اعتلال العضلة القلبية

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
هذا المقال تم نقل معظمه من موقع
  • epharmapedia

تعريف

هو مرضٌ يصيب العضلة القلبيّة، وهنالك ثلاثة أنواعٍ رئيسيّة من اعتلال العضلة القلبيّة: التّوسّعي والضّخامي والمقيّد، ويؤثّر جميعها في عضلة القلب، ويجعل ذلك ضخّ الدّم ونقله إلى بقيّة أنحاء الجّسم صعباً. وهنالك عدّة أسبابٍ لاعتلال العضلة القلبيّة، بما فيها مرض الشّريان التّاجي والدّاء القلبي الصمّامي.

يمكن علاج اعتلال العضلة القلبيّة، ويعتمد نوع العلاج على نوع الاعتلال الذي أصاب المريض وعلى مدى خطورته. وقد يتضمّن العلاج الأدوية، أو الإجهزة التي تُزرَع جراحيّاً، أو حتّى زراعة القلب في الحالات الشّديدة.

الأعراض

قد لا يعاني بعض المصابون باعتلال العضلة القلبيّة من أيّة أعراض في المراحل الاولى من المرض، إلا أنّ الأعراض تظهر مع تقدّم الحالة، وتتضمّن تلك الأعراض ما يلي:

  • انقطاع النّفس عند بذل أي مجهود أو حتّى عند الرّاحة.
  • تورم السّاقين، والكاحلين، والقدمين.
  • تطبّل (تمدّد) البطن بسبب السّوائل.
  • الإعياء.
  • عدم انتظام ضربات القلب؛ والتي تبدو سريعة أو كخفق أو رفرفة.
  • دوخة، ودوار، وإغماء.

تتفاقم الأعراض عادةً إذا لم تتم معالجتها بغضّ النّظر عن نوع اعتلال العضلة القلبيّة الذي أصاب المرء. ويحدث هذا التّفاقم بسرعة لدى بعض المرضى، بينما قد لا يتفاقم بالنّسبة لآخرين قبل مرور وقتٍ طويل.

الأسباب

يبقى سبب اعتلال العضلة القلبيّة مجهولاً في معظم الحالات، إلا أنّ الأطبّاء يتمكّنون في بعض الحالات من التّعرّف على العوامل المساهمة في هذا الإعتلال، وتتضمّن الأسباب المحتملة لاعتلال العضلة القلبيّة ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدّم على المدى الطّويل
  • مشاكل صمّامات القلب
  • ضرر في أنسجة القلب بسبب نوبة قلبيّة سابقة
  • سرعة ضربات القلب المزمنة
  • اضطّرابات استقلابيّة (أيضيّة)، كمرض الغدّة الدّرقيّة أو داء السّكّري
  • نقص التّغذية ببعض الفيتامينات الأساسيّة أو المعادن، مثل الثّيامين ( الفيتامين ب1)، والسيلينيوم، والكالسيوم، والمغنيزيوم
  • الحمل
  • الإفراط في تناول الكحول على مرّ السّنين
  • سوء استخدام الكوكايين أو الأدوية المضادّة للاكتئاب كمضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات
  • استعمال بعض عقاقير العلاج الكيميائي لعلاج السّرطان
  • الإصابة بإنتانات فيروسيّة معيّنة؛ والذي قد يلحق الضّرر بالقلب ويثير اعتلال العضلة القلبيّة

داء ترسّب الأصبغة الدّمويّة؛ هو اضطّرابٌ لا يتمكّن فيه الجّسم من استقلاب الحديد بشكلٍ طبيعي، ممّا يسبّب تراكمه في أعضاء مختلفة، بما فيها عضلة القلب. وقد يؤدّي ذلك إلى ضعف في عضلة القلب والذي ينجم عنه اعتلال العضلة القلبيّة التّوسّعي.

أنواع المرض

وتتلخّص أنواع اعتلال العضلة القلبيّة فيما يلي:

اعتلال العضلة القلبيّة التّوسّعي

وهو أكثر أنواع اعتلالات العضلة القلبيّة شيوعاً، وفيه تتوسّع الحجرة الرّئيسيّة لضخ الدّم في القلب (البطين الايسر)، وتصبح قدرتها على ضخ الدّم أقلّ قوّة ولا يجري الدّم بسهولة عبر القلب. بالرّغم من أنّ هذا النّوع قد يصيب النّاس من مختلف الأعمار، إلا أنّه غالباً ما يصيب من هم في منتصف العمر، ويكون الرّجال أكثر عُرضةً للإصابة به. كما قد يكون لبعض الذين يصابون به تاريخٌ عائلي في الإصابة بهذه الحالة.

