سرطان

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يعرف السرطان طبياً بأنه ورم خبيث وهو مجموعة واسعة من الأمراض تشمل كلها نمو خلوي غير منتظم. تنقسم الخلايا وتنمو بدون تحكم وتشكل أوراماً خبيثة وتغزو الأجزاء القريبة من الجسم. يمكن أن ينتشر السرطان أيضاً إلى أجزاء أبعد من الجسد عبر الجهاز اللمفاوي أو المجرى الدموي. بالمقابل فإن هناك الأورام الحميدة التي لا تنمو بدون تحكم (بعكس السرطان) ولا تغزو الأنسجة المجاورة ولا تنتشر عبر الجسم.

تمهيد عن السرطان

تحديد أسباب السرطان معقد. إلا أن هناك العديد من الأشياء تزيد خطر السرطان وتضم التدخين وبعض الإنتانات و الإشعاع وقلة الفعالية الفيزيائية و البدانة و الملوثات البيئية. يمكن لهذه المسببات أن تؤذي الجينات أو تتشارك مع عيوب وراثية موجودة ضمن الخلايا للتسبب بهذا المرض.[1]

الانتشار

يصنف السرطان كسبب فانٍ رئيسي للوفيات في معظم أنحاء العالم ، وقد قدرت هيئة السرطان الأميركية بأن أكثر من 67 مليون أمريكي أو واحد من كل أربعة يتوقع أن يصاب بالسرطان خلال فترة حياته ، وقد تم عام 1985 تشخيص 910 ألف إصابة بالسرطان ، وأنه بطرق المعالجة المتبعة حالياً يبقى من كل ثمانية مصابين بالسرطان ثلاثة مرضى على قيد الحياة (38 بالمائة) كل عام بعد خمسة سنوات. ليس السرطان مرضاً واحداً بل يتضمن تقريباً كافة أشكال الأورام الخبيثة، ويمكن أن يصيب أي عضو في الجسم ، على أن أكثر مواضع انتشاره شيوعاً الرئة في الرجال ، والثدي في النساء. ورغم تطور المعالجات الكيميائية الحديثة لا يزال معدل وفياته مرتفعاً. وبالتالي لابد من دراسة عوامل خطورة السرطان للوقاية من هذا المرض الخبيث تطبيقا للحكمة القائلة؟ «درهم وقاية خير من قنطار علاج» سيما وأن اختلاف نسبة إصاباته بين منطقة وأخرى في العالم دليل على ارتباطه بعوامل بيئية مثل طبيعة الغذاء والماء والهواء.

نمو الخلايا

يخضع تكاثر الخلايا في النسيج السوي لآليات تنظيمية بحيث يكون عدد الخلايا المنقسمة مكافئاً لعدد الخلايا التي تموت ويمكن تقسيم مائة أو أكثر من أنماط الخلايا بالنسبة لتكاثرها إلى مجموعتين كبيرتين:

  1. العصبونات المتميزة بشكل جيد وخلايا العضلة الهيكلية و القلبية التي لا تستطيع الانقسام والتكاثر.
  2. الخلايا التي تستمر بالانقسام والتكاثر مثل خلايا الدم، خلايا الجلد وخلايا الكبد. تختلف سرعة تكاثر هذه الخلايا بصورة كبيرة. فخلايا الدم البيضاء والخلايا التي تبطن الجهاز المعدي المعوي تعيش عدة أيام ولابد من تعويضها بصورة مستمرة. وفي معظم الأنسجة تزداد كثيراً سرعة التكاثر الخلوي عند تضرر أو فقدان النسيج.

فمثلاً يحرض النزف التكاثر السريع لخلايا المشكلة للدم في نقي العظم وكذلك تتضمن هذه المجموعة الثانية خلايا يتوقف عادة تكاثرها بصورة سوية إلا أنه يمكن أن يتابع في شروط معينة. فمثلاً لدى الكبد قدرات واسعة على التجدد في الشروط المناسبة.

التمايز

تمايز الخلايا هو عملية تتحول فيها إلى أنماط مختلفة وأكثر اختصاصاً إذ تتمايز المائة أو الأكثر من أنماط الخلايا في الجسم من بيضة واحدة ملقحة. ولغز التميز هو أن كافة خلايا الجسم تحمل نفس المعلومات إلا أن جزءاً من تلك المعلومات فقط يعبر عنها في كل نمط خلية متميزة ، فالتميز يحدد مظهر ووظيفة الخلية ومدى معيشتها. فمثلاً خلية الدم الحمراء مبرمجة لتنمو بشكل قرص مقعر يعمل كواسطة لنقل الأوكسجين وتعيش 120 يوماً.

تخضع سرعات تكاثر الخلايا وتميزها قبل وبعد الولادة لسيطرة دقيقة بحيث تتوقف آليتا التكاثر والتميز حالما يتم تشكل العدد والنوع المناسب للخلايا.

وعندما يصبح نمط الخلية أكثر تخصصاً فإنه يفقد القدرة على التكاثر. فالعصبونات التي هي أكثر خلايا الجسم تخصصاً بصورة عالية تفقد قدرتها على الانقسام والتكاثر عندما يكتمل نمو الجملة العصبية. بينما في أنسجة أخرى أقل تخصصاً بالوظيفة مثل الجلد، نقي العظم المشكل لخلايا الدم ومخاطية الدم ومخاطية جهاز الهضم تستمر الخلايا بالتكاثر والتميز طيلة الحياة.

الخلايا السرطانية

تتميز الخلايا السرطانية بخاصتين هامتين ترتكز عليهما طبيعة المرض:

  1. تنمو وتنقسم بكبح اقل من الخلايا السوية و
  2. لا تتميز بصورة سوية وبالتالي فلا تقوم بوظيفتها كما ينبغي ولا تموت في وقتها.

ففي بعض أنماط ابيضاض الدم مثلاً لا تتبع اللمفاويات طريقة النمو السوي، ولا تتميز بصورة تامة ولا تكتسب القدرة على تخريب الجراثيم ولا تموت حسب البرنامج. وبدلاً من ذلك تستمر هذه الخلايا ذات الخلل لتعمر طويلاً وتزاحم خلايا الدم السوية تاركة الجسم بقدرة أقل للدفاع عن نفسه خلال الخمج.

تشتق خلايا جديدة في أنسجة قابلة للتجدد من خلايا احتياطية غير متميزة تسمى خلية جذعية ٍstem cells وتخضع الخلية الابنة الأخرى لعدة انقسامات غير مباشرة ليصبح كل جيل من الخلايا أكثر تخصصاً. تستمر سلالة كل خلية متمايزة بنفس المنهاج الجيني، وبهذه الطريقة يمكن لخلية جذعية واحدة أن تعطي الخلايا الكثيرة اللازمة لإصلاح النسيج السوي. وعندما يكتمل تمايز هذه الخلايا تصبح وظيفية، وتتوقف عن الانقسام. يعتقد أن الخلايا السرطانية تنمو من طفرات تحصل خلال عملية التمايز. وعندما تحصل الطفرة في مرحلة مبكرة من العملية تكون الأورام الناتجة متمايزة بصورة سيئة وشديدة الخباثة أما الطفرات الحاصلة في مرحلة متأخرة من العملية فإنها تؤدي لأورام أكثر تمايزاً وأقل خباثة.

