الفرق بين المراجعتين لصفحة: «كيمياء فلكية»

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط (١ مراجعة: كيمياء)
 
ط (مراجعة واحدة)
 
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر 1: سطر 1:
'''الكيمياء الفلكية''' هي دراسة [[عنصر كيميائي|العناصر الكيميائية]] الموجودة في الفضاء الخارجي وتشكيلها والتفاعلات بينها. وتشير الكيمياء الفلكية إلى دراسة كيمياء كلا [[النظام الشمسي]] و[[الوسط البين-نجمي]]. والعلم الذي يدرس كيمياء أجرام النظام الشمسي (مثل [[المذنبات]] و[[النيازك]]) يُسمى '''[[الكيمياء الكونية]]'''. بينما الذي يدرس تفاعلات [[الذرات]] و[[الجزيئات]] في الوسط البينجمي يدعى '''[[الفيزياء الفلكية الجزيئية]]'''. لسنوات عديدة كان الفلكيون يملكون معرفة ضئيلة بتركيب الوسط البينجمي، فعلم الفلك البصري لم يُظهر إلا [[النجوم]] و[[المجرات]] و[[السدم]]. بينما كان الوسط البينجمي يظهر مظلماً تماماً، كأنه لا يوجد شيء فيه. لكن مع ظهور علم الفلك الراديوي في الخمسينيات والستينيات جاءت اكتشافات مذهلة. فقد أظهرت الأرصاد [[خط طيفي|خطوطاً طيفية]] للهيدروجين ذات طول يبلغ 23 سنتيمتراً، والتي تدل على وجود كميات كبيرة من [[الهيدروجين]] في الوسط البينجمي. وقد اكتشفت العديد من العناصر الأخرى في الوسط البينجمي بعد اكتشاف الهيدروجين، وبعضها لا توجد على الأرض.  
[[ملف:OrionnebelWÄCHTER.jpg|thumb| left|270px |[[حزام الجبار]] في [[سديم الجبار]] ، وفيه تنشأ نجوما جديدة من عناصر كيميائية متناثرة في الفضاء.]]
والتركيب الكيميائي والذري وولادة وتطور ونهاية [[السحب الجزيئية]] هو ذو أهمية خاصة في الكيمياء الفلكية، لأن [[النجوم]] و[[الأنظمة الكوكبية]] تولد من هذه السحب.
 
'''الكيمياء الفلكية''' هي دراسة [[عنصر كيميائي|العناصر الكيميائية]] الموجودة في الفضاء الخارجي وتشكيلها والتفاعلات بينها. وتشير الكيمياء الفلكية إلى دراسة كيمياء كلا [[النظام الشمسي]] و[[الوسط البين-نجمي]]. والعلم الذي يدرس كيمياء أجرام النظام الشمسي (مثل [[المذنبات]] و[[النيازك]]) يُسمى [[الكيمياء الكونية]]. بينما الذي يدرس تفاعلات [[الذرات]] و[[الجزيئات]] في الوسط البينجمي يدعى [[الفيزياء الفلكية الذرية والجزيئية|الفيزياء الفلكية الجزيئية]]. لسنوات عديدة كان الفلكيون على معرفة ضئيلة عن تركيب الوسط البينجمي، فعلم الفلك البصري لم يُظهر إلا [[النجوم]] و[[المجرات]] و[[السدم]]، بينما كان الوسط البينجمي يظهر مظلماً تماماً، كأنه لا يوجد شيء فيه. لكن مع ظهور علم الفلك الراديوي في الخمسينيات والستينيات جاءت اكتشافات مذهلة. فقد أظهرت الأرصاد [[طيف|خطوطاً طيفية]] للهيدروجين ذات طول يبلغ 23 سنتيمتراً، والتي تدل على وجود كميات كبيرة من [[الهيدروجين]] في الوسط البينجمي. وقد اكتشفت العديد من العناصر الأخرى في الوسط البينجمي بعد اكتشاف الهيدروجين ولكن بنسب فليلة نادرة. والتركيب الكيميائي والذري في  [[السحب الجزيئية]] يلعب دورا أساسيا في تكوين النجوم والكواكب  وتطورها لأن [[النجوم]] و[[الأنظمة الكوكبية]] تولد من هذه السحب.


== المطيافية ==
== المطيافية ==


[[ملف:Light dispersion conceptual waves.gif|تصغير|انكسار الضوء الذي يُستخدم في المطيافية، والتي لها أهمية كبيرة في الكيمياء الفلكية.]]
[[ملف:Light dispersion conceptual waves.gif|تصغير|انكسار الضوء الذي يُستخدم في المطيافية، والتي لها أهمية كبيرة في الكيمياء الفلكية، فكل طيف يختص [[عنصر كيميائي|بعنصر كيميائي]] أو مركب  معين .]]