اعتلال العضلة القلبيّة الضّخامي

وينطوي هذا النّوع على نمو أو سماكة غير طبيعيّة في عضلة القلب، وخاصّةً عضلة الحجرة الرّئيسيّة لضخ الدّم في القلب. وعندما تحدث السّماكة، يتصلّب القلب وقد يتقلّص حجم الحجرة التي تضخ الدّم؛ ممّا يتعارض مع قدرة القلب على نقل الدّم إلى باقي أنحاء الجّسم. وقد يحدث اعتلال العضلة القلبيّة الضّخامي في أيّ عمر كان، إلا أنّه يكون أشدّ حدّةً إذا ظهر في فترة الطّفولة، ويكون لدى معظم المصابين به تاريخٌ عائلي في الإصابة بهذه الحالة، وقد تمّ إيجاد علاقةٍ بين بعض الطّفرات الجّينيّة وبين اعتلال العضلة القلبيّة الضّخامي.

اعتلال العضلة القلبيّة المقيّد (المحدّد)

وفيه تصبح العضلة القلبيّة قاسية وأقلّ مرونة، أي أنّ القلب لا يعود قادراً على التّوسّع كما يجب والامتلاء بالدّم بين نبضات القلب. بالرّغم من أنّ هذا النّوع قد يحدث في أي عمرٍ كان، إلا أنّه غالباً ما يصيب كبار السّن. وهو أقلّ نوعٍ من أنواع اعتلال العضلة القلبيّة شيوعاً وقد يحدث بدون سببٍ واضح (ذاتي). وقد يكون السّبب في الإصابة بهذه الحالة مرضٌ في مكانٍ أخر من الجّسم مثل الدّاء النّشواني؛ وهو حالةٌ نادرة تترسّب فيها البروتينات الغير طبيعيّة الموجودة في الدّم في القلب.

المضاعفات

قد تنجم المضاعفات التّالية عن اعتلال العضلة القلبيّة:

قصور القلب

ويعني ذلك أنّ القلب لا يعود قادراً على ضخ ما يكفي من الدّم لتليبة احتياجات الجّسم. قد لا تعود العضلة القلبيّة التي أصبحت سميكة أو متصلّبة أو ضعيفة بسبب اعتلال العضلة القلبيّة، قادرةً على ضخّ الدّم أو قد يعيق ذلك تدفّق الدّم من القلب.

خثرات الدّم

يصبح المرء أكثر عُرضةً للإصابة بخثراتٍ دمويّة في قلبه بسبب أيٍّ من أنواع اعتلال العضلة القلبيّة، وإذا ما تمّ ضخ الخثرات خارج القلب ودخلت الجّهاز الدّوراني، فقد تسدّ تدفّق الدّم إلى الأعضاء الحيويّة بما فيها القلب والدّماغ. وإذا تشكّلت الخثرة في الطّرف الأيمن من القلب، فقد تنتقل إلى الرّئتين، وللحد من الخطر؛ فقد يصف الطّبيب للمريض مميّعات دم (أدوية مضادّة لتخثّر الدّم) مثل الأسبيرين أو الوارفارين أو clopidogrel.

النّفخة القلبيّة

لأنّ القلب يكون متّسعاً لدى المصابين باعتلال العضلة القلبيّة؛ فقد لا ينغلق صمّامين من صمّامات القلب الأربعة (هما الصّمام التّاجي، والصّمّام ثلاثي الشّرف) كما يجب، ممّا يؤدّي إلى التّدفّق الارتجاعي للدّم. ويسبّب هذا التّدفّق الارتجاعي أصواتاً تُدعى (نفخة قلبيّة)، وليس من الضّروري أن تكون تلك النّفخة القلبيّة مؤذية إلا أنّ الطّبيب يجب أن يراقب هذه الحالة.

توقّف القلب والموت المفاجئ

قد تؤدّي جميع أشكال اعتلال العضلة القلبيّة إلى اضطّراب نظم القلب، وبعض هذه الاضطّرابات أبطأ من أن تواصل الدّورة الدّموية، وبعضها الآخر أسرع من أن تسمح للقلب بأن يدق كما يجب. وفي كلّ الأحوال، فقد ينجم عن اضطّراب نظم القلب هذا الإغماء، أو في بعض الحالات، الموت المفاجئ بسبب توقّفٍ تام في دقّات القلب.

العلاج

تتلخّص الأهداف الإجماليّة لعلاج اعتلال العضلة القلبيّة في السّيطرة على الأعراض ومنع الحالة من أن تتفاقم والحدّ من خطر حدوث المضاعفات، ويختلف العلاج تبعاً للنّوع الرّئيسي لاعتلال العضلة القلبيّة:

اعتلال العضلة القلبيّة التّوسّعي

إذا تمّ تشخيص الإصابة باعتلال العضلة القلبيّة التّوسّعي، فقد ينصح الطّبيب مريضه بتناول الأدوية، أو الأجهزة التي تُزرع جراحيّاً، أو الجّمع بين هذين العلاجين. وبالنّسبة للأدوية التي قد توصف فهي تتضمّن:

  • مثبّطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسن؛ وذلك لتحسين قدرة القلب على ضخ الدّم، مثل enalapril أو lisinopril أو ramipril أو captopril.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs) والتي تتضمّن losartan و valsartan ، وهي من أجل أولئك الذين لا يمكنهم تناول مثبّطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسن.
  • حاصرات بيتا وهي لتحسين فاعليّة القلب، وتضم carvedilol و metoprolol.