إذن فمن معجزات إبداع الخالق العظيم أن جعل كل خلية في الحالة السوية مجهزة بآليات دقيقة محكمة تتحكم بإنقسامها وتمايزها حسب منهاج جيني يختلف باختلاف وظيفتها في الأنسجة والأعضاء ، ويوفر لها نوعاً من التوازن مع بيئتها. وإن أي خلل يحصل لابد أن يعزى لعوامل بيئية تتدخل بتوازنها. واضح أن العوامل البيئية تتمثل بصورة رئيسية بالهواء الذي نتنفسه وطبيعة الغذاء الذي نتناوله وماء الشرب. فقد تأكد أن 90 بالمائة من الإصابات بسرطان الرئة تحصل لمدخني التبغ وأن نسبة سرطان الرئة تزيد عشرين مرة في المدخنين عما في غير المدخنين.

كما أن تلوث الهواء بغازات احتراق وقود السيارات تساهم في الإصابات بالسرطان لما تحتويه من مواد مسرطنة.

الأورام والسرطانات TUMORS AND CANCERS

تكون الورم؛

I- مقدمة

أ‌- تعاريف وتسميات

في عدد من المراحل، الاستثناءات للتعاريف التالية تم تحديدها بالاستعمال الطويل وأكثر هذه الاستعمالات شيوعاً مذكورة هنا:

  • التضخم: هو زيادة في حجم الخلية الفردية المسببة لزيادة مناسبة في كتلة النسيج، التكاثر الخلوي خاضع للسيطرة.
  • فرط التنسج: هو زيادة في عدد الخلايا مسببة لزيادة في كتلة النسيج.
  • الحؤول (METAPKASIA): استبدال نمط نسيجي بالغ واحد بنمط آخر. وعادة يكون الاستبدال (أي النسيج الحؤولي- المتعلق بالهيولى التالية) أبسط بالشكل.
  • خلل التنسج DYSPLASIA: ببساطة يعني نمو شاذ إلا أن المصطلح أتى ليكون له عدة معاني أكثر تحديداً.
  • الكشم (فقد التمايز الخلوي ANAPLASIA): للخصائص المورفولوجية والوظيفية للخلية السوية عملياً الكشم يسوى ويوازن مع الخباثة (أي مع السرطان) (1) الخلايا الكشمية تشابه أكثر الخلايا البدائية لنسيج مشابه تظهر الخلايا الأكثر بدائية (الخلايا المضغية) ويقال على أنها الأكثر كشمية. (2) بموضوعية وبساطة، الكشم يعني «تشكل ارتدادي» إلا أن العملية الكشمية هي فشل النمو إلى خلية مفرقة متميزة، وليس الفقد المترقي أو فقد التميز للتخصص الخلوي. وبالتالي فإن مفهوم الخباثة على أنه ناجم عن فقد التميز للتخصيص الخلوي قد تم التخلي عنه.
  • الورم: هو التكاثر المستقل للخلايا دون استجابة لآليات التحكم السوية المسيطرة على نموها وحسبما هو مستعمل من قبل المحققين (الباحثين) الأطباء، وسواء الناس بالطريقة نفسها، فإن الورم غالباً ما يكون موازناً للسرطان إلا أن الورم قد يكون حميداً أو خبيثاً.
  1. الأورام الحميدة: تمتد ولكنها لا تغزو الأنسجة الموضعية أو تنتشر إلى مقرات أخرى وهي بصورة عامة مترابطة بمآل جيد.
  2. الأورام الخبيثة: وبصورة شائعة تدعى سرطانات يمكنها أن تغزو أنسجة موضعية ويمكنها أن تنتثر (تنتقل) إلى أنسجة وأعضاء أخرى، وهي بصورة عامة تكون مترافقة مع مآل سيء. الأورام الخبيثة تسمى على أساس منشأها الخلوي.


- السرطانات هي خباثات مشتقة من الأديم الظاهر (ECTODERM) والأديم الباطن (ENDODERM).
- الساركومات هي خباثات من منشأ الأديم المتوسط (MESODERMAL) ؛ السرطانات والساركومات يشار إليها أيضاً بعبارات وصفية تشير إلى الهيستوباثولوجيا. الأمثلة هي ساركومة عضلية ملساء LEIPMASARCOMA (العضلة الملساء) . سرطان خلية توسفية (SQUAMOUS) وسرطانة غدية (ADENOCARCINOMA)
- ابيضاضات الدم (لوكيميات) هي خباثات متعلقة بتكون سلسلة الدم. الأورام اللمفية هي خباثات الجهاز المناعي.

الورم: هو حرفياً أي تورم (وذمة) بما يتضمن أي كتلة التهابية (مثلاً خراج) إلا أن المصطلح أصبح مرادفاً للورم لدرجة مساواته غالباً بمصطلح السرطان.


