غرغرينا غازية

من موسوعة العلوم العربية
(بالتحويل من غرغرينا)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

الغرغرينا الغازية

تعريف

الغرغرينا: هي موت أنسجة جزء من الجسم.

الغرغرينا الغازية: هي عدوى تنخرية شديدة قاتلة لأنسجة العضلات الهيكلية؛ تسببها أنواع من جراثيم المطثية المنتجة للغاز.

الأسماء البديلة

عدوى الأنسجة؛ الغرغرينا المطثية؛ التنخر العضلي؛ عدوى تنخر الأنسجة الناعمة؛ عدوى الأنسجة بالمطثيات.

أسبابها

السبب الأساسي للغرغرينا هي جراثيم تدعى المطثية الحاطمة؛ كما يمكن أن تسبب حالة مشابهة بعض أنواع الجراثيم الأخرى مثل المكورات العقدية من النمط A والعنقودية المذهبة.

لمحة عن الجرثومة

الجراثيم المطثية هي جراثيم عصوية لاهوائية إيجابية الغرام منتجة للأبواغ؛ شائع وجودها في الطبيعة (باستثناء الصحراء الإفريقية الشمالية). كما عُزلت المطثيات أيضًا من فلورا الأمعاء البشرية والجلد والمهبل. وهنالك أكثر من 150 نوعًا من هذه الجراثيم؛ إلا أن 6 فقط منها تبين أنها قادرة على التسبب بحالة الغرغرينا الغازية. وهي:

  • المطثية الحاطمة (المعروفة سابقًا بالمطثية الولشية): وهي المسبب الأشيع لحالة الغرغرينا الغازية (80-90% من الحالات).
  • المطثية النوفية: 40%
  • المطثية المنتنة: 20%
  • المطثية الحالة للنسج 10%
  • المطثية مزدوجة التخمير 10%
  • المطثية الخادعة 5%

تنمو الجراثيم داخل الجسم وتنتج الغاز ومواد مؤذية (ذيفانات) تضر بأنسجة وخلايا الجسم والأوعية الدموية.

تتطور الحالة فجأة. تحدث عادةً موقع الأذية أو بعد جرح جراحة حديث، وفي بعض الحالات يصاب المريض بهذه الحالة دون حصول أذية حديثة. والأشخاص الذين يملكون عامل خطر أكبر لإصابتهم بها هم المصابون بمرض في أوعيتهم الدموية (كالتصلب العصيدي) أو السكري أو سرطان القولون.

الأسباب المؤدية لدخول الجرثومة فهي

1- الأذية

  • الكسور المركبة
  • دخول الأجسام الغريبة.
  • عضة الثلج.
  • الحروق الكهربائية أو الحرارية.
  • الحقن تحت الجلد أو الوريدية أو تعاطي الأدوية غير المشروعة.
  • قرحات الضغط.
  • حوادث الدراجات النارية.

2- بعد العمليات الجراحية

  • جراحة السبيل المعدي المعوي.
  • جراحة السبيل البولي التناسلي.
  • الإجهاض.
  • البتر.
  • ضمادات الجروح.

3- تلقائيًا تعرف هذه الحالة بالغرغرينا الغازية مجهولة المنشأ أو غير المسبوقة بأذية. وتكون غالبًا نتيجة عدوى مختلطة من المطثية المنتنة والحاطمة والنوفية.

الطريق المعدي المعوي يكون مصدر الجراثيم عادةً في هذه الحالة. حيث تخرج الجراثيم من الأمعاء بطريقة الإزفاء وتدخل المجرى الدموي وتتبذر في مواقع بعيدة حيث يمكن أن تسبب الغرغرينا الغازية. ويمكن أن تؤدي هذه العملية إلى عداوى موضعية أكثر تشمل الأحشاء أو التجويف البطني.

تقريبًا 80% من المرضى المصابين بهذه الحالة ولم يصابوا مسبقًا بأذية مصابون بخباثة علنية أو مخفية. ومنهم 40% مصابون بخباثة دموية، و34% مصابون بخباثات قولونية شرجية.


تتطلب العدوى توافر شرطين معًا.

-الأول: دخول الجراثيم إلى الأنسجة.

-الثاني: أن يكون مستوى الأوكسجين قليلًا كفاية لنمو هذه الجراثيم وإنتاجها الذيفانات. لكن مع التنبيه على أنَّ هذه الجراثيم ليست لاهوائية تمامًا. حيث وجود توتر أوكسجيني بمقدار 30% في الأنسجة يسمح بنمو حر لهذه الجراثيم؛ أما نسبة 70% يمنع هذا النمو. وجود هذه الجراثيم في أنسجة ذات توتر أوكسجيني منخفض يتبعه فترة حضانة تتراوح من 12-24 ساعة عادةً. لكن في بعض الحالات تختلف هذه الفترة لتكون فقط ساعة واحدة؛ أو قد تطول حتى بضعة أسابيع.

