عدوى الفيروس الحليمي البشري

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

عدوى الفيروس الحليمي البشري HPV

تسبب العدوى بالفيروس الحليمي البشري الإصابة بأورام ظهارية في الجلد والأغشية المخاطية.

عُرف حتى الآن أكثر من 100 نوع من الفيروس الحليمي البشري، وعرف التسلسل الجيني لأكثر من 80 نوعًا منها. وقد وجدت الأنواع الأشد مقاومة عند الأشخاص الذين لديهم عدة شركاء جنسيين.

ومن تصنيفات العدوى:

  • الشرجي التناسلي أو المخاطي.
  • الجلدي غير التناسلي.
  • خلل تنسج البثرة الثؤلولي.

وتصنف العداوى المخاطية بالفيروس الحليمي البشري أيضًا كعداوى كامنة (لا عرضية) وعداوى تحت سريرية وعداوى سريرية. وتظهر الآفات السريرية بوضوح، في حين أنَّ العداوى الكامنة لا تُكشف إلا بفحوصات الدنا الفيروسي. وبالنسبة للعداوى تحت السريرية فتعرف بتطبيق حمض الخل بتركيز 3-5% والاستقصاء بالتكبير. معظم عداوى الفيروس الحليمي البشري كامنة؛ وتظهر سريريًا كثآليل بدلًا من خباثات.

من الشائع أن تسبب العداوى الناتجة عن الفيروس الحليمي البشري تظاهرات سريرية مختلفة، تصيب السطوح البشروية. وتعد الأورام اللمفية المؤنفة (الثآليل التناسلية) تكاثرًا حميدًا للمخاطية والجلد الشرجي التناسلي تنتج عن عدوى الفيروس الحليمي البشري.

تنتقل الثآليل التناسلية بالاتصال الجنسي. تقريبًا ثلثي الأفراد الذين لهم اتصال مع شخص مصاب يصابون بثآليل أيضًا. أما عن فترة الحضانة فهي غير معروفة، لكن تقدر بين 3 أسابيع إلى 8 أشهر.

رغم الطبيعة الحميدة عمومًا لانقسامات الخلايا التي تسببها الإصابة بالفيروس الحليمي البشري إلا أنَّ هنالك أنواعًا معينة من هذ الفيروس قد تسبب للمرضى سرطانًا شرجيًا تناسليًا ذو خطرٍ عالٍ. بعضها قد يسبب أيضًا سرطانًا فمويًا أو حنجرًا، وبعضها قد يسبب سرطانًا رئويًا.

تعد الأنماط 6 و 11 من هذا الفيروس ذات خطر ضئيل، فغالبًا ما تؤدي الإصابة بها إلى تشكل أورام لمفية (ثآليل). بينما الأنماط 16 و18 تعد ذات خطر عالٍ، ذلك أنَّها مسؤولة عن الآفات الشديدة داخل الظهارة، والتي يمكن أن تتطور إلى سرطانات، على وجه سرطانات مخاطية أو تناسلية شرجية.

لا تسبب عدوى الفيروس الحليمي البشري لوحدها تشكل خباثة في الأنسجة المصابة. بل يساعد في ذلك بعض العوامل، مثل تدخين التبغ والإشعاع بالأشعة فوق البنفسجية والحمل ونقل الفولات والكبت المناعي.

الفيزيولوجيا المرضية

الفيروس

الفيروس الحليمي البشري هو فيروس غير مغلف، ذو تناظر عشريني (له عشرون سطحًا) يملك 72 كابسومير (قسيم فقيصي) تحيط بجينوم دنا حلقي ثنائي الطاق مكون من 8000 أساس. ينقسم الجينوم إلى 3 مناطق وظيفية أساسية:

  • المنطقة الباكرة E: وهي ترمز لـ 6 جينات غير هيكلية، يرتبط كثير منها بالتحول الخلوي.
  • المنطقة المتأخرة L: وترمز لبروتينين هيكلين، L1 و L2، وهي التي تشكل الكابسيد.
  • منطقة التحكم الطويلة: وهي منطقة غير مرمزة تنظم تضاعف ووظائف الجينات.

