عصية جمرية

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

العصوية الجمرية Bacillus anthracis هي جراثيم إيجابية الغرام لا هوائية أو لا هوائية مخيرة منتجة للأبواغ ذات شكل عصوي، أبعادها الوسطية فهي 4 مكم بـ1 مكم، وهي المسبب الأساسي للإصابة بالجمرة الخبيثة.

تشاهد تحت المجهر على شكل سلاسل من الخلايا وذلك بعد أخذها من لطاخات الدم والأنسجة لأغراض تشخيصية، وتتكون السلسلة من عصيتين أو أكثر، أما عند رؤيتها بعد زرعها على طبق آغار وتمديدها تشاهد كسلسلة لا نهائية من الجراثيم.

تعيش جراثيم الجمرة في التربية على شكل أبواغ خاملة، وتكون مقاومة لكثير من العوامل والقضاء عليها صعب. فتعيش فيها عشرات السنين، أما في الأجسام الحية وبعد الزراعة تكون على شكل خلية منتشة.

من مميزاتها الشكلية أيضاً النهاية المربعة، رغم عدم وضوحها دائماً.

في حال تعريضها للأوكسجين تنشأ من كل خلية بوغة إهليليجية الشكل، تقع في مركزها عادةً، وتكون في بعض الأحيان طرفية.

تنتج الخلية المنتشة تحت الشروط اللاهوائية وبوجود البيكربونات (HCO3) محفظة عديدة الببتيد. كما تنتج هذه المحفظة عندما تكون ضمن الأحياء كأحد عاملي فوعتها. ويساعد وجود هذه المحفظة في التشخيص.

وتنتج تلك الجراثيم ذيفانات مكونة من ثلاثة بروتينات تسمى: المستضد الحامي، والعامل القاتل، والعامل الموذم.

الكشف والعزل

الكشف

يمكن وبسهولة رؤية جراثيم الجمرة في عينات الدم أو الأنسجة المصابة المأخوذة خلال بضعة ساعات من موت الحيوان أو الإنسان بسبب الإصابة بالجمرة الخبيثة، وتحديدها باستخدام صبغة خاصة بالمحفظة (M’Fadyean stained) ويمكن زرعها أيضاً بسهولة على مزارع دموية أو أطباق الآغار المغذية. وينطبق الأمر ذاته على مسحات السوائل من الأذيات لاجلدية للبشر قبل البدء بالمعالجة.

يمكن كشف الجرثومة في العينات الحيوانية (القديمة أو المتفسخة أو المنتجات الحيوانية المعالجة الناتجة عن حيوانات ماتت نتيجة الإصابة بالجمرة، وكذلك في العينات البيئية)، من خلال البحث عن بضعة جراثيم منها فقط بين عدد كبير من جراثيم الفلورا وغيرها من الجراثيم، وكثير منها غالباً ما سيكون أنواعاً أخرى من العصيات، وخصوصاً العصوية الشمعية القريبة جداً منها. ففي هذه الحالة يكون من الضروري استخدام تقنيات محددة خاصة بطرق الزرع لقتل وإزالة باقي الجراثيم بالتدريج.

للعصية الجمرية بعض الخواص التي يمكن التعويل عليها في تمييزها عن باقي العصويات الشبيهة بها. فمن الأوساط النوعية التي تعد الأفضل في ذلك هي وسط آغار بوليمكسين ليزوزيم إي دي ت ا وخلات الثاليوم (وسط PLET)، ويتوجب الدقة أثناء تحضيره.

ورغم عدم وجود مرق مغذي نوعي للجمرة كشفها في الزجاج بالوسائل التقليدية من العينات البيئية أو عينات لاحيوانية أو من المنتجات الحيوانية المعالجة تقدر تقريباً بـ 5 وحدة مشكلة للمستعمرة/غ أو 5 وحدة مشكلة للمستعمرة/مل.

العزل

الطريقة الأكثر حساسية لعزل الجرثومة هي من خلال احتضانها في فأر أو في حيوان خنزير غينيا. ولكن وبالتوافق مع الابتعاد عن استخدام الحيوانات للاختبارات العلمية فيجب أن يكون هذا السبيل الأخير لعزلها، ففي بعض الأحيان يكون ذلك ضرورياً، مثلاً عند تأكيد الإصابة بالجمرة عند الأفراد أو الحيوانات المعالجة بالصادات الحيوية (كما ذكرنا من قبل فكشفها تحت المجهر يكون قبل استخدام المصاب للصادات الحيوية)، أو في الاختبارات الأساسية على العينات البيئية التي تحتوي على مواد كيميائية مثبتة للأبواغ.

وكذلك طورت أنظمة تفاعل البوليمراز المتسلسل لكشف عصية الجمرة.

الاستعراف والتأكيد

من السهل استعراف عصية الجمرة (بوجود بعض الاستثناءات) وتمييزها عن باقي أنواع العصيات، بما فيها العصيات الشمعية. فذلك بعد عزلها ورؤية السمات الاستعمارية الشكلية لها على آغار مغذي أو دموي (مظهر غير لامع ومسطحة قليلاً، شبيهة بالعصية الشمعية، لكن عموماً ذات حجم أصغر، وأكثر لزوجة، بيضاء أو بيضاء رمادية على طبق آغار دموي، وغالباً يكون لها حافة مجعدة في النهايات) وبكونها غير حالة للدم (أو ضعيفة الحل) وغير متحركة وحساسة للبلعمة غاما والبنسيلين، وبأنها قادرة على إنتاج محفظة في الدم أو في مزرعة لا هوائية في وسط من البيكربونات.

المصدر

http://www.who.int/csr/resources/publications/anthrax/WHO_EMC_ZDI_98_6/en

http://www.medicinenet.com/anthrax/article.htm

https://en.wikipedia.org/wiki/Anthrax