التيفوس المنقول بالقمل

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 12:12، 15 نوفمبر 2017 بواسطة كنان الطرح (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' {{فضل الكاتب الرئيسي|د. جاد الله السيد محمود}} '''التيفوس المنقول بالقمل epidemic typhus''' هو مرض تسبب...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

التيفوس المنقول بالقمل epidemic typhus

هو مرض تسببه جراثيم الريكتسية البروفاتسيكية، وينتقل عن طريق براز قمل الجسم المصاب. ويسمى أيضًا بالتيفوس الوبائي.

  • يعد هذا التيفوس مسؤولًا عن وبائيات ضخمة في السكان ذات الصرف الصحي السيء وفي الظروف شديدة الازدحام.
  • يمكن أن يكون المرض شديدًا بنسبة وفيات تصل حتى 60% في حال عدم العلاج بالصادات الحيوية. لكن يمكن إنقاص هذا لما تحت 5% دون صادات حيوية ومعالجة داعمة.
  • رغم توافر العلاج إلا أن هذا الداء ما يزال محط اهتمام السلطات الصحية لقدرتها على الانتشار.
  • تعتمد الوقاية منه على تجنب العدوى بقمل الجسم، وتأمين الصادات الحيوية الوقائية.

داء بريل زينسر

  • قد يصاب بعض الأشخاص المصابين سابقًا بالتيفوس الوبائي بشكل خفيف من المرض يدعى داء بريل زينسر. ويسمى أيضًا بـ "التيفوس الخافي".
  • يحدث هذا الداء عندما لا تُقتل الجراثيم بشكل مناسب في المرة الأولى فتبقى بعضها خاملة في الجسم، ثم يعاد تفعيلها في وقت لاحق عندما يضعف الجهاز المناعي للمصاب.و يمكن أن يحدث بعد أشهر أو سنين من الإصابة المبدأية بالريكتسية البروفاتسيكية.
  • يجب علاج المريض المصاب بداء زينسر مرة أخرى بالصادات الحيوية.

العامل الممرض

العامل الممرض هو جرثومة الريكتسية البروفاتسيكية، وهي جرثومة سلبية الغرام داخل خلوية لها صبغي حلقي واحد.

تنتمي هذه الجرثومة لمجموعة التيفوس من جنس الريكتسيات.

يوضح التحليل الجيني سلالتين من هذه الجراثيم، واحدة معزولة من البشر والأخرى من السناجب الطائرة.

السمات السريرية

  • تتراوح فترة الحضانة نموذجيًا بين 10-14 يوم.
  • تترافق الأعراض مع عداوى الخلايا البطانية والتهاب الأوعية المرافق للعدوى.
  • تكون بداية الأعراض عادةً مفاجئة بعد طور بادري من توعك يستمر بضعة أيام.
  • وتتضمن الأعراض:

ارتفاع الحرارة، صداع، تسرع التنفس، قشعريرة، مضض عضلي.

  • يتكرر حصول طفح جلدي، ويعد سمة سريرية مهمة في دعم التشخيص. يبدأ الطفح في الإبط ثم ينتشر غالبًا على الجذع، وقد يمتد إلى الأطراف، متجاوزًا غالبًا الوجه وراحتي اليد وأخص القدمين. تظهر الآفات بدايةً كحمامات غير مندمجة ومناطق مبيضة، لكن لاحقًا تصبح تصبح آفاتٍ حبرية بل وحتى فرفرية، وتترافق غالبًا مع التهاب أوعية (عند ثلث المرضى تقريبًا).
  • يمكن أن يصاب المريض أيضًا بعدد من الأعراض العصبية المركزية (مثل التخليط والانذهال والغيبوبة والنوبات).
  • بالإضافة لماسبق فمن التظاهرات السريرية غير المحددة:

ألم بطني: 60% من الحالات، غثيان: 32%، ألم مفاصل: 50%، سعال: 38%، ويمكن حصول التهاب ملتحمة لكن بنسبة قليلة. كما قد يحصل تضخم للطحال.

  • قد تحصل مضاعفات لالتهاب الأوعية الجهازي تسبب متلازمة خلل وظيفة أعضاء متعددة، وخثرات محيطية ودماغية.

التظاهر السريري لداء بريل زينسر مشابه للتيفوس المنقول بالقمل لكن معدلات الوفيات الناتجة عنه أخفض.

الوبائيات

تاريخيًا حصلت وبائية كبيرة في أنحاء العالم، خصوصًا في القوات العسكرية أثناء حرب نابليون، وبداية الحرب العالمية الثانية. وانتشر التيفوس الوبائي عالميًا، وقد كان ذلك قبل بداية إنتاج الصادات الحيوية الحديثة.

أصبحت وبائية هذا المرض بين خمسينيات وثمانينيات القرن الماضي أقل تكرارًا وتوزعها الجغرافي انخفض نتيجة التحسينات في معايير المعيشة. مع تقارير عن الإصابة بحالات داء بريل زينسر.

وفي التسعينيات ظهر التيفوس المنقول بالقمل مرة أخرى، بالترافق مع الشروط الصحية السيئة، والمناخ الأبرد في المناطق الجبلية. وقد سجل انتشارًا في المرتفعات الريفية لأمريكا الجنوبية وإفريقيا. وسجلت حالات متقطعة (إفرادية) في شمال إفريقيا وروسيا وكازاخستان، وبين المشردين في البلدان المتقدمة.

وسجلت حالات متقطعة منه في عدة ولايات من شرقي الولايات المتحدة في العقود الأخيرة.

التشخيص

يقوم التشخيص المخبري على الفحصوات المصلية مثل المقايسات المناعية المفلورة ومقايسات الأنزيم المناعية. ويجب تفسير الفحوصات المصلية في سياق الأعراض السريرية والحالة المناعية للمريض ونتائج الفحوصات الأخرى لتأكيد الإصابة. حيث تتضمن الشذوذات المخبرية نقص الصفيحات الدموية وزيادة يوريا الدم وزيادة في مستويات ناقلات الأمين الكبدية.

لا يمكن تفريق الإصابة المبدئية عن الإصابة بداء بريل زينسر باستخدام مستويات أضداد IgG.

يمكن استخدام الزرع لعزل الجرثوم من العينات السريرية، إلا أنَّ مقايسات تفاعل البوليمراز التسلسلي الجيني على الدم والأنسجة يمكنها الآن تمييز الريكتسية البروفاتسيكية عن الريكتسية التيفية وباقي أنواع الريكتسيات المنتمية لمجموعة الحمى النقطية.

العلاج

التتراسيكلين والكلورامفنيكول فعالة للغاية في معالجة التيفوس الوبائي.

يعطى علاج تجريبي بالصادات الحيوية عند الشك بالإصابة وقبل تأكيد التشخيص، وفي حل فشل العلاج بعد مضي 48-72 ساعة يجب التفكير بمرض آخر، حيث أنَّ التيفوس الوبائي يستجيب للعلاج خلال 48 ساعة من بدء العلاج.

يعد العلاج بالكلورامفنيكول لمدة 5 أيام (فمويًا أو وريديًا) الخط الأول في العلاج في حال ضعف التجهيزات المختبرية؛ ذلك أنَّه يعالج إمراضيات جرثومية محتملة أخرى.

المصادر

https://ecdc.europa.eu/en/epidemic-louse-borne-typhus/facts

https://www.cdc.gov/typhus/epidemic/index.html

http://www.nhs.uk/Conditions/typhus/Pages/Introduction.aspx