بيلة تفهة

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

البيلة التفهة (DI) هي اضطرابٌ يتّسم بعطش شديد وبإطراح كميات كبيرة من البول (بوال). وتحدث في معظم لحالات كنتيجةٍ لعدم إنتاج الجسم أو تخزينه أو إطلاقه لهرمون أساسي، إلا أن البيلة التفهة تحدث أيضاً عندما لا تتمكن الكلى من الاستجابة لذلك الهرمون كما ينبغي. في حالاتٍ نادرة، قد تحدث البيلة التفهة أثناء الحمل؛ حيث تُدعى عندئذٍ البيلة التفهة الحملية. وهنالك علاجات فعالة لتخفيف العطش وجعل إطراح البول طبيعياً.

الأعراض

تتضمن أكثر أعراض البيلة التفهة شيوعاً ما يلي:

  • العطش الشديد
  • إطراح حجم زائد من البول المدد

بحسب شدة الحالة، فقد تتراوح كمية الإطراح بين حوالي 2.5 ليتر (2.6 أرباع) في اليوم إذا كانت البيلة التفهة خفيفة، إلى حوالي 15 لتراً (16 ربعاً) إذا كانت الحالة شديدة أو إذا كان المرء يتناول كميات كبيرة من السوائل. بالمقارنة، فإن المعدل الوسطي للنتاج البولي عند البالغ السليم هو حوالي 1.5 إلى 2.5 ليتر تقريباً) (أي 1.6 إلى 2.6 أرباع في اليوم. تتضمن الأعراض الأخرى الحاجة إلى الاستيقاظ ليلاً للتبول (بوال ليلي أو بيلة انتيابية) والتبول في الفراش. قد تظهر الأعراض والعلامات التالية على الرضع والأطفال الصغار المصابين بالبيلة التفهة:

  • هياج لا تفسير له أو بكاء بدون مبرر
  • بلل الحفاضات بشكلٍ غير اعتيادي
  • حمى، أو إقياء أو إسهال
  • جلد جاف وبرودة في الأطراف
  • تأخر النمو
  • فقدان الوزن

يجب استشارة الطبيب فور ملاحظة أكثر العلامات شيوعاً، ألا وهي التبول الزائد والعطش الشديد.

الأسباب

تزيل الكلى عادةً السوائل الزائدة من مجرى الدم. ويتم تخزين تلك الفضلات السائلة في المثانة على شكل بول. عندما يعمل جهاز تنظيم السوائل كما ينبغي، فإن الكلى تنتج كمية أقل من البول إذا انخفضت كمية السوائل في الجسم، من خلال التعرّق مثلاً، وذلك لحفظ السوائل. يبقى هنالك توازنٌ بين حجم وتركيب سوائل الجسم من خلال التوافق بين الوارد الفموي والإطراح الكلوي. ويتحكم العطش بمعدل وارد السوائل بشكلٍ كبير، رغم أن عادات المرء قد تزيد من الوارد فوق الحد المطلوب. ويتأثر معدل الإطراح الكلوي بإنتاج الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، والذي يدعى أيضاً الفازوبريسين. يصنع الجسم الهرمون المضاد لإدرار البول في ما تحت المهاد ويخزن ذلك الهرمون في الغدة النخامية، وهي غدة صغيرة تتوضع في قاعدة الدماغ. يتم تحرير هذا الهرمون إلى مجرى الدم عند الحاجة، حيث يركز هذا الهرمون البول بجعل أنابيب الكلية تعيد امتصاص الماء إلى مجرى الدم بدلاً من إطراح الماء إلى البول. وتحدث البيلة التفهة عندما يحدث خللٌ في هذا النظام ولا يتمكن الجسم من التحكم بتنظيم السوائل. تحدد طريقة فشل النظام شكل الإصابة بالبيلة التفهة وذلك على الشكل التالي:

- البيلة التفهة المركزية:

عادةً ما يكون سبب الإصابة بالبيلة التفهة المركزية أذية الغدة النخامية أو ما تحت المهاد، وذلك يحدث بشكلٍ أكثر شيوعاً بسبب الجراحة، أو ورم، أو مرض كالتهاب السحايا مثلاً، أو التهاب أو إصابة في الرأس. ويبقى السبب مجهولاً في بعض الحالات. تُحدِث هذه الأذية خللاً في الإنتاج الطبيعي للهرمون المضاد لإدرار البول، وتخزينه، وتحريره.

- البيلة التفهة كلوية المنشأ:

يحدث هذا النوع عندما يكون هنالك عيبٌ في الأنابيب الكلوية؛ وهي تراكيب توجد في الكلية تطرح الماء أو تعيد امتصاصه. يجعل هذا العيب الكلى غير قادرةٍ على الاستجابة كما ينبغي للهرمون المضاد لإدرار البول. وقد يكون هذا العيب ناجماً عن اضطرابٍ موروث (جيني) أو مرضٍ كلويٍّ مزمن. هنالك أدوية معينة، مثل الليثيوم وتتراسيكلين، قد تسبب البيلة التفهة كلوية المنشأ أيضاً.

