داء خدش القطة

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 14:08، 15 فبراير 2018 بواسطة كنان الطرح (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' {{فضل الكاتب الرئيسي|د. جاد الله السيد محمود}} '''داء خدش القطة Cat Scratch Disease''' داء خدش القطة CSD، وي...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

داء خدش القطة Cat Scratch Disease داء خدش القطة CSD، ويعرف أيضًا بحمى خدش القطة وكذلك التهاب العقد اللمفاوية الناحي تحت الحاد. هي عدوى جرثومية تصيب العقد اللمفية القريبة من مواقع دخول الجرثومة.

تعد جرثومة البرتونيلة الهنسلية Bartonella henselae سلبية الغرام العامل المسبب الرئيسي.

ويعد داء خدش القطة أحد أكثر الأسباب شيوعًا لتضخم العقد اللمفاوية المزمن عند الأطفال والبالغين. غالبًا ما يكون لدى المرضى المصابين بهذا الداء في تاريخهم المرضي تكرار إصابتهم خدوش أو عضات من القطط.

وقد سجل معظم المرضى تعرضهم لخدش أو لعق قطط قبل 2-8 أسابيع من إصابتهم بالداء. لكنَّ الإصابة بالخدش ليس ضروريًا، فيمكن أن يحصل الانتقال فقط بتربية القطط في المنزل، حيث يمكن أن ينتقل المرض عن طريق النواقل مفصلية الأرجل.

الفيزيولوجيا المرضية

معظم حالات داء خدش القطة تسببها جراثيم البرتونيلة الهنسلية. والبرتونيلة هي جراثيم عصوية صغيرة مرهفة متعددة الأشكال، داخل خلوية مخيرة سلبية الغرام.

يبدو أنَّ العدوى تكسب المريض مناعة دائمة، حيث أنَّ تكرار العدوى عند المرضى نادرٌ جدًا.

العلامة الأساسية لهذا الداء هو التضخم الناحي للعقد اللمفاوية قرب موقع الإصابة.

عند المرضى المؤهلين مناعيًا تسبب العدوى استجابةً مقيحة وورمية حبيبية. أما عند المرضى منقوصي المناعة فيمكن أن تكون الاستجابة على عدوى البرتونيلة تكاثرية وعائية، مع توعٍ حديث. ويمكن أن تسبب في حالات نادرة للمرضى المؤهلين مناعيًا مرضًا شديدًا جهازيًا، أو تظاهرات شديدة أخرى، والتي قد تتضمن متلازمة عينية غدية أو التهاب الدماغ أو التهاب العصب البصري والشبكية أو التهاب رئة أو التهاب العظم والنقي أو حمامى عقدة أو ألم مفاصل أو التهاب مفاصل أو فرفرية قليلة الصفيحات. البرتونيلة قادرة على دعم التكاثر الوعائي من خلال عامل الالتصاق A، والذي يلاحظ في ثؤلول البيرو والفرفريات والورام الوعائي العصوي.

حددت تسعة من بروتينات الغشاء الخارجي (OMP) للبرتونيلة الهنسلية. والبروتين الذي يزن منها 43 كيلودالتون يعد بروتينًا أساسيًا قادرًا على الارتباط بالخلايا البطانية؛ وهنالك حاجة للمزيد من الاستقصاء لتوضيح دوره في إمراضية داء خدش القطة.

العدوى الهرية بالبرتونيلة الهنسلية شائعة، ولاعرضية. في الولايات المتحدة 28% من القطط المجرى عليها المسح كان لديها أضداد ضد تلك الجرثومة. وفي كاليفورنيا كان الزرع الدموي إيجابيًا لـ 56% من القطط المنزلية الأصغر من سنة، وفي 34% من القطط الأكبر من سنة.