ب) الوبائيات

  • السرطان في الولايات المتحدة هو السبب الثاني المؤدي للموت، ومسؤول عن 20% من الوفيات مقارنة بـ 38% من أسباب قلبية 15% من مرض دماغي وعائي و5% من حوادث من مختلف الأنماط.
  • إلا أنه حسب الرسم المنظوري، يجب على الفرد أن يدرك أن السرطان هو أقل اعتداداً على نطاق عالمي: في البلدان النامية، لا تزال أمور سوء التغذية وعداوى طفيلية (مثلاً الملاريا) مسؤولة عن الوفيات أكثر من السرطان.
  • عوامل الاختطار: يعتقد بأن أربعة عوامل هامة تكون مترافقة بزيادة وقوعات السرطان وهي العمر، القوت، البيئة والتكوين الجيني (الوراثي).
  1. العمر: مع تقدم السكان بالعمر، يعتقد أن للمسرطنات زمن أكثر لتمارس تأثيراتها، وإضافة لذلك قد تكون الدفاعات المناعية للمسنين أقل فعالية من أولئك الناس حديثي السن. إلا أنه من الضروري أن نتذكر أن السرطان يمكن أن يحصل في أي عمر. هنالك أورام خلقية، وفي الفئة التي تبلغ من العمر بين 1-14 سنة قد يكون السرطان مسؤولاً عن 11% من الوفيات، وهو الثاني فقط بالنسبة للحوادث كسبب للموت.
  2. القوت (النظام الغذائي): الاختلافات الجغرافية في معدلات انتشار السرطان يمكن تفسيرها بالاختلافات القوتية.
  • الأطعمة المدخنة: معروفة بأنها تنتج مسرطنات كيميائية فالشعب الاسلندي الذي لديه معدل عال فائق العادة من السرطان المريئي، يتناول كميات كبيرة من السمك المدخن .
  • القوت الغني بالألياف والمتدني بالشحم الحيواني والسكريات المنقاة يبدو أنه يثبط السرطان القولوني المستقيمي.
  • الشعب الياباني في اليابان لديه معدل عال من سرطان المعدة يصل لضعف معدل اليابانيين الذين هاجروا إلى هاواي وتبنوا قوتاً غريباً، إلا أن القوت لوحده لا يمكن أن يكون الجواب الكلي، لأن اليابانيين في هاواي لا يزال لديهم معدل أعلى من سرطان المعدة من غير اليابانيين في نفس البيئة،
  • المشروبات الكحولية تؤثر على التسرطن عندما تستهلك بصورة متكررة ومفرطة لفترات طويلة. رغم أن الكحول بحد ذاته ليس مسرطناً، فقد يزيد تأثير مواد أخرى في المشروبات الكحولية أو قد يزيد امتصاص المسرطنات. وقع الكحول المسرطن يكون بصورة خاصة واضحاً على خلايا كبدية وخصوصاً عندما يكون متولفاً مع استعمال التبغ على مخاطية المريء، البلعوم، وفجوة الفم، وجود مشاركة (رئيسية متعددة) للسرطانات يحصل غالباً بمعدل الضعف بين أفراد متشمعي الكبد بالمقارنة مع غير المصابين بتشمع الكبد.
  1. البيئة: العوامل البيئية المترافقة مع وقع عال للسرطان يتضمن الإشعاع والتلويث الكيميائي. التصنيع والنماء، مع اكتساب العدوى وسوء التغذية مما يجلب زيادة في حدوث السرطان.

- وضع سكان المدن مع تلوث الهواء والماء الأشد مما في بيئة ريفية يؤدي لمعدلات أعلى من السرطان وخصوصاً سرطان الرئة.

- المدخنون يصابون بسرطان الرئة بصورة أكثر تواتراً بكثير مقارنة بغير المدخنين. للتدخين علاقة بالسرطانات الفموية. البلعومية، الحنجرية، وسرطانات المثانة.

- العمال الصناعيون المعرضون لعوامل معينة (الأسبستوس أو (Vinyl Chloride) يتنامى لديهم سرطان في أحوال أكثر من الفئات غير المتعرضة لهذه العوامل.

- قد يكون للنشاط الجنسي علاقة بالسرطان؛

  • هنالك مسرطنات أو عون المسرطنات (Cocarcinogens) محتملة (مثلاً فيروسات محددة) قد تكون منتقلة جنسياً.
  • في السبيل التناسلي الأنثوي لعنق الرحم أعلى ترافق بالمرض الخبيث وطلائعه Precursors).
  • عنق الرحم يبدي زيادة تعرضية (سرعة تأثر) لتكون الورم بعد تعرضه بصورة خاصة لفيروسة الهربس البسيط بعدوى فيروس من نمط 2.
  • لما كان تكون الورم الحرشفي الرقبي يبدأ في الموصل الحرشفي القطني فإن فرط التنسج في هذه المنطقة، نتيجة لتهيج العدوى قد يلعب دوراً مسبباً.
  • فقط فيروسة هربس البسيط نمط (2) وفيروسة الورم الحليمي البشري يبدو أنهما قادرين على معاودة برمجة نويات الخلايا الناقية وربما تؤدي إلى سرطان رقبي.

التنظيم الجيني الوراثي: يبدو أن التعرض للسرطان في بعض العائلات وراثي. كذلك فإن الشذوذات الصبغوية (Chrowosomal) غير الوراثية تزيد أيضاً اختطار سرطانات معينة.

  • تشير مشاهدات سريرية إلى أن لبعض أشكال السرطان أساس منزلي (Mendelian) للوراثة، مثلاث في عائلات متأثرة بأصبغة جفاف الجلد، داء السلائل (Polyposis) العائلي للقولون أو متلازمات (Pigmentosum) تكون الورم الصماوي المتعدد وتكون فيها الأورام شائعة، متعددة وغالباً ما تكون موجودة في عمر مبكر.
  • الأطفال الذين لديهم اضطرابات عوز مناعي رئيسي يكون لديهم معدلاً عالياً إلى أبعد حد من الخباثات اللمفائية (Lymphoid).
  • الأفراد الذين لديهم متلازمة Down (التي تصيب الصبغية 21 (Chromosome) يكون لديهم وقوع (Incidence) ابيضاض الدم (لوكيميا) الحادة أعلى بـ 4 – إلى 30 مرة مما في السكان الأسوياء بمتلازمة Burkitt (ورم لمفي خبيث لشكل لا متمايز موجود عادة في وسط أفريقيا وهنالك تقارير من مناطق أخرى ويظهر غالباً كافة حالة للعظم كبيرة في الفك أو ككتلة بطنية. تم عزل فيروس Epstein –Bar (فيروس هربس) من ورم بوركيت واعتبر كعامل مسبب.

II- آليات التسرطن

– هنالك عدد متغير من الخطوات التي تحصل خلال التغير من الخلية السوية إلى خلية كاملة الخباثة، الخطوة الأولى تحصل بصورة ظاهرية في خلية منفردة (أي أن السرطان هو مرض أحادي النسيلة). التغير (الطفرة) في الخلية الورمية الأولى هو عملية عشوائية أي عامل سببياتي معطى يزيد ببساطة الاحتمال بأن أية خلية خاصة سوف تكون متحولة ولكن كيفية حصول ذلك لا تزال مجهولة.

(أ)- دور عدم الاستقرار الوراثي (الجيني).

1) دوره في التحول الأولي:

  • نظراً لعدم الاستقرار الوراثي (بكونه ظاهرياً أعظم في الحالة الورمية) تنتج الخلايا الطافرة. تتخرب بعض هذه الخلايا إما بمساوئ استقلابية أو آليات مناعية إلا أن خلية أحيانية (عرضية) سوف تعبر عن ميزة انتقائية على الخلايا الورمية الأصلية وسوف تؤدي إلى المجموعة البديلة السائدة.
  • مع مرور الوقت تؤذي هذه العملية الاختيار هذه إلى خلايا شاذة بصورة متزايدة مع خصائص مكتسبة للسرطان المتنامي بصورة كاملة.

