طريق حدوث شكوى لديهم ثم دراستها و وضع فرضيات و إختبارات لهذه المشكلة ثم عملية الإختبار الأولي حيث يتم الكشف عن المشكلة و زيارة موقعها و المعاينة و تقيمها و تثبيتها في السجلات و القيام بحلها مباشرة

و تتم عماية المعاينة عن طريق أخذ عينة للهواء من الغرفة المعنية في المشكلة و القيام بقياسات مثل درجة الحرارة , الرطوبة النسبية ,وفرة ثاني أكسيد الكربون,و سرعة الهواء و بعدها يتم تحديد تركيز الملوثات في العينة و التأكد من أنها تتجاوز أو لا تتجاوز المعايير المطلوبة
ثم العمل على إيجاد الحل المناسب حيث يتم إختيار طريقة المعاجة نسبة إلى السبب المؤدي إلى المشكلة و إلى مكان وجود المشكلة في المبنى التثقيف والاتصال من خلال وضع برامج و جداول لإدارة الصيانة و إدارة المشاكل التي قد تحدث في هذه المباني للسيطرة عليها بشكل فعال و الحد منها إذا بقيت تتضاعف و تظهر أعراض المرض على المبنى و المستخدمين سوف تكون هناك حاجة إلى تحقيق مزيد من التفاصيل. ويمكن أن يتم ذلك من خلال خدمات بناء أو مهندس استشاري آخر مؤهل

إختلاف الجنس و اثره على المستخدمين المتواجدين في المباني التي تعاني من المتلازمة المرضية


قد يكون هناك فرق بين الجنسين في الإبلاغ عن معدلات المتلازمة في المباني المريضة حيث أن المرأة تميل إلى ظهورالأعراض عليها أكثر من الرجال.
مع أنه هناك دراسات وجدوال تشير إلى أن المرأة لديها نظام أكثر استجابة للمناعة،
ولكن المرأة تكون أكثر عرضة للعوامل البيئية في الأماكن المغلقة، لأن لديهن ميل للأعمال المكتبية حيث يتعرضون لمعدات جلوس في المكاتب و استخدام مواد فريدة من نوعها لفترات طويلة على سبيل المثال: آلات المخططات ,في حين أن معظم الرجال لديهم وظائف مقرها خارج المكاتب.

إن هذه الظاهرة (المباني المريضة) ليس من الضروري أن تكون أماكن العمل أو المكاتب فقط فهي قد تحدث في بيئات مختلفة للمباني مثل
1.المدارس 2. المكتبات 3. المتاحف.

نصائح إلى العاملين في المباني المريضة


إذا كنت تعتقد أن بيئة العمل مريضة قم بالتحدث إلى زملائك للتأكد ما إذا كانوا مصابيين بمثل هذه الأعراض ثم إبلاغ صاحب العمل عن المشكلة لأنها من واجبه العمل على حلها و توفير خدمات صحية كاملة في المبنى حتى وجود طبيب دائم للموظفين

نهج العمارة المستدامة (الخضراء) في حل هذه الظاهرة


لحسن الحظ، علاج متلازمة المباني المريضة موجود و متوفر الآن فقد ظهرت مفاهيم جديدة في العمارة مثل العمارة المستدامة أو العمارة الخضراء التي تجد أفضل الحلول الفعالة لحل هذه المشكلة حتى أنها غير مكلفة .
حيث تهدف مُخططات الأبنية الخضراء إلى ابتكار الهياكل واستخدام العمليات التي من شأنها الحفاظ على البيئة واستخدام الموارد بشكل فعال طيلة دورة حياة البناء بدءاً من التخطيط , الانشاء , التنفيذ على أرض الواقع وما يتبعها لاحقاً من اعمال صيانة .

من هذه المفاهيم التي تنص عليها العمارة المستدامة و المساهمة في حل المشكلة هي

1.الإضاءة الطبيعية وتحسن ونظم إدارة الضوء في المبنى

2.تحسين الإدارة البيئية

3.تحليل شامل للاحتياجات البيئية في التقسيمات الداخلية للمباني

4.استخدام للموارد الطبيعية، ومواد البناء المستدامة و عدم استخدام المواد الصناعية السامة

5.الكفاءة في استخدام الطاقة لتكييف الهواء بما في ذلك وضع ضوابط حساسية للرطوبةو درجات حرارة


وكان هذا النهج الجديد نقلة نوعية، وعكس المفاهيم على نحو فعال للمباني القديمة لتصبح المباني مستدامة و ذات بيئة داخلية صحية إن توافر هذه المفاهيم في الفراغ المعماري كالإضاءة الطبيعية توفر تأثير صحي لإزالة السموم من مساحة العمل بشكل كبير و تكون جودة هذه الإضاءة الطبيعية في القضاء على العفن و الجراثيم و توفير بيئة صحية أفضل بكثير من توفير هذه البيئة الصحية عن طريق المواد التجارية مثل استخدام نوع سجاد معين أو دهانات معينة لإنها أيضأ تعمل على توفير الأموال و الطاقة المستهلكة في المبنى و عملية التهوية تؤدي إلى توفير بيئة محسنة و صحية لمستحدمين المبنى بدرجة عالية


References

  • Martín-Gil J, Yanguas MC, San José JF, Rey-Martínez and Martín-Gil FJ. "Outcomes of research into a sick hospital". Hospital Management International, 1997, pp 80–82. Sterling Publications Limited.

{https://en.wikipedia.org/wiki/Sick_building_syndrome
https://www.epa.gov/iaq/pdfs/sick_building_factsheet.pdf
http://downloads.nsc.org/pdf/factsheets/Sick_Building_Syndrome.pdf


Further reading