أكثر من ثلاثة أرباع القطط في كاليفورنيا كان لديها أضداد ضد تلك الجرثومة كدليل على عدوى سابقة بها؛ لكن فقط 21% من القطط الأليفة كانت مجرثمة بهذه الجرثومة، مقارنة بـ 61% من القطط الشاردة. (وفي مسح آخر كانت النسبة 12-14% للقطط المحلية، مقابل 44% للقطط الوحشية). ويمكن أن تكون القطط متجرثمة لا عرضية لأشهرٍ عدة، حتى أثناء ارتفاع عيار الأضداد. عزلت الجرثومة من البراغيث الموجودة على القطط المصابة. أظهرت الدراسات أنَّ نقل العدوى عبر البراغيث يحدث بكفاءة عالية، وأنَّه بدون البراغيث لا تنقل القطط العدوى لغيرها.

الإنذار (المآل)

يعد المآل عند الأشخاص المؤهلين مناعيًا المصابين بالداء ممتازًا.

يحصل الشفاء التام دون عواقب عند جميع المرضى تقريبًا. وتحصل الوفيات في 5-10% من الحالات تقريبًا؛ وتنتج حينها عن إصابة الجهاز العصبي المركزي أو المحيطي، أو بسبب انتشار المرض لأعضاء متعددة. وحتى عند المرضى الذين أصيب لديهم الجهاز العصبي المركزي، يمكن توقع الشفاء دون بقاء عواقب عصبية خلال أسابيع لأشهر.

يشفى التهاب العقد اللمفية عادةً تلقائيًا خلال 2-4 أشهر، لكن قد يتطلب في بعض الحالات 1-2 سنة. قد يعاني المرضى منقوصي المناعة من مساقٍ مرضي مهدد للحياة. لكن بالاستخدام المناسب للصادات الحيوية، وتدبير المضاعفات الناتجة عن المرض يمكن أن يشفى هؤلاء المرضى تمامًا.

الأعراض

تتأثر كثير من الأعضاء بحمى خدش القطة، وتتضمن العقد اللفمية والجهاز العصبي المركزي والعيون والجلد والرئة العظام. وقد يحصل طفح انتقالي باكرًا في مساق المرض.

الأعراض الأساسية

  • الحطاطة:

قد يظهر الفحص الحذر حطاطة عند معظم المرضى.

أكثر من 90% من المرضى المصابين بداء خدش القطة يصابون بحطاطة غير ممضة حمراء بنية اللون أو أكثر من حطاطة بقطر 3-5 ملم في موقع دخول الجرثومة خلال 3-10 أيام بعد الإصابة. تتسمر الآفات الأولية لمدة 1-3 أسابيع ثم تنحسر بحصول تضخم العقد اللمفية.

يُظن خطًا غالبًا أنَّ الحويصلة الناتجة مكان دخول الجرثومة ناتجة عن لسعة بعوضة. تكون الآفات غير حاكة، وتشفى خلال أيام إلى أشهر دون أن تترك تندبًا.

أما عن مكانها، فبسبب حمل المرء للقط على صدره تحصل معظم الآفات غالبًا في الرأس أو الأطراف العلوية. فيمكن أن تصيب فروة الرأس والجفون والملتحمة.

  • العقد اللمفية:

تتضخم عقدة أو أكثر خلال أسبوعين تقريبًا (بمجال يترواح 5-50 يومًا) بعد الاتصال مع القطة. غالبًا ما يبحث المرضى المصابون بداء خدش القطة عن العناية الطبية بسبب تضخم العقد اللمفاوية الناحي الممض، والذي يتضمن نموذجيًا عقد الإبط والرقبة وعقد تحت الفك السفلي وأمام صيوان الأذن.

يمكن أن يكون تضخم العقد اللمفاوية الحاصل ممضًا إلى حدٍ ما، مع حمامى وزيادة حرارة الجلد عليه. يبقى تضخم العقد اللمفية محصورًا في المواقع القريبة، ويشفى نموذجيًا خلال 2-4 أشهر، لكن قد يستمر مدة 6-12 شهرًا. ونادرًا ما يستمر مدة سنة أو أكثر. تقريبًا 10-30% من العقد تصبح مقيحة، وتتطلب ارتشافًا بالإبرة.

  • العقد المتضخمة: يصاب المريض بتضخم العقد اللمفاوية في عقدة واحدة أو مجموعة من العقد الناحية. تتضمن أكثر من 65% من الحالات إصابة عقد الإبط أو المثلثات الأمامية أو الخلفية للعنق. وقد سجلت الإصابة بتضخم العقد اللمفاوية الإربية في 17% من الحالات.

