حزام ناري

من موسوعة العلوم العربية
مراجعة 07:08، 22 أغسطس 2012 بواسطة سلام المجذوب (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'يصيب '''الحزام الناري''' جميع الأعمار، غير أنه أكثر انتشاراً عند كبار السن والأشخاص ذوي المناع...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يصيب الحزام الناري جميع الأعمار، غير أنه أكثر انتشاراً عند كبار السن والأشخاص ذوي المناعة المنخفضة.

ولا ينتقل هذا المرض (الحزام الناري) من المريض الى الإنسان السليم، غير أنه في حال دخول الفيروس (المنطلق من الحويصلات الجلدية) الى الجهاز التنفسي للانسان السليم فإنه يصاب بجدري الماء في حال كونه غير مطعم ضد الجدري المائي او لم يسبق له وان مرض به (اي انه لا توجد في جسمه اجسام مضاده لفيروس جدري الماء).

بداية المرض

يبدأ المرض بألم وحرقان في منطقة معينة من الجسم، وفي جهة واحدة، وهذا يؤدي الى التشخيص الخاطىء، اذ يعتقد الأطباء بأنه ألم ناتج عن مغص كلوي أو حصوة في كيس المرارة، او حتى التهاب الزائدة الدودية.

وكل مناطق الجسم (الجلد) معرضة للإصابة بالمرض، غير أن أكثر مناطق الجسم تعرضاً للإصابة هي: منطقة الصدر (الخلفي والأمامي) والرقبة والوجه (وكما ذكرنا سابقاً من جهة واحدة من الجسم).

وبعد حوالي يومين يحدث إحمرار شديد في الجلد، يليه ظهور حويصلات تحتوي على سائل، وبعدها تجف مكونة قشوراً، ثم تبدأ تلك القشور بالتلاشي حتى تختفي تماماً بعد اسبوعين تقريباً. غير أن الألم قد يستمر بعد عودة الجلد الى حالته الطبيعية لمدة شهور او سنين. وتسمى هذه الحالة “ألم عصبي ما بعد الحلأ” Post - herpetic Neuralgia وهذا يدخل المريض في حالة من الإكتئاب وعدم القدرة على القيام بأعماله اليومية (أي انه يُقعد المريض).

والغالبية العظمى من المرضى يصابون بالحزام الناري مرة واحدة في العمر، غير أنه سجلت بعض الحالات ظهر فيها الحزام الناري في مناطق اخرى من الجسم بعد عدة سنوات من الإصابة الأولى.

المضاعفات

ومن أهم مضاعفات هذا المرض: الألم العصبي ما بعد المرض، التهاب بكتيري للمنطقة المصابة من الجلد، التهاب الدماغ، فقدان حاسة الذوق والسمع والبصر، وذلك في حال اصابة العصب الثلاثي Trigeminal Nerve.

وغالباً يتم الشفاء من مرض الحزام الناري تلقائياً دون الحاجة الى استخدام العقاقير (عدا علاج الأعراض مثل الألم والحكة..). اما بالنسبة للأدوية المضادة للفيروسات فإنها تساعد في تقليل شدة المرض وحدته والوقاية من المضاعفات. وأهم وأبرز العقاقير المضادة للفيروسات والمستخدمة حالياً هو عقار Acyclovir المعروف تجارياً باسم Zovirax وهو متوفر في شكل مراهم وأقراص، ويجب تناولها في أسرع وقت ممكن.

وللوقاية من المرض يجب اتباع قواعد النظافة العامة، وعدم لمس جلد المريض لمنع انتقال العدوى، وبخاصة للنساء الحوامل.

اللقاح

وحالياً يتوفر في الأسواق نوعان من اللقاحات:

الأول خاص بجدري الماء ويعطى للأطفال والمراهقين ويمنع منعاً باتاً اعطاؤه للحوامل، والثاني خاص بالحزام الناري، ويعطى للأشخاص فوق سن 59 عاماً.