2) الدور التالي:

  • النمط الظاهري السرطاني بحد ذاته غير ثابت فمع مرور الزمن مع انقسام الخلية المستمر مع تقدم عملية الورم قد تظهر تشكيلة لأدنى نسيلة كالنسل لسرطان منفرد.
  • هذه التغايرية النسيلية قد تكون متظاهرة مورفولوجياً (تشكلياً) أو بصورة كيميائية حيوية، كل من هذه النسيلة الفرعية يمكن أن تظهر اختلافات تشكيلية بالبنية، إنتاج معقدات لمنتج خاص واستضداد (Antigenicity).
  • تبدي الخلايا السرطانية للعيان نمطاً من تطور نسيلي يسمح بالاختبار المخاتل (الغادر) للنسائل الأكثر عدوانية والنمو بسرعة والجائرة متدنبة بالغزو، وهذه هي القسمة (الملمح) التي تنتج نسائل متدنبة تكون مقاومة بقوة لكافة طرق المعالجة المعروفة وتثبت أخيراً بأنها قاتلة مميتة.

نظرية الطفرة:

  • معظم الأورام تكون مترافقة بتبدل ينتقل بالوراثة في الخلايا المكتنفةِ أي أن الاستحالة من خلية سوية إلى خلية ورمية تكتنف تغيرات ضمن الجهاز الجيني للخلية (الطفرة Mutation). الوراثة، المواد الكيميائية، العوامل الجسدية، الإشعاع والفيروسات قد تكون مكتنفة في هذا التغير.
  • معظم الباحثين يشعرون بأن تشكل الأورام يكتنف عملية طفرة متطورة متعددة العوامل متعددة المراحل بالتركيب الجيني الوراثي للخلايا. نظرية الطفرة مفضلة بعدة مجالات.

(1) كافة المسرطنات (بما يتضمن الكيميائيات، الأشعة والفيروسات) هي وراثية متعددة (Multigenic).

(2) آليات إصلاح DNA المعينة، كما يحصل في جفاف الجلد المصطبع (Xeroderma Pigmentosa) تكون مترافقة مع زيادة اختطار تكون الورم

(3) تكون الورم هو مرض نسيلي.

ب- دور المسرطنات:

1) هنالك ظاهرة ثابتة لكافة العوامل المعروفة بأنها مسرطنة وهي تأثرها المثبت (المبرهن) مع DNA، هذا التأثر واضح لثلاثة أصناف رئيسية من المسرطنات، أي الكيميائية ، والفيروسات والإشعاعات المؤينة. تستطيع كل من هذه الأصناف الإقحام مع DNA النووية وتحرض وتحدث سوء تنظيم وترجمة المعلومات الوراثية (الجينية).

2) كثير من المسرطنات (وغالباً الكيمياوية بالطبيعة) يجب تنشيطها كيميائياً بالانزيمات الخلوية وبغياب الأنزيمات الملائمة لا يمكن للاستحالة أن تحصل.

3) تكون الورم هو عملية على الأقل ذات مرحلتين (على الأقل في حالات تجريبية) الابتداء (Initation) (أذية أولية) وتعزيز إثارة (Promotion) (يتطلب عوامل أخرى للتعديل الكامل للورم).

  • عامل مبدئي يحرض تغيرات في بنية DNA وهو مطفر.
  • محرض: يحرض تكاثر الخلايا الطافرة وكما يبدو بتأثيره على أغشية الخلايا. المحرضات لوحدها غير مسرطنة ويجب أن تعمل بعد العامل المبدئ لإنتاج السرطان.
  • عاملان ابتداء أو أكثر بتوليفة (مشاركة) يمكن أن تحرض التحويل (التسرطن).

ج) دور الفيروسات:

1) مفاهيم عامة:

  • بالتكلم وظيفياً، الفيروسات هي كتل لمادة جينية (وراثية) وبالتالي حالما يكون داخل خلية يستطيع الفيروس أن يغير حقائق جينية تنقلها الخلية لكافة نسلها.
  • التحول الورمي يمكن تسببه الفيروسات من نمط DNA أو RNA وفي بعض الأجهزة التجريبية يبدو أن الجينيات الفيروسية ضرورية للمحافظة على الحالة المتحولة، التغير الورمي يكتنف الدمج والتكامل لمعلومات جينية جديدة من الفيروس – بشكل توالي نوكليوتيدات DNA - إلى داخل المجين (الجينوم) الخلوي للمضيف.

2) الفيروسات القهقرية (Retroviruses) والجينات الورمية Oncogenes . الفيروسات القهقرية هي فيروسات RNA (رنا – الحمض النووي الريبي) وهي تستنسخ بتشكيل طليعة فيروسية لـ RNA تندمج وتتكامل في DNA الخلية المضيفة ومن ثم تعمل الطليعة الفيروسية المتكاملة تماماً نسل الخلية كجينات خلايا المضيف ناقلة معلومات جينية (وراثية) إلى نسل الخلية.

1- بعض الفيروسات القهقرية تحتوي على توالي نوليوتيدي واحد أو أكثر قار على تحريض معلومات خبيثة. هذه المتواليات يطلق عليها تكون الورم الفيروسي (V_Oncs) وقد أثبتت عدة (V_Oncs) بأنها تحرض السرطانات في أجهزة تجريبية، ليس أي منها معروفاً بأنه ينتج السرطان في البشرة رغم أن هنالك لبعض الفيروسات بينة قوية بأن هذا يحصل في البشر.

2- تحتوي الخلايا حقيقية النواة على جينات لها تواليات نوكليوتيدية مثيلة أو مشابهة لحد بعيد لـ (V_Oncs) طليعة الجينات الورمية هذه أو الجينات الورمية الخلوية (C-Oncs) يعتقد بأنها طلائع (V_Oncs) مأخوذة ومستعادة بواسطة الفيروسات القهقرية (Retroviruses) في مسار التطور.

  • الجينات الورمية ربما تمنح ميزة نمو انتقائية على الخلية المتحول، لأن كثيراً، (V_Oncs) هي جينات ترمز لأجهزة أنزيم Protein Kirase التي تبدو على أنها ترتبط بغشاء الخلية وتستخدم كمستقبلات لعامل النمو.
  • توالي طليعة الجين الورمي (C-ONC) الموجود في DNA الخلية السوية قد يكون مكتنفاً في التميز الخلوي السوي وفي مراقبة النمو لأن محافظتها التطورية تشير إلى وظيفة طبيعية هامة.
  • جينوم (مجموع الجينات في الكائن الحي) الفيروس القهقري (حتى تلك دون (V_Oncs) تحتوي على تواليات نيكلوتيدية متكررة في كلتا نهاية DNA المتكاملة (المدموجة) متواليات الإعادة النهائية الطويلة هذه (LTR) تنظم الانتساخ، LTRs قد تكون قادرة على تنشيط طليعة الجينات الورمية وتحويلها إلى جينات وتكون مسببة إنهيار آليات المراقبة (تضخم الجينات، إعادة تنظيمات الجين والإزفاءات الصبغوية وهي آليات مقترحة لتنشيط الجين الورمي).
  • ربما تعمل عوامل أخرى (ربما عوامل خارجية) أيضاً بتنشيط طليعة الجين الورمي الخلوي، ليس معروفاً إذا تعامل مسبب تأثير على أي شيء أكثر من فعلة بالخطوة الأولى للتحول، ربما يبدأ العامل المسبب العملية ومن ثم تحصل العاقبة المتعذر اجتنابها للاستقلال الورمي دون مزيد من التنبيه.
  • وجدت طليعة جين ورمي معينة في مرضى ليس لديهم سرطانات بشرية نوعية رغم أن التسبيب لم يتم إثباته.

