داءالعطائف

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

داء العطائف Campylobacteriosis

تعد عدوى العطائف من بين أكثر العداوى الجرثومية التي تصيب الإنسان. وقد تسبب إسهالًا أو مرضًا جهازيًا. وتسبب العداوى العطفية المعوية في المناطق الصناعية إسهالًا التهابيًا (دمويًا في بعض الأحيان) أو متلازمة زحارية.

والعطائف جراثيم حلزونية أو منحنية متحركة غير منتجة للأبواغ سلبية الغرام. في المزارع الحديثة تظهر شبيهة بالضمات، لكن بعد 48 ساعة من الحضن تبدو كروية. تستخدم في حركتها سوطًا قطبيًا أو سوطين. وهي إيجابية على الأوكسيداز والكاتلاز وأليفة للهوء القليل، تحتاج لأوكسجين مرجع، وزيادة في ثنائي أكسيد الكربون. تنمو الجرثومة ببطء، حيث تحتاج 3-4 أيام للعزل الأولي من عينات البراز، ولفترة أطول من ذلك لعزلها من الدم.

هنالك أكثر من 20 نوعًا من العطائف، لكن لا تسبب جميعها الإمراضية للبشر؛ وتعد العطيفة الصائمية هي المسببة لـ 90% من عداوى العطيفة.

أنواعها

أهم أنواعها الممرضة:

  • العطيفة الصائمية Campylobacter jejuni هي عادةً المسبب الأشيع لالتهاب الأمعاء المكتسب من المجتمع.

يمكن أن تسبب العداوى بالجراثيم الشبيهة بالصائمية متلازمة التهاب الأمعاء والقولون / التهاب المستقيم والقولون عند الرجال مثليي الجنس، الذين هم تحت خطر أكبر للإصابة بعدوى الملوية المثلية والعطيفة الشمرية.

  • العطيفة المنتنة Campylobacter fetus: وتسبب حالة من التجرثم الدموي؛ يمكن أن تسبب العطيفة الصائمية حالات تجرثم دم شديدة عند الأفراد المصابين بالإيدز؛ لكن أشد الحالات كانت نتيجة الإصابة بعدوى العطيفة المنتنة.
  • العطيفة النورسية Campylobacter lari: والتي وجدت عند النوارس السليمة سجل أيضًا تسبيبها بإسهال خفيف متكرر عند الأطفال.
  • Campylobacter upsaliensis يمكن أن تسبب إسهالًا أو تجرثم دم.
  • العطيفة المعوية اللامية Campylobacter hyointestinalis والتي لها سمات كيميائية حيوية مشابهة لتلك للعطيفة المنتنة تسبب تجرثم دم في بعض الأحيان عند الأفراد منقوصي المناعة.
  • كانت الملوية البوابية تعرف بالعطيفة البوابية سابقًا.

انتقال العدوى

الطرق المعروفة لانتقال العطيفة تتضمن الطريق البرازي الفموي والانتقال الجنسي من شخصٍ لآخر والحليب غير المبستر وتناول الدواجن وشرب الماء الملوث بالجرثومة. وتترافق جائحات المرض مع التماس مع الحيوانات المريضة، خصوصًا الجراء.

يحدث انتقال العطيفة للإنسان عادةً عن طريق الحيوانات المصابة ومنتجاتها. وتنتج معظم العداوى البشرية من استهلاك الطعام الملوث غير المطهو جيدًا. وخصوصًا الدواجن التي تسبب نقل 50-70% من حالات عدوى العطائف.

الفيزيولوجية المرضية

جرعة العدوى هي 1000-10,000 جرثومة. ومن المحتمل الإصابة بالعدوى بهذه الجرثومة بتناول 500 جرثومة، لكن ذلك نادرًا. وسبب زيادة جرعة الجرثومة الممرضة هو أنَّ العطائف حساسة للحمض المعدي، ما يجعل من المعالجة باستخدام مضادات الحموض سببًا لنقص كمية اللقيحة اللازمة للتسبيب بالمرض.

تبدأ أعراض العطيفة بعد فترة حضانة تصل لأسبوع. وتتضمن مواقع الإصابة اللفائفي والصائم، ويمكن أن تمتد لتشمل القولون والمستقيم.

