قوباء

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 06:08، 8 سبتمبر 2012 بواسطة سلام المجذوب (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''القوباء''' هي إنتانٌ جلدي مُعدِي للغاية، وتصيب الرّضّع والأطفال بشكلٍ رئيسي. وعادةً ما تظهر ...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

القوباء هي إنتانٌ جلدي مُعدِي للغاية، وتصيب الرّضّع والأطفال بشكلٍ رئيسي. وعادةً ما تظهر على شكل تقرّحاتٍ حمراء على الوجه، وخاصّةً حول أنف وفم الطّفل. وبالرّغم من أنّها عادةً ما تحدث لدى دخول البكتيريا إلى الجلد عبر الجّروح أو لدغ الحشرات، إلا أنّها قد تظهر أيضاً في الجلد السّليم. نادراً ما تكون القوباء حالةً خطيرة، وعادةً ما تختفي من تلقاء نفسها في غضون أسبوعين أو ثلاثة. إلا أنّ الطّبيب قد ينصح بعلاج القوباء بمضاد حيوي على شكل مرهم أو مضاد حيوي فموي؛ وذلك لأنّها تؤدّي أحياناً إلى بعض المضاعفات. وعادةً ما يعود الطّفل إلى المدرسة أو إلى دار رعاية الأطفال عندما لا تعود حالته مُعدِية، وغالباً ما يكون ذلك بعد 24 ساعة من البدء بالعلاج بالمضادّات الحيويّة.

الأعراض

تتضمّن أعراض وعلامات القوباء ما يلي:

  • تقرّحات حمراء تتمزّق بسرعة، وتنزّ لبضعة أيّامٍ ومن تمّ تتشكّل عليها قشرة بنيّة مصفرّة
  • الحكّة
  • بثور غير مؤلمة مليئة بالسّائل
  • في الحالة الأشدّ خطورة، تكون التّقرّحات مؤلمة ومملوءة بالسّائل أو القيح، والتي تتحوّل إلى قروح عميقة

أنواعها

أمّا أنواع القوباء فهي تتضمّن ما يلي:

القوباء السّارية

تُعَدّ القوباء السّارية أكثر أنواع القوباء شيوعاً، وهي تبدأ عادةً كتقرّحٍ أحمر على وجه الطّفل، وغالباً ما تظهر حول الأنف والفم. ويتمزّق التّقرّح بسرعة لينُزّ إمّا سائلاً أو قيحاً، والذي يشكّل قشرةً بلون العسل. وتختفي القشرة في النّهاية لتترك علامةً حمراء تُشفى دون أن تترك ندوباً. وقد تكون التقرحات مثيرةً للحكاك إلا أنّها غير مؤلمة. ولا يعاني الطّفل من الحمّى في هذا النّوع من القوباء، إلا أنّ العُقد اللّمفيّة قد تنتفخ في المنطقة المصابة. وقد تنتشر العدوى إلى مناطق أُخرى من الجّسم بمجرّد لمس التّقرّحات أو حكّها، وذلك لأنّها مُعدِيةٌ للغاية.

القوباء الفقاعيّة

ويصيب هذا النّوع في المقام الأوّل الرّضّع والأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن سنتين، وهو يسبّب بثوراً غير مؤلمة ومملوءة بالسّائل، والتي عادةً ما تتوضّع على الجّذع، والذّراعين، والسّاقين. وعادةً ما يكون الجّلد الذي يحيط بالبثور أحمراً ومثيراً للحكّة، إلا أنّه ليس متقرّحاً. وقد تكون البثور التي تتمزّق وتعود للظّهور مرّةً أُخرى بقشرة صّفراء، كبيرةً أو صغيرة، وقد تبقى لمدّةٍ أطول من تقرّحات الأنواع الأُخرى من القوباء.

الإكثيمة

وهي شكلٌ أخطر من أشكال القوباء حيث تخترق الجلد إلى مكانٍ أعمق، إلى الطّبقة الثّانية من الجلد (الأدمة). وتتضمّن أعراض وعلامات هذا النّوع تقرّحات مليئة بالسّائل أو بالقيح والتي تتحوّل إلى تقرّحات عميقة، والتي تظهر عادةً على السّاقين والقدمين. تنفتح القروح وتظهر بقشرةٍ قاسية وسميكة وذات لونٍ أصفر فضّي. وقد تبقى النّدوب بعد أن تشفى القروح. ويمكن أن تسبّب الأكثيمة تورّم العقد اللّمفيّة في المنطقة المصابة.

إذا شكّ المرء بإصابته أو بإصابة طفله بالقوباء فيجب عليه استشارة طبيب العائلة، أو طبيب الأطفال، أو طبيب الجّلديّة. وقد ينصح الطّبيب بخطّةٍ للعلاج بناءً على نوع القوباء وشدّة الإصابة.

الأسباب

هنالك نوعين من البكتيريا التي قد تسبّب الإصابة بالقوباء، العنقوديّة الذّهبيّة (staph) وهي الأكثر شيوعاً، والعُقَديّة المقيّحة (strep). ويمكن أن يعيش كلٌّ من هذين النّوعين من البكتيريا على الجّلد دون أن تسبّبا الأذى حتّى تتمكّن من الدّخول عبر جرحٍ أو إصابةٍ أُخرى وتسبّب الإنتان. عادةً ما تكون القوباء التي تصيب البالغين نتيجةً لإصابةٍ في الجّلد، وغالباً ما يكون ذلك بسبب حالةٍ جلديّةٍ أُخرى كالتهاب الجّلد. أمّا بالنّسبة للأطفال فيصابون بها عن طريق جرحٍ أو خدشٍ أو لدغة حشرةٍ ما، إلا أنّهم قد يصابون بالقوباء أيضاً دون وجود أيّة أذى يمكن ملاحظته على الجّلد.

