طرق إيتاء الدواء

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

طرق إعطاء الدواء

الطرق الحقنية  : Parenteral Routes

إن الطرق الحقنية لإيتاء الدواء هي تلك الطرق التي لا تؤدي إلى ارتفاع في امتصاص الدواء بالدوران الحشوي splanchnic، و بالتالي فهي تتجنب إمكانية الاستقلاب بالمرور الكبدي الأول. و يجب ملاحظة أن بعض الطرق الحقنية لا تتجنب تأثيرات استقلاب المرور الأول الأخرى (مثل: الاستقلاب الجنبي pleural لبعض الأدوية الاستنشاقية). تتضمن بعض الطرق الرئيسية لإيتاء الدواء بالطريق الحقنيّ:

  1. الطريق الشرياني
  2. داخل القراب intrathecal
  3. الوريدي intravenous
  4. بطريق الأدمة transdermal
  5. الصفاقي intraperitoneal
  6. الحقن العضلي


الطريق داخل الشرياني :Intra-arterial

يستخدم عادة الحقن داخل الشريان لإيصال الدواء إلى الأعضاء مباشرة، مثال : في المعالجة الكيميائية chemotherapy للسرطان، و في استخدام الفازوبريسين في حالات نزف الجهاز الهضمي. إنّ حقن الكارموستين داخل الشريان فعال لمعالجة الأورام السرطانية[1] كما يستخدم حقن الأكتينومايسين D بالشريان الحوضي pelvic intra-arterial لعلاج داء الأرومة الغاذية الخبيث [2]

trophoblastic إن إعطاء الدواء عن طريق الشريان تمتلك إمكانية نتائج آمنة، قد تم تقديم تقارير حول إمكانية حدوث الانصمام embolization، والانطباق الشرياني arterial occlusion، وسمية موضعية الدواء.

الحقن داخل القراب

يضمن الحقن داخل السائل النخاعي الشوكي مباشرةً توافر حيوي كامل داخل الجهاز العصبي المركزي للأدوية التي تستطيع عبور الحاجز الدموي الدماغي. تستخدم طرق التجريع هذه لعلاج العداوى الخطيرة في الجهاز العصبي المركزي كالتهاب السحايا والتهاب البطين وتستخدم مع عوامل للتخدير الشوكي مثل : مِيبيفاكايين والبيلوكاربين . إن الأدوية التي تحقن داخل القراب تنتشر مبدئياً فيما يقارب 140 مل من السائل الدماغي الشوكي لذلك فإن هذه الطريقة تعطي تراكيز عالية داخل الجهاز العصبي المركزي مع خطر سمية جهازية أقل .

الطريق الوريدي (IV)

إن إعطاء الدواء وريدياً يؤدي إلى دخول الدواء مباشرة إلى الدوران الوريدي. إن شكل مرتسم الدواء الدوراني الناتج يحدده كل من الحجم والسرعة ومدة الحقن. تستخدم بلعة وريدية من أجل التأثيرات العلاجية المباشرة، ونموذجياً للتخدير العام ولمعالجة اضطراب نظم القلب cardiac arrhythmia كما أن الجرعات الوريدية شائعة الاستخدام خلال تطوير الدواء من أجل الفحوص ما قبل السريرية للمركبات وأيضاً كمقياس لتحديد التوافر الحيوي المطلق بالنسبة لطرق التجريع الأخرى.

الطريق العضلي (IM)

يجب أن تعبر الأدوية بعد الحقن العضلي غشاء حيوي واحد أو أكثر للوصول إلى الدوران الجهازي. يستخدم الحقن داخل العضلي بشكل أساسي من أجل الأدوية واللقاحات التي لا تمتص فموياً كالأمينوغْليكُوزيد والأنسولين ولقاحات التهاب الكبد. إن سرعة الطريق داخل العضلي تستخدم عادة للعلاجات المساعدة والسواغات المتخصصة التي تتطور لتقديم توصيل بطيء للأدوية بهذا الطريق كمستعلقات مائية وسواغات زيتية والمعقدات والمحافظ من رتبة الميكرون [3]

الحقن عن طريق الأدمة :Transdermal

منذ إدخال المعالجة تحت الأدمية للسكوبولامين [4]، تم تطويرالعديد من نظم الإيتاء بطريق الأدمة للفعالية الجهازية . تتضمن أهم إيجابيات طريق الإيتاء هذا الإطلاق المستمر للدواء خلال وقت محدد وتصفية قبل جهازية قليلة وإمكانية سحب الدواء بسهولة بالنزع البسيط لجهيزة إيتاء الدواء، كما أنها ملائمة للمريض. تعود بعض المساوئ هذا الطريق إلى الخصائص الحائلة للجلد والتآثرات الجلدية وكبر حجم الجرعة نسبياً. يكون التوصيل عن طريق الأدمة خيار فعّال فقط في الأدوية التي تعطى بشكل عام بجرعات صغيرة (أقل من 10 ملغ )، والتي تملك خصائص اختراق جيدة للأغشية. تتضمن الأدوية المعتمدة عموماً الكلونيدين والاسترديول والنيكوتين والنتروغليسرين والسكوبولامين.