(1) مكون الورم C-myc يكون مترافقاً مع إزفاء (نقل) بين صبغيات (كروموسوم) 8 و 14 في ورم Burkitt اللمفي.

(2) الجين الورمي C-ras مترافق بفقد الذراع الصغير للصبغي (كروموسوم ) 11 في ورم Wilms. فيروسات DNA : هنالك القليل المعروف عن دور فيروسات DNA في تكون الأورام.

1- راموز فيروسات DNA المسرطنة للبروتينات المعينة التي هي متطلبات لاستحالة خلايا (Transformation) مثل مستضدات T لفيروس SV40 هذه المواد كالمنتجات البروتينية للجينات الورمية الفيروسية تكون مترابطة بالغشاء ولها فعالية أنزيم كيناز البروتينية.

2- إضافة لذلك فإن لجينوم فيروس SV40 أيضاً تواليات متكررة مثل LTRs الفيروسات القهقرية، هذه المتعاقبات التواليات متطلبة لانتساخ مستضدات T

د- دور عوامل داخلية المنشأ:

1) التغير من الطبيعية النظامية إلى الخباثة مترافق بزيادة عدم مرونة طرازات إنزيمية، أسباب ذلك غير معروفة، ولكن قد يكون لها علاقة لحقيقة أن الخلايا الخبيثة غالباً ما يكون لها من الريبوسومات الحرة أكثر مما في الخلايا الطبيعية.

2) إن من المحتمل أن تمر كافة الأورام خلال مراحل عندما تكون لا تزال معتمدة على عوامل فيزيولوجية، إلا أن هذا تم توثيقه فقط في حالات الأنسجة المعتمدة على الغدد الصماوية كثدي الأنثى. ومع مرور الزمن ونظراً لتقدم وتطور الورم فإن ورماً يفقد اعتماده على الغدد الصماء ويتوقف التداول الهرموي عن التأثير على نموه.

III- خصائص الأورام

- يمكن أن تنشأ مجموعات خلايا متكاثرة بصورة شاذة في أي جزء من الجسم. هنالك خصائص معينة مشتركة بين هذه الأورام في كلا المختبر (الزجاج) والكائن الحي، إضافة للمكونات الرئيسية الموجودة في كافة الأورام فالخصائص الهامة تتضمن قابلية التنسيل، الاستقلال، إمداد بالدم وفي أورام خبيثة، السعة لتنتقل.

(أ‌) المكونات: لكافة الأورام متن وسدى (Stroma).

1) المتن (Parenchyma) يشكل الخلايا الورقية المتكاثرة، المورفولوجيا المتينة تستبطن الاسم المخصص لورم والسلوك المتني يحدد ما إذا كان ورم حميداً أو خبيثاً.

2) السدي (Stroma) يشكل النسيج الضام الداعم ويوفر الإمداد بالدم الذي يتيح للورم أن ينمو.

(ب‌) قابلية التنسيل (Clonality) نظرياً يمثل الورم نسل خلية واحدة، نسيلة وفي كثير من الأورام تبدي كافة الخلايا نفس النمط النووي الشاذ ، وحتى عندما تكون عدة طرازات صبغية موجودة ، فإن الصبغيات الواصمة في كل خلية تشير إلى أن الجمهرات البديلة الثانوية المختلفة تشتق من خط جذع شائع ونورد فيما يلي أمثلة:

1) الغلوبولينات المناعية من ورم نقوي (ورم خلية بلازما) تظهر تجانساً خصائصياً لنسيلة مفردة.

2) لدى الإناث البشر طرازين من الخلايا: في إحداهما يكون الصبغي (×) الفاعل مشتق أمومياً وفي الآخر يكون مشتق أبوياً (من الأب) إذا كانت امرأة متغايرة الزيجوت بجين مرتبط بـ (×) يجب أن يتنامى لديها سرطان فإن كافة الخلايا السرطانية سوف تكون متغلقة بزيجوت متماثل الدلائل لذلك الجين مما يشير بشدة لنزول من طليعة شائعة.

(ج) الاستقلال: تبدي الخلايا الورمية تكاثراً غير مراقب، أي أنها مستقلة.

1) بصورة طبيعية تتحكم تأثيرات مثبطة بنمو الخلايا والتكاثر وهذا يفسر التوقف لحركة الخلايا الذي يحصل عندما تنمو خليتان في تضارب مزرعة نسيجية، الخلايا الورمية بالعكس تميل لتنمو فوق الواحدة والأخرى.

2) خاصية الاستقلال ربما تكون متعلقة بالحقيقة بأن الخلايا الورمية تظهر تغيرات المورفولوجيا (الشكل) وتركيب الغشاء وبالتالي في مقرات المستقبلة.

(د) الإمداد بالدم: نمو الورم الصلب يتطلب تطوير إمداد دم للورم، أي نوع حديث (لوعاء دموي). دون مثل هذا الإمداد للدم لا تستطيع الأورام أن تنمو لأكثر من 2 إلى 3 مم بالقطر.

1) أظهرت مختلف التجارب أن النوع الحديث للوعاء الدموي لا يتطلب تماساً مباشر بين خلية وخلية إما بين خلايا ورمية أو بين هذه الخلايا وخلايا بطانية في أوعية دموية قرب الآفة.

2) هنالك بروتين يسمى عامل تولد الأوعية في الورم يبثه انقسام الخلايا البطانية ونمو وعاء جديد تم اكتشافه.

(هـ) نقيلة (Metastasis) المميز الرئيسي للسرطان هو السعة ينتقل.

1) عندما تخضع نسيلة (Clone) ورمية لطفرة فإن المجموعات الثانوية المختارة الأكثر عدوانية تميل لتكون تلك التي لديها قدرة كامنة للانتقال (Metastasizing)

2) ليس فقط مثل هذه المجموعات الثانوية تستطيع التنقل بواسطة مجرى الدم أو اللمفيات بعيداً عن البؤرة الأولية للسرطان، ولكنها تستطيع أيضاً أن تنتقل لأعضاء غير تلك التي هي من مصدرها (مثلاً الكبد أو الرئة) أسباب هذه القابلية تبقى مجهولة. إلا أن مثل هذه الفئات الخلوية يجب أن تحصل على الطاقة لتعمية آليات الجسم الدفاعية إضافة لما لها من قدرة لاختراق أقنية لمفية ووعائية.