ويتعرّض المرء إلى البكتيريا التي تسبّب القوباء عندما يصبح على احتكاكٍ مع تقرّحات شخصٍ مصاب أو بأدواتٍ لمسها المصابون، كالملابس، وأغطية السّرير والمناشف وحتّى الألعاب. وعندما يُصاب المرء، فبإمكانه أن ينشر العدوى بسهولة إلى الآخرين. فالبكتيريا العنقوديّة الذّهبيّة تُنتِج السّموم التي تجعل القوباء تنتشر إلى الجّلد القريب. وتقوم السّموم بمهاجمة البروتين الذي يساعد على ربط خلايا البشرة ببعضهم البعض. ويمكن للبكتيريا أن تنتشر بسرعة عندما يلحق الضّرر بهذا البروتين.

المضاعفات

لا تُعتَبر القوباء مرضاً خطيراً، إلا أنّها قد تؤدّي إلى مضاعفات نادرة ولكنّها خطيرة، وتتضمّن ما يلي:

  • التهاب كبيبات الكلى التالي للإنتان بالعقديات (PSGN):

ويحدث هذا الالتهاب الذي يصيب الكلى بعد الإصابة بالعقديّات كالتهاب الحلق أو القوباء. ويحدث ذلك عندما تقوم الأضدّاد التي تتشكّل كنتيجةٍ للإنتان بإلحاق الأذى بالبُنى الصّغيرة (الكبيبات) التي تقوم بتصفية الفضلات في الكلى. وبالرّغم من أنّ معظم المصابين بذلك يتعافون دون وجود أيّ ضررٍ دائم، إلا أنّ التهاب كبيبات الكلى التّالي للإصابة بالعقديّات قد يؤدّي إلى فشل كلوي مزمن. وعادةً ما تظهر أعراض وعلامات هذا المرض بعد أسبوعين تقريباً من الإصابة بالإنتان، وهي تتضمّن تورّماً في الوجه؛ وخاصّةً في المنطقة المحيطة بالعينين، وقلّة التّبوّل، ووجود دم في البول، وارتفاع ضغط الدّم، وتصلّب المفاصل أو الشّعور بالألم فيها. وغالباً ما يصيب التهاب كبيبات الكلى التّالي للإنتان الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السّادسة والعاشرة. أمّا البالغين الذين يصابون بهذا المرض فغالباً ما يعانون من أعراضٍ أكثر خطورةً من تلك التي يعاني منها الأطفال، كما أنّهم أقلّ عُرضةً للتّعافي الكامل. بالرّغم من أنّ المضادّات الحيويّة قد تشفي الإصابة بالعُقَديّات، إلا أنّها لا يمكن أن تمنع من الإصابة بالتهاب كبيبات الكلى التّالي للإنتان بالعقديّات.

  • التهاب الهلل (التهاب النّسيج الضّام الرّخو الخلالي):

ويصيب هذا الإنتان الذي قد يكون خطيراً الأنسجة التي تبطّن الجّلد، وفي النّهاية فقد ينتشر إلى العُقَد اللّمفيّة وإلى مجرى الدّم. وفي حال عدم علاج الحالة، فقد يهدّد التهاب الهلل حياة المرء بالخطر.

المكورات العنقوديّة الذهبيّة المقاومة للميثيسيللين هي سلسلة من البكتيريا العنقوديّة التي تُقاوم معظم المضادّات الحيويّة. ويمكن أن تسبّب إنتانات جلديّة خطيرة يصعب معالجتها. وقد يبدأ إنتان الجّلد على شكل بثرة أو دمّل أحمر ومتورّم والذي يصرّف القيح. كما قد تسبّب المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيللين الالتهاب الرّئوي أو إنتانات الدّم.

وتتضمّن المضاعفات الأُخرى ما يلي:

  • النّدبات
  • تفتيح لون الجلد (نقص التّصبّغ)، أو تحوّل الجّلد إلى اللّون الدّاكن (فرط التّصبّغ)

العلاج

يمكن أن يسرّع علاج القوباء من شفاء التّقرّحات، ويحسّن من مظهر الجّلد ويحدّ من انتشار الإنتان. وتعتمد طريقة علاج القوباء على عدّة عوامل، بما فيها نوع القوباء وشدّة الإصابة. وتتضمّن أنواع العلاج ما يلي:

التّدابير الصحيّة

قد يختار الطّبيب في بعض الأحيان أن يعالج الحالات الثّانويّة من القوباء بالتّدابير الصحيّة فقط. وقد يساعد إبقاء الجّلد نظيفاً على شفاء الإنتانات الخفيفة من تلقاء ذاتها.

المضّادّات الحيويّة الموضعيّة

قد يصف الطّبيب مضادّاً حيويّاً يُصرَف بوصفةٍ طبيّة لوضعه على المنطقة المصابة من الجّلد (مضادّ حيوي موضعي، كمرهم mupirocin. وقبل وضع هذا المضادّ الحيوي يجب إزالة القشور؛ وذلك لكي يخترق المضاد الحيوي التّقرّح.

المضّادّات الحيويّة الفمويّة

توصف المضادّات الحيويّة الفمويّة للقوباء المنتشرة، والأكثيمة، والحالات الشّديدة من القوباء السّارية. ويعتمد تحديد المضاد الحيوي على شدّة الإنتان وأيّ حالات تحسس أو حالات مرضيّة أُخرى يعاني منها المريض . ويجب على المريض إكمال الدّواء حتّى وإن شُفِيَت التّقرّحات، حيث يمنع ذلك من ظهور الإنتان مجدّداً ويجعل احتماليّة مقاومة المضاد الحيوي أقلّ.

الإنذار

غير متوفر

المصدر

http://www.epharmapedia.com