داء غريفز

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تعريف

يُعَد داء غريفز أكثر أشكال فرط نشاط الدرق شيوعاً، وهو يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية بشكلٍ خاطئ ويسبب زيادة في إنتاجها لهرمون التيروكسين. يمكن أن يسبب هذا الارتفاع في مستوى التيروكسين زيادة كبيرة في معدل الجسم الاستقلابي، مما قد يؤثر في المريض في الكثير من الطرق، من المزاج إلى المظهر الجسدي، نادراً ما يهدد داء غريفز الحياة بالخطر، وعلى الرغم من أنه قد يحدث في أي عمر وعند الرجال والنساء على حدٍ سواء، إلا أنه أكثر شيوعاً عند النساء، وعادةً ما يبدأ بعد سن العشرين، ليست هنالك طريقة لمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الغدة الدرقية، إلا أن علاجات داء غريفز يمكن أن تخفّف الأعراض وتنقص من إنتاج التيروكسين.

الأعراض

تتضمّن أعراض وعلامات داء غريفز ما يلي:

  • قلق.
  • اهتياج.
  • صعوبة في النوم.
  • إعياء.
  • تسرع أو شذوذ في ضربات القلب.
  • رُعاش خفيف في اليدين أو الأصابع.
  • زيادة في التعرق.
  • حساسية للحرارة.
  • فقدان الوزن، على الرغم من الوارد الغذائي الطبيعي.
  • شعر جاف.
  • تضخّم في الغدة الدرقية (دراق).
  • تغيرات في الدورات الطمثية.
  • تبرز متكرر.

اعتلال العين في داء غريفز: من الشائع أن تظهر على العينين علامات خفيفة لحالةٍ تُعرَف باعتلال العين في داء غريفز؛ وفي هذه الحالة، تبرز كرتا العين إلى خارج حجاج العين الحامي لهما (جحوظ). يحدث ذلك عندما تتوذّم الأنسجة والعضلات خلف العينين وتسبّب تحرّك كرتي العين إلى الأمام. بما أن العينين قد تُدفعا كثيراً إلى الأمام، فقد يصبح سطح العين الأمامي جافاً. إن المدخنون المصابون بداء غريفز هم أكثر عُرضَةً بخمس مرات من غير المدخنين للإصابة باعتلال العين المرتبط بداء غريفز؛ وقد يكون ذلك لأن التدخين يثبّط امتصاص الأدوية المضادة للدرق التي تُستَخدَم لعلاج داء غريفز. يمكن أن يسبب اعتلال العين في داء غريفز

الأعراض والعلامات الخفيفة التالية:

  • زيادة في الدمع والإحساس بوجود رمل في إحدى العينين أو كلتيهما.
  • عينان محمرّتان أو ملتهبتان.
  • توسّع المسافة بين الحاجبين.
  • توذّم الأجفان والأنسجة المحيطة بالعينين.
  • حساسية للضياء.

وفي حالاتٍ أقل شيوعاً، يمكن أن يسبب اعتلال الجلد في داء غريفز الأعراض الخطيرة التالية:

  • قرحات على القرنية.
  • رؤية مزدوجة.
  • محدودية الحركات في العين.
  • رؤية ناقصة أو مشوّشة.

اعتلال الجلد في داء غريفز: يُعَد احمرار الجلد وتوذمه، الذي غالباً ما يكون على قصبة الساق والجزء العلوي من القدم، من العلامات غير الشائعة على الإصابة بداء غريفز، ويُدعى ذلك باعتلال الجلد في داء غريفز.

يجب على المرء رؤية الطبيب إذا ظهرت عليه أعراض وعلامات تدل على داء غريفز، وخاصةً الأعراض التالية:

  • تضخم الغدّة الدرقية.
  • بروز العينين.
  • قلق.
  • عدم تحمّل الحرارة.
  • رُعاش.
  • فقدان الوزن.

يجب الحصول على الرعاية الإسعافية إذا عانى المرء من أعراضٍ قلبية، تسرع أو شذوذ في ضربات القلب.

الأسباب

  • لا يعلم الأطباء سبب الإصابة بداء غريفز، في الحالة الطبيعية، يستخدم الجهاز المناعي البروتينات التي توجد بشكلٍ طبيعي (الأضداد) وكريات الدم البيضاء (الخلايا اللمفية) للمساعدة على التخلّص من الفيروسات، والجراثيم، والمواد الغريبة (المستضدّات) التي تغزو الجسم. أما في داء غريفز، فيهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية بشكلٍ خاطئ، لكن عوضاً عن تدميرها، ينبّه الضدّ الذي يدعى ضدّ مستقبل التيروتروبين (TRAb) الغدّة الدرقية لتنتج كميات كبيرة من الهرمون الدرقي.
  • الغدة الدرقية هي جزءٌ من الجهاز الصمّاوي، الذي يحتوي على مجموعةٍ من الغدد والأنسجة التي تنتج الهرمونات. تنسّق هذه الرُسل الكيماوية العديد من نشاطات الجسم، من الهضم إلى الاستقلاب إلى التكاثر. يؤثّر التيروكسين، وهو هرمونٌ تنتجه الدرقية، على العديد من أجهزة الجسم، ويشارك في التحكّم بمعدّل الاستقلاب.