الحقن داخل الصِّفاق: Intraperitoneal

ليس من الشائع تطبيق الأدوية داخل الصفاق. يستخدم طريق الإيتاء هذا غالباً لإدارة وتطوير المركبات المكتشفة قبل السريرية preclinical وقد اقتصر استخدامها سريرياً بالمعالجة الكيميائية لأورام الاكتناف الصفاقية . يتكرر حدوث التهاب الصفاق peritotonotis عند مرضى التلف الكلوي الذين يتلقون المعالجة بالتحال الصفاقي الجوال المستمر(CAPD). إن التهاب الصفاق غالباً مايكون مترافق مع عدوى جهازية لذلك يجب تحقيق مستويات علاجية من المضادات الحيوية في كلا التجويف الصفاقي وداخل الدوران الجهازي . من الممكن أن تعطى الأدوية فموياً أو حقناً وذلك لتحقيق مستويات جهازية كافية على أمل أيضاً إنجاز مستويات علاجية في التجويف الصفاقي ، وكبديل لذلك من الممكن أن تطبق الأدوية مباشرة داخل التجويف الصفاقي بهدف الوصول لمستويات جهازية عن طريق الامتصاص الصفاقي [5] وبناء على معرفة المؤلف فإن هناك القليل من المعلومات الواضحة حول الكفاءة النسبية لهذه البدائل .

الطريق الأنفي : Intranasal

من الممكن أن يستخدم طريق تطبيق الدواء بالطريق الأنفي للتأثيرات الجهازية أوالموضعية. تتضمن التأثيرات الموضعية معالجة الحساسية الأنفية والتهاب الأنف rhinitis واحتقان الأنف. أثبتت طرق التطبيق الأنفية للتأثيرات الجهازية فعاليتها من أجل أعداد قليلة من الأدوية و يتم اختبارها من أجل استخدام العديد من الادوية الأخرى. إن البنية المتطورة والوظيفة المتخصصة لطرق التهوية والأغشية الموجودة في التجويف الأنفي وأيضاً المنطقة السطحية الصغيرة لهذه المنطقة ممكن أن تحد من قدرة إيتاء الدواء . ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار تأثير التعرض المزمن للدواء على سلامة الأغشية الأنفية. ومما قد يزيد هذه المشكلة، الحاجة إلى عوامل فاعلة بالسطح لتحقيق اختراق جهازي جيد لهذا الطريق الجرعي. على الرغم من هذه العوامل فإن الخواص الفيزيائية لهذه المركبات من أجل امتصاص أنفي أمثل هي نفسها بالنسبة لطرق الامتصاص الأخرى، حيث يجب أن ينحل الدواء في السائل المخاطي الأنفي كما يجب أن يكون منحل بشكل كافٍ في الدسم حتى يعبر الغشاء الأنفي الظهاري . إن الامتصاص الأنفي مسهَّل بسبب النفاذية العالية للوُرَيْد والشعريات المرتبطة بالوُرَيْد. اعتمدت أجهزة الإيتاء المتنوعة طريق إيتاء الأدوية الأنفي لتطبيق القطرات و الضبائب و الرذاذات nebulizers والمطارس matrices [6] تعتبر الجزيئات الببتيدية الصغيرة ملائمة لطريق التوصيل الأنفي كما أن مُضاهِئات الفازوبريسين والأوكْسِيتُوسين متاحة تجارياً للجرعات الأنفية . تخضع ناهضات ومناهضات الهرمون المطلق للموجهة الدرقية ومناهضات الفازوبريسين الأخرى والببتيدات للاختبار . لقد حقق الطريق الأنفي نتائج مبهرة لدى الحيوانات بالنسبة للهرمونات الجنسية. وقد تم اختبار إيتاء الأنسولين بهذا الطريق لكنه لاقى نجاحاً متوسطاً.