تعد فيروسات الفيروس الحليمي البشري ذات نوعية عالية للأنواع، فلا تصيب أنواعًا أخرى، حتى تحت الشروط المخبرية. ويعد البشر المستودع الوحيد المعروف لهذه الفيروسات. لذلك لا تنمو هذه الفيروسات أبدًا في الزجاج، وقد عرفت سماتها بالطرق الجزيئية. تصنف هذه الفيروسات تبعًا للتشابه الجزيئي لموادها الجينية.

إصابة الخلايا

رغم بعض التداخل، إلا أنَّ معظم هذه الفيروسات لها ميول تشريحية، تصيب فقط مواقع بشروية معينة، مثل الجلد أو المخاطية التناسلية. لدى الفيروس القدرة على التداخل في دنا المضيف، وذلك مع خسارة الوظيفة التنظيمية الباكرة المذكورة أعلاه.

يصيب فيروس الفيروس الحليمي البشري الخلايا الكيراتينية القاعدية للبشرة، وذلك عبر هتك في الجلد أو الأغشية المخاطية. وفي هذه المواقع يبقى الفيروس كامنًا في الخلية كيصبوغ حلقي بعدد ضئيل جدًا. ومن الشائع أن يحصل دخول تلقائي للفيروس في آفات مقابلة.

وتنتشر عدوى الفيروس عادةً عبر الجلد، وليس عبر الدم. وتقوم المناعة المتواسطة بالخلايا بالقيام بدور هام في انتكاس الثؤلول، لذلك فالمرضى الذين لديهم نقص في تلك المناعة حساسون جدًا للعدوى بهذا الفيروس، ومن الصعب جدًا علاجهم.

الانتساخ والتضاعف

من المعتقد أن للفيروس الحليمي البشري نمطان من الانتساخ:

  • الانتساخ المستقر للجين اليصبوغي في الخلايا القاعدية.
  • الانتساخ الإنتاشي، أو السريع: وذلك في الخلايا الأكثر تمايزًا بتوليد نسل الفيروس.

وببدء تمايز الخلايا البشروية وهجرتها إلى السطح يتحفز الفيروس فيخضع لتضاعف، وفي الطبقة الكيراتينية تصبح أعداه كبيرة، وتكثر الخلايا المتقشرة. عملية تضاعف الفيروس تبدل سمة البشرة، ما يؤدي إلى زوائد جلدية أو مخاطية تعرف بالثآليل.

رغم أنَّ جميع خلايا الآفة تحوي على جينوم فيروسي، إلا أنَّ التعبير عن الجينات الفيروسية يرتبط بقوة بحالة التمايز الخلوي.

معظم الجينات الفيروسية لا تتفعل حتى تغادر الخلايا الكيراتينية المصابة الطبقة القاعدية. إنتاج الجزيئيات لا فيروسية يمكن أن يحصل فقط في الخلايا الكيراتينية المتمايزة؛ لذلك يحصل إنتاج الفيروس فقط في السطح الظهاري، حيث تقشر الخلايا.

لا يبدو أنَّ عداوى الفيروس الحليمي البشري حالة للخلايا؛ إنما تتحرر الجزيئات الفيروسية كنتيجة لتفسخ الخلايا المتقشرة. يمكن أن ينجو فيروس الفيروس الحليمي البشري دون مضيف بضعة أشهر، وفي درجات الحرارةالمنخفضة أيضًا؛ لذلك فالأشخاص المصابون بثآليل أخمصية يمكن أن ينشروا الفيروس عن طريق المشي حافيي القدمين.