المضاعفات

عندما ينتج الجسم الكثير من الهرمون الدرقي، سواء أكان ذلك بسبب داء غريفز أو غيره من الأمراض، فقد يؤدي ذلك إلى عدد من المضاعفات التي تتضمن ما يلي:

  • مشاكل قلبية:

إن بعض أخطر مضاعفات فرط نشاط الدرق تصيب القلب. ويتضمّن ذلك ارتفاع معدّل ضربات القلب، واضطرابٌ في نظم القلب يدعى الرجفان الأذيني، وقصور القلب الاحتقاني وهو حالةٌ لا يستطيع القلب فيها أن يضخّ كمية كافية من الدم لتلبية حاجات الجسم. ويمكن بشكلٍ عام الشفاء من هذه المضاعفات بالعلاج المناسب.

  • العظام الهشّة:

يمكن أن يؤدّي فرط نشاط الدرق الذي لا يتم علاجه إلى ضعف العظام وهشاشتها (تخلخل عظام). تعتمد قوة العظام جزئياً على كمية الكالسيوم والمعادن الأخرى التي تحتوي عليها. إن زيادة الهرمون الدرقي كثيراً يتداخل مع قدرة الجسم على تثبيت الكالسيوم داخل العظام.

  • نوبة تسمّم درقي:

يجعل فرط نشاط الدرق المرء مُعَرَّضاً لخطر الإصابة بنوبة التسمّم الدرقي، وهي اشتداد الأعراض والعلامات بشكلٍ مفاجئ يؤدّي إلى الحمى، وتسرع النبض، وحتى الهذيان. نادراً ما يحدث هذا النوع من المضاعفات، إلا أنه إذا حدث، فيجب طلب العناية الطبية الفورية.

العلاج

ليس هنالك علاجٌ يمكن أن يوقف الجهاز المناعي عن إنتاج الأضداد التي تسبب داء غريفز. لقد تم تصميم العلاجات التي تسيطر على أعراض داء غريفز للحد من إنتاج التيروكسين أو لحصر فعاليته. تتضمّن علاجات داء غريفز ما يلي:

حاصرات بيتا

غالباً ما تخفّف هذه الأدوية والتي تتضمّن بروبرانولول، وأتينولول، وميتوبرولول، ونادولول، من أعراض وعلامات فرط نشاط الدرق؛ كسرعة ضربات القلب، والعصبية، والارتعاشات. لا تشفي هذه الأدوية من داء غريفز؛ لأن الجسم سيستمر بانتاج كمية كبيرة من التيروكسين، على أن حاصرات بيتا تحصر بعضاً من تأثير الهرمون الدرقي. غالباً ما تُستَخدَم حاصرات بيتا بالتزامن مع أشكالٍ أخرى من العلاج.

الأدوية المضادة للدرق

تمنع هذه الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبية، بما فيها بروبيل ثيوراسيل، وميثيمازول، الغدة الدرقية من إنتاج كميات كبيرة من الهرمونات. عادةً ما يستمر العلاج بالأدوية المضادة للدرق لسنةٍ على الأقلّ. يسبب العلاج بالأدوية المضادة للدرق لمدة سنة أو سنتين بالنسبة لبعض المصابين بداء غريفز هجوعاً طويل الأمد للمرض، على أن النكس شائع جداً. وغالباً ما تُستَخدَم هذه الأدوية بالتوازي مع اليود المشعّ أو الجراحة للمساعدة في السيطرة على الأعراض. يمكن أن يسبب كلٌ من الدوائين أذية كبدية خطيرة، ويودي ذلك أحياناً بالحياة. لكن بروبيل ثيوراسيل قد سجّل عدداً أكبر من الحالات بكثير، لذا يجب استخدامه بشكلٍ عام فقط عندما لا يستطيع المريض تحمّل ميثيمازول.

