سرطان عنق الرحم

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

سرطان عنق الرحم Cervical Cancer

يعد سرطان عنق الرحم الخباثة الأشيع الثالثة عند النساء حول العالم، وهي سبب رئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان عند النساء في البلدان النامية.

وبسبب ارتباط الإصابة بسرطان عنق الرحم بالإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري أصبح يُنصح بفحص النساء بالإصابة به إن كُنَّ في سن 30-65. ويُستخدم لتقييم حالة النساء اللواتي تظهر عليهن أعراض أو اللواتي يظهرن موجودات شاذة عند الفحص، أو آفات كبيرة في عنق الرحم تنظير الرحم والخزعة أيضًا.

ويختلف علاج سرطانة عنق الرحم باختلاف مرحلة المرض. فبالنسبة للمرحلة الغازية الباكرة تعد الجراحة الخيار الأنسب. وفي الحالات الأكثر تقدمًا فإنَّ الإشعاع مع العلاج الكيميائي هو المعيار الحالي للعلاج. أما النساء المصابات بسرطانة منتشرة فيقوم العلاج الكيميائي والإشعاعي بتخفيف الأعراض.

الفيزيولوجيا المرضية

يتواجد فيروس الورم الحليمي البشري في سرطان عنق الرحم عادةً. وتصيب عدوى هذا الفيروس نسبة عالية جدًا من النساء النشطات جنسيًا. بينما تقريبًا 90% من عداوى هذ الفيروس تشفى تلقائيًا خلال أشهر حتى سنوات دون أن تترك عقابيل.

بالمتوسط تؤدي 5% فقط من عداوى هذا الفيروس للإصابة بآفات ورمية ظهارية في عنق الرحم (CIN) من الدرجة الثانية أو الثالثة (طليعة سرطان عنق الرحم) خللال 3 سنوات من العدوى. وفقط 20% من الآفات الثالثية الورمية الظهارية تلك تؤدي للإصابة بسرطان عنق رحم غازي خلال 5 سنوات، وفقط 40% من تلك الآفات تتطور إلى سرطان عنق رحم غازي خلال 30 سنة.

ولأنَّ نسبة قليلة جدًا من عداوى فيروس الورم الحليمي البشري تتطور لسرطان، فهنالك عوامل أخرى يجب وجودها للإصابة به. ومنها:

  • نمط ومدة العدوى الفيروسية، فالإصابة بفيروس من النمط مرتفع الخطورة والمقاوم يجعل من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم مرتفعًا؛ بينما الأنماط منخفضة الخطورة من الفيروس لا تسبب سرطان عنق الرحم.
  • حالة المريضة المؤثرة على المناعة: مثل الحالة الغذائية السيئة وعدوى فيروس نقص المناعة المكتسب والتأهل المناعي عندها.
  • العوامل البيئية: مثل التدخين ونقص الفيتامينات.
  • عدم القيام بفحص سيتولوجي روتيني.

إضافةً لذلك هنالك كثير من العوامل النسائية تزيد بشدة خطر عدوى فيروس الورم الحليمي البشري. وتتضمن هذه العوامل العدد الكبير من الشركاء الجنسيين. رغم أنَّ استخدام مانعات الحمل الفموية لأكثر من 5 سنوات يرتبط بزيادة في خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم إلا أنَّ ذلك الخطر ربما ينتج عن زيادة في خطر الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري. فلم يثبت بعد وجود علاقة مباشرةً بين مانعات الحمل الفموية والإصابة بهذا الفيروس.

الحساسية الجينية للإصابة

النساء اللواتي لديهن قريبة من الدرجة الأولى مصابة بذلك السرطان يكون خطر إصابتهن الضعف مقارنة بغيرهن.

ومن العوامل الجينية التي تؤثر على الإصابة بسرطان عنق الرحم:

  • عامل النخر الورمي TNF: يتدخل ببداية قيام الخلايا بالاستماتة، والجينات TNFa-8 وTNFa-572 وTNFa-857 وTNFa-863 و TNF G-308A ترتبط بنسبة عالية من الإصابة بسرطان عنق الرحم.
  • جين Tp53: يرتبط تعدد الأشكال في جين Tp53 والذي يتدخل في الاستماتة والإصلاح الجيني بزيادة في معدل تقدم الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري إلى سرطان عنق الرحم.
  • جينات مستضد الكريات البيضاء البشري HLA: لها علاقة بالمرض من عدة مناحٍ. فبعض الشذوذات فيها ترتبط بزيادة في خطر تطور الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري إلى سرطان عنق الرحم، وبعضها الآخر يتعلق بتأثيرات حامية من المرض.
  • جينات الجذب الكيميائي 2 (CCR2) على الصبغي 3p21 وجين Fas على الصبغي (10q24.1) يمكن أن تؤثر على الحساسية الجينية للإصابة بسرطانة عنق الرحم.
  • التعديلات فوق الجينية: من المحتمل أنها تتدخل في ذلك.

فيروس الورم الحليمي البشري

هو فيروس غير مغلف، ذو تناظر عشريني (له عشرون سطحًا) يملك 72 كابسومير (قسيم فقيصي) تحيط بجينوم دنا حلقي ثنائي الطاق مكون من 8000 أساس.

تعد فيروسات الفيروس الحليمي البشري ذات نوعية عالية للأنواع، فلا تصيب أنواعًا أخرى، حتى تحت الشروط المخبرية. ويعد البشر المستودع الوحيد المعروف لهذه الفيروسات.

عُرف حتى الآن أكثر من 100 نوع من الفيروس الحليمي البشري، وعرف التسلسل الجيني لأكثر من 80 نوعًا منها. وقد وجدت الأنواع الأشد مقاومة عند الأشخاص الذين لديهم عدة شركاء جنسيين.