بالنّسبة لبعض المصابين باعتلال العضلة القلبيّة التّوسّعي فهنالك خيارٌ آخر، ألا وهو جهازٌ خاص لتنظيم ضربات القلب يقوم بتنسيق التقلّصات بين البطين الأيسر والبطين الأيمن (إنظام كلا البطينين), وبالنّسبة للنّاس المعرّضين لحالاتٍ خطيرة من عدم انتظام ضربات القلب، فقد يكون العلاج بالعقاقير أو جهاز علاج عدم انتظام ضربات القلب الذي يمكن زرعه (ICD) خياراً آخر، وأجهزة علاج عدم انتظام ضربات القلب هذه هي أجهزةٌ صغيرة (بحجم علبة الكبريت تقريباً) وتُزرع في الصّدر لمرافبة نظم القلب باستمرار، حيث ترسل صدمات كهربائيّة عند الضّرورة للسّيطرة على ضربات القلب السّريعة وغير المنتظمة، وتعمل هذه الأجهزة أيضاً كأجهزة تنظيم ضربات القلب.


اعتلال العضلة القلبيّة الضّخامي

  • قد ينصح الطّبيب بتناول حاصرات بيتا من أجل راحة القلب وإبطاء ضخ القلب للدّم والسّيطرة على نظمه؛ وهي تتضمّن metoprolol، أو قد ينصح بتناول حاصرات قنوات الكالسيوم مثل verapamil.
  • في بعض الحالات، ينصح الطّبيب بجهاز تنظيم ضربات القلب أو جهاز علاج عدم انتظام ضربات القلب (ICD)، وفي الحالات الشّديدة من اعتلال العضلة القلبيّة الضّخامي، فقد يقوم الجّرّاح بإزالة جزءٍ من جدار العضلة السّميكة والذي يعيق تدفّق الدّم بشكلٍ طبيعي، ويمكن لهذا الإجراء الذي يُدعى (بضع العضل الحاجزي septal myotomy-myectomy) أن يخفّف الأعراض في معظم الحالات.
  • قد ينصح الطبيب بالخضوع لعلاجٍ جديد يدعى الاجتثاث بالكحول, وفي هذا الإجراء اللاجراحي، يُستعمَل الكحول المحقون لتدمير العضل القلبي الزائد؛ ممّا قد يقلل من سماكة العضلة ويحسّن جريان الدّم.

اعتلال العضلة القلبيّة المقيّد (المحدّد)

  • يركّز علاج اعتلال العضلة القلبيّة المقيّد على تحسين الأعراض، وينصح الطّبيب مريضه بالانتباه جيّداً لكميّة الملح والماء الذي يتناوله وأن يراقب وزنه يوميّاً. كما قد ينصحه بتناول مدرّات البول إذا أصبح احتباس الماء والصّوديوم مشكلة. وقد يصف بعض الأدوية لخفض ضغط دم المريض والسّيطرة على ضربات القلب السّريعة أو غير المنتظمة.
  • قد يكون للعديد من الأدوية التي يصفها الطّبيب من أجل اعتلال العضلة القلبيّة تأثيراتٌ جانبيّة؛ ولذلك فيجب مناقشة هذه التّأثيرات الجّانبيّة المحتملة مع الطّبيب قبل تناول أيٍّ من هذه الأدوية.

زراعة القلب

قد تكون زراعة القلب خياراً إذا كان المرء مصاباً بحالةٍ حادّة من اعتلال العضلة القلبيّة ولم تفلح الأدوية في السّيطرة على الأعراض التي يعاني منها. وبسبب قلة المتبرعين بالقلب، فقد ينتظر المرضى (حتّى من هم في حالةٍ حرجة) لوقتٍ طويل قبل خضوعهم لزراعة قلب. وفي بعض الحالات، قد يساعد جهاز مساعدة القلب الآلي المرضى ذوي الحالات الحرجة الذين ينتظرون واهباً متوافقاً، وتدعم هذه الأجهزة دوران الدّم لمدّةٍ مطوّلة، وقد تسمح للمريض المكوث خارج المشفى بينما ينتظر الزرع، وتًدعى أجهزة مساعدة البطين (VADs)، ويمكن أن توفّر هذه الأجهزة دعماً على المدى الطّويل بالنّسبة للنّاس غير المرشّحين لزراعة القلب.

المصادر

http://www.epharmapedia.com/diseases/profile/105/%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B6%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9.html?lang=ar