أحد الأجزاء الهامة من الكيمياء الفلكية هو [[المطيافية]]، حيث تستخدم التلسكوبات لقياس امتصاص وابتعاث الضوء من الذرات والجزيئات في أماكن مختلفة. وبمقارنة الأرصاد الفلكية مع قياسات المختبر يُمكن للعلماء معرفة التركيب الكيميائي وحرارة الأجرام السماوية والوسط البينجمي. وهذا مُمكن بسبب أن كلاًّ من الأيونات والذرات والجزيئات تملك أطيافاً مميّزة. أو بالأحرى "بصمة طيفية"، فعندما ينكسر ضوء جرم إلى الألوان المكوّنة له يتكون شيء شبيه ب[[قوس قزح]]. وهذا يسمى بـ"[[الطيف]]"، تمتص مواد مختلفة الضوء بأطوال موجيّة مختلفة، وحين يُوجّه الضوء على هذه المواد تظهر خطوط مظلمة (تسمى "خطوط الامتصاص") حيث المادة امتصت بعض الأطوال الموجية ممّا يجعل طيف الجرم غير كامل. وكل عنصر أو مركب يملك شكلاً طيفياً خاصاً، وبتحليل "البصمة" الطيفية الكاملة لجرم ما يُمكن للفلكيين أن يحددوا ممّا يتركّب.
أحد الأجزاء الهامة من الكيمياء الفلكية هو [[المطيافية]]، حيث تستخدم التلسكوبات لقياس امتصاص وابتعاث الضوء من الذرات والجزيئات في أماكن مختلفة. وبمقارنة الأرصاد الفلكية مع قياسات المختبر يُمكن للعلماء معرفة التركيب الكيميائي وحرارة الأجرام السماوية والوسط البينجمي. وهذا مُمكن بسبب أن كلاًّ من الأيونات والذرات والجزيئات تملك أطيافاً مميّزة. أو بالأحرى "بصمة طيفية"، فعندما ينكسر ضوء جرم إلى الألوان المكوّنة له يتكون شيء شبيه ب[[قوس قزح]]. وهذا يسمى بـ"[[الطيف]]"، تمتص مواد مختلفة الضوء بأطوال موجيّة مختلفة، وحين يُوجّه الضوء على هذه المواد تظهر خطوط مظلمة (تسمى "خطوط الامتصاص") حيث المادة امتصت بعض الأطوال الموجية ممّا يجعل طيف الجرم غير كامل. وكل عنصر أو مركب يملك شكلاً طيفياً خاصاً، وبتحليل "البصمة" الطيفية الكاملة لجرم ما يُمكن للفلكيين أن يحددوا ممّا يتركّب.
== نشأة العناصر الكيميائية ==
[[ملف:EtaCarinae-HST-1995-09.jpg|thumb |left|300px|تنشأ في النجوم الكبيرة عناصرا ثقيلة مثل [[الحديد]] عند تقدمها في العمر ، ثم تنفجر في هيئة [[مستعر أعظم]] فتنشأ العناصر الأثقل فالأثقل . هنا مستعر [[إيتا القاعدة]].]]
[[ملف:ESO-Eta Carinae-phot-17a-08-normal.jpg|thumb|300px|إيتا كارينا ([[إيتا القاعدة]]) العملاق المتغير ، صورة للأشعة تحت الحمراء بواسطة [[التلسكوب العظيم]] الموجود في [[شيلي]]، الصورة معارة من [[إيسا]]. حدث الانفجار قبل نحو 130 عام .]]
توصف نشأة [[نواة الذرة|الأنوية الذرية]] والعناصر الكيميائية  بالتفصيل في مقالة "[[تخليق نووي]]". وبناءا عليها نشأ غازي [[الهيدروجين]] و [[الهيليوم ]] بعد [[الانفجار العظيم]]  مباشرة. أما باقي العناصر ذات كتل ذرية أثقل من الهيدروجين والهيليوم فقد نشأت "طـُبخت"  في قلب [[نجم|النجوم ]] حيث الحرارة العالية التي تفوق 14 مليون [[درجة مئوية]] وأحيانا تصل إلى مليارات درجة مئوية بحسب [[كتلة]] النجم . في النجوم تتكون العناصر الأثقل من الهيدروجين والهيليوم عن طريق [[اندماج نووي|اندماجها النووي]] وتتكون العناصر منها [[الليثيوم ]] (العدد الذري 3) و [[الكربون ]] (العدد الذري 6) و [[النيتروجين]] (وعدده الذري 7) و [[الأكسجين]] (عدده الذري 8) و [[الصوديوم]] (العدد الذري 11) وهكذا حتى [[الحديد ]] وعدده الذري 26.  أما العناصر الأثقل من ذلك فهي تتكون خلال انفجار النجوم فيما يسمى [[مستعر أعظم|مستعرات عظمى ]].