وتعد الأنماط الثمانية 16 و18 و31 و33 و35 و45 و52 و58 هي المسببة لـ 90% من جميع سرطانات عنق الرحم حول العالم. وثلاثٌ منها (16 و18 و45) تسبب 94% من السرطانات الغدية الرقبية.

الوبائيات

يعد سرطان عنق الرحم الخباثة الأشيع الثالثة عند النساء حول العالم، وتُشخص سنويًا 500,000 حالة بهذه السرطانة؛ وتختلف معدلات الإصابة على نحوٍ واسع، فتتراوح من 4.5 حالة من كل 100,000 امرأة في آسيا الغربية إلى 34.5 حالة من كل 100,000 امرأة في أفريقيا الشرقية وفي البلدان الصناعية تتراوح من 4 إلى 10 حالات من كل 100,000 امرأة. أما بالنسبة للعمر فأعلى نسبة كانت بين النساء بعمر 50-79 سنة. لكن يمكن أن يصيب أي امرأة في مرحلة الخصوبة.

المآل

يعتمد المآل على مرحلة المرض. على العموم فمعدلات النجاة بعد 5 سنوات هي كالتالي:

  • المرحلة 1: أكبر من 90%.
  • المرحلة 2: 60-80%.
  • المرحلة 3: 50% تقريبًا.
  • المرحلة 4: أقل من 30%.

الأعراض

  • لأنَّ كثيرًا من النساء تُفحص دوريًا فتكون الموجودة الأكثر شيوعًا في الفحص هي وجود شذوذات في اختبار بابا نيكولاو. وتكون تلك المريضات لاعرضيات.
  • أما في حال ظهور الأعراض فإنَّ أولاها هي نزيف مهبلي غير طبيعي، بعد الجماع عادةً.
  • ويمكن أن تصاب المريضة بانزعاج مهبلي ونجيج سيء الرائحة وعسر تبول لكنها غير شائعة.
  • ينمو الورم على السطوح الظهارية، وصولًا للجوف الرحمي، عبر الظهارة المهبلية. ويمكن أن يغزو المثانة والشرج مباشرةً ما يؤدي للإصابة بـ:

- إمساك.

- بوال دموي.

- ناسور.

- انسداد إحليلي.

  • يمكن أن يسبب هذا السرطان نقائل تصيب أعضاءً بعيدة، منها: العقد اللمفية خارج الحوض، والكبد و الرئة والعظام. ما يصيب المريضة بأعراض تبعًا لمكان الإصابة.

التشخيص

يجب فحص الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري في حال الإصابة بسرطان عنق الرحم. ويبدأ الفحص بعمل اختبار بابانيكولاو.

توصيات أثناء الفحص:

  • أقل من 21 سنة: ليس هنالك حاجة للفحص.
  • 21-29 سنة: يجب القيام بفحص سيتولوجي فقط (مسحة بابا نيكولاو) كل 3 سنوات.
  • 30-65 سنة: يجب القيام بفحص سيتولوجي وتحري الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري كل 5 سنوات، أو فحص سيتولوجي فقط كل 3 سنوات.
  • أكبر من 65 سنة: ليس هنالك حاجة للفحص.

التدبير والعلاج

يختلف علاج سرطان عنق الرحم بحسب درجة المرض كالتالي:

  • المرحلة 0: تُعامل باستئصال قسطري موضعي أو بإجراءات استئصالية مثل الجراحة البردية والاستئصال بالليزر والاستئصال بالعروة؛ ويفضل القيام باستئصال جراحي.
  • المرحلة IA1: والعلاج المفضل لهذه المرحلة هو الجراحة؛ يمكن القيام باستئصال رحم كلي أو استئصال رحم شعاعي أو استئصال مخروطي.
  • المراحل: IA2 وIB و IIA: معالجة شعاعية حزمية خارجية مع معالجة كتبية والقيام باستئصال رحم شعاعي مع استئصال العقد اللمفية الحوضية للمريضات من المراحل IB و IIA؛ ويعد القيام بقطع عنق الرحم الشعاعي المهبلي مع تسليخ العقد اللمفية الحوضية مناسبًا للحفاظ على الخصوبة عند المصابات بالمرحلة IA2 من السرطان، وعند المصابات بالمرحلة IB1 والآفات لديهن أقل من 2 سم.
  • المراحل IIB وIII وIVA: معالجة كيمياوية يكون دواء السيسبلاتين أساسًا فيها، بالإضافة لاستخدام التشعيع.
  • المرحلة IVB والإصابة المتكررة بالسرطان: المعالجة الفردية تستخدم على أساس تخفيفي؛ يستخدم العلاج الشعاعي لوحده للسيطرة على النزيف والألم، ويستخدم العلاج الكيماوي الجهازي للمرض المتنشر.

التمنيع

تشير الأدلة إلى أنَّ لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري تمنع الإصابة به. وهنالك لقاحات له وافقت عليهما منظمة الغذاء والدواء الأمريكية:

  • Gardasil: وهو لقاح رباعي صودق عليه للفتيات والنساء 9-26 سنة لمنع الإصابة بسرطان عنق الرحم. (وكذلك للثآليل الجنسية وسرطان المستقيم) التي تسببها الإصابة ب فيروس الورم الحليمي البشري . كما أنَّه مصادق عليه للرجال 9-26 سنة.
  • Cervarix: لقاح ثنائي مصادق عليه للفتيات والنساء بعمر 9-25 سنة لمنع الإصابة بسرطان عنق الرحم الناتج عن الإصابة بأنماط فيروس الورم الحليمي البشري 16 و18.

المصدر

https://emedicine.medscape.com/article/253513-overview#showall