العلاج باليود المشعّ

يحتاج الجسم لصنع الهرمون الدرقي إلى اليود ويستخدم أي شكل لليود يوجد في الدم. عندما يأخذ المرء اليود المشع، فإن اليود يتجمّع في الغدة الدرقية، وبمرور الوقت، يدمر النشاط الشعاعي الخلايا الدرقية مفرطة النشاط، مما يسبب انكماش الغدة الدرقية، وتتناقص المشاكل تدريجياً، وعادةً ما يكون ذلك في غضون عدة أسابيع إلى عدة أشهر. بما أن هذا العلاج يسبب تراجع نشاط الغدة الدرقية، فمن المرجح أن يحتاج المريض إلى العلاج بالتيروكسين لتزويد الجسم بكميات طبيعية من الهرمونات الدرقية.والجدير بالذكر أن العلاج لا يتطلّب المكوث في المشفى.

قد يزيد العلاج باليود المشعّ من خطر ظهور أعراضٍ جديدة أو تفاقم أعراض اعتلال العين في داء غريفز. وعادةً ما يكون هذا التأثير الجانبي خفيفاً ومؤقتاً، لكن قد لا يوصى بهذا العلاج إذا كان المريض يعاني أصلاً من مشاكل عينية متوسطة إلى شديدة. بعد العلاج باليود المشعّ، يُطرح اليود الذي لا يؤخَذ إلى داخل الغدة الدرقية، في البول واللعاب.

الجراحة

إذا كان المريض لا يتحمّل الأدوية المضادة للدرق ولا يريد الخضوع للعلاج باليود المشعّ، تصبح جراحة إزالة الغدة الدرقية (استئصال الدرقية) خياراً مطروحاً. ومن المرجح أن يحتاج المريض بعد الخضوع للجراحة إلى العلاج بالتيروكسين لتزويد الجسم بكميات طبيعية من الهرمونات الدرقية.

تتضمن خطورة هذه الجراحة أذية قد تصيب الحبال الصوتية والغدد جانب الدرقية؛ وهي غددٌ صغيرة تتوضع بجوار الغدة الدرقية. تنتج الغدد المجاورة للدرقية هرموناً يتحكّم بمستوى الكالسيوم في الدم. تكون المضاعفات نادرة الحدوث عندما تتم الجراحة تحت رعاية جرّاح متخصص في جراحة الغدة الدرقية.

علاج اعتلال العين في داء غريفز

إذا أثر داء غريفز على العينين، فيمكن للمريض أن يسيطر على الأعراض الخفيفة باستعمال الدموع الصناعية بحريّة خلال النهار، والهلامات المزلّقة خلال الليل، أما إذا كانت الأعراض أكثر شدة، فقد يوصي الطبيب بما يلي:

الأدوية

إن العلاج بالستيروئيدات القشرية التي تُصرَف بوصفة طبية، مثل بريدنيزون، يمكن أن يقلل من التوذّم خلف كرتي العين.

جراحة تخفيف ضغط الحجاج

يزيل الطبيب في هذه الجراحة العظم بين محجر العين (الحجاج) والجيوب؛ وهي الفراغات الهوائية المجاورة للحجاج، مما يعطي العين مساحة لتعود إلى موقعها الأصلي. تتضمن المضاعفات التي قد تحدث الرؤية المزدوجة وخدر الشفة.

جراحة عضلات العين

إن الالتهاب الذي يسببه داء غريفز يمكن أن يؤثر على عضلات العين، حيث يجعلها قصيرة لدرجةٍ لا تسمح فيها للعينين بمطابقة الرؤية كما ينبغي. في جراحة عضلات العين، يقوم الطبيب بقطع العضلة من مكان اتّصالها بكرة العين ومن ثم يعيد وصلها في الخلف أكثر. وقد يتطلب الأمر إجراء أكثر من جراحة واحدة.

المواشير

قد يعاني المريض من رؤية مزدوجة إما بسبب داء غريفز أو كأحد التأثيرات الجانبية للجراحة التي يتم إجرائها في داء غريفز. على الرغم من أنها لا تفيد جميع المرضى، إلا أن المواشير التي توجد النظّارات يمكن أن تصحح الرؤية المزدوجة.

العلاج الشعاعي الحجاجي

لقد كان العلاج الشعاعي الحجاجي في وقتٍ ما شائعاً لاعتلال العين في داء غريفز. تستخدم هذه المعالجة الأشعة السينية الموجّهة على مدى عدة أيام لتدمير بعض النسيج الذي يوجد خلف العين. اقترحت بعض الدراسات أن هذا العلاج لا يقدم أي فائدة للمرضى الذين يعانون من حالةٍ خفيفة إلى متوسطة من اعتلال العين في داء غريفز. قد يوصي الطبيب بالعلاج الشعاعي الحجاجي إذا كانت مشاكل العين تتفاقم ولم تكن الستيروئيدات القشرية التي تُصرَف بوصفةٍ طبية لوحدها فعالة أو لم يتم تحملها بشكلٍ جيد.

المصادر

http://www.epharmapedia.com/diseases/profile/757/%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D9%81%D8%B2.html?lang=ar