  • السوط والمستضدات السطحية: تغزو العطيفة الصائمية وتدمر الخلايا الظهارية. حيث تنجذب للمخاط وتتركز في الصفراء، ويعد السوط لديها ذا أهمية في كل من الانجذاب الكيميائي والالتصاق بالخلايا الظهارية أو المخاط. كما يمكن أن تساعد في الالتصاق عديدات السكريد الشحمية، أو باقي المكونات الغشائية الخارجية. ويمكن أن يدعم مثل هذا الالتصاق الاستعمار في الأمعاء. ومن المستضدات ذات الأهمية الشديدة في الالتصاق عند العطيفة الصائمية هو المستضد السطحي PEB 1 المتواجد في جميع سلالات العطيفة الصائمية.
  • ذيفان شبيه بذيفان الكوليرا: تنتج بعض سلالات العطيفة الصائمية ذيفانًا معويًا عطوبًا بالحرارة شبيهًا بذيفان الكوليرا، وهو هام في الإسهال المائي الملاحظ في العداوى. تسبب العدوى بهذه الجرثومة التهابًا معويًا ناضحًا متوذمًا دمويًا منتشرًا. ويتضمن الارتشاح الالتهابي العدلات والوحيدات والحمضات. وتتطور الخراجات الخبيئة في الغدد الظهارية، وتحدث تقرحات في الظهارة المخاطية.
  • ذيفانات خلوية: سجل في حالات لإسهال دموي إنتاج سلالات العطيفة لذيفانات خلوية. وفي حالات قليلة تسببت العدوى بمتلازمة انحلال الدم اليوريمية وفرفرية نقص الصفيحات التخثرية. وتتبع أذية الخلايا الظهارية المتواسطة بالذيفانات الداخلية أو المعقدات المناعية تخثرًا وعائيًا أو اعتلال الأوعية الدقيقة الخثري في المخاطية المعدية المعوية والكبيبة.
  • يفان قاتل للخلايا: تنتج أنواع الصائمية أيضًا الذيفان الممدد القاتل للخلايا (CDT) والذي يثبط الانقسام في المرحلة G2. يثبط هذا الذيفان المناعة الخلطية والخلوية عن طريق تدمير خلايا الاستجابة المناعية وتنخر الخلايا الظهارية والأرومات التي تساعد في إصلاح الآفات. ما يؤدي لبطء في الشفاء وأعراض مرضية.

تكون إصابتهم أشيع بالعطيفة، ويمكن أن تسبب لهم إسهالًا مطولًا أو متكررًا، وقد تترافق أكثر مع تجرثم دم ومقاومة للصادات الحيوية.

تغطى العطيفة النتنة ببروتينات تعمل مثل المحفظة، ما يعطيها مقاومة مصلية ومقاومة للبلعمة.

الوبائيات

تعد العطيفة الصائمية شائعة جدًا في أنحاء العالم. وتقدر نسبة الإصابة في البلدان ذت الدخل العالي بـ 4.4-9.3 إصابة لكل 1000 نسمة؛ بينما لا تتوفر بيانات دقيقة في البلدان الأخرى. وتسجل نيوزيلندا أعلى نسبة إصابة، ووصلت في أيار من عام 2006 إلى 400 إصابة من كل 100,000 نسمة. وتصيب في أمريكا لوحدها 1.3 مليون إنسان سنويًا.

الأعراض

تتراوح الأعراض من كون الإصابة لا عرضية إلى التهاب قولون مهدد للحياة مع تضخم القولون السمي.

تترافق جميع أنواع العطيفة بداء معوي يسبب تظاهرات متشابهة.

التهاب المعدة والأمعاء

تختلف شدة وأعراض الالتهاب. تقدر فترة الحضانة بـ 1-7 أيام، وتتعلق بشدة بجرعة الجراثيم المهضومة.

  • تبدأ الإصابة ببادرة من الحمى والصداع وألم العضلات تستمر مدة تصل حتى 24 ساعة، ثم تتبع بألم بطني ماعص وحمى تصل حتى 40 درجة مئوية، وخروجات معوية دموية مائية تصل حتى 10 مرات في اليوم. لكن يمكن أن تكون الحمى منخفضة أو مرتفعة عند المرضى، وتحدث بنسبة 90% من الإصابات وتستمر مدة أسبوع.
  • المرضى المصابون بعدوى الصائمية المترافقة مع إسهال دموي وإقياء أو أحدها يمكن أن تطول إصابتهم وقد يحتاجون الدخول للمستشفى.
  • قد يكون الألم البطني والمضض موضعيًا.
  • يحصل زحير عند 25% من المرضى تقريبًا.
  • في بعض الحالات يعد الألم البطني الحاد العرض الوحيد، يحدث نموذجيًا في الربع الأيمن السفلي.