ينحصر التضاعف الفيروسي بالنواة. وبالتالي فالخلايا المصابة تظهر درجة عالية من اللانمطية النووية. يصف تَقَعُّرُ الخَلاَيا مزيجًا من الإفراغ حول النواة، مع نوىً تغلظية، وهي سمة لعدوى الفيروس الحليمي البشري المنتجة.

تأثير الفيروس على الخلية

لكثير من الأنماط الجينينة الفيروسية القدرة على تحويل الخلايا، وتترافق مع خباثات بشروية. في آفات الفيروس الحليمي البشري الحميدة أو قليلة الخطر، فإنَّ مثل هذه الآفات المرتبطة نموذجيًا مع النمط 6 والنمط 11 يتواجد جينوم الفيروس كيصبوغ حلقي منفصل عن نواة خلية المضيف. أما في الآفات الخبيثة فإنَّ جينوم الأنماط ذات الخطر الشديد (16 و 18) تندمج نموذجيًا في دنا خلية المضيف. ويعد دخول الجينوم الفيروسي في جينوم خلية المضيف علامة التحول الخبيث.

أظهرت بروتينات الفيروس الحليمي البشري E6 وE7 للأنماط المصلية عالية الخطر أنها تعطل بروتينات كبح الأورام عند المضيف p53 وRb، ما يؤدي لتكاثر غير منظم لخلايا المضيف وتحول خبيث.

عوامل الخطورة

لا تسبب عدوى الفيروس الحليمي البشري لوحدها تحولًا خبيثًا للأنسجة المصابة. بل يساعد في ذلك بعض العوامل، مثل تدخين التبغ والإشعاع بالأشعة فوق البنفسجية والحمل ونقل الفولات والكبت المناعي.

النشاط الجنسي

حيث ينتقل بالاتصال الجنسي. وخصوصًا في حال وجود عدة شركاء جنسيين ما يجعله عامل خطورة. أما بالنسبة للسرطانة الشرجية فهي ترتبط بقوة بالشذوذ الجنسي عند الرجال.

تدخين التبغ

النساء اللواتي يدخن التبغ يزداد عندهن عامل خطورة الإصابة بورم في عنق الرحم.

استخدام مانعات الحمل الفموية

وذلك عند النساء اللواتي يأخذن مانعات الحمل الفموية لأكثر من 5 سنوات، حيث يزداد لديهن خطر الإصابة بسرطانة رقبية. ويقل جدًا عامل الخطر هذا بعد إيقاف الاستخدام.

مضغ نبات التنبول الهندي Indian betel quid

تترافق كثيرًا مع سرطان الفم المرتبط بعدوى الفيروس الحليمي البشري.

التعرض للأشعة فوق النبفسجية والأشعة السينية

خلل تنسج البشرة الثؤلولي حساس على نحو خاص للأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية.

الوبائيات

تعد عدوى الفيروس الحليمي البشري هي العدوى الأكثر شيوعًا من بين الأمراض المنقولة جنسيًا. أصابت الثآليل الجنسية 30 مليون إنسان حول العالم.

يعد سرطان عنق الرحم في بعض البلدان هو السرطان الأشيع عند النساء، لافتقار تلك البلدان لبرامج المسح التي تظهر سيتولوجية خلايا عنق الرحم بمسحة بابا نيكولاو.

شيوع عدوى الفيروس الحليمي البشري عالية الخطورة عند النساء اللواتي يظهرن سيتولوجية عنقية طبيعية تتنوع بين المناطق المختلفة من العالم.

المآل

تصيب عدوى الفيروس الحليمي البشري أساسًا الخلايا الظهارية القاعدية. ونتيجة لذلك، فحصول انتكاسات للإصابة وتكرار الإصابة أمرٌ شائع. المآل جيد، ومعظم حالات الثآليل الجنسية تستجيب للعلاج. لكن المرضى الذين ليس لديهم مناعة ضد عدوى الفيروس الحليمي البشري قد يصابون بعقابيل شديدة.