وأكثر العقد تضخمًا هي عقد الأطراف العلوية (46% عقد الإبط والعقد اللمفية المرفقية)، ثم العنق والفك (26% العقد الرقبية وعقد الفك السفلي) والإرب (17.5% الفخذية والإربية) ثم أمام الأذن (7%) ثم الترقوية (2%). وفي 10-20% من الحالات تصاب أكثر من منطقة واحدة. يصل حجم العقدة نموذجيًا 1-5 سم، لكن قد تتضخم لتصل 8-10 سم، أو حتى أكبر من ذلك في بعض الحالات. يشفى التهاب العقد اللمفية خلال 2-4 أشهر، ونادرًا ما يستمر أكثر من سنة. يحصل تقيح العقد عند 8.5-30% من المرضى. ويتناسب خطر التقيح مع حجم تضخم العقد.

الأعراض الجهازية

يصاب تقريبًا 50% من المرضى أيضًا بأعراض جهازية. والتي يمكن أن تتضمن:

  • توعك وتعب (29.4%).
  • حمى (28%)، وتزيد عن 38.3 درجة مئوية (101 فهرنهايت).
  • قهم (14.5%).
  • صداع (13%).
  • التهاب الحلق (7%).
  • ألم المفاصل (2.5%).

الحمى

تكون الحمى – في حال وجدت – منخفضة نموذجيًا. ففي دراسة على 1200 مريض فقط 9% منهم ارتفعت درجة حرارتهم لأكثر من 39 درجة مئوية. ويصاب تقريبًا 32% من المرضى بحمى مطولة، أو بحمى تستمر 3 أسابيع.

أعراض نادرة

  • مرض جهازي.
  • التهاب رئة غير نموذجي.
  • ورم في الثدي.
  • حمامى عقدية.
  • فرفرية نقص الصفيحات.

ويمكن أن تحصل انتكاسة بعد الشفاء بفاصل 4-20 شهرًا.

داء خدش القطة غير النموذجي

ويتضمن الأعراض التالية:

  • متلازمة بارينو العَينِيَّةُ الغُدِّيَّة.
  • إصابة الجهاز العصبي المركزي.
  • أعراض كبدية طحالية.
  • التهاب شغاف القلب.
  • التهاب العظم والنقي.
  • ألم المفاصل.
  • شكاوى تنفسية.
  • تظاهرات جلدية.

متلازمة بارينو العَينِيَّةُ الغُدِّيَّة POS

تتسم هذه المتلازمة بالتهاب ملتحمة وحيد الجانب مع تضخم العقد اللمفية الملاصقة أمام صيوان الأذن. عادةً ما يكون موضع دخول الجرثومة عند هؤلاء المرضى هو جفن العين أو الملتحمة، وذلك نتيجة لعق أو خدش أو عض.

يؤدي الفرك اللاحق للعين غالبًا لانتشار المرض. وبعد بضة أسابيع يصاب المريض بالتهاب ملتحمة غير قيحي أو ورم حبيبي عيني أو كليهما. ووتشفى خلال بضعة أشهر دون أن تترك ضررًا. يظهر فحص الملتحمة الجفنية إما آفة ورمية حبيبية بقطر 2-4 ملم، أو خدشًا صريحًا. رغم أنَّ متلازمة بارينو العَينِيَّةُ الغُدِّيَّة يمكن أن تحدث نتيجة الإصابة بأمراض أخرى (مثل حمى الأرانب والسل) إلا أنَّ السبب الأكثر شيوعًا هو الإصابة بداء خدش القطة.

إصابة الجهاز العصبي المركزي

وجدت أعراض الجهاز العصبي المركزي عند 5% من المرضى المصابين بداء خدش القطة. وبالإضافة للصداع يمكن أن تتضمن تغيرات في الحالة العقلية ونوبات والتهاب النخاع واعتلال عصبي محيطي عابر والتهاب شبكية. تشير الإصابة بألم بطني مع تاريخ بالإصابة بداء خدش القطة لالتهاب طحالي كبدي بداء خدش القطة.