عندما تقترب نهاية عمر نجم كبير تنفجر وتبعثر كميات هائلة من العناصر الثقيلة في الفضاء . وقد حدث مثلا انفجار المستعر الأعظم SN 2006gy - وتبلغ كتلته نحو 150 [[كتلة شمسية]] - في المجرة NGC 1260 ، نتج عنه نحو 20 كتلة شمسية من [[النيكل]] . ومن حسن الحظ أن هذا الانفدار حدث بعيدا عنا ، فهو يبعد عنا نحو 240 مليون [[سنة ضوئية]] . وإذا حدث مثل هذا الانفجار في نجم قريب نسبيا منا مثل [[إيتا القاعدة |إيتا كارينا ]] وقد حدث فيه انفجار ابتدائي بالفعل منذ نحو 130 سنة ، وهو يبعد عنا نحو 7500 سنة ضوئية لكان ضوؤه واضحا في عز النهار ، وقد يكون لها تاثيرا مميتا على الأرض.
تفسير وجود كل العناصر على الأرض وفي [[الشمس]] و [[المجموعة الشمسية]] بصفة عامة هو أنها نشأت على أشلاء [[مستعر أعظم ]] أو مستعرات عظمي لجيل النجوم الأول أو الثاني بعد الانفجار العظيم . فيقدر عمر المجموعة الشمسية بنحو 5و4 مليار سنة حتى الآن ، وحدث الانفجار العظيم منذ نحو 7و14 مليار سنة ، أي أن المجموعة الشمسية تكون بذلك من ضمن الجيل الثاني أو الثالث للنجوم بعد أول نجوم تكونت بعد الانفجار العظيم .
==نسب العناصر على الأرض==
[[ملف:Element haeufigkeit.png|left|  thumb |350px |نسب العناصر على الأرض : المحور الأفقي يمثل العدد الذري والمحور الرأسي بجزء واحد في المليون ppm.]]
تختلف نسب العناصر على الأرض عن تلك التي نجدها في [[نيزك|النيازك]] أو في عن مكونات العناصر الموجودة في [[كوكب|الكواكب]] البعيدة أو في الكون بصفة عامة . فإذا نظرنا إلى القشرة الأرضية نجدها غنية بعناصر مرتبطة [[الأكسجين|بالأكسجين]] وتبلغ نسبتها الوزنية نحو 49 % . يأتي بعدها  السيليكون (Si, %25,7 ),  و[[الألمونيوم ]] (Al %7,5 ) و [[الحديد]] (Fe %4,7 ), و [[الكالسيوم]] (Ca %3,4 ), و [[الصوديوم]] (Na 2,6 %), و [[البوتاسيوم ]] (K %2,4 ), و [[المغنسيوم]]  (Mg %1,9 ), و [[الهيدروجين ]] (H %0,9 ) و [[تيتان|التيتان]] . (Ti %0,6 ). وأما باقي العناصر فهي لا تشكل سوي 2و0 % من مادة الأرض.
وإدا نظرنا إلى الكرة الأرضية ككل بما فيها قلبها الثقيل لوجدنا توزيع آخر للعناصر . فمعظم العناصر الموجودة في الأرض ككل هو [[الحديد]]  (Fe, 35 %) و [[الأكسجين ]] (30 %),و [[السيليكون]] (15 %) و  [[المغنسيوم ]] (13 %), ويأتي بعدها  [[النيكل]], [[الكبريت]], [[الكالسيوم]], [[الألمونيوم]] والآخرون أقل من 3%.
وسبب قلة وجود الهيدروجين و الهيليوم في جو الأرض هو فرارهما من [[جاذبية الأرض]] ، وتسربهما إلى أعماق الفضاء . ولكنهما الغازان الذي تتكون منها [[الشمس ]] ، ويمدون الشمس بطاقتهم المتولدة من [[اندماج نووي|أندماجهم النووي]].