3) كل ورم يميل وينزع لأن يكون له مقرات ولوع للانتقال. بعض هذه الأنماط تكون محددة بمحض اعتبارات تشريحية، مثلاً تكون شبكة الأوعية الشعرية الرئوية بمثابة المنخل الوعائي الأول الذي يلتقط خلايا الورم داخل الشريان. إلا أن بعض أنماط نقيلة الورم تفسر فقط على أساس مقرات أكثر تفضيلاً لذلك الورم الخاص.

4) الأسس الكيميائية الحيوية للغزو والنقيلة (Metastasis) لها عدة عوامل:

(1)خلايا ورم خبيث تكون ملتصقة بصورة أقل إحكاماً (أقل شدة) من الخلايا الطبيعية السوية.

(2)محتوى الكالسيوم في جدار الخلية الخبيثة أدنى مما في الخلايا السوية.

(3)شحنة السطح السلبية للخلايا الخبيثة تنزع لتكون عالية والخلايا تنزع لتنفر الواحدة من الأخرى.

(4)بعض الأورام تبين أنها تنتج Hyaluronidase الذي قد يسهل الغز وعبر مادة النسيج الأساسية.


IV- استجابات المضيف المناعية للأورام الخبيثة

- تبين على الأقل في دراسات على الحيوانات أن تفاعلات المناعية الذاتية للخلايا السرطانية شائعة، إلا أن قابلية الخلايا السرطانية لتنبيه الآليات المناعية في البشر تكون عادة صغيرة لحد بعيد وربما غير هامة وبلا جدوى كآلية دفاع.

(أ‌) مستضدات الورم:

1) بعض المستضدات على سطح الخلايا السرطانية هي إلى حد بعيد نفسها كتلك على الخلايا السوية (مثلاً مستضدات نوعية بالعضو ومستضات توافق نسيجي).

2) معظم الخلايا السرطانية تبدو أنها تمتلك نوعيات مستضدية غير موجودة في الخلايا الطبيعية. بعض هذه النوعيات مثل مستضدات السرطان المضفي (CEA) (Carcinoembryonic) وألفا فيتو بروتين قد ينتجان عن إزالة الكظم (أنزيمات) عن أجزاء من الجين الذي يعمل بصورة طبيعية بالوظيفة في حياة مضغية (Embryonic) .

3) في دراسات حيوانية تم التعرف على مستضدات الورم القادرة على تنبيه مقاومة لطعم (غرسة) ورم في حيوانات سوية طبيعية. وهذه سميت انتيجينات نوعية بالورم أو انتيجنات مترابطة بزرع الورم حسبما إذا ما كانت موجودة فقط في خلايا ورم أو أيضاً في خلايا سوية.

(ب‌) دفاعات خلوية أو خلطية (Humoral)

1) نظراً لأن الأفراد الذين لديهم عوز مناعي عرضة لتنمية خباثات، فإن الجهاز الدفاعي المناعي السوي ضد الخباثة يبدو محتملاً وجوده في الأفراد الأسوياء، وقد انتجت دراسات مخبرية (في الزجاج) والحيوانات المعطيات التالية لدعم هذا الافتراض:

  • الخلايا التي يبدو أنها تخرب خلايا الورم تتضمن:

(1) الخلايا T السامة للخلايا التي تصبح متحسسة بمستضدات ورم نوعية.

(2) الخلايا K القاتلة التي تتعرف أيضاً على مستضدات نوعية.

(3) الخلايا الطبيعية القاتلة التي ليست متحسسة بصورة نوعية.

(4) البلاعم، بعضها ينشط بانترفيرون غاما وبعضها ينشط بصورة غير نوعية.

  • الغلوبولينات المناعية المثارة بمستضدات ورمية يبدو أنها تساعد في تخريب الورم بما يلي:

1) تنشيط المتممة.

2) غلالة خلايا الورم وبالتالي زيادة تخربها بواسطة خلايا قاتلة طبيعية وبلاعم (ماكروفيج).

3) عدة نتائج تناقش ضد مفهوم الترصد المناعي ضد الأورام.

  • الخباثات الموجودة لدى أشخاص لديهم عوز مناعي هي في الأغلب أورام لمفية، ليست السرطانات الظهارية (Epithelial) الشائعة مع معدلات حدوث عالية.
  • يمكن للآليات المناعية أيضاً أن تعزز نمو الورم وأيضاً تكافحه من خلال تأثيرات خلايا T المخمدة وعوامل إحصار خلطية Humoral غير مستعرفة يبدو أنها تعمل بواسطة معقدات المستضد- الضد.

ج) إمكانية المعالجة المناعية:

1) رغم أن الترصد المناعي قد يكون ضعيفاً لدرجة عدم الوجود فإن المعالجة المناعية للسرطان قد تصبح ممكنة، وخصوصاً في أورام معينة بوجود بينة قوية في المختبر عن استجابة مناعية للخلايا الورم.

2) لما كانت معظم وربما كافة الأورام ربما يكون لديها TSTAS (مستضدات نوعية للورم) فقد يكون ممكناً تنشيط آليات الدفاع المناعية الهامة لفعالية أعظم. شرع بتجارب سريرية مع Interferon ومع Interleukin-2 وكلاهما ينشط خلايا NK (القاتلة الطبيعية) ومع خلايا NK نفسها.

V– تشخيص السرطان

– تستعمل كثير من التقنيات في تشخيص الأورام الخبيثة.

أ‌) استعراف الخباثة: حالما يتم الاستعراف على آفة بأنها ورمية يكون الواجب الرئيسي لاختصاصي الباثولوجيا تحديد ما إذا كان الورم حميداً أم خبيثاً.

1) مظهر الآفة العياني للآفة قد يكون موحياً لدرجة الخباثة:

  • الآفات الحميدة عادة ينزع لينمو بالتوسع وضغط البنيات المجاورة وغالباً ينتج محفظة محددة بصورة جيدة.
  • الآفات الخبيثة – بالتباين: تميل لترتشح وتتسرب الأنسجة المحيطة بحيث لا تكون حدود الآفات منعزلة ومنفصلة ولا تتشكل أية محفظة.

2) المظهر الهيستولوجي (النسيجي) له أهمية تشخيصية رئيسية:

  • هنالك غزو لداخل الأقنية اللمفية والأوعية الدموية.
  • الكشم (فقد التمايز الخلوي) أو فقد التمايز هو مؤشر رئيسي للخباثة.