الأعراض

تسبب الغرغرينا الغازية توزم مؤلم جدًا. يصبح الجلد شاحبًا إلى أحمر بني. وعند الضغط على المنطقة المتوزمة يمكن الشعور بتواجد الغاز تحتها. تنمو حواف المنطقة المصابة بسرعة كبيرة، ويمكن ملاحظة هذا التغير بمرور الدقائق.

وتتضمن الأعراض:

  • هواء تحت الجلد (نفاخ جلدي).
  • نُفاطات مملوءة بسائل بني أحمر.
  • تسرب سائل بني أحمر أو دموي ذو رائحة كريهة من الأنسجة (نجيج دموي مصلي).
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • حرارة متوسطة إلى مرتفعة.
  • ألم متوسط حتى الشديد حول المنطقة المصابة.
  • جلد شاحب يصبح بعدها معتمًا يتغير إلى الأحمر أو الأرجواني.
  • توزم محسوس حول المنطقة المصابة.
  • تعرق.
  • تشكل حويصلات تتجمع إلى نفاطات ضخمة.
  • لون أصفر على الجلد (يرقان).

إن لم تعامل الحالة فقد يدخل المريض في سبات لانفخاض الضغط الدموي ثم فشل كلوي ثم غيبوبة ثم الموت.

المضاعفات

  • غيبوبة.
  • هذيان.
  • تشوه أو ضرر دائم في النسج.
  • يرقان (حصول أذية كبدية).
  • صدمة.
  • انتشار العدوى خلال الجسم (إنتان).
  • ذهول.

الفحوصات والاختبارات

يقوم مزود الرعاية الصحية بفحص جسدي ويمكن أن يظهر ذلك علامات الغرغرينا. وتتضمن الاختبارات الممكن إجراؤها:

  • زراعة سائل الأنسجة لتحديد الجراثيم تتضمن عينات مطثية.
  • مزارع دموية لتحديد الجراثيم المسببة للعدوى.
  • تلوين غرام للسائل المأخوذ من المنطقة المصابة.
  • أشعة سينية أو أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي للمنطقة المصابة يمكن أن يظهر الغاز في الأنسجة.

المعالجة

تتلخص المعالجة مايلي:

العناية الطبية

تتطلب المعالجة الناجحة تشخيصًا سريعًا ومعالجة باكرة شديدة.

الجراحة

من الضروري إجراؤها سريعًا لإزالة الأنسجة الميتة المتضررة المصابة بالعدوى؛ وقد يضطر الطبيب أحيانًا لبتر القدم أو الذراع للسيطرة على انتشار العدوى، وقد يقوم بذلك قبل ظهور نتائج الفحوصات. وبسبب إمكانية استمرار المرض فقد يقوم الجراح بإزالة أنسجة إضافية؛ ومن الضروري التأكد يوميًا من الحالة مع تنضير المزيد من الأنسجة في حال رؤية ضرورة ذلك.

المعالجة بالأوكسجين مرتفع الضغط

في بعض الحالات يمكن المعالجة باستخدام الأوكسجين مرتفع الضغط، وتكون هذه المعالجة معالجة مساعدة، حيث تفتقر الجراثيم المطثية لأنزيم سوبر أوكسيد ديسموتاز، ما يجعلها غير قادرة على النجاة في بيئة غنية بالأوكسجين الناتجة عن حجرة الضغط العالي المستخدمة في المستشفيات.

المعالجة بالصادات الحيوية

البنسلين هو الصاد المفضل لمعالجة المطثيات، وفي حال التحسس للبنسلين يمكن استخدام الكليندامايسين أو الكلورامفنكول. ومن الأدوية المستخدمة في هذه الحالة أيضًا الببراسيلين مع التازوباكتام، أو الميترونيدازول.

الحمية الغذائية

قد يكون من الضروري إعطاء المريض مغذيات حقنية أو معوية.

النشاط الفيزيائي

قد يكون من الضروري للمريض الخضوع للمعالجة الفيزيائية بعد تجاوزه للحالة الحرجة، وذلك لاستعادة الوظائف الحركية كما قبل الإصابة.

الإنذار

تبدأ عادةً الغرغرينا الغازية بسرعة وتسوء بسرعة، وكثيرًا ما تكون مميتة.

الوقاية

نظف أي إصابة جيدًا، مع مراقبة حصول علامات للعدوى، كالاحمرار والألم وحصول نز حول الجرح.


المصادر

https://medlineplus.gov/ency/article/000620.htm

http://emedicine.medscape.com/article/214992-overview#a5

https://medlineplus.gov/ency/article/007218.htm

http://emedicine.medscape.com/article/214992-medication#2