== المراجع ==
== المراجع ==
سطر 12: سطر 33:
[http://archive.ncsa.illinois.edu/Cyberia/Bima/astrochem.html الكيمياء الفلكية]
[http://archive.ncsa.illinois.edu/Cyberia/Bima/astrochem.html الكيمياء الفلكية]


{{قوالب متعددة|بذرة كيمياء|بذرة فلك}}
== اقرأ أيضاً ==
*[[تخليق العناصر]]
*[[اندماج نووي]]
*[[أبراج التخليق]]


[[تصنيف:كيمياء]]
[[تصنيف:كيمياء]]
[[تصنيف:كيمياء فلكية|كيمياء فلكية]]
[[تصنيف:كيمياء فلكية| ]]
 
[[de:Kosmochemie]]
[[en:Astrochemistry]]
[[es:Astroquímica]]
[[fr:Astrochimie]]
[[id:Astrokimia]]
[[it:Astrochimica]]
[[lmo:Astruchimica]]
[[ja:宇宙化学]]
[[pl:Astrochemia]]
[[sr:Астрохемија]]
[[fi:Astrokemia]]
[[th:เคมีดาราศาสตร์]]

المراجعة الحالية بتاريخ 14:15، 16 سبتمبر 2013

حزام الجبار في سديم الجبار ، وفيه تنشأ نجوما جديدة من عناصر كيميائية متناثرة في الفضاء.

الكيمياء الفلكية هي دراسة العناصر الكيميائية الموجودة في الفضاء الخارجي وتشكيلها والتفاعلات بينها. وتشير الكيمياء الفلكية إلى دراسة كيمياء كلا النظام الشمسي والوسط البين-نجمي. والعلم الذي يدرس كيمياء أجرام النظام الشمسي (مثل المذنبات والنيازك) يُسمى الكيمياء الكونية. بينما الذي يدرس تفاعلات الذرات والجزيئات في الوسط البينجمي يدعى الفيزياء الفلكية الجزيئية. لسنوات عديدة كان الفلكيون على معرفة ضئيلة عن تركيب الوسط البينجمي، فعلم الفلك البصري لم يُظهر إلا النجوم والمجرات والسدم، بينما كان الوسط البينجمي يظهر مظلماً تماماً، كأنه لا يوجد شيء فيه. لكن مع ظهور علم الفلك الراديوي في الخمسينيات والستينيات جاءت اكتشافات مذهلة. فقد أظهرت الأرصاد خطوطاً طيفية للهيدروجين ذات طول يبلغ 23 سنتيمتراً، والتي تدل على وجود كميات كبيرة من الهيدروجين في الوسط البينجمي. وقد اكتشفت العديد من العناصر الأخرى في الوسط البينجمي بعد اكتشاف الهيدروجين ولكن بنسب فليلة نادرة. والتركيب الكيميائي والذري في السحب الجزيئية يلعب دورا أساسيا في تكوين النجوم والكواكب وتطورها لأن النجوم والأنظمة الكوكبية تولد من هذه السحب.

المطيافية

انكسار الضوء الذي يُستخدم في المطيافية، والتي لها أهمية كبيرة في الكيمياء الفلكية، فكل طيف يختص بعنصر كيميائي أو مركب معين .

أحد الأجزاء الهامة من الكيمياء الفلكية هو المطيافية، حيث تستخدم التلسكوبات لقياس امتصاص وابتعاث الضوء من الذرات والجزيئات في أماكن مختلفة. وبمقارنة الأرصاد الفلكية مع قياسات المختبر يُمكن للعلماء معرفة التركيب الكيميائي وحرارة الأجرام السماوية والوسط البينجمي. وهذا مُمكن بسبب أن كلاًّ من الأيونات والذرات والجزيئات تملك أطيافاً مميّزة. أو بالأحرى "بصمة طيفية"، فعندما ينكسر ضوء جرم إلى الألوان المكوّنة له يتكون شيء شبيه بقوس قزح. وهذا يسمى بـ"الطيف"، تمتص مواد مختلفة الضوء بأطوال موجيّة مختلفة، وحين يُوجّه الضوء على هذه المواد تظهر خطوط مظلمة (تسمى "خطوط الامتصاص") حيث المادة امتصت بعض الأطوال الموجية ممّا يجعل طيف الجرم غير كامل. وكل عنصر أو مركب يملك شكلاً طيفياً خاصاً، وبتحليل "البصمة" الطيفية الكاملة لجرم ما يُمكن للفلكيين أن يحددوا ممّا يتركّب.

نشأة العناصر الكيميائية

تنشأ في النجوم الكبيرة عناصرا ثقيلة مثل الحديد عند تقدمها في العمر ، ثم تنفجر في هيئة مستعر أعظم فتنشأ العناصر الأثقل فالأثقل . هنا مستعر إيتا القاعدة.
إيتا كارينا (إيتا القاعدة) العملاق المتغير ، صورة للأشعة تحت الحمراء بواسطة التلسكوب العظيم الموجود في شيلي، الصورة معارة من إيسا. حدث الانفجار قبل نحو 130 عام .

