تيفوس

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 11:06، 28 سبتمبر 2017 بواسطة كنان الطرح (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'{{فضل الكاتب الرئيسي|د. جاد الله السيد محمود}} '''التيفوس (Typhus)''' هو مرض حموي شديد تسببه جراثيم...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

التيفوس (Typhus) هو مرض حموي شديد تسببه جراثيم الريكتسية، ويشير لمجموعة من العداوى تسببها هذه المجموعة من الجراثيم.

تميل الإصابة بهذه الجراثيم لأن تحدث في البلدان النامية والمناطقة المنتشر فيها الفقر والتشرد واتصال الناس مع المجاري.

تُحمل جراثيم الريكتسية للبشر عن طريق النواقل التالية: قمل الجسم والقمل والبراغيث والقراد.

سير المرض

تعد جرثومة الريكتسية البروفاتسيكية العامل الأساسي المسبب لداء التيفوس، وتعيش في السبيل الهضمي للقمل.

عندما تعض القملة الحاملة لجراثيم الريكتسية الإنسان تسبب تفاعلًا تحسسيًا على جلد المضيف مما يدفع المضيف لخدش موقع العضة نتيجة التحسس الحاك، فتتحطم القملة، ثم تدخل الجراثيم المحملة ببراز القملة للجسم عن طريق فتحة العضة فتنتقل للمجرى الدموي.

تتطفل الجرثومة بعد ذلك على الخلايا البطانية للأوردة والشرايين الصغيرة والشعيرات الدموية، فتتكاثر مسببةً تضخمًا خلويًا. بطانيًا مع التهاب وعائي متعدد الأعضاء. وقد تسبب هذه العملية خثارًا وتراكم للكريات البيضاء والبالعات والصفيحات في العقد الصغيرة.

قد يسبب الخثار في الأوعية الدموية غرغرينا في الأجزاء البعيدة من الأطراف والأنف وشحمات الأذن والأعضاء التناسلية.

كما قد تؤدي عملية التهاب الأوعية لخسارة الغرويدات في الأوعية ما قد ينتج عنه انخفاض بحجم الدم ونقص إرواء الأنسجة ومن المحتمل أن يحصل فشل في الأعضاء نتيجة لذلك.

المسببات

التيفوس الوبائي

العامل المسبب له هو جراثيم الريكتسية البروفاتسيكية والناقل هو قمل الجسم.

تصاب القملة بهذه الجرثومة عندما تقتات على دم شخص مصاب بالريكتسية إصابة أولية أو أثناء إصاببته بالتيفوس التقشية (داء بريل زينسر).

من بين جميع نواقل التيفوس تعد القملة مفصلي الأرجل الوحيد الذي يموت بهذه العدوى.

التيفوس الفأري

يتسبب بالإصابة به جراثيم الريكتسية التيفية، والناقل هو الفأر أو برغوث القطط.

تعد الفئران والجرذان والقطط المضيف المعتاد لهذه الجراثيم، ومن النادر أن يصاب البشر به.

تصبح البراغيث معدية بعد أن تقتات على دم مضيف مصاب بالريكتسية.

التيفوس الأكال

تسببه جراثيم الريكتسية التسوتسوالغاموشية عبر حشرة الخطيماء الأكاموشية أو حشرة الخطيماء الديلنسية.