الأعراض

تختلف الأعراض تبعًا للمنطقة التشريحية المصابة، ولنوع الفيروس.

تتظاهر الإصابة الجنسية بآفة ثؤلولية على المنطقة التناسلية أو الشرجية، رغم أنَّ هذه الثآليل لا تلاحظ في البداية. ولا تلاحظ عدوى عنق الرحم عمومًا، إنما تكتشف أثناء فحص عنق الرحم أو باختبار بابا نيكولاو.

الثآليل الشرجية التناسلية

أشكالها

  • الأورام اللقمية المؤنفة (الثآليل) الناتجة هي آفات نابتة قرنبيطية الشكل، توجد عادةً قريبة من السطوح الرطبة. يمكن أن تلاحظ في المنطقة المحيطة بالشرج وفي مولج المهبل وفي الشفران والفرج. يمكن أن توجد أيضًا الثآليل الجنسية على السطوح الجافة، مثل جدل القضيب.
  • تتضمن الثآليل الجنسية ثآليل حطاطية ناعمة وثآليل متقرنة، وهذه الأخيرة تمثل ثآليل جلدية غير جنسية وذلك بسبب سطحها السميك المحدب.
  • الأورام اللقمية المسطحة (الورم الحرشفي داخل الظهارة) هي الآفات الأكثر شيوعًا التي تصيب عنق الرحم، لكن يمكمن أيضًا أن تصيب الفرج والشرج والأعضاء التناسلية الذكرية. وتظهر كنمو أبيض أشبه باللويحات.
  • ومن الاختلافات الخبيثة الإضافية وَرَمُ بوشكه-لوفينشتاين (الوَرَمُ اللُّقْمِيُّ المُؤَنَّفِ العِمْلاقٌ) والذي يعد سرطانة ثؤلولية. وتصيب هذه غالبًا غدد القضيب، والمنطقة المحيطة بالشرج والقلفة. وبالإضافة لشكلها الشبيه بالقرنبيط، فهي تميل لتشكل خراجات ونواسير، وتميل لتغزو موضعيًا.
  • لا تصبح الثآليل الجنسية عمومًا ظاهرة سريريًا حتى بضعة أشهر بعد حضن الفيروس. فهي تتبع مساقًا مرضيًا بطيئًا، وقد تتطور من الحضن في سطح جلدي مقابل.

أعراضها

غالبًا ما تكون الأورام اللقمية المؤنفة لا عرضية. فهي عمومًا غير مؤلمة، لكنها يكمن أن ترتبط بحكة؛ وقد يلاحظ نزيف إذا أصبحت الآفات مندمجة واحتكت بالملابس.

إصابة عنق الرحم

معظم الآفات الرقبية إما أن تكون خاملة أو تحت سريرية، أي تكون لاعرضية. تتبين العداوى في مسحات بابا نيكولاو، وتسجل إما كآفات حرشفية داخل الظهارة منخفضة الخطورة (LGSIL) أو كآفات حرشفية داخل الظهارة عالية الخطورة (HGSIL). و بتطبيق حمض الخل بتركيز 3-5% وتنظير المهبل تظهر تغيرات بيضاء خلية وأوعية دموية غير طبيعية تشير لخلل تنسج محفز ب الفيروس الحليمي البشري.

السرطانة الشرجية

الأعراض الأشيع لسرطانة الخلايا الحرشفية (SCC) للشرج هي النزف الشرجي، والشعور بوجود كتلة. وقد تشخص خطًا على أنها بواسير.

