سرطان الخلايا القاعدية

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 07:21، 8 سبتمبر 2012 بواسطة سلام المجذوب (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'يُعدّ '''سرطان الخلايا القاعديّة''' أكثر أشكال سرطان الجلد غير الميلانيني شيوعاً، وهو أسهله...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يُعدّ سرطان الخلايا القاعديّة أكثر أشكال سرطان الجلد غير الميلانيني شيوعاً، وهو أسهلها من حيث العلاج والأقل عُرضةً للانتشار.

مع أنّ هذا النّوع من السّرطان نادراً ما يكون مميتاً، إلا أنّه يمكن أن يُسبّب ضرراً بالغاً للأنسجة المحيطة والعظام في حال عدم إزالته. إنّ نسبة نكس سرطان الخلايا القاعديّة مرتفعة، ولذلك فمن المحتمل الإصابة به مرّةً أُخرى خلال خمسة سنواتٍ من الإصابة الأولى.

على الرّغم من أنّ الكريم الواقي من الشّمس يُعَدّ جزءاً هامّاً من برنامج الحماية من الشّمس إلا أنّه لا يمكن أن يمنع الإصابة بسرطان الخلايا القاعديّة أو أيّ نوعٍ آخر من سرطان الجّلد. ولذلك فالحماية المثلى هي تجنّب التعرّض للشّمس قدر المستطاع لأنّ هذا النّوع من السّرطان ينجم عن التّعرّض طويل الأمد للأشعّة فوق البنفسجيّة من الشّمس.

الأعراض

على الرّغم من أنّ معظم حالات هذا النّوع من السّرطان تتكوّن في الأجزاء المعرّضة للشّمس من الجّسم, كالرّأس والعنق خاصّةً, والجذع والساقين في بعض الأحيان, إلا أنّه يمكن أن يُصيب أجزاءً من الجّسم نادراً ما تكون عُرضةً لضوء النّهار.

عادةً ما تكون القرحة التي لا تُشفى أو التي تنزف بشكلٍ متكرّرٍ أو تتقْشّر علامة منذرةً بوجود سرطانٍ في الجّلد. ويمكن أن يتمثّل سرطان الخلايا القاعديّة بإحدى الأشكال التّالية:

  • تقرّح ذو لون شمعي أو أبيض لؤلؤي:

مع أوعية دّمويّة ظاهرة على الرّقبة أو الوجه أو الأذنين. يمكن أن ينزف هذا التقرّح أو تتشكّل قشرة فوقه أو يتشكّل انخفاضاً في منتصفه. عادةً ما يكون هذا النّوع من الورم أسوداً أو بنيّاً في الأشخاص ذوي البشرة الدّاكنة.

  • بقعة مسطّحة ومتقشّرة وذات لونٍ لحميٍّ أو بني على الصّدر أو الظّهر:

والتي يمكن أن تنمو لتصبح كبيرةً فعلاً بمرور الوقت، لتصل إلى 10- 15 سنتيمتر (حوالى 4 إلى 6 بوصات).

  • ندبة بيضاء شمعيّة:

يمكن أن يغفل المريض عن هذا النّوع النّادر من سرطان الخلايا القاعديّة بسهولة. يمكن أن تكون هذه النّدبة مؤشّراً على وجود سرطان الخلايا القاعديّة قشيعيّة الشّكل، وهو نوعٌ من السّرطان ينتشر ويشوّه بشكلٍ خاص.

كلّما تمّ تشخيص وعلاج هذه القروح بشكل مبكر، كلّما كانت النّتائج أفضل, حتّى وإن كان التّمييز بين سرطان الخلايا القاعديّة والقروح العاديّة صعباً. يجب على المريض مراجعة طبيب الجّلديّة لدى ملاحظة أحد الأشياء التّالية:

  • أوعية دمويّة مرئيّة في القرح أو حوله
  • ندبة في منطقة غير مجروحة
  • قرحً في الجّلد والذي ينزف بسهولةٍ أو لا يُشفى في غضون أسبوعين
  • قرح ناز أو متقشّر بشكلٍ متكرّر

الأسباب

يتألّف الجلد من ثلاث طبقات: البشرة، وهي الأقرب للسّطح، والأدمة وما تحت الجّلد. توجد الخلايا القاعديّة في الطّبقة السّفلى أو القاعديّة للبشرة، وتقوم هذه الخلايا بإنتاج الخلايا الجديدة للجلد، والتي تقوم بدفع الخلايا الأقدم لسطح البشرة، حيث تموت الخلايا القديمة وتنفصل.

ويتحكّم الحمض النّووي الذي يمثّل المخطّط الوراثي للجّسم بهذه العمليّة. عندما يتضرّر الحمض النّووي من أشعّة الشّمس على سبيل المثال، لا تجري عمليّة موت وتجديد الخلايا كما يجب، وقد يؤدّي ذلك إلى نموٍ لا يمكن السّيطرة عليه في الخلايا مما يؤدّي إلى تشكّل الورم.