(1) من حيث المبدأ: الملمح الرئيسي للتقدم الورمي للخباثة هو فقد تدريجي لخصائص النسيج بالمصدر: أظهرت دراسات الباثولوجيا السريرية أن في كثير من أنماط السرطان كلما كان التمييز أفضل كلما كان الإنذار أفضل.

(2) في الممارسة تتراوح الأورام الخبيثة في مظهرها الهيستولوجي من أورام متميزة بصورة جيدة إلى كشمية بصورة وسمية. وبينما قد يشاهد مظهر متميز بصورة جيدة في ورم سليم أو خبيث، فإن الكشم عادة يدل عادة للخباثة.

(3) مظاهر الكشم هي التالية:

- تميل الخلايا لتكون متعددة الأشكال أي أنها تختلف بالحجم والشكل والخلايا الضخمة تكون شائعة.

- نويات الخلايا تميل أيضاً لأن تكون ضخمة بحيث تكون النسبة النووية على الهيولية أعلى من الطبيعي. قد تكون نويات متعددة وشامخة موجودة وتلازن (تكدس) الكروماتين يشاهد.

- أشكال الانقسام الفتيلي (Mitotic) عديدة وغالباً شاذة التحليل بالتنميط النووي يظهر بأن الكثير من الأورام الخبيثة. وليس جميعها يكون مختل الصيغة الصبغية مع عدد شاذ من الصبغيات.

ب‌) استعراف آفات محتملة التسرطن:

1) في كثير من الأجهزة إذا لم تكن في جميعها (مثلاً العنق، الرئة، القولون) بينت الدراسات السريرية الإمراضية أن التغير الورمي الأولي يمكن إدراكه في مرحلة سابقة للغزو. مثل هذه التغيرات قد تتطور خلال مدى زمن طويل.

  • وما إذا كانت كافة الأورام الخبيثة تنشأ عن آفات حميدة من ثم تخضع لتطور ن أو ما إذا كان بعضها خبيثاً بصورة عالية من البدء ذلك يكون قابلاً للمناقشة.
  • إلا أنه يبدو من المحتمل أن تكون كافة الأورام تمر عبر طور قبل الغزو حميداً، وحتى إذا كان هذا الطور غالباً غير مدرك سريرياً.

2) التبدلات المورفولوجية للسرطان تتيح للعين المدربة إدراك ليس فقط العملية الخبيثة الغازية، بل أيضاً الآفات السابقة للغزو ؛ سرطانة لابدة Carcinoma in Situ .

  • السرطانات اللابدة تكون عادة مدركة في خباثات ظهارية (ليس في ساركومة أو ورم لمفي) وهي تظهر مختلف التغيرات المورفولجية للخباثة، ولكنها تبقى ماخضة (مقتصرة على السطح الظهاري أو الغشاء المخاطي).
  • التطورات في الهيستوباثولوجيا والباثولوجيا الخلوية أتاحت الفرصة للتنظير الشعاعي للسرطان السابق للغزو (عادة عديم الأعراض) حالما مثل هذه الآفات تصبح مدركة يمكن معالجتها بفعالية.

ج) تحديد درجة وتصنيف مراحل الخباثات: هذه الإجراءات الإنذارية تحاول أن تعبر عن درجة الخباثة وعدوانية ورم كدليل عن سلوكه السريري وربما نتيجة المعالجة.

1) درجة ورم تصف مداه الهيستولوجي للكشم ومدى الغزو مستويات الدرجة 1- IV غالباً مستعملة.

2) مرحلة ورم تصف حجمه، مدى انتشار العقد اللمفية الموضعية ووجود أو غياب النقيلة (ميتاستاسيس)، عدة أجهزة لتحديد المراحل في الاستعمال.

  • جهاز TNM يعين مستوى T من 1 إلى 4 لحجم الورم، مستوى N ، 0-3 للاكتناف العقدي ومستوى M لـ 0 أو 1 للنقائل.
  • جهاز أبسط يضمن هذه المعلومات في مراحل 0 إلى IV .

3) تحديد المرحلة أثبت أنه أكثر فائدة سريرياً من تحديد الدرجة.

د) واصمات الورم:

1) في بعض أشكال السرطان وجد أن بروتيناً معيناً أو مادة أخرى كافية بصورة متماسكة في مصل مريض ، وأن المادة يمكن استعمالها لتقصي السرطان ، ولترصيد مرضى السرطان لأجل النكسات . قد تكون المادة نسخة مطابقة شاذة لمكون بالجسم معروف، فرط طبيعي أو معاودة العبارة لمادة مميتة أو مادة مضغية، هنالك مثالين تاليين:

  • في 40% إلى 90% من سرطانات كبد رئيسية، هنالك إجصاف (إنتاج معقدات من عناصر بسيطة) لألفا فيتوبروتين ؛ وهي مادة مصنعة بانتظام بتنمية خلايا كبدية مضغية (Embryonic) وليس بواسطة نسيج بالغ طبيعي.
  • الهرمون كالسيتونين المنتج بصورة طبيعية بواسطة خلايا مجاورة للجريب الدرقي (Thyroid) يرتفع في مصل مرضى لديهم سرطان درقية نخاعي (Medullary).

2) إيجاد جينات ورمية نوعية بالسرطان أو شذوذات صبغوية يمكنه أن يوفر واصم ورم إضافي نفيس ، إضافة لاستخدامه باستعمال تشخيصي أو بعد الاستعمال العلاجي ؛ مثل واصمات الورم المذكورة أعلاه، هذه الواصمات يمكن أن تكون مفيدة لاستعراف مرضى معرضين للسرطان.

VI - مظاهر سريرية

أ‌) كلا الأورام الحميدة والخبيثة يمكنها أن تنتج المظاهر التالية:

1) تستطيع أن تكون عديمة الأعراض وأن تكون ملاحظة بصورة عارضية بفحص جسدي أو بجراحة غير متعلقة أو بفتح الجثة.

2) تستطيع أن تنتج كتلة.

3) نستطيع أن تسبب إنسداداً.

4) نستطيع أن تسبب النزف. الأورام الحميدة تنتج عادة نزفاً بنمو تمددي وتآكل السطح الكاسي والتعرية ، وتغزو السرطانات على الأغلب أنسجة السطح الكاسية وبالتقرح كما في سرطانة غدة المعدة وارتشاح الأوعية الدموية وتمزقها.

5) تستطيع أن تنتج وظيفة شاذة.

  • مثلاً في أعضاء صماوية أي من ورم حميد أو خبيث يمكن أن ينتج هرمون نوعي مفرط لأن الورم ليس مرتبطاً بآليات رقابة ارتجاعية (Feedback).
  • الأعراض سوف تكون تلك الهرمونية المفرطة ، الأمثلة تتضمن فرط كالسيوم الدم من ورم غدي في الدريقة ومتلازمة كوشينغ من ورم غدي أدرينالي.