الإصابة المخاطية اللاتناسلية

  • تمثل الثآليل الفموية عدوى المخاطية الفموية. رغم أنَّها تكون خفيفة، ولا ينظر لها عادةً، إلا أنَّها شائعة إلى حدٍ ما. واكتشفت الإصابة بالثآليل في المنخران والفم والحنجرة والملتحمة.
  • تترافق الإصابة بالأنوع 6 و11 مع ورم حليمي تنفسي، والذي يكون في الغالب ناتجًا عن الانتقال أثناء الوضع عند مرور الطفل من قناة الأم. ومع ذلك عزلت حالات بعد مشابهة بعد ولادة الطفل بعملية قيصرية. والمرضى المصابون بورم حليمي حنجري يظهرون كثيرًا بحة بعمر 3 سنوات وسطيًا.
  • يعد فرط التنسج الظهاري البؤري (Heck disease) عدوى فموية مخاطية منتشرة ل الفيروس الحليمي البشري تترافق عمومًا مع النوع 32 من الفيروس والنوع 13.

العدوى الجلدية اللاتناسلية

يظهر الثؤلول الجلدي الشائع عمومًا على الجلد المتقرن، بافتراض في موقع دخول الفيروس. ويمكن أن يحصل دخول تلقائي من ثؤلول آخر على إصبع فيسبب ظهور ثآليل على الأصابع الملاصقة، أو على سطح جلدي آخر.

لهذه الثآليل الجلدية الشائعة سطوح متقشرة غير منتظمة، وتصيب غالبًا اليدين والأصابع والقدمين والركب.

تكون هذه الثآليل على العموم لاعرضية، لكن قد تكون مؤلمة عند تطبيق ضغطٍ عليها. ونموذجيًا تكون حميدة وتشفى تلقائيًا.

تظهر الثآليل الراحية الأخمصية على السطوح الطرفية للقدم واليدين. وهي ظاهرة بسبب سماكتها، ما يعقد العلاج. أما الثآليل الأخمصية فتحدث غالبًا كآفات مفردة تصبح سوداء ومؤلمة قبل أن تنتكس ذاتيًا. وقد تحوي على "بذور" سوداء صغيرة وهي عبارة عن شعيرات مخثورة.

أما الثآليل التي تصيب الأشخاص الذين يتعاملون مع اللحم والسمك فغالبًا ما تكون لويحات كبيرة شبيهة بالقرنبيط.

بالنسبة للثآليل المسطحة فغالبًا ما تحدث في مجموعات من لويحات صغيرة بقطر أقل من 5 ملم على سطح الوجه واليدين. غالبًا لا تكون واضحة، إنما قد تحفز اضطرابات شديدة في التصبغ. يحدث تنكس للثآليل تلقائيًا بعد بضعة سنوات، ويصاحب ذلك حكة أو احمرار قبل اختفائها بعدة أسابيع.

يبدأ التحول الخبيث للآفات الجلدية عادةً في العقدين الرابع والخامس من الحياة. الآفات محتملة الخباثة تظهر عادةً بدايةً على الجبهة وباقي المناطق المعرضة للشمس. فالأورام إما أن تكون أورامًا حليمية حميدة وتقشرات حرشفية أو تقشرات أكتينية محتملة الخباثة وسرطانة الخلايا الحرشفية.

خلل تنسج البثرة الثؤلولي EV

ويرمز له بـ EV. وهي سمة متنحية عائلية متعلقة بالصبغيات الجسدية تزيد من الحساسية لبعض الثآليل. لوحظت الأنماط الجينية للفيروس الحليمي البشري المرتبطة بخلل تنسج البثرة الثؤلولي عند المرضى مكبوتي المناعة بغرض زراعة عضو، أو عند مرضى عدوى فيروس نقص المناعة المكتسبة. هؤلاء الأفراد هم تحت خطر الإصابة بسرطان الجلد في حال لم تلاحظ البثرة وتُعالج.

يبدأ خلل تنسج البثرة الثؤلولي عمومًا في الطفولة، ويمكن أن يؤثر تقريبًا على أي منطقة من الجسم. تكون الثآليل عمومًا خفيفة ومسطحة، ويمكن بدايةً أن يُخطأ بتشخيصها بأنها سعفة مبرقشة.