رغم أنَّ التهاب الدماغ يتبع عادةً إصابة تضخم العقد اللمفاوية بـ 1-6 أسابيع إلا أنَّه يمكن أن يسبق أو يحدث دون إصابة العقد اللمفاوية. يكون معظم المصاب لديهم الجهاز العصبي المركزي صغارًا مقارنة بطيف العمر الذي يصيبه المرض.

تتطور الأعراض بسرعة خلال ساعات إلى نوبات وغيبوبة. تحدث النوبات في نصف إلى ثلاثة أرباع المرضى ويمكن أن تشفى تلقائيًا، أو تتطور لحالة صرعية. يحتاج المرضى الذين يصيبهم كبت تنفسي بعد الغيبوبة تنبيبًا وتهوية.

غالبًا ما يكون فحص السائل الدماغي النخاعي طبيعيًا. وحتى عندما تكون نتائج فحص السائل النخاعي شاذًا فليس هنالك من نمط ثابت له متعلق بالمرض. والموجودات الشاذة في تخطيط الدماغ – عند وجودها – تكون غير نوعية وعابرة. يكون التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب طبيعيًا أو يظهر شذوذات عابرة.

يشفى التهاب الدماغ عادةً خلال 2-10 أيام دون عاقبيل. لكن سجلت بعض الأضرار الإدراكية الدائمة وحالات وفيات عند بعض المرضى.

قد تصل الإصابة للأعصاب المحيطية والقحفية.

بالنسبة لالتهاب العصب البصري والشبكية يصاب المرضى بضعف رؤية أحادي الجانب غير مؤلم يترافق مع عتمات مركزية. لم تسجل حالت لفقد البصر، رغم أنَّ الشفاء قد يستغرق 1-3 أشهر. يجب أن يتبع التهاب العصب البصري والشبكية الناتج عن هذا المرض مراقبة مختص عيني.

قد يكون الشفاء من تظاهرات الجهاز العصبي المركزي بحمى خدش القطة بطيئيًا. حيث يحتاج بعض المرضى لسنة أو أكثر.

داء خدش القطة الطحالي الكبدي هو شكل نادر من داء خدش القطة اللانموذجي يصاب به المرضى المؤهلون مناعيًا. يصاب المرضى بحمى يومية تصل حتى 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت).

غالبًا ما تكون موجودات الفحص الجسدي طبيعية، مع ندبات جلدية تكون قد شفيت ناتجة عن خدوش القطط. من الشائع إصابة المريض بانزعاج بطني دون موجودات بؤرية. وتضخم العقد اللمفاوية يحدث تقريبًا عن نصف المرضى المصابين بهذه الحالة. لا تترافق هذه الحالة مع تضخم كبدي طحالي أو يرقان أو ارتفاع في مستويات ناقلات الأمين.

يعتمد التشخيص على إظهار عيوب ملأ الصور في الكبد أو الطحال أو كلاهما عند الكشف بالأمواج فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب مع إيجابية في عيار أضداد البرتونيلة الهنسلية. يوصف الكبد وكأن له مظهر جوزة الطيب مع ورم حبيبي تنخري نجمي يظهر في الفحص النسيجي.

ويذكر أنَّ الإعطاء الوريدي للأمينوغليكوزيدات مفيد في هذه الحالة. حيث يصبح معظم المرضى لا حمويين خلال 48 ساعة من بدء العلاج، لكن وفي حالات قليلة تستمر الحمى مدة شهر، حتى مع استخدام الصادات الحيوية.

التهاب شغاف القلب تسبب أنواع البرتونيلة 3% من جميع حالات التهاب شغاف القلب. حاليًا يعتقد بأنَّ كثيرًا من حالات التهاب شغاف القلب ذات النتيجة السلبية في زرع الدم ناتجة عن عدوى بأنواع البرتونيلة. وتتضمن عوامل خطورة الإصابة به الكحولية والتشرد والإصابة بقمل الجسم.

غالبًا ما يحتاج المرضى المصابون بهذا الداء لاستبدال الصمام.