الحامل وجدري الماء

يتساءل الكثير من الناس عن التأثير السلبي الناتج عن اختلاط المرأة الحامل مع أطفال (أو أشخاص) مصابون بجدري الماء. وتعليقاً على ذلك أستطيع ان أقول إنه في حال كون المرأة الحامل غير مطعمة ضد جدري الماء في صغرها، أو لم يسبق وأن أصيبت به (أي أنه لا توجد في جسمها أجسام مضادة لفيروس جدري الماء)، فإنها في حال تعرضها للعدوى بهذا المرض، فالنتيجة قد تكون خطيرة جداً، وقد يصل بها الأمر في حالات نادرة الى الموت من جراء إصابتها بالتهاب الرئة الناتج عن العدوى. وأما بالنسبة للجنين (الطفل) فقد يصاب بإحدى الحالتين: "متلازمة جدري الماء الخلقية" أو جدري الماء. أما اصابة الحامل بالحزام الناري فليس له أي نتائج خطيرة على الجنين. وقد أشارت الأبحاث الى أن أكثر من 90 بالمئة من النساء الحوامل لديهن المناعة (أجسام مضادة) ضد فيروس جدري الماء. وهذا يعني أنهن اكتسبنها إما عن طريق العدوى أو التطعيم في الصغر.

ويبلغ معدل اصابة الحوامل بجدري الماء نحو ثلاث من كل ألف امرأة حامل. ويصاب نحو 15 بالمئة منهن لاحقاً بالتهاب الرئة (ويبلغ معدل الموت من التهاب الرئة نحو حالة من كل أربع حالات).

وأما بالنسبة للجنين، ففي حالة إصابة الحامل بجدري الماء قبل العشرين أسبوع الأولى للحمل، فقد يصاب 2 بالمئة من أجنتهن بمتلازمة جدري الماء الخلقية، والتي تتمثل بمشاكل في تطور العينين والأطراف وصغر حجم الرأس، وتندب الجلد Scarring، اضافة الى تلف الدماغ. غير أنه في حال اصابتها بعد هذه الفترة من الحمل، فلا يصاب الجنين بهذه المتلازمة، غير أنه قد يصاب بجدري الماء وهو في رحم أمه، وهذا قد يؤدي بدوره الى إصابة الطفل بمضاعفات خطيرة خلال الأيام أو الأشهر القليلة الأولى من حياته. أما في حال اصابة الأم بجدري الماء خلال الخمسة أيام الأخيرة قبل الوضع أو خلال يومين بعد الولادة، فإن الوليد قد يصاب بجدري الماء المنتشر Disseminated والذي يؤدي الى الوفاة بنسبة 25 بالمئة من هذه الحالات.


العلاج

في حال اختلاط الحامل بأطفال (أو أشخاص) مصابون بجدري الماء، يقوم الطبيب المختص بطلب فحص دم للتأكد من وجود أجسام مضادة لفيروس جدري الماء في جسمها، وكما أشرنا سابقاً فإن أكثر من 90 بالمئة من النساء الحوامل لديهن المناعة ضد فيروس جدري الماء. وفي حال عدم وجود هذه الأجسام (أي عدم وجود مناعة ضد المرض)، فقد يلجأ الى حقن الحامل بغلوبلين مناعي Immunoglobulin يحتوي على أجسام مضادة ضد حدري الماء، شريطة أن تحقن الحامل خلال الـ 96 ساعة الأولى بعد الاختلاط مع المريض المصاب بجدري الماء.

أما في حال اصابة الحامل بالجدري المائي، فيجب تناولها الأدوية المضادة للفيروسات للتخفيف من حدة المرض وتجنب مضاعفاته الخطيرة. وهذه الأدوية لا تشكل خطراً على الجنين. أما بالنسبة للوليد الذي تصاب أمه بجدري الماء خلال الخمسة أيام الأخيرة قبل الوضع، أو خلال يومين بعد الولادة، فيجب حقنه بغلوبلين مناعي بعد الولادة. غير ان الطفل الذي يصاب بجدري الماء خلال الأسبوعين الأوائل من حياته فيجب علاجه بالأدوية المضادة للفيروسات عن طريق الوريد.

وكما ذكرنا سابقاً يمنع منعاً باتاً إعطاء الحامل اللقاح الخاص بجدري الماء، وذلك بسبب الخطر المحتمل على الجنين