الطريق الشدقي: Buccal Route

لقد تبينت المعرفة البدائية للامتصاص تحت اللساني والشدقي من خلال استعمال النتروغليسرين بهذه الطرق وذلك بهدف معالجة هجمات الصداع والإسعاف في الذبحة الصدرية . من الممكن أن يمتص الدواء لوحده من خلال التجويف الفموي أو تحت اللسان . يظهر بشكل واضح أن الامتصاص تحت اللسان أسرع من الطرق الأخرى وذلك بسبب أغشية تحت اللسان والتغذية الدموية الغزيرة . إن متوسط باهاء اللعاب تقريباً 6 لذلك فإن امتصاص الأدوية يكون على الأرجح منفعلاً بشكل طبيعي كما أنها تكون مساعدة للجزيئات الثابتة و الحموض ذات قيمة pKa أكبر من 3 والأسس ذات قيمة pKa أقل من 9 . تتضمن المركبات التي تم تسويقها للإعطاء بالطريق الشدقي أو تحت اللساني كلاً من النترات العضوية والباربيتوريات والبابافيرين والتريبسين وبروكلوربيرازين والبينزوديازيبانات وبُوبْرينُورْفين والتريبسين و كابْتُوبْرِيل] و ايزوبرينالين و أُوكْسِيتُوسين و نِيفِيدِيبِين . حالياً يعتبر الأوكسيتوسين هو الببتيد الوحيد المسوّق للإعطاء تحت اللسان . ويتم اختبار تطبيق الستيروئيدات تحت اللسان وقد لاقت نجاحاً متوسطاً.

طريق الاستنشاق : Inhalation

عندما تكون المادة مستنشقة فإنها تكون معرضة لأغشية الأنف أو الفم والبلعوم والرغامى والقصبات الهوائية والشعيبات والأكياس الهوائية والأسناخ . تمتلك الرئة مساحة سطح امتصاص حوالي 70 متر مربع أي أكبر من سطح امتصاص المعي الدقيق ومع ذلك فقد اعتمدت الرئة والطرق الهوائية المرتبطة بها لمنع الوصول المركبات الموصوفة إلى سطوح الرئة المحيطية عالية الامتصاص. لقد صمم الجهاز لمنع الوصول إلى المادة الجزيئية. ومع ذلك فإن تمكنت المواد من الوصول إلى المنطقة المحيطية من الرئة فإن الامتصاص سيكون فعال جداً. يتحكم كل من حجم الجزيئات وسرعة تطبيقها بمدى اختراق المواد المستنشقة لحيز المسلك الهوائي. إن الحجم الأمثل للجزيئات حتى تستطيع اختراق المسلك الهوائي بعمق يكون بحدود 3-5 ميكرومتر وستميل الجزيئات الكبيرة للتوضع بالمسالك الهوائية العليا. تستطيع معظم الأجهزة الإنشاقية inhalation devices إيصال ما يقارب 10% من الجرعة المطبقة إلى السبيل التنفسي السفلي. لقد تطورت العديد من الوسائل بهدف زيادة الإيتاء الرئوي. حيث وصل إيتاء الدواء لـ 21% عند استخدام المنشقة ذات الضغط [7] وبالرغم من هذه المحاسن مازال إيتاء الدواء رئوياً غير فعال. من الممكن أن يتثبط التوافر الجهازي للأدوية المستنشقة عن طريق استقلاب المرور الرئوي الأول . تحتوي الرئة على العديد من أنزيمات استقلاب الدواء والتي تتضمن مزائج لوظائف الأكسيداز والأكسيداز أحادي الأمين والاستراز. تستعمل عدة نماذج من الحيوانات لاسيما الجرذ والأرنب والكلب في دراسة استنشاق الأدوية.


الطريق المهبلي: Vaginal

يبلغ طول القناة العضلية الليفية في المهبل البشري 10-15 سم تمتد إلى أعلى وخلف الفرج vulva وأخفض عنق الرحم uterine cervix. تكون التغذية الدموية للمهبل عن طريق الشريانين الرحمي والفرجي ويكون الارتشاح من المهبل عن طريق ضفيرة غنية التي تتدفق إلى داخل الوريد الحرقفي الغائر . يحافظ سطح الظهارة المهبلية على رطوبته عن طريق الإفرازات العنقية . إن باهاء السائل المهبلي بين 4-5 . يستخدم إيتاء الدواء عن طريق المهبل من أجل التأثيرات الموضعية ولكن يستطيع الامتصاص المهبلي أن يرتقي إلى سرعة وفعالية الإيتاء الجهازي. إن الامتصاص الجهازي الجيد وأيضاً قدرة المهبل على تثبيت أجهزةالإيتاء، تؤثر في العديد من صيغ الأشكال الجرعية المهبلية وخصوصاً موانع الحمل الستيروئيدية steroid contraceptives. يتوفر عدد كبير من الأشكال الجرعية المهبلية مضبوطة التحرر متضمنة الحلقات المهبلية و الكرات الميكروية بَيولوجيُّ التَّدَرُّك biodegradable microspheres.