6) يمكن أن تتدخل بالوظيفة مثلاً ورم غدي نخامي حميد يمكن أن يحل محل الغدة السوية ويؤدي إلى حالات عوز هرمونية تخامية. وبصورة مماثلة فإن ورم دبقي (Glicoma) حميد هيستولوجياً في منطقة مهادية (Thalamic) من الدماغ يمكن أن تتوسع وتؤدي إلى وذمة دماغية، انفتاق (Herriation) وموت.

ب‌) مشاكل على الأغلب تحصل مع الخباثات تتضمن ما يلي:

1) فقر دم:

  • كعاقبة لفقد دم بدرجة قليلة، مزمن (مترافق عادة بأورام معدية معوية أو تناسلية بولية) ، فقر دم بعوز الحديد قد يكون مسؤولاً عن الأعراض الأولية (ضعف وتعب) للسرطان.
  • قد ينتج فقر الدم عن سوء تغذية، خصوصاً في سرطانات فموية ومريئية، أو عن استعاضة نقيلية للخلايا الحمراء المنتجة في نقي العظم.

2) سوء التغذية:

  • هذا كان في الأغلب ملاحظاً في مرضى لديهم سرطان في الرأس والرقبة أو السبيل العلوي المعدي المعوي، إلا أن كثيراً من مرضى سرطان آخرين قد عرضوا أيضاً سوء تغذية.
  • سوء التغذية أحياناً يكون مترافقاً بضائقة معدية، غثيان وإقياء ناتجين عن معالجة شعاعية ومعالجة كيميائية.
  • السرطانات قد تنتج أيضاً مواداً تتدخل بامتصاص الأمعاء أو تنتج القهم (فقد الشهية) رغم أنها مميزة خصائصها بصورة سيئة، فإن مثل هذه المواد مشكوك بوجودها بصورة قوية.

3) فقد الوظيفة يمكن أن ينتج عن تأثير الكتلة لسرطان أو عن الاستعاضة بنسيج طبيعي سوي.

4) متلازمات الأباعد الورمية (Paraneoplastic) هذه أعراض معقدات تشاهد في مرضى السرطان، والتي ليس سببها الورم أو نقائله أو هرمونات يفرزها نسيج منشأ الورم وفيما يلي نورد أثنين منها الأكثر شيوعاً:

  • إنتاج هرمون منتبذ:

(1) هرمونات ببتيدية مثل الهرمون الموجه لقشرة الكظر (ACTH) والهرمون المضاد لإدرار البول (ADH) قد تكون متزايدة ببعض أشكال بسرطان الرئة الأعراض المترابطة بفرط هرموني (مثلاً متلازمة كوشينغ، نقص صوديوم الدم) قد تصبح مشكلة سريرية مهددة للحياة.

(2) هذه المتلازمات تشير إلى أن تنظيم تمايز الخلايا يميل بنزعته لأن يكون بحالة خلل بطرق غريبة شاذة وغير متوقعة. هذه التغيرات ليست بصورة كاملة عشوائية إلا أنه لما كانت أنماط خاصة من الأورام تظهر نماذج خاصة من تمايز شاذ عن المألوف.

  • فرط الخثورية: وهذا ينتج عنه التهاب الشغاف الخثاري اللاجرثومي أو خثار وريدي.

5) العداوى شائعة في مرضى لديهم سرطان وقد تحصل لعدة أسباب:

  • ورم إنسدادي (مثلاً لقصبة) يمكن أن يؤدي إلى عدوى تالية للانسداد (مثلاً التهاب رئوي).
  • مقاومة مبدلة للمضيف: قد تسمح لكائنات حية عديمة الفوعة نسبياً (مثلاً بينت أمعاء جرثومي طبيعي) بالإضافة أيضاً لفطريات شائعة طفيليات أو فيروسات لتسبب عدوى وموت.

(1) عوامل سيرولوجية، في أورام ليمفومة وابيضاض الدم. الغلوبولينات المناعية السوية تكون ناقصة وينتج عن ذلك زيادة حساسية لشدة العدوى.

(2) عوامل خلوية:

- نقص تعدادات المحببات (Granulocytes) الناضجة الإجمالية يكون موجوداً في مرضى لديهم ابيضاض دم أو أورام أخرى مكتنفة نقي العظم وأيضاً غالباً يتبعون معالجة كيميائية مركزة، وظيفة العدلات وأيضاً التعداد الإجمالي يكون حرجاً لأن المحببات غير الناضجة (الفجة) تبلعم وتقتل الجراثيم بصورة أقل فعالية من الكريات البيضاء الناضجة. الشذوذات الكمية والكيفية لوظيفة العدلات تتضمن عيوب في الإنجذاب الكيميائي البلعمة والسعة المبيدة للجراثيم.

- مرضى الخباثات اللمفانية (خصوصاً مرض هودجكين) لديهم تبديلات في المناعة التي تتوسطها الخلية.

(3) المعالجة الكيميائية السامة للخلايا – لها تأثيرات ضارة هامة على كلتا وظائف الخلايا T, B مما ينتج عنه طهاية (Opsonization) متناقصة، إنحلال غير كاف للجراثيم، واستعدال معيب للذيفانات الجرثومية.

(4) الحائل الجلدي والمخاطي يمكن أن يكون ممزقاً بواسطة ورم أو بمعالجته (بالجراحة، الإشعاع) مزوداً بؤرة مرضية لاستعمار مكروبي وباب للغزو. إنهيار الأغشية المخاطية قد يؤدي إلى إنتان من بيت أمعاء سوي.

- سوء التغذية ترويج العدوى بالمساهمة بفقد كمال الجلد والحوائل المخاطية، اعتلال البلعمة وتخميد الوظيفة اللمفاوية.

- النبيت المكروبي – حوالي 80% من العداوى التي تحصل في مرضى السرطان تنشأ عن نبيت داخلي المنشأ. النبيت يمكن أن يتعدل بالمضادات الحيوية وعوامل المعالجة الكيميائية للسرطان. عندما تحصل مثل هذه التغيرات بالاقتران مع عيوب أخرى بالمضيف ويمكن أن ينتج عن ذلك عدوى تهدد الحياة.

6) اضطرابات مترافقة قد تكون ذات أهمية سريرية ووبائية إيبيديمولوجية. مثلاً في سرطانة نخاعية درقية. إيجاد عقيدة متعددة للورم أو خلايا مجاورة للجريب مفرط التنسج يشير بصورة قوية إلى وجود متلازمة ورم غدي متعدد ونظراً لأن أعضاء عائلة مصاب قد تكون أيضاً مصابة ويجب تقييمها أيضاً.


المصادر

  • Neoplasia Pathology Text Book
  • مقال المرحوم د. محمد نذير العظمة من مجلة خدمة المعلومات الدوائية (بعد أخذ الإذن من زوجته وأولاده)