الإصابة العضلية الهيكلية التهاب العظم والنقي الناتج عن الإصابة بالبرتونيلة الهنسلية نادر الحدوث.

يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير الومضاني لكشف إصابة العظم.

يستجيب المرضى المصابون جيدًا للمعالجة دون أن يترك لديهم تأثيرات طويلة الأمد.

التظاهرات الجلدية

تحدث باقي التظاهرات الجلدية عند 5% تقريبًا من المرضى، وهي أكثر رجحانًا عند المرضى المصابين بالشكل الشديد أو غير النموذجي من المرض.

تتضمن هذه التظاهرات طفحًا حبريًا أو حطاطيًا أو حصبي الشكل أو بقعيًا حطاطيًا. وتكون نموذجيًا غير حاكة وتشفى خلال أيام لأسابيع.

تتسم بعقيدات تحت جلدية ممضة مؤلمة، وقد تظهر هذه العقيدات الحموية خلال 1-6 أسابيع بعد بداية تضخم الغدد عند أقل من 1% من المرضى المصابين بداء خدش القطة. تشفى هذه العقد لوحدها دون أن تترك عقابيل.

التشخيص

التظاهرات السريرية للعدوى بالبرتونيلة الهنسلية مختلفة عند المرضى منقوصي المناعة، لذلك يختلف التشخيص حسب المناسب.

مقايسة التألق غير المباشة (IFA) والمقايسة المناعية المرتبطة بالأنزيم (ELISA)

تستخدم مقايسة التألق غير المباشة (IFA) والمقايسة المناعية المرتبطة بالأنزيم (ELISA) لكشف الأضداد المصلية ضد البرتونيلة الهنسلية. يشير عيار الأضداد الذي يتجاوز 1:64 لإصابة مؤخرة بعدوى البرتونيلة. يحدث تصالب بين أنواع البرتنويلة (على وجه الخصوص البرتونيلة الهنسلية والبرتونيلة الخمسية) وباقي أنواع الجراثيم مثل المتدثرة الببغائية.

حساسية اختبارمقايسة التألق غير المباشرة للبرتونيلة قد تكون أقل من 53%، لكن تصل في بعض الأحيان إلى 100%؛ ونوعيته 98%. تقريبًا 84% من المرضى يصبح لديهم عيار أضداد إيجابي خلال 1-2 أسبوع من الإصابة بداء خدش القطة السريري، و16% يصبح لديهم عيار إيجابي للأضداد بعد 4-8 أسابيع.

يمكن تحسين دقة مقايسة التألق غير المباشرة بالاستخدام المتكرر لاختبار الغلوبولين المناعي G واختبار الغلوبولين المناعي M. فنوعية الأول تتراوح بين 50-62%، بينما الثاني 88-98%. 

ويظهر اختبار التألق غير المباشرة تفاعلًا تصالبيًا مع أنواع البرتونيلة وفيروس إبشتن بار والفيروس المضخم للخلايا والمقوسات الغوندية والجراثيم العقدية المقيحة.

اختبار المقايسة المناعية المرتبطة بالأنزيم للغلوبولين المناعي M حساسية 95%، ونوعية 77%. أما اختبار المقايسة المناعة المرتبطة بالأنزيم للغلوبولين المناعي G فتكون الحساسية 18% فقط.

التلوين

يمكن القيام بتشخيص افتراضي للعدوى بداء خدش القطة باستخدام الأنسجة الملونة بتلوين غرام بطريقة براون هوبس أو التلوين بملون وارثن ستاري.

يعد التلوين المناعي باستخدام تلوين BhmAB (أضداد فأرية وحيدة النسيل ةضد البرتونيلة الهنسلية) أفضل من تلوين وارثين ستاري في توضيح الجرثومة.

تفاعل البوليمراز المتسلسل

يعد تفاعل البوليمراز المتسلسل الاختبار الأكثر حساسية، وهو قادر على التمييز بين أنواع البرتونيلة المختلفة، بالإضافة إلى السلالات والأنواع الفرعية.