الطريق المستقيمي :Rectal

يتراوح طول المستقيم البشري من 15-20 سم. يكون فارغاً بشكل طبيعي ويحتوي على 2-3 مل من السائل المخاطي ذو الباهاء من 7-8 كما أنه لا يحتوي على زغابات villi وذو مساحة امتصاص سطحية محدودة بحوالي 200-400 سم2. تكون الطبقة تحت لمخاطية بالمستقيم غنية بالأوعية الدموية واللمفية. يكون تصريف الوريد من المستقيم العلوي upper rectum إلى الدوران البابي portal circulation بينما يتم تصريف الوريد من المستقيم الأوسط والسفلي مباشرة في الوريد الأجوف السفلي inferior vena cava كما يوجد العديد من التفاغرات anastomoses الممتدة بين هذه الأوردة مما يسبب صعوبة في تمييز التشريح الدقيق. يبدو أن المركبات التي يتم امتصاصها في المستقيم السفلي تتجنب استقلاب المرور الاول الكبدي على عكس المركبات التي يتم امتصاصها في المستقيم العلوي. عادة يكون الامتصاص المستقيمي أبطأ من الامتصاص الفموي ولكن يفترض أن يتفوق الامتصاص المستقيمي على الامتصاص الفموي بسبب تجنب المرور الأول الكبدي بعد الإيتاء المستقيمي من أجل بعض الأدوية مثل المورفين والمِيتوكلوبراميد والأرغُوتامِين والليدوكايين والبروبرانولول. حيث يكون التوافر الحيوي الجهازي المستقيمي عند البشر من أجل الليدوكايين واسع الاستقلاب 65% بالمقارنة مع النسبة 30 % بعد الاعطاء الفموي.[8]

عادة يكون الامتصاص المستقيمي للأدوية بالمحاليل المائية أو الكحولية أكبر من التحاميل suppositories. تنقص المواد غير الفاعلة على السطح كالساليسيلات الامتصاص المستقيمي للأدوية المنحلة بالماء وللمركبات ذات الوزن الجزيئي المرتفع أيضاً كالأنسولين والهيبارين والغاسترين .

المراجع

  1. Yamada, K.; Bremer, A.M.; West, C.R.; Ghoorah, J.; Park, H.C.; Takita, H. Intra-arterial BCNU therapy in the treatment of metastatic brain tumor from lung carcinoma. A Preliminary Report. Cancer 1979, 44, 2000–2007
  2. Goldman, J.A.; Peleg, D.; Agmon, M.; Shapiro, G. Arteriography and chemotherapy in localized trophoblastic disease by means of local-pelvic-intra-arterial infusion. Acta Obstet. Gynecol. Scand. 1979, 58, 415–416.
  3. microencapsulation Florence, A.T.; Jenkins, A.W.; Loveless, A.H. Approaches to the formulation of a long-acting intramuscular injection. J. Pharm. Pharmacol 1973, 25 (Suppl.), 120–121.
  4. Chandrasekaran, S.K. Controlled release of scopolamine for prophylaxis of motion sickness. Drug Dev. Ind. Pharm 1983, 9, 627–646.
  5. Rogge, M.C.; Johnson, C.A.; Zimmermann, S.W.; Welling, P.G. Vancomycin disposition during continuous ambulatory peritoneal dialysis: a pharmacokinetic analysis of peritoneal drug transport. Antimcrob. Ag. Chemother. 1985, 27, 578–582.
  6. Su, K.S.E.; Campanale, K.M. Nasal drug delivery systems requirements, development and evaluations. In Transnasal Systemic Medications; Chien, Y.W., Ed.; Elsevier Scientific: Amsterdam, 1985; 139–159.
  7. pressurized metered dose inhaler Newman, S.P.; Miller, A.B.; Lennard-Jones, T.R.; Moren, E.; Clarke, S.W. Improvement of pressurised aerosol deposition
  8. Ritschel, W.A.; Elconin, H.; Alcorn, G.J.; Denson, D.D. First-pass elimination of lidocaine in the rabbit after peroral and rectal of administration. Biopharm. Drug Dispos. 1985, 6, 281–290.