المكورات العقدية

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. جاد الله السيد محمود
المساهمة الرئيسية في هذا المقال

المكورات العقدية Streptococcal

العقديات هي جراثيم مكورة، اسمها مشتق من الكلمة اللاتينية "streptos"، والتي تعني السلسلة الملتوية، لأن هذه الخلايا العقدية تميل للارتباط ببعضها في هيئة سلاسل، والتي تظهر مثل عقد لؤلؤ عند فحصها تحت المجهر.

وتعد مع المكورات العنقودية المجموعتان الأساسيتان من الجراثيم المكورة إيجابية الغرام الممرضة للإنسان.

المكورات العقدية هي جراثيم إيجابية الغرام غير متحركة سلبية الكاتلاز. تتضمن سريريًا المكورات العقدية والمكورات المعوية.

شكلها بيضوي لكروي وتتجمع كثنائيات أو كسلاسل. معظمها لا هوائية متحملة للهواء، ذلك أنَّها تستخدم التخمر حتى بوجود الأوكسجين. وبسبب متطلبات تغذيتها المعقدة يستخدم لزراعتها عادةً وسط دموي غني.

تتضمن الأمراض التي تسببها هذه الجراثيم عداوى حادة للحلق والجلد، وهو ما تسببه المجموعة أ منها (المكورات العقدية المقيحة)؛ وكذلك استعمار للسبيل التناسلي عند النساء، ما يؤدي إلى إنتان عند حديث الولادة، وهو ما تسببه المجموعة ب منها ([[المكورات العقدية القاطعة للدر])؛ ويمكن أن تسبب التهاب الرئة أو التهاب الأذن الوسطى أو التهاب السحايا، وهو ما تسببه المكورات العقدية الرئوية؛ وقد تسبب التهاب شغاف القلب، وهو ما تسببه المكورات العقدية المخضرة.

التصنيف

تستخدم عدة تصنيفات لتصنيف هذه الجراثيم، فمثلًا يمكن تصنيفها تبعًا لخواصها الحالة للدم، وتبعًا لوجود مستضدات سطحية معينة تكشف بالمقايسات المناعية.

الخواص الحالة للدم على آغار الدم

تسبب المكورات العقدية الحالة للدم ألفا تغيرًا كيميائيًا في هيموغلوبين الكريات الحمراء في آغار الدم، ما يؤدي لظهور صبغة خضراء اللون تشكل حلقةً حول المستعمرة. أما المكورات العقدية الحالة للدم بيتا فتسبب انحلالًا شديدًا للكريات الحمر، ما يؤدي إلى حلقة شفافة حول المستعمرة.

أما مصطلح المكورات العقدية الحالة للدم غاما فيطلق على المكورات العقدية التي لا تسبب أي تغيرٍ أو انحلال لكريات الدم الحمراء.

التقسيم التقليدي للمكورات العقدية استنادًا إلى قدرة مستعمراتها على حل الكريات الحمر في وسط آغار الدم ما يزال يعد الخطوة الأولى في تصنيف المكورات العقدية.

التصنيف المصلي (تصنيف لانسفيلد)

لدى كثير من أنواع المكورات العقدية عديد سكريد في جدارها الخلوي، يعرف بـ المادة C، وهو مستضد يسهل استخلاصه. يصنف تصنيف لانسفيلد المكورات العقدية الحالة للدم بيتا في المجموعة A حتى U على أساس تلك المادة. وأهم مجموعتين من المكورات العقدية الحالة للدم بيتا هم المجموعة أ والمجموعة ب.

المجموعة أ

تتضمن المكورات العقدية المقيحة، وهي أهمها، ومن الأمراض التي تسببها:

  • التهاب البلعوم الحاد والتهاب اللبعوم واللوزتان.
  • القوباء.
  • الحمرة.
  • الإنتان النفاسي.
  • داء المكورات العقدية الغازية من المجموعة أ.
  • متلازمة الصدمة التسممية للمكورات العقدية.

ومن مضاعفاتها:

  • حمى رثوية حادة.
  • التهاب كلية وكبيبات حاد.


المجموعة ب

وتمثلها المكورات العقدية القاطعة للدر S. agalactiae. وتسبب هذه الجراثيم التهاب السحايا وإنتان الدم عند حديثي الولادة. كما تسبب في بعض الأحيان التهاب بطانة الرحم بعد الولادة، وفي حال ضعف الجهاز المناعي قد تسبب لها إنتان دم أو التهاب رئة.

أنواع أخرى

المكورات العقدية الرئوية

وهي مكورات غير متحركة ذات محفظة. لها ميل لتتجمع على شكل ثنائيات. وتعد السبب الأشيع للتسبب بالتهاب الرئة المكتسب من المجتمع. ومن الأمراض التي تسببها:

  • التهاب رئة جرثومي حاد.
  • التهاب أذن وسطى.
  • إنتان دم.
  • التهاب سحايا.

المكورات المعوية

تحوي المادة C وتتفاعل مع المجموعة D من المصل المضاد، لذلك كانت تعد في الماضي من المجموعة D حسب تصنيف لانسفيلد. لكن لاحقًا صنفت كجنس منفصل. تحوي نوعان من الجراثيم، Enterococcus faecalis and E. faecium.

يمكن أن تكون هذه الجراثيم حالة للدم ألفا أو بيتا أو غير حالة للدم. وهي ليست ذات فوعة كبيرة.

يمكن أن تسبب:

  • عدوى في السبيل البولي.
  • إنتان دم.
  • التهاب شغاف القلب.
  • عدوى في السبيل الصفراوي.
  • خراجات داخل البطن.

جراثيم عقدية من المجموعة D غير المكورات المعوية

وأهمها هي المكورات العقدية البقرية Streptococcus bovis. وتسبب أحيانًا عدوى في السبيل البولي أو التهاب شغاف القلب (ويترافق كثيرًا هذا الالتهاب الناتج عن هذه الجراثيم مع سرطان القولون).

المكورات العقدية المخضرة

تتضمن أنواعًا حالة للدم ألفا أو بيتا، تشكل جزءًا من الفلورا الفموية. وهي غير مفوعة نسبيًا، لكن العقدية الطافرة وباقي أعضاء المجموعة المخضرة يمكن أن تسبب تسوس الأسنان. ويمكن أن تصيب أيضًا الصمامات القلبية بعد أن تسبب تجرثم الدم، مسببةً التهاب شغاف القلب. ولذا فالمرضى المصابون بداء صمامي رثوي أو خلقي أو تصلبي يجب أن يتلقوا جرعات وقائية من البنسلين قبل الخضوع لإجراءات سنية.

المصدر

Richard A. Harvey, Lippincott’s Illustrated Reviews microbiology, third edition, Wolters Kluwer, P.P. 79-90.