الاختلافات في الأعراض بين أنواع العطيفة

بخلاف عدوى العطيفة الصائمية، تسبب عدوى العطيفة النتنة إسهالًا أقل تواترًا (يمكن أن تسبب إسهالًا متقطعًا أو ألمًا بطنيًا)، وهي أكثر أنواع العطائف التي تسبب تجرثم الدم.

والمرضى الذين يصابون بتجرثم الدم غالبًا ما يكونون مسنين، ومن المرجح إصابتهم بالتهاب هلل أو عدوى باطن الأوعية أو عدوى مترافقة مع استخدام أداة طبية. ومن المحتمل أن يتقدم بهم المرض ليصل لالتهاب سحايا أو عداوى وعائية أو خراجات.

التشخيص

يثبت التشخيص السريري للجرثومة من خلل كشفها في عينة مأخوذة من البراز، أو عزلها (زرعها).

الزراعة

تتضاعف الجرثومة ببطء، ما يتطلب تقنيات خاصة للعزل؛ وتتضمن: النمو في درجة حرارة 42 مئوية، واستخدام أوساط حاوية على الصادات الحيوية وترشيحًا بمسم ميكروي لإبعاد العصيات الأكبر.

ومن الأوساط المستخدمة وسط سكيرو Skirrow وبوتزلر Butzler وكامبي-BAP Campy-BAP. هنالك كثير من الأوساط الممكن استخدامها لزراعة العطيفة الصائمية، لكن يظل مرق مولير هينتون وآغاره الأفضل لنموها. والجو الأنسب لنمو هذه الجراثيم هو الحاوي على 85% من النتروجين و10% من ثنائي أوكسيد الكربون و5% من الأوكسجين.

في الحال الشك بالإصابة بالعطيفة النتنة أو أي نوع آخر غير نموذجي فيستخدم وسط خالٍ من السيفالوسبورينات مع حضن بدرجة حرارة 37 مئوية.

الرؤية تحت المجهر

يمكن استخدام المجهر الضوئي ذو القعر المظلم أو المجهر الطوري على عينات البراز لتقييم الحركة الاندفاعية للجراثيم. تكون صبغة غرام لعينات البراز بغرض رؤية العصيات المنحنية نوعية، مع حساسية تبلغ 50-75%.

تشاهد كريات حمر وكريات بيض في البراز بنسبة 75% من حالات التهاب الأمعاء بالعطيفة، ويمكن رؤيتها بالمجهر الضورئي باستخدام صبغة غرام أو أزرق الميثيلن.

التفاعلات المصلية

يجرى التشخيص المصلي باستخدام تقنية المقايسة المناعية المرتبطة بالأنزيم (ELISA) باستخدام مستضدات مؤشبة نوعية للغاية.

تفاعل البوليمراز المتسلسل

يمكن استخدام تفاعل البوليمراز المتسلسل للكشف الدقيق والسريع للعطيفة الصائمية في البراز.

التنظير السيني

العلاج

تشفى كثير من الحالات تلقائيًا، لكن تحتاج بعض الحالات للمعالجة.

السوائل

يعد تعويض السوائل والكهرليات حجر الأساس في معالجة المرضى المصابين بعداوى العطيفة. يمكن دعم الإماهة باستخدام محاليل الغلوكوز والشوارد.

الأدوية

يعد استخدام الصادات الحيوية في العداوى المعوية جدليًا، لكن تظهر الدراسات أنَّ استخدام الإريثرومايسين يزيل سريعًا العطائف من البراز دون التأثير على مدة المرض. ويستخدم عادةً الأزيثرومايسين كعلاج أولي لكن الإريثرومايسين أفضل.

ويمكن استخدام السيبروفلوكساسين أو التتراسيكلين كبدائل، مع تجنب استخدامها للأطفال. (بعض سلالات العطائف مقاومة للفلوروكينولونات).

قد يحتاج المرضى المصابون بتجرثم دم بالعطيفة الصائمية لبلازما مجمدة مع الصادات الحيوية.

يحتاج المرضى المصابون بعداوى باطن الأوعية بالعطيفة النتنة إلى 4 أسابيع من المعالجة على الأقل، ويعد الجنتامايسين هو الخيار الأفضل. وكبديل يمكن استخدام الأمبيسيللين أو الجيل الثالث من السيفالوسبورينات.

بالنسبة لعدوى الجهاز العصبي المركزي فتحتاج لـ 2-3 أسابيع من الجيل الثالث من السيفالوسبورينات أو الأمبيسيللين أو الكلورامفنكول.

المعالجة الجراحية

في حال الشك بوجود أم دم أو تضخم القولون السمي.

المصدر