الحمى الفرفرية البرازيلية

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

الحمى الفرفرية البرازيلية Brazilian purpuric fever

وهي إنتان خاطف، يبدأ عادةً بالتهاب ملتحمة، يتميز بآفات جلدية فرفرية مع نسبة وفيات عالية؛ سببه جرثومة المستدمية المصرية.

لمحة تاريخية

في تشرين الأول حتى كانون الأول من عام 1984، أصاب 10 أطفال في ولاية سان باولو في البرازيل مرض شديد اتسم بحمى مرتفعة مع ألم بطني وإقياء وآفات جلدية نزفية ووهط وعائي ومن ثم الموت. رغم أنَّ المرض كان مشابهًا سريريًا لإنتان الدم بالمكورات السحائية إلا أنَّه سجلت سمتان لا توجدان عادةً في إنتان الدم بالمكورات السحائية، وهما غياب التهاب السحايا عند جميع الأطفال، وارتباط المرض بإصابة بالتهاب الملتحمة، وسمي المرض لاحقًا الحمى الفرفرية البرازيلية، ويرمز له بـ BPF.

عزلت بعد ذلك جراثيم المستدمية المصرية من أطفال مصابين بالمرض، أو مصابين بالتهاب الملتحمة دون ظهور باقي الأعراض في نفس البلدة. توضح الدراسات المختبرية أنَّ المستدمية المصرية كانت مرتبطة وبائيًا بهذا الداء.

وتأكد ارتباط الجرثومة بالمرض بعد ثالث انتشار للمرض في بلدة سيرانا Serrana في شمال سان باولو. وقد عزلت الجرثومة من سوائل الجسم العقيمة طبيعيًا (الدم والسائل النخاعي) أثناء انتشار المرض.

الوبائيات

العمر الوسطي للمرضى الذين يصيبهم المرض هو 30 شهرًا في بروميسا وPromissao و36 شهرًا في كل من سيرانا ولوندرينا Londrina؛ وجميع المرضى كان بعمر أقل من 10 سنوات.

حصل الانتشار الأول في تشرين الأول حتى كانون الأول من عام 1984 في بروميساو، وحصل الانتشار الثاني للمرض في آذار حتى حزيران في سيرانا عام 1986. وحصل الانتشار الثالث من كانون الأول من عام 1987 حتى شباط من عام 1988.

العامل المسبب

العامل المسبب لهذا الداء هو المستدمية المصرية Haemophilus aegyptius، وتعرف أيضًا بمستدمية الإنفلونزا من الزمرة المصلية المصرية Haemophilus influenzae biogroup aegyptius، وهي جراثيم عصوية سلبية الغرام. وهي إيجابية الكاتلاز والأوكسيداز، وترجع النترات إلى نتريت وتخمر الغلوكوز. تحتاج – كباقي المستدميات – إلى العامل العاشر (الهيمين) والعامر الخامس (النيكوتين أميد أدنين ثنائي النكليوتيد NAD).

توجد طبيعيًا عند الإنسان. وكزمرة مصلية فلها بعض السمات التي تختلف عن مستدمية الأنفلونزا، تتضمن شدة الفوعة والافتقار لجينات ترمز المحفظة عديدة السكاريد.

يشترك جينومها بنسبة 77% مع جينوم مستدمية الإنفلونزا.

الأعراض

  • التهاب ملتحمة (قبل بدء بقية الأعراض): الفترة الوسطية بين بداية التهاب الملتحمة وبداية الحمى هي 7-16 يمًا، مع مدى من 1-60 يومًا. وغالبًا ما يشفى التهاب الملتحمة سريريًا قبل بداية أعراض المرض.
  • حمى: أعلى من 38.5 (أكثرمن 101.3 فهرنهايات).
  • آفات جلدية نزفية.
  • ألم بطني.
  • غثيان وإقياء.
  • وهط وعائي.
  • وقد يتطور الأمر للموت.

تصيب الآفات الجلدية أساسًا الوجه والأطراف، ويظهر زراق وتنخر سريع للأنسجة الرخوة، خصوصًا الأيدي والأقدام والأنف والأذنين.

التشخيص

  • الأعراض السريرية
  • عزل جرثومة المستدمية المصرية من الدم، مع سلبية في اختبارات التهاب السحايا بالنيسيريا:

يسهل زراعة الجرثومة من الدم، لكن يجب القيام بزراعات عمياء ثانوية روتينية، حيث أنَّ الجرثومة غالبًا لا تسبب عكرًا للوسط السائل. ومن الصعوبات المترافقة مع الزراعة أن معظم المرضى يكونون قد جربوا تناول المضادات الحيوية قبل الوصول للمختبر.

  • أما الموجودات المختبرية الأخرى فهي غير محددة، ومنها:
  • ارتفاع في عدد الكريات البيض.
  • نقص في صفيحات الدم، مع إطالة زمن البروترومبين.
  • فحص السائل الشوكي يظهر عددًا قليلًا من الكريات البيضاء.

العلاج

علاج التهاب الملتحمة صعب نوعًا ما، حيث أنَّ الصادات الحيوية الموضعية لا تمنع المرض.

من الصادات الحيوية الجهازية المستخدمة للعلاج: الريفامبين لكن يجب دراسة تأثيره أولًا. ويعد كل من الأمبيسيللين والكلورامفنكول فعالان في القضاء على المستدمية المصرية، ما يجعل مشاركتهما حقنًا مناسبًا للعلاج.

من الصادات الحيوية الأخرى الفعالة: الأموكسيسيللين مع حمض الكلافولانيك، والسيفامندول والسيفوروكسيم والسيفوتاكسيم والتتراسيكلين والسيفترياكسون.

معظم الحالات التي عزلت فيها الجرثومة كانت مقاومة على السلفاميثوكسازول مع التريمثوبريم.

المصادر