الأعراض

  • الحمى: ترتفع الحمى لتصل 39-41 درجة مئوية، وتستمر في حال عدم العلاج. كما يحدث عند بعض المرضى انخفاض في عدد ضربات القلب مع الحمى. وتستمر الحمى 48-72 ساعة بعد بدء المعالجة بالصادات الحيوية.
  • السعال وسرعة النفس: وهو العرض الأكثر شيوعًا عند الإصابة بالتيفوس الأكالي.
  • الطفح: الطفح الحبري والبقعي الحطاطي والبقعي، يحدث بداية على الجذع والإبط ثم ينتشر ليتضمن بقية الجسم باستثناء الوجه وكفي اليدين وأخمص القدمين.
  • تضخم العقد اللمفية الموضعي: يحدث عند الإصابة بالتيفوس الأكالي، وفي منطقة عضة مفصلية الأرجل. وقد يتبعه تضخم عقد لمفية معمم.
  • تضخم العقد اللمفية المعمم.
  • خشارة جلدية: تحصل عند الإصابة بالتيفوس الأكالي، وهي علامة أساسية في التشخيص السريري، وتحدث في 60% من الحالات.يحدث الخشار في مكان عضة مفصلية الأرجل، ويبدأ كحطاطة غير مؤلمة ثم تكبر الآفة وتتصلب. يصبح مركز الآفة متنخرًا ويتطور لجلبة سوداء.
  • قد يحدث تضخم طحال خفيف.
  • قد يحدث تضخم كبد خفيف.
  • قد يحدث أيضًا في التيفوس الأكالي التهاب ملتحمة انتشاري.

التشخيص

يعتمد التشخيص على إمكانية إصابة المريض وعلى الأعراض السريرية، وعلى التاريخ المرضي للمريض (في حال داء بريل زينسر مثلاً)، وبعض التحاليل (مثل ارتفاع أنزيمات الكبد قليل وانخفاض بألبومين الدم وشذوذ مستويات الشوارد وخصوصاً انفخاض الصوديوم الدموي، وارتفاع الأزوت في الدم والبروتين في البول وكذلك نقص الكريات البيض في الدم في المراحل الباكرة ونقص الصفيحات الدموية).

أما عن التأكيد فيحدث بعد رؤية جراثيم الريكتسية في عينة الدم أو الجلد.

  • الفحص الدموي: يستفاد منه أيضًا في نفي الإصابة بالملاريا.
  • خزعة: في حال وجود طفح يمكن أن يأخذ الطبيب خزعة جلدية ويرسلها للمختبر للفحص.
  • الفلورة المناعية غير المباشرة أو الفلورة المناعية للأنزيم والتي تكشف عيار الغلوبولين المناعي م IgM ما يشير للإصابة بحالة حادة في حال ارتفاعه.

لكن قد يمضي أسبوع قبل أن يبدأ الجسم بتشكيل رد فعل مناعي تجاه الريكتسية، ويجب البدء بالعلاج قبل تأكيد التشخيص.

المضاعفات

في حال عدم تشخيص التيفوس ومعالجته معالجة مناسبة فهنالك خطر من حصول بعض المضاعفات وتتضمن:

  • خسارة سمعية أو طنين طويل الأمد.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • أذية عضوية متعددة وفشل كلوي.
  • عدوى جرثومية ثانوية والتهاب في الرئة.
  • نوبات.
  • تخليط.
  • نعاس.
  • غرغرينا.

قد يحتاج المريض بعد حصول المضاعفات إلى البقاء في المستشفى بضعة أشهر بعد علاجه من هجمة التيفوس ليتلقى المعالجة لهذه المشاكل طويلة الأمد.

العلاج والتدبير

تعد الصادات الحيوية هي العلاج المعتد لحمى التيفوس. ويجب الاستمرار باستخدامها لـ 48-72 ساعة بعد اختفاء الحرارة. ويعد استخدام مساق ثانٍ من المعالجة بالصادات الحيوية مفيدًا لعلاج حالات التيفوس المتقشية. وتشمل الصادات الحيوية المستخدمة لمعالجة التيفوس: الدوكسيسيكلين والكلورامفينكول. قد يكون من الضروري القيام ببعض الإجراءات الداعمة.

داء بريل زينسر قد يصاب بعض الأشخاص المصابين سابقًا بالتيفوس الوبائي بشكل خفيف من المرض يدعى داء بريل زينسر.

يحدث هذا الداء عندما لا تُقتل الجراثيم بشكل مناسب في المرة الأولى فتبقى بعضها خاملة في الجسم، ثم يعاد تفعيلها في وقت لاحق عندما يضعف الجهاز المناعي للمصاب.

يجب علاج المريض المصاب بداء زينسر مرة أخرى بالصادات الحيوية.


المصدر

http://emedicine.medscape.com/article/231374-workup

http://www.nhs.uk/Conditions/typhus/Pages/Introduction.aspx