تعد أورام خلل تنسج البثرة الثؤلولي مدمرة موضعيًا. وهي تتطور ببطء ولها قدرة ضعيفة على طرح نقائل في حال عدم استخدام علاج مساعد للعلاج السرطاني لها مثل الأشعة السينية أو فوق البنفسجية.

تظهر كلويحات حمراء إلى بنية وكشبيهة بالثآليل ومسطحة ومتعددة الأشكال، وقد تتوزع في أنحاء الجلد. لكن لا تصيب العقد للمفية ولا المخاطية الفموية.

أنماط الفيروس والأمراض الناتجة

الإصابة الجلدية اللاتناسلية نمط الفيروس
الثؤلول الشائع 1 ،2 ،4 ،26 ،27 ،29 ،41 ،57 ،65 ،75 ،78
الثآليل الأخمصية 1 ،2 ،4 ،60 ،63
الثآليل المسطحة 3، 10، 27، 28، 38، 41، 49
ثآليل الجزار (ثآليل شائعة عند الأشخاص الذين يتعاملون مع اللحم الأحمر أو الدواجن أو الأسماك) 1-4، 7، 10، 28
الثآليل الفسيفسائية 2، 27، 57
سرطانة الخلايا الظفرية الحرشفية 16
خلل تنسج البشرة الثؤلولي الحميد 2، 3، 10، 12، 15، 19، 36، 46، 47، 50
خلل تنسج البشرة الثؤلولي الحميد أو الخبيث 5، 8-10، 14، 17، 20-25، 37، 38
آفات جلدية غير ثؤلولية 37، 38
الإصابة المخاطية اللاتناسلية نمط الفيروس
الورم الحليمي التنفسي 6، 11
سرطانة الخلايا الحرشفية في الرئة 6، 11، 16، 18
الورم الحليمي الحنجري 2، 6، 11، 16، 30، 40، 57
السرطانة الحنجرية 6، 11
الورم الحليمي الجيبي في الفك العلوي 57
سرطانة الخلايا الحرشفية في الجيوب 16، 18
الورم الحبيبي الملتحمي 6، 11
السرطانة الملتحمية 16
فرط التنسج الظهاري الفموي البؤري 13، 32
السرطانة الفموية 16، 18
الطلوان الفموي 16، 18
سرطانة الخلايا الحرشفية في المريء 16، 18
الإصابة الشرجية التناسلية نمط الفيروس
الأورام اللمفية المؤنفة 1-6، 10، 11، 16، 18، 30، 31، 33، 35، 39-45، 51-59، 70، 83
كثرة الحطاطات الكشمية 16، 18، 34، 39، 40، 42، 45
داءُ بُويِن (السَّرَطانَةُ الوَسَفِيَّة دَاخِلَ البَشَرَة) 16، 18، 31، 34
وَرَمُ بوشكه-لوفينشتاين (الوَرَمُ اللُّقْمِيُّ المُؤَنَّفِ العِمْلاقٌ) 6، 11، 57، 72، 73
التكون غير المحدد للورم داخل الظهارة 30، 34، 39، 40، 53، 57، 59، 61، 62، 64، 66-69
الآفات الحرشفية داخل الظهارة منخفضة الخطورة (LGSIL) 6، 11، 16، 18، 26، 27، 30، 31، 33-35، 40، 42-45، 51-58، 61، 62، 67-69، 71-74، 79، 81-84
الآفات الحرشفية داخل الظهارة عالية الخطورة (HGSIL) 6، 11، 16، 18، 31، 33، 35، 39، 42، 44، 45، 51، 52، 56، 58، 59، 61، 64، 66، 68، 82
سرطانة الفرج 6، 11، 16، 18
سرطانة المهبل 16
سرطانة عنق الرحم 16، 18، 31، 33، 35، 39، 45، 51، 52، 56، 58، 59، 66، 68، 70، 73، 82
سرطانة الشرج 16، 31، 32، 33
التَنَسُّجُ الأَحْمَرُ بحَسَبِ كيرات (سَرَطانَةُ القَضيبِ الحَرْشَفِيَّةُ الخَلايَا) 16
سرطانة القضيب 16، 18

التشخيص

يمكن تشخيص معظم الثآليل الجلدية والجنسية الخارجية بالفحص السريري، أو بتطبيق حمض الخل والخزعة. وبالنسبة للتكون الورمي الجنسي داخل الظهارة فمن الضروري تحديد مدى المرض عبر الفحص الدقيق وتنظير المهبل.