- بيلة تفهة حملية:

يحدث هذا النوع خلال الحمل فقط، وذلك عندما يقوم أنزيمٌ تنتجه المشيمة بتحطيم الهرمون المضاد لإدرار البول عند الأم، والمشيمة هي الجهاز المكون من الأوعية الدموية والأنسجة الأخرى التي تسمح بتبادل الغذاء والفضلات بين الأم وجنينها.

لا يتمكن الأطباء من تحديد سبب الإصابة بالبيلة التفهة في حوالي 30 بالمائة من الحالات.

المضاعفات

مكن أن تجعل البيلة التفهة الجسم يحتفظ بمكية غير كافية من الماء لكي يعمل كما ينبغي؛ وبالتالي فقد يصاب المرء بالتجفاف. وقد يسبب التجفاف ما يلي:

  • جفاف الفم
  • ضعف عضلي
  • انخفاض ضغط الدم
  • ارتفاع صوديوم الدم
  • مظهر غائر للعينين
  • حمى أو صداع أو كليهما
  • سرعة ضربات القلب
  • فقدان الوزن

قد تسبب البيلة التفهة خللاً في توازن الشوارد أيضاً. والشوارد هي مواد في الدم، كالصوديوم، والبوتاسيوم والكالسيوم، تحافظ على توازن السوائل في الجسم. ويمكن أن يسبب خلل توازن الشوارد أعراضاً مثل الصداع، والإعياء، والاهتياج، والآلام العضلية.

العلاج

يعتمد علاج البيلة التفهة على شكل الإصابة، وفيما يلي خيارات علاج أكثر أنماط البيلة التفهة شيوعاً:

  • البيلة التفهة المركزية:

بما أن السبب في الإصابة بهذا الشكل من البيلة التفهة هو نقص الهرمون المضاد لإدرار البول، فإن العلاج يعتمد عادةً على إعطاء هرمون صنعي يسمى ديسموبريسين. يمكن أخذ ذلك الهرمون كبخاخ أنفي، أو حبوب فموية، أو عن طريق الحقن. ويوقف هذا الهرمون المُصَنَّع من زيادة البوال. يعتبر ديسموبريسين علاجاً آمناً وفعالاً لمعظم حالات البيلة التفهة المركزية. إذا كان السبب هو شذوذٌ في الغدة النخامية أو في ما تحت المهاد؛ كالإصابة بورمٍ مثلاً، فسيقوم الطبيب بعلاج الشذوذ أولاً. إذا أُصيب المرء بالبيلة التفهة المركزية، فيجب أن يحرص على تعويض السوائل المفقودة. وفي حالة العلاج بالديسموبريسين، يجب شرب الماء أو السوائل عند الشعور بالعطش فقط؛ وذلك لأن الدواء يمنع إطراح الماء الزائد، ما يعني أن الكلى تنتج كمية أقل من البول وتستجيب بدرجة أقل للتغيرات في سوائل الجسم. في الحالات الخفيفة من البيلة التفهة المركزية، قد تكون زيادة الوارد المائي هي كل ما يلزم للعلاج. ويمكن أن يقترح الطبيب كمية محددة من الوارد المائي تزيد عادةً عن 2.5 ليتر (2.6 ربع) في اليوم لضمان إماهة مناسبة.

  • البيلة التفهة كلوية المنشأ:

تنجم هذه الحالة عن عدم استجابة الكلى كما ينبغي للهرمون المضاد لإدرار البول، ولذلك فإن ديسموبريسين ليس خياراً للعلاج. وبدلاً من ذلك فقد يصف الطبيب حمية غذائية قليلة الملح للمساعدة على خفض كمية البول الذي تنتجه الكلى. كما يجب على المريض أن يحرص على شرب ما يكفي من الماء لتجنب التجفاف. يمكن استخدام دواء هيدروكلوروثيازيد لوحده أو مع أدويةٍ أخرى، وهو قد يحسن الأعراض. وعلى الرغم من أن هذا الدواء مدرٌ للبول،؛ حيث يُستَخدَم عادةً لزيادة نِتاج البول، إلا أنه في بعض الحالات يخفض من إطراح البول عند بعض الناس المصابين ببيلة تفهة كلوية المنشأ. إذا كانت أعراض البيلة التفهة كلوية المنشأ ناجمة عن أدوية يتناولها المريض، فإن إيقاف تلك الأدوية قد يساعد في هذه الحالة، ولكن لا يجب التوقف عن تناول أي دواء بدون استشارة الطبيب.

  • البيلة التفهة الحملية:

يتم علاج معظم حالات البيلة التفهة الحملية بالهرمون الصنعي ديسموبريسين. في حالات نادرة، يسبب شذوذٌ في آلية العطش الإصابة بالبيلة التفهة الحملية، وفي تلك الحالات النادرة، لا يصف الطبيب ديسموبريسين.

الإنذار

غير متوفر

المصدر

http://www.epharmapedia.com/