  • العوامل البيئيّة:

يبدو أنّ سرطان الخلايا القاعديّة يأتي كنتيجةٍ لعوامل وراثيّة وبيئيّة. ويأتي التّعرّض للأشعّة فوق البنفسجيّة كأكثر العوامل البيئيّة ضرراً بخلايا الجّلد. وعلى الرّغم من أنّ أكبر خطرٍ تسبّبه الشّمس يظهر عادةً في سنّ المراهقة والطفولة، إلا أنّ ضرر الأشعّة فوق البنفسجيّة يبدو شيئاً تراكميّاً، ولذلك فإنّ احتماليّة الإصابة بسرطان الجّلد تتناسب طرداً مع الوقت الذي نقضيه في الشّمس. ويزداد خطر الإصابة أكثر حين يكون التّعرّض للشّمس خلال أوقات النّهار التي تكون فيها أشعّة الشّمس قويّةً جداً.

في ما يلي بعض العوامل البيئيّة الأُخرى التي يمكن أن تؤدّي إلى هذا النّوع من السّرطان:

  • العلاج الإشعاعي:

يزداد خطر الإصابة بسرطانة الخلايا القاعديّة عند استخدام الأشعّة السّينيّة لتصوير الرّأس أو العنق, وعند استعمال السّورالين والأشعّة فوق البنفسجيّة A (PUVA) التي تفيد في علاج الصّدفيّة. قد يستغرق سرطان الجّلد سنواتٍ ليتطوّر، فالعديد من السّرطانات الناجمة عن الإشعاع والتي تحدث لاحقاً في الحياة، يمكن أن تأتي كنتيجةٍ للعلاجات الإشعاعيّة التي تُعالج حب الشّباب والديدان الحلقيّة. ويشكّل تصبّغ الجّلد والجّرعة الكليّة للإشعاع المُتلقّى والحالة الصحيّة للمريض بعض العوامل التي تعتمد عليها الإصابة بالسّرطان كنتيجةٍ للعلاج الإشعاعي.

  • السّموم الكيميائيّة:

يُعدّ الزّرنيخ سبباً معروفاً للإصابة بالسّرطان بشكلً عام، بما فيه سرطان الخلايا القاعديّة، والزّرنيخ معدنٌ سام يوجد في البيئة بشكلٍ واسع. مع أنّ الزّرنيخ عادةً ما يُلوّث التّربة والهواء والمياه الجّوفيّة، إلا أنّ معظم النّاس يتعرّضون له بسبب الطّعام، وخاصّةً السّمك ولحم البقر والدّجاج وعنب النّبيذ الذي تمّ رشّه بمبيدات سامّة تحتوي على الزّرنيخ. يمكن أن يتناول عمال مصافي التّكرير والمزارعين والأشخاص الذين يشربون مياه الآبار الملوّثة أو حتى أولئك الذين يقطنون بالقرب من مصانع الصَّهر كميّاتٍ كبيرة من الزرنيخ.

  • العقاقير المثبّطة للمناعة:

مع أنّ الأعراض قد لاتظهر لسنواتٍ بعد الجّراحة، إلا أنّ خطر الإصابة بسرطان الخلايا القاعديّة يزداد لدى تناول أدوية لمنع رفض عضوٍ ما بعد الخضوع لجراحةٍ لزرع الأعضاء.

  • العوامل الجّينيّة:

يمكن أن تُسبّب بعض الأمراض الوراثيّة أو تزيد خطر الإصابة بسرطان الخلايا القاعديّة, وفيما يلي بعض هذه الأمراض:

  • جفاف الجلد المُصْطَبِغ:

يسبّب هذا المرض حساسيّةً مفرطة لضوء الشّمس، ولذلك فإنّ خطر الإصابة بسرطان الخلايا القاعديّة بالنّسبة للأشخاص المصابين بهذا المرض كبير لعدم وجود أو وجود قدرةٍ ضئيلة على إصلاح الضّرر الذي تسبّبه الأشعّة فوق البنفسجيّة للجلد.

  • متلازمة غورلين (الوحمة قاعديّة الخلايا):

وهي تُدعى أيضاً متلازمة سرطان الخليّة القاعديّة الوحمانيّة، يعاني الأشخاص المصابين بهذا المرض الوراثي من تعدّد سرطانات الخلايا القاعديّة ومن انطباعاتٍ على أيديهم وأقدامهم وتشوّهات في العمود الفقري وإصابة العين بالسّاد.

  • تناذر بازيكس (Bazex's syndrome):

يتميّز هذا المرض بقلّة التّعرّق وشعر الجّسم، بالإضافة إلى تعدد سرطانات الخلايا القاعديّة على الوجه.

المضاعفات

لا يعاني المرضى من مضاعفاتٍ لدى التّشخيص والعلاج المبكّر لسرطان الخلايا القاعديّة. لكن في حال تُرِكت السّرطانات دون علاج، وبخاصّةٍ الأورام قشيعيّة الشّكل، يمكن أن تغزو هذه السّرطانات وتدمّر العضلات القريبة والأعصاب والعظم. ويمكن لسرطان الخلايا القاعديّة الحرشفيّة أن ينتشر إلى أجزاءٍ أُخرى من الجّسم، وهو يُعَدّ أحد الأنواع النّادرة من سرطانات الخلايا القاعديّة.