توصف نشأة الأنوية الذرية والعناصر الكيميائية بالتفصيل في مقالة "تخليق نووي". وبناءا عليها نشأ غازي الهيدروجين و الهيليوم بعد الانفجار العظيم مباشرة. أما باقي العناصر ذات كتل ذرية أثقل من الهيدروجين والهيليوم فقد نشأت "طـُبخت" في قلب النجوم حيث الحرارة العالية التي تفوق 14 مليون درجة مئوية وأحيانا تصل إلى مليارات درجة مئوية بحسب كتلة النجم . في النجوم تتكون العناصر الأثقل من الهيدروجين والهيليوم عن طريق اندماجها النووي وتتكون العناصر منها الليثيوم (العدد الذري 3) و الكربون (العدد الذري 6) و النيتروجين (وعدده الذري 7) و الأكسجين (عدده الذري 8) و الصوديوم (العدد الذري 11) وهكذا حتى الحديد وعدده الذري 26. أما العناصر الأثقل من ذلك فهي تتكون خلال انفجار النجوم فيما يسمى مستعرات عظمى .

عندما تقترب نهاية عمر نجم كبير تنفجر وتبعثر كميات هائلة من العناصر الثقيلة في الفضاء . وقد حدث مثلا انفجار المستعر الأعظم SN 2006gy - وتبلغ كتلته نحو 150 كتلة شمسية - في المجرة NGC 1260 ، نتج عنه نحو 20 كتلة شمسية من النيكل . ومن حسن الحظ أن هذا الانفدار حدث بعيدا عنا ، فهو يبعد عنا نحو 240 مليون سنة ضوئية . وإذا حدث مثل هذا الانفجار في نجم قريب نسبيا منا مثل إيتا كارينا وقد حدث فيه انفجار ابتدائي بالفعل منذ نحو 130 سنة ، وهو يبعد عنا نحو 7500 سنة ضوئية لكان ضوؤه واضحا في عز النهار ، وقد يكون لها تاثيرا مميتا على الأرض.

تفسير وجود كل العناصر على الأرض وفي الشمس و المجموعة الشمسية بصفة عامة هو أنها نشأت على أشلاء مستعر أعظم أو مستعرات عظمي لجيل النجوم الأول أو الثاني بعد الانفجار العظيم . فيقدر عمر المجموعة الشمسية بنحو 5و4 مليار سنة حتى الآن ، وحدث الانفجار العظيم منذ نحو 7و14 مليار سنة ، أي أن المجموعة الشمسية تكون بذلك من ضمن الجيل الثاني أو الثالث للنجوم بعد أول نجوم تكونت بعد الانفجار العظيم .

نسب العناصر على الأرض

نسب العناصر على الأرض : المحور الأفقي يمثل العدد الذري والمحور الرأسي بجزء واحد في المليون ppm.

تختلف نسب العناصر على الأرض عن تلك التي نجدها في النيازك أو في عن مكونات العناصر الموجودة في الكواكب البعيدة أو في الكون بصفة عامة . فإذا نظرنا إلى القشرة الأرضية نجدها غنية بعناصر مرتبطة بالأكسجين وتبلغ نسبتها الوزنية نحو 49 % . يأتي بعدها السيليكون (Si, %25,7 ), والألمونيوم (Al %7,5 ) و الحديد (Fe %4,7 ), و الكالسيوم (Ca %3,4 ), و الصوديوم (Na 2,6 %), و البوتاسيوم (K %2,4 ), و المغنسيوم (Mg %1,9 ), و الهيدروجين (H %0,9 ) و التيتان . (Ti %0,6 ). وأما باقي العناصر فهي لا تشكل سوي 2و0 % من مادة الأرض.

وإدا نظرنا إلى الكرة الأرضية ككل بما فيها قلبها الثقيل لوجدنا توزيع آخر للعناصر . فمعظم العناصر الموجودة في الأرض ككل هو الحديد (Fe, 35 %) و الأكسجين (30 %),و السيليكون (15 %) و المغنسيوم (13 %), ويأتي بعدها النيكل, الكبريت, الكالسيوم, الألمونيوم والآخرون أقل من 3%.

وسبب قلة وجود الهيدروجين و الهيليوم في جو الأرض هو فرارهما من جاذبية الأرض ، وتسربهما إلى أعماق الفضاء . ولكنهما الغازان الذي تتكون منها الشمس ، ويمدون الشمس بطاقتهم المتولدة من أندماجهم النووي.

المراجع

الكيمياء الفلكية

اقرأ أيضاً