تتضمن الدراسات المخبرية التي يمكن أخذها بالاعتبار:

  • الاختبارات السيتولوجية لعنق الرحم باستخدام اختبار بابا نيكولاو: لاستقصاء وجود تكونات ورمية في عنق الرحم.
  • اختبار فحص دنا الفيروس الحليمي البشري : باستخدام تفاعل البوليمراز المتسلسل مثلًا، ولذلك لكشف وجود الفيروس الحليمي البشري وللتحقق من الشفاء بعد العلاج.
  • اختبار حمض الخل: يستخدم بالترافق مع تنظير المهبل لفحص الآفات الرقبية.

في بعض الحالات يمكن استخدام خزعة النسيج لتأكيد الإصابة بعدوى الفيروس الحليمي البشري. وينصح بالخزعة في الحالات التالية:

  • امرأة لها تاريخ مرضي بالإصابة بخلل تنسج فرجي.
  • امرأة بعد سن اليأس.
  • امرأة فشل عندها العلاج الطبي.
  • الشك بالتشخيص.

التدبير والعلاج

الأدوية

جميع الأدوية المستخدمة لعلاج إصابة الفيروس الحليمي البشري تطبق موضعيًا؛ ويجب عدم تطبيقها على السطوح المخاطية، كما يجب ألا تستخدم لعلاج آفات خلل التنسج ولا آفات سرطانة الخلايا الحرشفية ولا السرطانة الثؤلولية ولا داء بوين. وتصنف العلاجات المستخدمة لـ:

  • معدلات الاستجابة المناعية: مثل الإيميكويمود imiquimod والإنترفيرون ألفا، وتستخدم أساسًا في علاج الثآليل التناسلية الشرجية الخارجية، أو في علاج الأورام اللقمية المؤنفة.
  • الأدوية السامة للخلايا: تتضمن هذه كل من الأدوية المضادة لتكاثر الخلايا (مثل بودوفيلوكس podofilox وبودوفيلين podophyllin و5 فلورويوراسيل) والعوامل المدمرة الكيميائية أو الحالة للكيراتين (مثل حمض الخل وثلاثي كلور حمض الخل وثنائي كلور حمض الخل) والأخير هو الوحيد المنصوح به لعلاج الثآليل الجلدية اللاتناسلية.
  • ويعد مرهم سينكاتشينز Sinecatechins خيارًا ممكنًا.

الجراحة

تؤخذ التداخلات الجراحية بعين الاعتبار عندما يوجد عدد كبير من الثآليل، أو عندما تصاب منطقة كبيرة، أو عندما يصاب المريض بمرض حران. عمومًا فإن تدميرها مباشرةً أو قطعها أكثر فعالية في استئصالها من العلاج الطبي. تتضمن المعالجة الجراحية الأساسية التي يمكن أن تُنجز في العيادة:

  • الجراحة البردية.
  • الجراحة الكهربية.
  • الشق الجراحي البسيط باستخدام مبضع أو مقص أو مكشطة.

تتضمن الإجراءات الجراحية البديلة:

  • الاستئصال بقسطرة الليزر باستخدام ثنائي أوكسيد الكربون.
  • ارتشاف كافيترون الجراحي بالأمواج فوق الصوتية CUSA.
  • جراحة موس.

اللقاح

كما يوجد لقاح للوقاية من عدوى الفيروس الحليمي البشري .

المصدر

https://emedicine.medscape.com/article/219110-overview#showall