الداء الببغائي

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

الداء الببغائي psittacosis

يعرف أيضًا بحمى الببغاء، وهي عدوى تسببها جراثيم المتدثرة الببغائية Chlamydia psittaci (أو تسمى بأليفة المتدثرة الببغائية) داخل الخلوية المجبرة. والاسم psittacosis مشتق من الكلمة اليونانية وتعنى الببغاء.

يمكن أن تصيب هذه الجراثيم أنواعًا مختلفة من الطيور (مثل الديك الرومي والحمام والبط والكناري). ولذلك من الأسماء الأخرى لهذا الداء هو داء الطيور ornithosis والذي يوضح أنه يمكن الإصابة بهذه الجراثيم من طيور غير الببغاء.

حدثت الوبائية الأكبر بالإصابة بهذا المرض عام 1930 وأصابت 750-800 شخص.

رغم أنَّ هذا المرض يعد من الأمراض حيوانية المصدر، إلا أنه يمكن – وفي حالات نادرة – أن ينتقل من إنسان لآخر.

العامل الممرض

تنتمي الجرثومة لجنس أليفات المتدثرات Chlamydophila الحاوية على نوعان أساسيان يصيبان البشر، أحدها أليفة المتدثرة الببغائية، والأخرى الرئوية. وينتمي النوعان لعائلة المتدثرات الحاوية على جنس المتدثرة المسببة للتراخوما.

وهي خلايا داخل خلوية مجبرة كانت تُعد في السابق فيروسات (عائلة المتدثرة كلها) إلا أنَّ احتواءها على دنا ورنا وريبوزومات وقدرتها على صنع بروتيناتها وحموضها النووية جعل تصنيفها كجراثيم حقيقية. كما تملك غشاءً خارجياً وداخلياً مشابهةً في ذلك الجراثيم سلبية الغرام، ولديها عديدات سكريد شحمية، لكنها لا تمتلك طبقة ببتيدوغليكان.

ورغم أنَّها تصنع معظم وسائطها الاستقلابية، إلا أنَّها غير قادرة على صنع الـ ATP الخاص بها، ولذلك هي متطفلة على الطاقة.

الإمراضية

الطريق الأساسي للعدوى هو السبيل التنفسي.

تلتصق الجراثيم على الخلايا البطانية للسبيل التنفسي، ثم تمر بفترة حضانة ثم تنتشر الجراثيم عبر المجرى الدموي للجهاز الشبكي البطاني. ثم يسبب تجرثم الدم الناتج عدوى الرئتين.

يمكن أن يسبب حتى التعرض العابر للطيور المصابة عدوى جهازية، حتى بالنسبة لزوار محلات الحيوانات.

الأعراض

تستمر فترة الحضانة عمومًا 5-14 يوم. لكن أطول فترة حضانة مسجلة وصلت لـ 54 يوم.

أما الأعراض فيسود فيها الأعراض التنفسية. ومن الأعراض التي تصيب المريض:

أساسية

  • حمى (50-90% من المرضى).
  • قشعريرة.
  • توعك.

تنفسية

  • سعال (50-90% من المرضى) غير منتج عادةً.
  • ألم صدري جنبي (نادرًا)
  • ضيق نفس.
  • التهاب حلق (شائع).
  • رعاف (شائع).
  • موجودت تسمعية غير محددة.
  • قد يصاب المريض بانصمام واحتشاء رئوي.
  • نادرًا ما يحدث ارتشاح جنبي.

معدية معوية

  • غثيان وإقياء (غير شائع).
  • ألم بطني (غير شائع).
  • إسهال (نادر).
  • يرقان (نادر).
  • تضخم الطحال: عند 10-70% من المرضى.

عصبية

  • صداع شديد (شائع).
  • رهاب الضوء (شائع).
  • هياج ونوام.

جلدية

  • طفح وجهي، تسمى ببقع هوردر Horder spots وهي طفح حطاطي يشابه البقع الوردية المشاهدة في الحمى التيفية، لكن تظهر على الوجه.
  • كما يمكن أن يصاب المريض بحمامات عديدة الأشكال وحمامات عقدية.

قلبية

  • بطء قلبي (شائع).
  • التهاب شغاف القلب.

دموية

  • قد يصاب المريض بفقر دم تالٍ لنوبات انحلال الدم.
  • التخثر الوعائي المنتشر عند المرضى ذوي العدوى الشديدة.

أعراض أخرى

  • التهاب الكبيبات الكلوية الحاد والتهاب أنبوبي خلالي.
  • أعراض عضلية هيكلية تتضمن التهاب المفاصل في عدة مفاصل. ونادرًا ما يحدث انحلال الربديات.

تقدم أعراض المرض:

  • أعراض شبيهة بالزكام، دون وجود شذوذات بالتصوير.
  • التهاب رئة خفيف حتى متوسط.
  • التهاب رئة شديد.
  • فشل رئوي حاد، وإنتان دموي وصدمة إنتانية.

التشخيص

الموجودات المخبرية

  • الكريات البيضاء: طبيعية أو منخفضة قليلًا.
  • اختبار وظائف الكبد: مرتفعة قليلًا.
  • معدل ترسب الكريات الحمر: قد يكون مرتفعًا.
  • قد تظهر بيلة بروتينية خفيفة عند تحليل البول.
  • زراعة الجرثومة ممكن، لكن غالبًا ما يتجنب القيام بهذا الإجراء نظرًا لخطره على المخبريين.
  • يمكن استخدام المقايسة المناعية المتألقة الميكروية (MIF) أو تفاعل البوليمراز المتسلسل لتحديد نوع المتدثرة المسببة للمرض. ويمكن استخدام تفاعل البوليمراز بوقت أبكر.
  • تستخدم مقايسة الامتصاص المناعي المرتبطة بالأنزيم (ELISA) والتألق المناعي المباشر (DIF) تجريبيًا فقط.
  • تعد الفحوصات المصلية هي الركن الأساسي في التشخيص، لكن وبسبب تأخر ظهور الأضداد النوعية تكون هذه الفحوصات غير مفيدة في الحالات الطارئة. وتعتمد معظم حالات التشخيص على الموجودات السريرية. والتأكيد غالبًا على إيجابية الأضداد النوعية للجرثومة في المصل المزدوج باستخدام طرق التألق المناعي الميكروي (MIF).
  • يجب أن يزيد عيار الأضداد 4 أضعاف بين عينتين مصليتين الفرق بينهما أسبوعان.

التصوير

  • تكون موجودات التصوير الصدري غير طبيعية في 90% من الحالات.
  • العرض الأشيع هو استحصاف / ارتشاح كثيف أحادي الجنب في الفص السفلي.
  • كما يمكن أن يظهر بنمط خلالي أو ثنائي الجانب و عقدي أو دخني.
  • نادرًا ما يصاب المرضى بانصباب جنبي.

التدبير والعلاج

  • يجب البدء بعلاج تجريبي قبل تأكيد التشخيص يشمل كل العوامل الممرضة المحتملة.
  • يعد التتراسيكلين والدوكسيسيكلين هما الخيار الأفضل في العلاج.
  • استمرار العلاج لمدة 2-3 أسابيع يحمي المرضى عادةً من الانتكاس.
  • تبدأ الاستجابة خلال 24-72 ساعة.
  • يكمن استخدام الإرثروميسين عند الأطفال الأصغر من 9 سنوات وعند الحوامل.
  • يعد الكلورامفينكول هو البديل الثالث.

المصادر

https://emedicine.medscape.com/article/227025-overview#showall