حساسية تفاعل البوليمراز المتسلسل لأنسجة العقد اللمفية أو الارتشافات هي 30-60%. وفي حال استخدام الفحوصات المصلية والنسيجية معه ترتفع الحساسية حتى 87%. لذا ينصح بالقيام بالتفاعل على خطوتين (بدايةً باستخدام تفاعل البوليمراز المتسلسل لأنزيم اصطناع السيترات، يتبعه مقايسة الرنا الريبوزومي بتفاعل البوليمراز المتسلسل وذلك في حال سلبية الاختبار الأول لكشف أنزيم اصطناع السيترات) وينصح به للمرضى الذين يشك بإصابتهم بحمى خدش القطة.

الخزعة

تعتمد الموجودات النسيجية للعقد اللمفية على مرحلة العدوى. حيث يشاهد فرط تنسج لمفاوي مع تكاثر شريني وفرط تنسج خلوي شبكي وتعريض الجدر الشريانية في المراحل الباكرة من الورم.

يتظاهر تقدم المرض بأورام حبيبية. مراكزها تكون خلوية ومتنخرة، وتحاط بخلايا لمفاوية ومنسجات. قد تتطور الخراجات الميكروية نتيجة التحام المناطق التنخرية والأورام الحبيبية.

خزعة العقد اللمفاوية

عمومًا تكون خزعة العقد اللمفاوية غير مشيرة للإصابة في الحالات النموذجية. يمنع عادةً القيام بارتشاف العقدة عند المرضى المشكوك بإصابتهم بداء خدش القطة خوفًا من تشكل ناسور. وتجرى في حال الشك بوجود خباثة في العقد اللمفية أو التظاهرات غير الواضحة عند المرضى منقوصي المناعة.

الخزعة النسيجية

تعتمد الموجودات النسيجية في العينات على توقيت ومساق المرض. وتتضمن الموجودات الباكرة فرط تنسج خلوي لمفاوي شبكي. وتكاثر شريني. ويظهر لاحقًا ورام حبيبي ذو تنخر مركزي يترافق مع خلايا ضخمة متعددة النوى، كما تظهر لاحقًا خراجات ميكروية.

زراعة هذه الجرثومة صعبة للغاية. يستخدم غالبًا آغار الدم مع حضن لمدة 6 أسابيع. وغالبًا ما تكون النتيجة سلبية.

خزعة الجلد

قد تكون خزعة الجلد لحطاطة دخول الجرثومة تشخيصية.

خزعة الكبد والطحال

قد يستبدل المتن (البرانشيم) الكبدي بمناطق مكونة من أنسجة حبيبية منظمة تحوي مناطق بؤرية لالتهاب حبيبي مع مناطق نجمية لتنخر مركزي. ترشح المناطق التنخرية بالعدلات، وتحاط بأرومات سياجية. كما يمكن أن تظهر خراجات.

الاختبار الجلدي

لم يعد ينصح به لداء خدش القطة. وهو أقل حساسية ونوعية من الفحوصات المصلية. ولم تصادق عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. كما هنالك خوف من انتقال بعض الفيروسات أثناء القيام به.

التصوير المقطعي المحوسب

يكون التصوير البطني المقطعي المحوسب مفيدًا عند المرضى المصابين بشكل منتشر من هذا الداء مع حمى عالية مستمرة وألم بطني مع أعراض جهازية. وتعد الآفات المتعدة للكبد والطحال التظاهرات الأساسية المشاهدة في مثل هذه الحالات.

عادةً ما تكون مدورة أو بيضوية، تتراوح من 3-30 ملم، ومنخفضة الكثافة في المسح المقطعي المحوسب غير المتباين.

التدبير والمعالجة

المعالجة العرضية

يعالج معظم المرضى المصابون بالشكل الخفيف للمعتدل معالجة عرضية محافظة فقط، ذلك أنَّ المرض يشفى تلقائيًا. فتعطى خافضات الحرارة ومسكنات الألم حسب الضرورة. وتطبق حرارة موضعية على العقد اللمفية المصابة.

ارتشاف العقد اللمفية

يستخدم أحيانًا ارتشاف العقد اللمفية لتخفيف الألم عند المرضى المصابين بعقد ممضة. ويعد استخدام المضادات الحيوية في هذه الحالات موضع جدل، ولا يوصف لداء خدش القطة النموذجي عند المرضى المؤهلين مناعيًا.