تصبح احتماليّة نكس الورم أكبر عند وجود أكثر من ورمٍ واحد في البداية أو وجود ورمٍ على جذع المريض. من الصّعب القضاء على سرطان الخلايا القاعديّة تماماً وقد يعاود الظّهور حتّى بعد العلاج النّاجح، وعادةً ما يكون ذلك في نفس المكان.

قد تزداد احتماليّة الإصابة بأنواعٍ أخطر من سرطان الجّلد عند وجود تاريخٍ في الإصابة بسرطان الخلايا القاعديّة، بما فيه سرطان الخلايا الشّائكة وحتى الورم الميلانيني الخبيث، وفي معظم الحالات يكون التّعرّض الطّويل لأشعّة الشّمس سبباً لذلك. لا يزال الباحثون غير متأكّدين فيما إذا كانت الإصابة بسرطان الخلايا القاعديّة تزيد من خطر الإصابة بأنواعٍ أُخرى من السّرطان.

العلاج

يعتمد العلاج عادةً على نوع الورم وموقعه وخطورته. وهنالك عددٌ من أساليب العلاج لمعالجة سرطان الخلايا القاعديّة وهي تتضمّن ما يلي:

الاستئصال الجّراحي

وفي هذه الجّراحة يتم استئصال الأنسجة السّرطانيّة بالإضافة إلى الجّلد السّليم المحيط الذي يشكّل حواف الورم. وفي بعض الحالات يخضع المريض لاستئصالٍ على نطاقٍ واسع يشمل إزالة المزيد من الجّلد الطّبيعي حول الورم. ويتم إجراء هذه العمليّة لكلٍ من الأورام الجديدة والناكسة. يجب استشارة طبيبٍ ماهرٍ في إعادة بناء الجّلد للحدّ من ظهور النّدوب وخاصّةً في الوجه.

التّجفيف الكهربي والكشط (ED and C)

وفيه يتم إزالة سطح الجّلد بأداةٍ كاشطة (مجرفة), وتُكوى قاعدة الورم بإبرةٍ كهربائيّة. عادةً ما يتم إجراء هذه العمليّة للأورام المتوضّعة على الذّراعين أو الجّذع أو السّاقين، وقد تنجح في إزالة سّرطان الخلايا القاعديّة الجّديد، إلا أنّها أقلّ فاعليّةً بالنّسبة للأورام الناكسة.

الجّراحة باللّيزر

وفيها يتم تبخير سّرطان الخلايا القاعديّة السطحي، كما يتم استخدام اللّيزر في عمليّات الاستئصال الجّراحيّة في بعض الحالات بدلاً من المباضع للحدّ من النّزف.

التّجميد

فيه يتم تجميد الخلايا السّرطانيّة بالنيتروجين السّائل ومن ثمّ إزالتها (جراحة قرّيّة / جِراحَةٌ بَرْدِيَّة). على الرّغم من أنّ لهذا النّوع من العلاج بعض العيوب، كالنّدوب والتقشّر والبطء في الشّفاء، إلا أنّه مفيدُ فعلاً بالنّسبة للأورام التي تظهر في أماكن معيّنة من الجّسم، وكذلك بالنّسبة للأشخاص الذين يعانون من أكثر من ورمٍ واحد.

جراحة موهس

وفيها يتمّ إزالة طبقات الورم طبقةً تلو الأُخرى، ويتم فحص كلِ طبقةٍ مجهرياً حتى تزول جميع الخلايا غير الطّبيعيّة. تسمح هذه الجّراحة بإزالة كل الورم دون أخذ كميّات زائدة من الأنسجة السّليمة المحيطة به. وتُعدّ هذه الجّراحة علاجاً فعالاً لسرطان الخلايا القاعديّة الناكسة ومن نوع قشيعيّة الشّكل العميقة والكبيرة والتي تنمو بسرعة على الوجه. ويجب إجراؤها من قِبل أطبّاء مدرّبين عليها بشكلٍ خاص لأنّها تتطلّب خبرةً معيّنة.

العلاجات الموضعيّة

يمكن أن تتم معالجة سرطان الخلايا القاعديّة السّطحي في بعض الحالات بالكريمات والمراهم. ويبدو أنً الكريم الذي يُوصف عادةً من أجل حب الشّباب وهو tazarotene، فعّالٌ في منع ظهور سرطان الخلايا القاعديّة، وقد يكون له دورٌ في العلاج أيضاً، إلا أنًه لم يتم الموافقة على تطبيقه كعلاج لهذه الحالة لأنًه لا يزال خاضعاً للاختبارات. وتتضمّن بعض العلاجات الموضعيّة الأُخرى 5-fluorouracil و imiquimod، إلا أنّ كلا العلاجين يتطلّبا إشرافاً دقيقاً لأنّهما يمكن أن يسبّبا تهيّج حاد في الجّلد بالإضافة إلى الآثار الجّانبيّة الجّهازيّة.

الإنذار

غير متوفّر.

المصدر

http://www.epharmapedia.com