التهاب الكبد الكحولي

من موسوعة العلوم العربية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


يعتبر الالتهاب الكبدي الكحولي Alcoholic hepatitis مجموعة أعراض تظهر معا في حالة الالتهاب الكبدي المتقدم والمصاحبة لطول شرب الخمور (كحول الإيثانول ethanol). والشخص المصاب بالتهاب كبدي كحولي يعاني من تكرار ارتفاع الحرارة وتضخم الكبد وتكسير خلايا الدم البيضاء وخلل في وظائف الكبد كاليرقان. مع وجود ارتفاع ضغط بابي يسبب الاستسقاء ونزيف في الأمعاء وتشوش عقلي. والالتهاب الكبدي الكحولي قد يصل إلي حالة تليف الكبد لو استمر المريض في تعاطي الخمر. والكحول في الجسم تجد أن كل أنسجته حتى العضلات بها إنزيمات لتؤكسد الكحول الإثيلي (الإيثانول). وأهم موقع لتحويل الكحول وتكسيره الكبد. ووجد أن النساء أكثر من الرجال تعرضا لأمراض الكبد الكحولي. وأهم سبب لظهور التليف الكبدي للمتعاطي للخمور نقص الكولين choline والميثيونين methionine في تغذيته. والإيثانول) الكحول) يتحول في الكبد إلي آسيتالدهيد الذي يدمر جدران خلايا الكبد علاوة علي زيادة الجذور الحرة المؤكسدة والمدمرة للخلايا. فنجد الأسيتالدهيد يدمر مادة glutathione التي تقاوم هذه الجذور الحرة وتحمي خلايا الكبد من التلف. ولاسيما في حالة الالتهاب الكبدي الكحولي. لهذا تفيد مضادات الأكسدة antioxidants كفيتامين Eوالزنك والسيلينيوم في حماية الخلايا الكبدية من تأثير هذه الجذور الحرة المدمرة لها. ويمكن لأدوية مضادات الغدة الدرقية (propylthiouracil) التي تقلل معدل التمثيل الغذائي القاعدي basal metabolic rate بالكبد مما يقلل الحاجة للأكسجين. لهذا تفيد في حالة الالتهاب الكبدي الكحولي. وسبب تليف الكبد وتشميعه أن تأكسد الإيثانول يقلل تأكسد الأحماض الدهنية (الدهون) مما يرسبها كحبيبات في الكبد. ويظهر تجميع الدهون في خلايا الكبد بعد تناول الخمر بعدة أيام. ولو أقلع المريض عن شرب الكحول تذوب الدهون وتحل مشكلة تشميع الكبد. ولو أن هذه المشكلة تعتبر حميدة, إلا أن الخلايا الكبدية المحملة بالدهون fatty acid ethyl esters تتمزق وتحدث التهابا وتليفا في الكبد يستمر لعدة شهور بعد الإقلاع عن شرب الخمر. وتفيد في سرعة العلاج من هذه الحالة من الالتهاب الكبدي الحاد، تناول أدوية glucocorticoids. والمرضي المصابون بالالتهاب الكبدي الوبائي C المزمن، نجدهم تزداد أكبادهم سوءا نتيجة الإدمان للخمر. مما يقلل مناعتهم ضد الفيروس نتيجة تفاعل الكحول معه. كما أن مدمني الكحول نجده يزيد سمية دواء acetaminophen (باراسيتامول) الذي يقلل معدل glutathione. فيتولد سمية قاتلة شديدة للكبد بعد تمثيل هذا الدواء به. مما يفضي لموت المريض. والمرأة التي تشرب الخمر أكثر عرضة من الرجل للآثار السيئة للكحول حيث يظهر عليها أعراض الالتهاب الكبدي الكحولي في أقصر وقت حتى ولو شربت كميات قليلة. والعلاج يتمثل في الإقلاع عن الخمور وتعاطي حقن فيتامين K وفيتامينات ومعادن وفولات وثيامين. وفي المراحل المتقدمة من المرض يلجأ المريض لزراعة الكبد. وفي حالات الالتهاب الكبدي البسيط يمكن للمريض تناول 100 جرام بروتينات مع الامتناع عن تناول الملح في حالة الاستسقاء. وتناول دواء ترنتال (Pentoxifylline) ليقلل لزوجة الدم ويقلل ارتفاع الضغط البابي. ويمكن تناول الإستيرويدات البنائية Anabolic steroids (oxandrolone) لأن لها قدرة علي تنشيط تصنيع البروتينات وإصلاح الخلايا. ويمكن تعاطي الإنسولين وهورمون جلوكاجون glucagon والجلوكوز. لأن لهم دورا في استعادة خلايا الكبد وتحسين وظائفه ومنع نقص السكر بالدم في حالة الالتهاب الكبدي الكحولي. ومن منشطات الكبد نجد أيضا، prostaglandins and malotilate. وColchicine لتتدخل عبر حركة نقل الكولاجين من السيتوبلازم بالخلايا إلي الفراغ خارجها مما يقلل صنع التليف. وال Sulfhydryl agentsتقلل من الجذور الحرة وتنشط تكوين مادة glutathione المنخفضة أصلا. وتستعمل مادة N-acetyl-L-cysteine (NAC) علي نطاق واسع لعلاج تسمم خلايا الكبد بمادة acetaminophen(باراسيتامول) ومادة سليمارين Silymarin النباتية التي من الفلافويدات.

مصدر

كتاب أمراض شائعة وعلاجها. لأحمد محمد عوف