القشرانيات السكرية

دور القشرانيات السكرية في داء خدش القطة النموذجي جدليٌ أيضًا. المرضى المصابون بالتهاب العصب البصري والشبكية أو الاعتلال الدماغي مع أو بدون شلل نصفي ومرضى الرفض الحاد لزراعة العضو يعالجون جميعهم بنجاح باستخدام مزيج من الصادات الحيوية المناسبة والمعالجة بالستيرويدات.

الصادات الحيوية

لا توصف في معظم الحالات، حيث تستخدم للحالات الشديدة أو الجهازية. إنقاص حجم العقد اللمفاوية كان واضحًا بعد استخدام الأزيثروميسين لمدة 5 أيام، ويمكن أخذه بالاعتبار عند المرضى المصابين بتضخم عقد لمفية مؤلم وشديد؛ إلا أنَّه لا يقلل من مدة الأعراض.

يجب علاجهم المرضى منقوصي المناعة بالصادات الحيوية، ذلك أنَّهم حساسون على وجه الخصوص للمرض الجهازي وتجرثم الدم.

وتتضمن الصادات الحيوية الأكثر فعالية عند المرضى المصابين بداء خدش القطة الشديد:

تعد فعالية هذه الصادات قوية إلى متوسطة، معطية إنقاصًا أو شفاءً لتضخم العقد اللمفية، وتقلل من معدل ترسب الكريات الحمر وتقلل من الالتهاب والأعراض الأساسية خلال 3-10 أيام.

تعد البرتونيلة الهنسيلية عمومًا مقاومة للبنسلين والأموكسيسيللين والنافيسيللين.

يتحسن عادةً المرضى المصابون بورام وعائي عصبي عصوي أو بتظاهرات عينية بعد المعالجة بالصادات الحيوية والمعالجة الداعمة، وكذلك بالمعالجة الداعمة لوحدها.

ينصح إعطاء المرضى المصابين بالداء الرئوي مع أو بدون إصابة صدرية (خصوصًا المترافق مع حمى طويلة الأمد وأعراض جهازية) التريمثوبريم مع السلفاميثوكسازول أو السيبروفلوكساسين أو الأزيثرومايسين 2-3 مرات يوميًا لمدة 7-21 يومًا.

الريفامبين: الجرعة الاعتيادية هي 10-20 ملغ/كغ/يوميًا فمويًا تعطى كل 12-24 ساعة، دون أن تتجاوز 600 ملغ/يوم. قد يسبب الريفامبين التهاب كبد، خصوصًا مع ضرر كبدي مبطن. يمكن أن تتضمن جرعات التريمثوبريم مع السلفاميثوكسازول 8-12 ملغ/كغ/في اليوم فمويًا للتريمثوبريم، و40-60 ملغ/كغ/في اليوم من السلفاميثوكسازول كل 12 ساعة.

جرعة الجنتاميسين الوريدي هي 3-7.5 ملغ/كغ/في اليوم تقسم وتعطى كل 8 ساعات.

علاج العقد اللمفية المقيحة

في حال وجود القيح، قد يكون هنالك حاجة لارتشاف العقد اللمفية. يعد ارتشاف العقد اللمفية المقيحة إجراءً تشخيصيًا وعلاجيًا. يمكن إجراء ارتشافات متكررة إذا تراكم القيح مجددًا وحصل ألم. يعالج تكرار الارتشاف عن طريق الشق والتصريف. رغم أنَّ الشق والتصريف منع بسبب تركه لندبة وقد يؤدي إلى ناسور. وقد حدثت هذه الحالات فقط عند مرضى مصابين بتضخم العقد اللمفاوية بالمتفطرات والتي شخصت خطًا بداء خدش القطة.

يوصف الشق الجراحي للعقد المتضخمة عندما لا يمكن التأكد من التشخيص، أو عندما تفشل الارتشافات المتكررة في تخفيف ألم المريض.

المصدر

https://emedicine.medscape.com/article/214100-overview#a5